الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم يقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الفاضل نفع الله بعلمكم ووفقكم ما حكم هذه العبارة؟ لا طاعة لرئيس في معصية القانون الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء من اهل السنة والجماعة ان الطاعة انما تكون في المعروف. فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق هذا هو اللفظ الصحيح لهذه القاعدة. كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم انما الطاعة في المعروف. لا طاعة لمخلوق فيما معصية الخالق ولان المتقرر عند العلماء ان كل من امرك الله عز وجل بطاعته فان ما له مطلق الطاعة لا الطاعة المطلقة. فالله عز وجل امر الشعوب بطاعة حكامها اذا امروهم بطاعة الله عز وجل ورسوله. فالطاعة التي خولها الله عز وجل للحاكم وامر الشعوب بها انما هي مطلق الطاعة لا الطاعة المطلقة. وكذلك الطاعة التي امر الله عز وجل بها الاولاد لوالديهم فانما الوالد له مطلق الطاعة لا الطاعة المطلقة. وكذلك الطاعة التي امر الله بها الزوجة تجاه زوجها فالزوج على زوجته ان ما له مطلق الطاعة لا الطاعة المطلقة. لان العلماء مجمعون على ان طاعة المطلقة انما تكون لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم. لقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اطيعوا طه اي الطاعة المطلقة. ثم قال واطيعوا الرسول اي الطاعة المطلقة. ولما جاء في حق ولاة الامر لم يكرر لفظ الفعل اطيعوا وانما قال واولي الامر منكم فعطف طاعة ولاة الامر على طاعة الله ورسوله وهذا اشارة الى ان ان ولاة الامر ان ما لهم مطلق الطاعة في المعروف لا الطاعة المطلقة. فالحكام لا يجوز ان يطيعهم احد في معصية الله عز وجل وانما يطاعون فيما اذا امروا بما لا يخالف شريعة الله تبارك وتعالى. هذا بالنسبة لاصل المسألة واما هذه الكلمة في قول في قولهم لا طاعة للرئيس في معصية القانون فاننا نقول فيها انه لا يجوز للرئيس اصلا ان يحكم قانونا مخالفا لشريعة الله تبارك وتعالى. فان الحكم بالكتاب والسنة من فروظ الاعيان على الحكام والرؤساء والامراء وسلاطين الدول فيجب على الملوك في هذه الارض ويجب على الحكام في ارض الله عز وجل. ويجب على كل سلطان من سلاطين المسلمين ان يحكم بالكتاب والسنة. لا يجوز لاحد ان يحكم بغير شريعة الله في منطقة نفوذه فان الله عز وجل يقول افحكم الجاهلية يبغون؟ ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون. ويقول الله عز وجل وان احكم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم عما جاءك من الحق. الاية بتمامها. ويقول الله عز وجل ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون. وفي الاية الثانية فاولئك هم الظالمون. وفي الاية الثالثة اولئك هم الفاسقون والمتقرر عند العلماء ان الحكم كونا وشرعا انما هو من خصائص الله عز وجل. فكما انه لا يحكم في هذا الكون على الحقيقة الا الله فكذلك لا يجوز تحكيم شيء من القوانين الشرقية او الغربية وانما الحكم شرعا من خصائص الله عز وجل فكما اننا نوحده بتوحيد الربوبية وبتوحيد الالوهية فان توحيده في الحكم كونية من مقتضيات توحيد ربوبيته عز وجل. وتوحيده بالحكم الشرعي من من مقتضيات توحيد الوهيته تبارك وتعالى فالتوحيد كونا وشرعا من مقتضيات توحيد الربوبية والالوهية. فلا يجوز للملوك في هذه الارض ان يحكم بغير شريعة الله عز وجل. ولا للامراء ولا للسلاطين ولا لرؤساء الدول. فلا يجوز لاحد مكنه الله عز وجل في هذه الارض تمليك ملك ان يحكم في مملكته وفي منطقة نفوذه وسلطانه بغير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وهذا من ضريبة تخويل الملك والرئاسة والسلطان. كما قال الله عز وجل الذي ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور. فاذا هذه الكلمة لا طاعة للرئيس فيما يخالف القانون نحن نرفض تحكيم القانون اصلا. فهذه الكلمة بنيت على خطأ وما بني على خطأ فانه خطأ وانما صوابها ان الرئيس والملك والسلطان. انما يجب عليه ان يحكم شريعة الله لا قوانين الشرق والغرب. فاذا حكم في الناس شريعة الله عز وجل فحينئذ نقول لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق لان الطاعة انما تكون في المعروف. فوصيتي لحكام الدول ولسلاطين البلاد ولملوك الامصار الا يحكموا الا بشريعة الله عز وجل. هذه وصيتي لهم حيا كنت او ميتا الا يحكموا في بلادهم وفي مملكتهم وفي منطقة نفوذهم الا بشريعة الله عز وجل. حتى يشرح الله صدور شعوبهم لهم. وحتى يمكن الله عز وجل ملكهم وحتى ينصرهم على من عاداهم. فان من رفع راية التشريع الاسلامي في بلاده. ونصر دين الله عز وجل فالله ينصره ويعلي ويعلي رايته ويثبت ملكه. يكفيه الله عز وجل وبلاده كل سوء وشر ومكروه. والله اعلم