الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقول السائلة اذا بلغت البنت وهي الان ذات الاحدى عشر سنة تقريبا هل يلزم الام التقيد باللباس داخل منزلها تقول مع العلم انها ولله الحمد متسترة ولا تلبس القصير ولا البنطال. او قصير الاكمام خارج المنزل. ولكن تريد ان تتزين داخل البيت فهل في ذلك حرج الحمد لله رب العالمين وبعد لا جرم ان المتقرر ان الانسان لا بد وان يتخذ قدوة من الناس يقتدي بافعاله ويحاكي بركاته وان اعظم قدوة تتخذها البنت هي امها فالام تعتبر لبناتها من اعظم القدوات التي بها يقتدين وعلى طريقها يسرن ويتأسين. فاذا لم يروا من امهم الا كمال الحشمة وكمال الحياء والعفة. واللبس واللباس المحتشم الساتر. فان هذا سوف ينطبع على بناته على بناتها ولن ترى منهم يوما من الايام لباسا فاضحا لان لان الامة صارت قدوة صالحة لهن. فينبغي للام ان تحرص على مسألة لباسها امام بناتها ولا تقتصر على قضية هل هذا يجوز او لا يجوز؟ وانما تسأل نفسها هل هذا اللباس يعتبر من القدوة الحسنة امام بنات ام من القدوة السيئة؟ حتى وان كان اللباس يجوز في ذاته اذا كانت المرأة في حدود بيتها ولكنه اذا لم يكن من اللباس الذي ينبغي ان يرتديه من هو قدوة. ومن سيتأسى به غيره فان الذي ينبغي على الام ان تتركه فاعلمي ايتها الام المباركة ان جميع ما تلبسينه سوف يكون منطبعا على بناتك فيما بعد فاذا لم يروا منك الا لباس العفة والحياء والحشمة وكمال الاستتار وكمال التحفظ في اللباس حتى وان كنت في البيت فانهن سوف يتأسين بك باذن الله عز وجل. ولن تري عليهن شيئا من اللباس الفاضح ايا كانت صورته وايا كان نوعه. فاذا وصيتي لك بان تتقي الله عز وجل في بنياتك فانك الان في مكان القدوة ومن كان في مكان القدوة فلا بد وان يحرم نفسه من بعض المتع ومن بعض الملذات ذات التي اباحها الله عز وجل له حتى لا يقتدي بها به فيها غيره. الا ترين ان بعض العلماء ربما حرم نفسه من بعض الامور لانه يعلم ان ثمة من يرقبه بعينه حتى يقتدي به ويتأسى به. فكثير من اهل القدوة يحرمون انفسهم من بعظ المتع والشهوات والملذات خشية من ان يفتنوا من يقتدي بهم فيفعلها ويتوسع فيها فيكون الاقتداء بهم ذريعة ينفتح بها باب شر على الناس واما اذا كنت في حدود غرفتك مع زوجك فالبسي ما شئت. وتجملي له كيفما شئت. واما في حدود مطالعة في البنات لك فلا تلبسي الا اللباس المحتشم الذي يزرع العفة في قلوبهن ومحبة الستر والحياء في انفسهن. والذي يقتضي تربيتهن على كمال الحشمة. هذه وصيتي لك والله اعلم