عليه وسلم لا يقولن احدكم اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت اللهم ارزقني ان شئت وليعظم الرغبة فان الله لا مكره له او كما قال صلى الله عليه وسلم. فقد حرم النبي صلى الله عليه الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول هل يصح قولنا للمريض الله يشفيك ان شاء الله او قولنا الله يوفقك ان شاء الله البعض يقول ان في الحديث نقول طهور ان شاء الله فهذه مثل تلك. وكيف نجمع بين هذا الحديث وحديث فان الله لا مكره له. وانها مثل بعض فما قولكم وفقكم الله. الحمد لله وبعد. لا تعارض بين الاحاديث الواردة في هذه المسألة ولله الحمد والمنة. والمتقدم عند العلماء ان الجمع بين الادلة واجب ما امكن. والمتقرر عند العلماء ان اعمال الدليلين اولى من اهمال احدهما ما امكن وبيان الحال ان نقول ان الكلام ينقسم الى قسمين اما انشاء واما خبر والانشاء انواع ومن انواعه الدعاء. فاذا كان الكلام دعاء فلا يجوز ان يقرن بالمشيئة لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قرن الدعاء بالمشيئة لان قوله لا يقولن هذا نهي والمتقرر ان الاصل في النهي المتجرد عن القرينة انه على التحريم. الا لصارف ولا نعلم صادفا يصرف هذا النهي عن بابه فهو للتحريم اذا. هذا اذا كان الكلام انشاء وكان هذا الانشاء دعاء فالدعاء لا يجوز تعليقه بالمشيئة. وبناء عليه فلا يجوز لنا اذا دعونا للمريض دعاء مباشرا كقولنا اللهم اشفه اللهم وفقه اللهم عافه ان نقرن بها قولنا ان شاء الله لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك واما الحديث الثاني فان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا زار مريظا قال لا بأس كفارة وطهور ان شاء الله. فقوله وطهور ليس من باب الدعاء. ولا من باب الانشاء وانما هو من باب القسم الثاني من اقسام الكلام وهو الخبر فالنبي صلى الله عليه وسلم انما يخبر بان مرضك ايها المريض هذا سيكون لك كفارة وسيكون لك طهورا وهو اخبار عن امر غيبي فبما انه خبر عن امر غيبي فقيده النبي صلى الله عليه وسلم بالمشيئة. لان المتقرر عند كالعلماء ان الكلام اذا كان في امر غيبي فيجب تقييده بالمشيئة لقول الله عز وجل ولا تقولن لشيء اني فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله وقوله تبارك وتعالى عن اسماعيل قال ستجدني ان شاء الله صابرا. وقال الله عفوا قال وعن موسى عليه الصلاة والسلام انه قال للخضر قال ستجدني ان شاء الله صابرا. وقال اسماعيل لابيه ابراهيم لما اراد ذبحه قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين. فاذا كان الكلام عن امر غيبي لا يدرى لا يدرى عنه حقيقته فان الامر لابد ان يقرن بالمشيئة. فاذا قوله صلى الله عليه وسلم كفارة وطهور لا ليس من باب الدعاء حتى يتعارض مع الحديث الاول. وانما هو من باب الاخبار. لكن لو اننا قلنا لمريظ كفارة ونحن في قرارة انفسنا لا نقصد الاخبار وانما نقصد الدعاء فهنا لا يجوز لنا ان نقول ان شاء الله لانها دعاء واذا دخلنا على مريض وقلنا طهور. فان ونحن نقصد في قرارة انفسنا اننا ندعو له. فحين اذ لا يجوز ان مقيدا قولنا هذا بالمشيئة لان الدعاء لا يقيد بالمشيئة. واما اذا دخلنا على مريظ وقلنا كفارة وطهور ان يا الله ونحن نقصد به الخبر ان مرضه سيكون له بين يدي الله كفارة وطهور فانه لا يجوز لنا حينئذ عفوا فانه يجب علينا حينئذ ان نقرنه بالمشيئة. فاذا قوله صلى الله عليه وسلم لا يقولن احدكم اللهم اغفر لي ان هذا اذا كان من قبيل الانشاء بالدعاء وهو نوع من انواع الكلام وقوله لا بأس كفارة وطهور هذا من قبيل القسم الثاني وهو الخبر فاذا الحديث الاول في في العشاء والحديث الثاني في الخبر فليس بينهما تعارض وكل حديث يعمل به في مكانه والله واعلم