اهل السودان واهل مصر وشمال افريقيا الذين يأتون عن طريق الجو هل يجوز لهم ان يحرموا من جدة لصعوبة الاحرام في الطائرة؟ الجواب ان النبي صلى الله عليه وسلم محددة لحجاجي بيت الله ومعتمريه حدودا مكانية هي المواقيت المكانية. وقال صلوات الله وسلامه عليه هن لهن ولمن مر عليهن من غير اهلهن ممن اراد الحج او العمرة. ولما فتح العراق وجاء الناس يسألون الخليفة الراشد عمر الفاروق رضي الله عنه وقالوا ان ميقات اهل نجد قرن جور عن طريقهم فقال انظروا حذوها من طريقكم فمن مر بميقات احرى منه وان لم يكن من اهل ذلك الميقات فاذا لم يمر بميقات احرم بمحاذاته اي موازنته فمن جاءني مصر او المغرب او الشمال الافريقي او اوروبا عن ذلك الطريق فانه اذا حاذ ميقات اهل الشام ومصر والمغرب الذي هو الجحفة وهو بجانب رابغ الان. اذا حاذاهم في البحر احرم فان كان قادما من بورسودان اي انه بخط مستقيم ليس مائلا متجها الى جدة ففي هذه الحالة لا يمر بميقات ولا يحاذيه فميقاته جدة لانها توازي اقرب المواقيت الى مكة وهو وادي قرن المنازل. من حيث المسافة واما ان الاحرام في الطائرة صعب فليس الامر كذلك فان الاحرام في الطائرة سهل بحمد الله ما زال الناس منذ وجدت الطائرات وهم يحرمون في الجو اذا فقدموا الى مكة شرفها الله اذا حاذوا المواقيت كالذين يخدمون من الرياظ او المنطقة الشرقية في المملكة او من الشمال في المملكة او من الشرق الجنوبي في المملكة كلما قدم قادم منهم وحاض المواقيت المعدة لاهل تلك الجهة احرمهم في وامر ذلك متيسر بحمد الله وما على الانسان الا ان يتهيأ عند ركوب الطائرة بتجهيز ملابس احرامه ثم لا مشقة عليه ان شاء الله في تجرده من ملابسه ولبسه ملابس الاحرام. فمن تعدى ذلك وتجاوزه فان الصحابة رضي الله عنهم افتوا بان عليه ان يذبح هديا لفقراء مكة لارتكابه محظورا من محظورات الاحرام وهو تجاوز فوز الميقات بدون احرام وبالله التوفيق