الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول بارك الله فيك وفي علمك. هل يصح ان نقول ان صوت الله يكمن خلف مظاهر الحياة؟ ينادينا دوما يتحدث الينا من الزهور والكتب المقدسة ومن ظمائرنا ومن خلال الاشياء الجميلة الحمد لله رب العالمين وبعد هذا الكلام من كلام اهل البدع الذين يريدون ان ينفوا صفة الحرف والصوت عن كلام الله عز وجل كالاشاعرة وغيرهم فانهم يحملون كلام الله عز وجل على اشياء نفسية او معان لا لا تتعلق بشيء من من الحروف والاصوات المسموعة وهذا خلاف ما قرره اهل العلم من اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى. فان اهل السنة عندهم في كلام الله عز وجل ثلاث عقائد. العقيدة الاولى ان الله يتكلم متى شاء كيفما شاء بما شاء عز وجل. قال الله عز وجل وكلم الله موسى تكليما. وقال الله تبارك وتعالى ولما جاء موسى ميقاتنا وكلمه ربه وكل اية فيها قال الله يقول الله فانها دليل على صفة الكلام وفي الصحيح يقول وقال الله عز وجل ومن اصدق من الله؟ قيل ومن اصدق من الله حديثا؟ ويقول الله عز وجل قربناه نجيا. وقال الله عز وجل وناديناه من جانب الطور الايمن. وقال الله عز وجل واذ نادى ربك موسى ان ائت القوم الظالمون وقال الله عز وجل وناداهما ربهما. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا او سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان. وفي الحديث الاخر قال في نادي بصوت يا ادم بعث النار والادلة في هذا قد بلغت مبلغ التواتر بل ان صفة الكلام من اعظم الصفات التي اثبتت التي دلت الادلة على اثباتها العقيدة الثانية ان كلام الله عز وجل بحرف وصوت يسمعه من يشاء فليس كلام الله هو تلك المعاني النفسية كما تقوله الاشاعرة. او انه مجرد اصوات تتمثل في اعجاز الكون كما يقوله بعض الفلاسفة وكما يقوله صاحب هذا السؤال نقلا عن غيره فان هذا كله خروج عن مقتضى مذهب اهل السنة والجماعة بل الله يتكلم كلاما حقيقيا لا يعلم كيفيته الا هو عز وجل. نقول في كلامه كما نقوله في سائر صفاته فنثبت ان الله عز وجل يتكلم هو كلامه بحرف وصوت. كما قال الله عز وجل في اوائل كثير من سور القرآن الف لام ميم كاف هاء يا عين صاد وهي حروف وهي كلام الله. يقول النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الايتين الاخيرتين من سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما الا اوتيته كلام الله بانه حق. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف قل وميم حرف وكذلك اثبت الله عز وجل انه ناجى موسى وناداه ونادى ادم وحواء لما اكلا من الشجرة والمناجاة لا تكون الا بصوت. وفي الحديث قال فيناديهم بصوت يسمعه من قرب من بعد كما يسمعه من قرب وقد اجمع اهل السنة والجماعة على هذه العقيدة ان كلام الله بحرف وصوت. العقيدة الثالثة ان كلام الله صفة ذاتية باعتبار اصله وصفة فعلية باعتبار وقوع احاده وافراده. فاذا نظرنا الى اصل صفة الكلام وجدناها ذاتية لا تنفك عن لله عز وجل. واما اذا نظرنا الى احاد الكلام وافراده وجدناه فعلية. فهذه العقيدة هي ما هي العقيدة التي اتفقت عليها كلمة السلف الصالح من اهل السنة والجماعة في كلام الله عز وجل. واما ان نجعل كلام الله عبارة عن اصوات في هذا الكون او انه عبارة عن معاني نفسية او عبارة عن ايات تخاطبنا في هذا الكون كايات سماوية او ايات فلكية او ايات افقية او ايات ارضية او انه عبارة عن فتحات الورود او او او الى اخر تلك الخرافات فان هذا خروج عن مقتضى العقيدة الصحيحة. فلا يجوز لنا ان نقبل هذا الكلام ولا ان دين الله عز وجل به بل يجب علينا ان نعتقد ان كلام الله صفة ثابتة لله عز وجل على ما يليق بجلاله وعظمته والله اعلم