يقول السائل احسن الله اليكم ان الله سبحانه وتعالى اقسم بليال عشر الحج. فهل فهمي صحيح ان اجتهد في لياليه اكثر من نهارها؟ الا نهار عرفة النحر فنهارهما اكثر عملا. الحمد لله لا اعلم نزاعا بين اهل العلم ان هذه الايام من افضل الايام التي تمر على الانسان في العام وانما اختلف اهل العلم رحمهم الله تعالى ايهما افضل. العشر الاواخر من رمضان او العشر الاول من ذي الحجة. واما في بقية ايام العام فلا اعلم عالما يفضل على العشر الاول من ذي الحجة شيئا من ايامه. وانما اختلف العلماء في قضية مفاضلة بين العشر الاواخر من رمضان والعشر الاول من ذي الحجة. واصح الاقوال فيها هو ما اختاره ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى الا من ان التفضيل يتنوع بينهما ليلا ونهارا. فالعشر الاواخر من رمضان افضل باعتبار لياليها والعشر الاول من ذي الحجة افضل باعتبار نهارها. فالفضل بينهما متوزع في ليل هذه ونهار تلك. وبالعكس هذا اصح الاقوال وبناء على ذلك فقول الله عز وجل وليال عشر لم يقسم الله عز وجل بها الا لعظمها. فان المتقرر في قواعد ان كل ما اقسم الله عز وجل به فانه لتعظيمه. وهذا التعظيم مبني على الدلالة على وجوب الايه على سنية الاجتهاد فيها. ويؤكد ذلك ما في صحيح الامام البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ايام العمل الصالح فيهن احب الى الله عز وجل من هذه الايام العشر. قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله الا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء فوصيتي لنفسي والمسلمين جميعا بالاجتهاد العظيم في سائر الاعمال في تلك الليالي. ولا يخصون بصيام فقط ولا يخصونها بصدقة بل كل الاعمال الصالحة لها فضل في هذه العشر بخصوصها فان المتقرر في القواعد ان الحسنة تضاعف بعظم الزمان والمكان. فالصدقة في هذه العشر ليس اجرها كالصدقة في غيرها. والصيام في هذه العشر ليس ليس اجره كالصيام في غيره فاجتهدوا ايها المسلمون في هذه العشر حتى تنالوا عظيم الاجر والثواب منه عز وجل والله اعلم