الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم احسن الله اليكم فضيلة الشيخ هذا السائل يقول هل عصاة الموحدين يطلق عليهم فاسقين؟ والفاسق لقب يطلق على من الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء ان الوصف بالفسق ينقسم الى قسمين الى فسق اكبر والى فسق اصغر. كالشرك ينقسم الى اكبر واصغر والكفر ينقسم الى اكبر واصغر والنفاق ينقسم الى اكبر واصغر والاثم. ينقسم الى اثم اكبر والى اثم اصغر. وهذه من اعظم الاشياء التي بها اهل السنة الخوارج فان الخوارج لا يقسمون الكفر الى قسمين ولا الشرك الى قسمين ولا النفاق الى قسمين ولا الفسق الى قسمين وانما الفسق والنفاق والشرك والكفر عند الخوارج كفر اكبر وشرك اكبر ونفاق وفسق اكبر. وقد جانبوا بذلك الادلة الواردة في الكتاب والسنة. وبناء على ذلك فلا يوصف الانسان بانه فاسق الفسق الاكبر الا اذا ارتكب شيئا يخلع ربقة الاسلام من عنقه بالكلية لان معناه الفسق الاكبر هو بمعنى الشرك الاكبر وبمعنى الكفر الاكبر وبمعنى النفاق الاكبر. فاي ذنب يجيب خروج العبد من دائرة الاسلام بالكلية فيوصف فيوصف حينئذ بالفسق الاكبر. وهو الفسق المطلق في القرآن في قوله واولئك هم الفاسقون فالله عز وجل اذا اطلق الفسق في القرآن فانما يحمل على الفسق الاكبر الا بقرينة سياق او دلالة حال واما الفسق الثاني فهو الفسق الاصغر. وهو الفسق الذي ينقص كمال الايمان الواجب ولكن لا ينقذ اصل الاسلام من القلب ولا يوجب خروج العبد من دائرة الاسلام بالكلية. ولكنه ينقص مؤشر ايمانه الواجب. فيبقى ذلك مستحقا للعقوبة اذا شاء الله عز وجل ولكن يبقى له وصف الاسلام. وبناء على هذا التفصيل نقول ان فساق اهل القبلة الذين ارتكبوا فسقا اعتقاديا لا يوجب خروجهم عن ملة الاسلام. او ارتكبوا فسقا عمليا لا يوجب خروجهم عن ملة الاسلام فيوصفون بانهم فساق ولكن لا نعني بفسقهم الفسق الاكبر وانما نعني بفسق اسقيهم الفسق الاصغر. واما حالهم واما حالهم في الدنيا فنعتبر عفوا واما حالهم في الدنيا فنعتقد ان انهم مؤمنون ناقص الايمان. فهم مؤمنون بما بقي معهم من الاسلام والايمان. وفساق بما اتهم بسبب ارتكابهم للذنب الموجب لتفسيقهم. ولكن يجب علينا الا ان ولكن يجب وعلينا ان نعتقد انهم ليسوا بكفار. لان الفسق الذي يوصفون به انما هو الفسق الاصغر والفسق الاصغر يوجب الخروج عن ملة الاسلام. واما احوال واما حالهم في الاخرة فانهم تحت مشيئة الله عز وجل. فان شاء الله عز وجل غفر لهم فسقهم الاصغر ابتداء وادخلهم الجنة برحمته وان شاء عذبهم في النار بقدر فسقهم فيخرجون منها لانتهاء فترة العذاب او بشفاعة احد من الناس بعد اذن الله ورضاه ثم يدخلون الجنة انتقالا ولا يخلد في النار احد ممن معه اصل الايمان والاسلام والخلاصة من هذه الفتية اننا نصف مرتكب الكبيرة بالفسق لكن انما اهو الفسق الاصغر الذي ينقص كمال الايمان ولا يقتلع جذور الايمان والاسلام من القلب او يوجب الخروج والردة عن ملة الاسلام والله اعلم