السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول احسن الله اليكم ذكر عن البهوتي بكشاف القناع ولا يجوز للمفتي ان ان يلقي السائل في مثل ان يقول فيها اي المسألة التي سئل عنها قولان ونحوه مما لا بيان فيه بل يبين له بيانا مزيلا للاشكال لان الفتيا تبيين للحكم. يقول سؤالي احسن الله اليك. هل يعني ذلك ان يسكت المفتي عن بيان ما اختلف فيه ما اختلف فيه العلماء من اقوال في المسائل الاجتهادية وماذا لو علم المستفتي بوجود الخلاف السائغ؟ الم يسيء الظن بالمفتي؟ الحمد لله رب العالمين ان لكل مقام مقالة فمقام التعليم غير مقام الافتاء ومقام الافتاء غير مقام القضاء فالسائل انما يستفتي في الاعم الاغلبي اذا كان جاهلا بحكم المسألة. فلا شأن للسائل بخلاف العلماء وانما يريد ان على حكم الله عز وجل في هذه المسألة لا سيما اذا كان السائل عاميا ليست عنده معرفة بدلائل الاستنباط. ولا بطرائق خلاف اهل العلم فيما ما بينهم فما الفائدة من مقام الافتاء اذا اخرج المفتي المسألة على وجه الخلاف ولم يرجح؟ فحينئذ يزيد في حيرة المستفتي. فالمستفتي غالبا ما يكون عاميا او جاهلا بشيء يحتاج الى بيانه. فالفائدة من الافتاء انما هي في تعيين القول الراجح مقرونا بدليله. فحيثما قال المفتي غير هذا فانه لم يأت بمقصود الافتاء اما المعلم بين طلابه في حلقة العلم فان الذين امامه لا يريدون معرفة حكم الله في المسألة فقط بل بل يريدون معرفة الطريق الى الوصول الى حكم الله. فحينئذ عندهم القابلية لتعلم الخلاف والنظر في الاصول والادلة تصحيحا ثم في اخر الكلام يقول والراجح. وان لم يقل والراجح فان الطلاب صارت عندهم الملكة في معرفة الراجح من المرجوح فاذا مقام ما يقال في في درس التعليم ليس كما يقال في باب الافتاء. فباب الافتاء لابد ان يتعرف المستفتي من المفتي على حكم الله بعيدا عن الخلاف. واذا ذكر الخلافة فلا بد ان يرجح حتى يخرج المستفتي بشيء من الفائدة. ولكن ما الفائدة اذا عرض استفتي الخلافة بين اهل العلم في هذه المسألة ثم قال بعد ذلك لا اعلم ثم سكت هذا لا فائدة منه ومقام القضاء يختلف لان مقام القضاء هو تحديد حكم الله مع وجوب الالزام بالتنفيذ. واما المستفتي فان مقامه بيان حكم الله مع عدم الالزام بالتنفيذ. واما مقام المعلم فهو بيان الطريق للوصول الى حكم الله ليربي طلابه على قضية في الاستنباط والله اعلم