بعد ان بلغ من الكبر عتيا وخط الرأس شيبا فرزقه الله عز وجل غلاما واصلح له زوجه وكذلك ابراهيم عليه الصلاة والسلام وهذا ليس مخصوصا بانبياء الله لكنهم دعوا وابتهلوا الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول السائل احسن الله اليك لديها سؤال ملح وطالما فكرت فيه ولم تجد له جوابا وسؤالها تقول لماذا يودع المولى عز وجل في امائه غريزة الامومة قبل ان يصبحن امهات ولما الفتاة التي لم يقدر لها المولى عز وجل ان تكون اما تشعر بعاطفة الامومة كسيل يجتاح حياتها وهي لا تستطيع من الامر فكاكا وليس لها في دفعه حيلة من مقتضى عدله سبحانه وتعالى انه لا يودع في عبيده غرائز لا يقدرون عليها. تقول هي فتاة تجاوزت الثلاثين من العمر لكن لا تفهم حكمة الله سبحانه وتعالى في ان لا يصرف عنها غريزة الامومة فهي تقتلها كلما سمعت صغيرا ينادي اما تقول لا اتفهم لماذا اتعذب بامر ليس لي فيه حيلة تقول في الفترة الاخيرة اخشى ان نكون وقعت في محظور الاعتداء في الدعاء لانني اصبحت ادعو ربي بان ينزع من قلبي هذه الغريزة لانها تعذبها كثيرا. فهل عملها صحيح؟ تقول ارجو منكم التعليق او الافادة والبيان والتوضيح وفقكم الله لكل خير الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء من اهل السنة والجماعة وجوب الصبر على اقدار الله المؤلمة والمتقرر عند العلماء ان لله عز وجل ان يبتلي عباده بما يراه مما تقتضيه حكمته وعلمه وخبرته تبارك وتعالى في خلقه والمتقرر عند العلماء استحباب الرضا بالقضاء والمتقرر عند العلماء حرمة التسخط على قضاء الله عز وجل وقدره سواء اكان تسخطا عمليا او قوليا والمتقرر عند العلماء ان ما اصاب الانسان في هذه الدنيا فانه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه فلا ينبغي للانسان ان يتضجر من قضاء الله عز وجل وقدره فانه لا يعلم عاقبة ذلك. وعلى الانسان ان يذعن لقضاء الله اذا قال فشيئا مما يريده ويهواه وان يصبر وان يحتسب وان يظهر الرضا وان يعود نفسه على الرضا بالقضاء وان يكف لسانه وجنانه وان يكف لسانه وجنانه وجوارحه عن التصرف بشيء مما لا يليق التصرف به عند نزول مثل هذه الاقدار وان يتذكر دائما قول الله عز وجل انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب وقول الله تبارك وتعالى واصبروا ان الله مع الصابرين واصبروا ان الله يحب الصابرين ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ومن اعظم انواع الاحسان الصبر ويقول الله ويقول الله تبارك وتعالى يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون وليس بالضرورة ان غريزة الامومة او غريزة الابوة تكون مقترنة بوجود الاولاد. فربما توجد هذه الغريزة ولا يوجد الاولاد ابتلاء وامتحانا من الله عز وجل اولا ترين ان جميع اولاد النبي صلى الله عليه وسلم وهو احب العباد الى الله قد ماتوا بين يديه. وشاهد ايام موتهم وذرفت دموعه صلى الله عليه وسلم وهو يدفنهم ومع ذلك صبر واحتسب ولم يدعو ربه ان يخرج من قلبه غريزة الابوة. فانما تحسه الام من غريزة الامومة شفقة ورحمة باولادها. وتطلعا جودهم هو ما يحس به الاب من غريزة الابوة. فعليكم الصبر. وعليكم التسلي ببعض ببعض العبارات والالفاظ التي شرعت لكم في مثل ذلك كقول الانسان كقول الله عز وجل الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا انا اليه راجعون. وفقد الولد ابتداء او انقطاعا هذا من المصائب ابتداء يعني انه لا يولد لهم اصلا. وانقطاعا يعني انه يولد ولكن يموت بين ايديهم صغيرا او كبيرا. فهذه مصيبة عظيمة. من اتقه الله عز وجل الصبر عليها واحتساب الاجر فيها فان الله قد اراد به خيرا ولا ننسى قصة الخضر مع موسى في قضية الغلام الذي قتله الخضر وهو لا يزال صغيرا فقال موسى اقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا. ثم بين له الخضر بعد ذلك بان الله اوحى اليه ان هذا الغلام لو كبر لكان شقاء على والديه. افتظنين ان والدي هذا الغلام لم يبكيان بعد معرفتهما بان فلانا قد قتل ولدهما الصغير؟ الجواب بلى ولكن بكاؤهما المنقطع خير من بكائهما في بسبب اشقائه لهما وبسبب تعذيبه لهما فلا يدري الانسان عن خيرة الله فما لو رزقه الله اولادا لكانوا سببا لشقائه وامراضه وعذابه في حياته وربما كانوا سببا لدخوله في النار. كما قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم فاحذروهم فلنترك الامر لله عز وجل فهو الذي يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور او يزوجهم ذكرانا واناثا ويجعل من يشاء عقيما ولد يرزقه الله قد يرزق الله عز وجل الوالدين ولدا عقيما. يجعلنا ذلك نشكك في حكمة الله او نتسخط على قضاء الله وقدر الله هذا لا يجوز ابدا فعلينا ان نكف السنتنا يا اختي. عن مثل هذه العبارات او عن سؤال الله عز وجل لما فعلت بنا كذا ولم تقدر علينا كذا ولم تعذبنا بكذا؟ فهذا من جملة الامور المحرمة ومن جملة ما يشعر بوجود في تسخط القلب وتضجره وعدم الصبر على على اقدار الله. والله عز وجل يقول ان كل شيء خلقناه بقدر. ويقول الله عز وجل وكان امر الله قدرا مقدورا. ويقول الله عز وجل ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهد قلبه. قال الامام علقمة رحمه الله تعالى هو الرجل تصيبه المصيبة في علم انها من قضاء الله وقدره فيرضى ويسلم. فارضي بما قسم الله لك سلمي واعلمي ان امر المؤمن كله له خير ان اصابته سراء فشكر كان خيرا له وان اصابته ضراء فصبر كان خيرا فما مسك من الضر بسبب عدم الاولاد مع وجود عظيم غريزة الامومة في قلبك انما هو ابتلاء. وامتحان يختبر الله عز وجل به ايمانه وصبرك وثقتك وتوكلك على الله. ولا تدرين عن مستقبل الايام فلعل الله عز وجل ان يرزقك كما رزق زكريا على كبر من السن وسألوا الله عز وجل ان يرزقهم الولد الصالح فرزقهم واستجاب لهم. فاكثري من دعاء الله عز وجل. وانطرحي بين يدي لله عز وجل عند عتبة باب الكريم ولن يخيبك الله ولكن احذري احذري يا اختي واني لك ناصح وعليك لمشفق يجب عليك ان تحذري من بعض العبارات التي لا تنبغي لما توجد غريزة الامومة في قلبي وقد حرمني الولد لما يفعل بي كذا لما قدر علي كذا فهذه العبارات لن ترفع هبة ولن تجبر قلبا ولن تروي ولن تشفي عليلا ولن تروي غليلا وانما تذهب الاجر والثواب. فالولد لم يأتي والثواب لم يكتب بما انك حرمتي من واحدة فلا تحرمي من الاخرى ببعض العبارات التي لا تنبغي فته بي يا اختي الى الله. توبي الى الله وانا اعلم ان هذا الكلام انما صدر منك بتلك العاطفة التي توجد في قلبك وهي عاطفة عظيمة ولكن ينبغي لك ان تحاولي ما استطعت ان تكفي هذا اللسان وتكفي الجوارح عن بعض تعالي اول الاقوال التي لا تنبغي في حق الله فربك حكيم عليم لا لا يريد ان يظلم عباده وما ربك بظلام بظلام للعبيد الله عز وجل قد حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما فاياك ان تسيئي الظن بربك وعليك ان تحسني الظن فيه تبارك وتعالى. اسأل الله ان يرزقك الولد لصالح اسأل الله عز وجل في هذه الساعة المباركة ان يرزقك الولد الصالح. اسأل الله عز وجل في هذه الساعة المباركة ان يرزقك الولد الصالح الذي يعينك على دنياك والله اعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد