الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول سائل هناك دعاء ما بين الفجر والصبح يقول فيه اللهم اني اسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي وتجمع بها شملي وترد بها الفتن عني وتصلح بها ديني وتحفظ بها غائبي وترفع بها شاهدي. يقول هل هذا الحديث صحيح؟ واذا كان فهل يجوز الدعاء به؟ الحمد لله وبعد. المتقرر عند العلماء رحمهم الله تعالى ان مشروعية الشيء باصله لا تستلزم مشروعيته بوصفه. والمتقرر عند العلماء رحمهم الله تعالى ان الاصل في الاذكار الاطلاق ان الاصل في الاذكار والادعية الاطلاق عن الزمان والمكان والصفة والمقدار. فمن قيد عبادة او ذكرا بزمان دون زمان او مكانا دون او بمكان دون مكان فانه مطالب بالدليل الدال على هذا التقييد لانه مخالف الاصل والمتقرر عند العلماء ان الدليل يطلب من الناقل عن الاصل لا من الثابت عليه. وبناء على تقرير هذه الاصول نقول ان هذا الدعاء ننظر له باعتبارين. الاعتبار الاول ننظر له باعتبار ذاته مجردا عن قرنه بزمان معين. فاذا نظرنا الى الفاظه في ذاته فلا جرم انها الفاظ دعاء طيبة والمتقرر عند العلماء ان الاصل في الادعية الجواز. فاذا اجرى الله عز وجل على لسانك شيئا من الادعية فلك ان تدعو الله عز وجل به ما لم يتضمن شيئا من الامور المخالفة للشريعة. واما النظر الثاني فهو باعتبار اعتقاد فضيلة قول هذا الدعاء في هذا الزمان المخصوص. فنحن نمنع هذا الدعاء بالاعتبار الثاني لا بالاعتبار الاول بمعنى اننا نجعله من البدع الوصفية لا من البدع الاصلية. فهذا الدعاء يعتبر دعاء مشروعا بالنظر الى اصله غير مقرون بزمان ولا مكان. ولكنه يعتبر ممنوعا باعتبار قرنه بزمان او مكان معين فلك يا ايها السائل ان تدعو بهذا الدعاء فيما بين صلاة الصبح وطلوع الشمس. وفيما بعد طلوع الشمس وقبل الظهر وفيما بعد الظهر والعصر وفي الليل وفي اي وقت من الاوقات من غير اعتقاد فضيلة الدعاء به في زمن دون زمان او مكان دون مكان. فاذا تجردت هذه الادعية عن هذا التقييد الزماني او المكاني فنقول هي مشروعة. لان الاصل فيها الجواز والحلوة لا تتضمن مطالبة شرعية ولله الحمد. ولكن اذا نظرنا الى هذا الدعاء مقرونا بهذا القيد الزماني او المكان فاننا نقول هو ممنوع باعتبار وصفه لا باعتبار اصله. وبناء على ذلك فاذا دعوت الله بها بهذا الدعاء في هذا الوقت المذكور في السؤال معتقدا فضيلة الدعاء به بخصوصه فيه فانك تعتبر محدثا ومبتدعا. وبدعتك هذه تعتبر من البدع الوصفية للبدع الاصلية. والمتقرر عند العلماء ان مشروعية الشيء باصله لا تستلزم مشروعيته بوصفه. فان قلت وكيف اتخلص من هذه البدعة؟ اقول بفك هذا بفصل هذا الدعاء عن التوقيت. فمتى ما فصل هذا الدعاء عن التوقيت الزماني او المكاني فانه يعتبر دعاء طيبا مناسبا. فادع به مرة في الصبح وادعو به مرة في الظهر ادعو به مرة في ادبار الصلوات وادعو به مرة في الليل وادعو به مرة في سجودك وهكذا من غير تقييد زماني ولا مكاني فيكون حينئذ من الادعية المشروعة الجائزة والله اعلم