قولوا احسن الله اليكم هل يشترط في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حضور القلب؟ يقول علما ان ذلك قد يصعب اذا كان المرء يكثر من هذا الذكر. الحمد لله رب العالمين وبعد يا اخواني بهذه المناسبة اريد ان اعطيكم قاعدة نافعة في هذا الباب جدا من اعظم القواعد نفعا فيه. ولكن قبل ان اقولها لكم اريد ان ابين لكم وفقكم الله ان ان التعبدات ينظر لها باعتبارين. باعتبار اصل صحتها وباعتبار كمال ثوابها تفاوته فليس من شرطي فليس من شرطي. اصل الصحة حضور القلب في الاذكار المأمور بها. فاي ذكر امرك السارع به امر ايجابي او امر استحباب فليس من شرط صحته حضور القلب حال النطق به. وليس من شرطه كمال تدبره او تعقل معناه عند النطق به فاذا قال السارع اذا اردت الوضوء فسم الله فاذا سميت الله عز وجل وتحركت شفتاك بلفظ التسمية فان اصل الوضوء صحيح وحتى وان لم يتفق قلبك وتدبره وتعقله مع ما نطق به لسانك فبناء وبناء على ذلك فلا بد ان تعلموا هذه القاعدة. وهي ان حضور القلب في الاذكار شرط لكمالها لا لاصل صحتها ان حضور القلب في الاذكار شرط لكمالها اي لكمال الثواب فيها. لا لاصل صحتها. فكل ذكر امرك سارعوا به فمتى ما نطقت به ومتى ما تحركت به شفتاك ولسانك فقد ثبت لك اصل الصحة ولكن الثواب يتفاوت بتفاوت اقتران القلب تعقلا وتفكرا وتدبرا وتأملا فيما نطق به اللسان. فحضور القلب شرط في كمال الثواب في اصل الصحة احفظوا هذه القاعدة وفقكم الله واعيدها مرة اخرى. الاذكار التي امرك الشارع بها امر ايجاب او استحباب حضور القلب حضور القلب شرط في كمال ثوابها لا في اصل صحتها. وعلى ذلك امرك السارع بقراءة الفاتحة في الصلاة فلو ان الانسان تحركت شفتاه ولسانه بحروف الفاتحة وكلماتها لصحت صلاته ولكن هل له اجر كاجر من قرأ الفاتحة بكمال التدبر والتخشع والخضوع؟ الجواب لا. فكلاهما يتفقان في اصل الصحة لوجود النطق ولكن يتفاوتان في الاجر والثواب لتفاوت حضور القلب. وبناء على ذلك فكأني بك عرفت جواب سؤالك. وهي ان الانسان اذا سمع الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم. ثم صلى وسلم على رسول الله وتحركت شفتاه ولسانه بالصلاة والسلام على رسول الله ثبتت اصل صحة هذا التعبد وثبت اصل الاجر والثواب له. لكن ليس كاجر من صلى وسلم على رسول الله حاضرا. قال قلبه متأملا جنانه متدبرا هذه الصلاة وعارفا لمعانيها ومدلولاتها. فاذا وان اتفقا في اصل الثواب والصحة الا انهما يتفاوتان في الاجر والثواب على حسب تفاوت ما في القلب. والله اعلم