ومن المسائل ايضا ان قلت وهل يسن رفع اليدين حال دعائها؟ الجواب في ذلك خلاف بين اهل العلم رحمهم الله تعالى والقول الصحيح تعرفونه بتقرير قاعدة في الدعاء. وهي ان الاصل في كل دعاء رفع اليدين الا المواضع التي ثبت دعاء النبي صلى الله عليه وسلم فيها ولم يرفع يديه فصارت المواضع ثلاثة مواضع. موضع دعا ورفع فهذا يرفع بلا خلاف وموضع دعا ولم يرفع. فهذا نقول فيه لا ترفع. كالدعاء في السجود والدعاء في الخطبة في غير الاستسقاء. هذه مواضع دعاء وليس فيه رفع. طيب ومواضع مسكوت عنها. اما دعا او رغب بالدعاء فيها ولم يثبت عنه لا انه رفع ولا انه لم يرفع فهذا الموضع المسكوت عنها نرده الى اصله وهو يرفع. وبناء على ذلك فالقول الصحيح انه يرفع. لم؟ لان دعاء الاستخارة من التي ثبت الترغيب فيها ولم يثبت عنه لا انه رفع ولم يرفع فنردها الى الاصل. فان قلت ولماذا قررت ان الاصل رفع اليدين في الدعاء فاقول لقول النبي صلى الله عليه وسلم في بيان الرجل الذي رد دعاؤه مع انه حقق جميع الاسباب ومن جملة الاسباب قال يمد يديه. فهذا دليل على ان صفة الداعي الذليل هو مد اليدين. يعني ان هذا الرجل قال يا رب اذا الح. قال يمد يديه. اذا مد اليدين هو شأن الدعاء. ولانك تسأل وصفة السائل الدليل ان يمد للمسؤولين يديهم فالقول الصحيح ان شاء الله انه لا بأس برفع اليدين فيها. لكن من كان يرجح منكم قول ابي العباس ابن تيمية وهو ان الدعاء قبل سلامها فلا يشرع حينئذ رفع اليدين فيها