السلام عليكم ورحمة الله. احبتي الكرام لا زلنا نسير في سلسلة نصرة من الشريعة. ولا زلنا نحاول تيئيس المسلمين من سلوك الطرق التي تشتت جهودهم تضيع طاقاتهم ثم لا تعود عليهم باية نتيجة بل وبنتائج عكسية مع ما نخافه من عاقبة عليهم في اخراهم دعونا نرتب افكارنا في حلقة عبودية الديموقراطية وبداية الزلل بينا ان النظام الديمقراطي قائم على جعل التشريع لغير الله تعالى. ثم بينا انه ومحبوك بحيث يخلع الاسلاميون الشريعة على اعتاب البرلمان. وان اول باب يخلعون عليه دعوى تطبيق الشريعة هو قبولهم بقوانين الاحزاب التي تمنع من قيام حزب على اساس ديني. وان هذا يجعلهم يستمدون شرعيتهم البرلمانية من الشعب الذي انتخبهم ليس من الشريعة وهو بالتالي تسليم منهم بمبدأ الديموقراطية. ثم بينا ان الباب الثاني الذي لا يبقي اية بقية من دعوى تطبيق الشريعة هو القسم على احترام الدستور الوضعي المصري. بينا نصوصا من هذا الدستور ترد التشريع الى الشعب. وتصدر الاحكام باسمه التالي فان القسم على احترامه هو قسم على احترام اعطاء البشر صفة من صفات الربوبية الا وهي التشريع. ثم ذكرنا احد اعذار المعلنة لقسمهم هذا الا وهو وجود المادة الثانية في الدستور التي تجعل الشريعة المصدر الرئيس للتشريع لكننا وضحنا في الحلقتين الاخيرتين انعدام قيمة هذه المادة بل ان عدمها اقل جرأة على الله من وجودها بنصها وسياقها وتحكم قم البشر فيها هذا ما وضحناه في الحلقتين الاخيرتين. اذا فليسلم معنا المنصف بان القسم على احترام الدستور المصري هو قسم على احترام شرك التشريع جعل البشر مشرعين من دون الله. ولا خفاء في حكم قسم كهذا في دين الله عز وجل. بل لو قال قائل احترم ان يكون التشريع للبشر من دون الله او قال ليس التشريع لله هكذا دون قسم فهذا القول ينقض ايمانه. فكيف عندما يقسم على ذلك؟ وكيف عند كما يقسم بالله العظيم على الشرك بالله العظيم. اذا فليسلم معنا المنصف باصل الحرمة ابتداء. فليسلم معنا المنصف باصل الحرمة ابتداء كخطوة اولى. في الخطوة الثانية تعالوا نستعرض اعذار البرلمانيين الاسلاميين التي يبررون بها قسمهم هذا ليخرجوه عن اصل الحرمة ونعرض هذه الاعذار على ميزان الشريعة. في الواقع عند استعراض هذه الاعذار ترى مناقشة للموضوع بمنظور مختلف تماما عن المطلوب. وكاننا نتكلم عن لمم من الاثم لا عن قضية متعلقة بالايمان ونقضه. فاول هذه الاعذار ان بعض النواب الاسلاميين يقولون عقب قسمهم فيما لا يخالف شرع الله. فاقول اخواني في حل المعادلات الرياضية نرفع الرمز ونضع مكانه ما الذي يساويه؟ في حالتنا هذه الدستور والقانون والوضعيان يساويان جعل التشريع للبشر ان كان هذا التعبير اخف وقعا من وصف الكفر بان الله تعالى هو المنفرد بالتشريع. فعندما يقول البرلماني الاسلامي اقسم بالله العظيم ان احترم الدستور والقانون بما لا يخالف شرع الله. فماذا يختلف عن قول اقسم بالله العظيم ان احترم جعل التشريع للناس من دون الله العظيم؟ بما لا يخالف شرع الله ماذا يختلف عن قوله؟ اقسم بالله العظيم ان احترم سلب التشريع عن شرع الله بما لا يخالف شرع الله. ولذا فهذا القسم محال التطبيق كمن يقول اقسم بالله ان اقعد واقفا وانام صاحيا. اخواني هذه ليست مبالغة ولا تحميلا للكلام ما لا يحتمل نزع اغلفة الزينة لنكتشف مرارة واقع المسألة. والعجيب ان القاعة تضج بالتصفيق عندما يصر النائب عليها وكأنه فعل ما عليه وتجنب الاثم والخطأ بزيادته هذه العبارة. فمثل هذا القسم تلبيس على الناس. وتمييع لمفهوم ان الدستور يصادم الشريعة صادمة كلية كاملة جذرية. فالدستور شريعة البشر القائمة على جعل التشريع للبشر. فهو على النقيض من شريعة الله عز وجل المسألة ليست انه يحتوي على مواد مخالفة بل هو المخالفة ذاتها. العذر الثاني الذي يتعذرون به ان البرلماني يغير نية القسم في قلبه. فمنهم من قال ينوي انه يحترم المادة الثانية او ما لا يخالف الشريعة. وقد بينا بطلان هذا كله فيما تقدم وقال بعضهم ينوي بقلبه انه يحترم القرآن الذي هو دستور المسلمين. ثم يسترسلون في بيان احكام التورية وان النية يمكن ان ان تكون على نية الحالف لا على نية المستحلف وتضيع القضية في هذه التفاصيل التي ليست هي محل نقاشنا. ويتغاضى تماما الحديث عن التلبيس الحاصل على الناس في اخطر قضايا عبوديتهم لله وخضوعهم لشرعه. نسأل البرلمانيين هنا سؤالا طرحناه من قبل انتم عندما دخلتم البرلمان واقسمتم هذا القسم ما هدفكم تحديدا؟ اصلاحات جزئية ام اقامة الشريعة؟ اما ان كان الهدف اصلاحات جزئية. فهل يجوز القسم على احترام جعل التشريع للبشر بدلا من الله ولو تورية من اجل هذه الاصلاحات الجزئية واما ان قلتم هدفنا اقامة الشريعة فهنا لابد من وقفة. فنقول هل يتصور اقامة الاسلام بالقسم على اطفاء صفة من صفات الربوبية على البشر؟ وهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك لو قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم اسجد لصنم من اصنامنا مرة ونسمح لك حينئذ بان تحكمنا بما شئت هل كان سيقول اسجد امام الصنم بنية ان سجودي هذا لله لا للصنم في مقابل هذه المصلحة العظيمة؟ اجابة عن هذا السؤال سؤال تعالوا نتذاكر قول الله تعالى لحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم. وان كادوا ليفتنونك عن الذي اوحينا اليك لتفتري علينا غيرها. واذا لاتخذوك خليلا. ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا اذا لاذقناك ضعف الحياة وضعف الممات اذا لاذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا. اذا عرضنا ما ورد في سبب نزول هذه الاية وجدنا ان قريشا طلبت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يظهر شيئا يسيرا من الاحترام لاصنامهم. شيئا يسيرا دون العبادة كأن يمس اصنامهم مسا. فان فعل ذلك دخلوا في دينه. قالوا يا محمد تعال فاستلم الهتنا وندخل معك في دينك قد ذهب عدد من اهل العلم الى انه عليه الصلاة والسلام لم يقع منه ولا حتى مقاربة الميل الى تلبية طلبهم. وذلك بتثبيت الله له الا ان الله تعالى بين انه لو وقع منه عليه السلام ركون قليل الى ما طلبوه لعذبه عذاب الضعف في الحياة وعند الممات. اذا لاذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا. العبادة لم تحصل بل ولا اظهار الاحترام بل ولا الميت الى اظهار الاحترام ومع ذلك يأتي الوعيد الشديد من الله تعالى على الحالة الافتراضية من حصول الميل الى اظهار شيء يسير من الاحترام مهما كان المقابل مغريا. ذلك ان جناب التوحيد لابد ان يبقى ناصعا واضحا وان يحرس حراسة عظيمة ولا يحام حول حماه. والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم خطاب لامته من بعده. والتحذير لرسول الله تحذير لامته من بعده والا فهو عليه الصلاة والسلام ابعد الناس ان يقع منه مثل هذا الركون. اخواني قضية التلبيس الحاصلة للناس بقسم كهذا لا حقها ابدا في النقاش. فترى البرلماني يناقش مسألة التورية والنيئونية الحالف والمستحلف. ولا يأخذ في الحسبان التلبيس على بقسمه هذا في وقت نعلم فيه ان هذه الدساتير حلت محل الشريعة. وعظمت اكثر من تعظيم الشريعة. بل وعقوبة سب الدستور اكبر من عقوبة سب الله عز وجل ثم ياتي البرلماني الاسلامي امام الناس ليقسم بالله تعالى على احترام هذا الدستور وتوطيد اركانه. هذا كله لا يأخذ ادنى نصيب من النقاش من النقاش والاعتبار. انظر كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضبط الفاظ الصحابة لرعاية جناب التوحيد علمه بان الفاظهم هذه كانت تصدر منهم بنية سليمة. قيل له ما شاء الله وشئت. فرد عليه الصلاة والسلام اجعلتني لله عدلا اجعلتني لله عدلا؟ يعني كفؤا؟ بل ما شاء الله وحده. وهؤلاء هداهم الله يلبسون على الناس بقسم على ما يجعل البشر عدولا بل مشرعين بدلا من الله. لم يقل الدستور ما شاء الله وشاء الشعب. بل ما شاء الشعب وحده. وليس هذا سوء تعبير مع نية سليمة كنية الصحابة بل نص ملزم تتبعه قوانين نافذة. يعاقب من خالفها. فاين حراسة جناب التوحيد يا اصحاب القسم ابهدم التوحيد والتلبيس على الناس تقيمون الشريعة؟ ثم هؤلاء الذين يقولون نتحمل مفسدة القسم مع التورية من اجل لمصلحة اقامة الشريعة وقد يستدلون بان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذن لمحمد ابن مسلمة ان يوري امام كعب ابن الاشرف اليهودي بكلام يظهر منه عدم القناعة بالاسلام. بكلام يظهر منه عدم القناعة بالاسلام اذ قال ان هذا يعني النبي صلى الله عليه وسلم قد عنانا وسألنا الصدقة وقال فانا قد اتبعناه فنكره ان ندعه حتى ننظر ما يصير امره. حتى ننظر الى ما يصير امره. كلام عام. اذن رسول الله له ان يقول هذا الكلام ليأمنه كعب بن الاشرف فيتمكن محمد بن مسلمة من قتله واراحة المسلمين من شره وتأليبه للكافرين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنقول هل تصح هذه الحادثة الاستدلال على واقعكم ايها البرلمانيون؟ هل واقعكم كواقع محمد بن مسلمة؟ اذ باذن النبي تورية في لحظة فاصلة القصد منها خلع الكفر من جذوره ودحره. دون ان يتبعه اي عمل مخل بالايمان ودون تلبيس على المسلمين في قضية الاحتكام الى الشريعة. ودون ان يكون عمله هذا خداعا للمسلمين قبل الكافرين. ودون ان تحول الدين عنده الى تقية سياسية تضعف فيه ثقة الجماهير. هل كل ما يطلب منكم هو هذا القسم الذي به تدخلون قمرة القيادة لقطار البلد لتعلنوا منها ان الحكم لله وان كل دستور خالفه فهو باطل. وتحرف على الفور مسار القطار لتضعوه على سكة هل المسألة بهذه البساطة؟ ام ان واقع الامر ان البرلمانيين يقسمون ليدخلوا مجلسا تشريعيا تظله قوانين الدستور التي تجعل التشريع للشعب وتجعل الاحكام صادرة باسم الشعب. وانما يصول البرلمانيون بعد ذلك ويجولون وفق مواد هذا الدستور فانخراطهم في مجلس كهذا هو احترام عملي للدستور يصدق عمليا ما اقسموا عليه بالسنتهم. ولسان الحال ابلغ من لسان المرء قال فلا هي لحظة فاصلة بين الايمان والضلال ولا هو قسم يتبعه استئصال الجاهلية من جذورها. بل يتبعه فعل محرم في ذاته. ويلبس به على الناس وكانه خداع لهم قبل ان يخكون خداعا لاعداء الشريعة. فالبرلمانيون يقسمون قسمهم ليدخلوا قمرة القيادة لقطار يسير على سكة مرسومة لا يهم من في قمرة قيادة هذا القطار طالما انه يسير على السكة الديموقراطية المرسومة له مسبقا. فالمطلوب فيها في هذه الحالة تغيير السكة لا تغيير الطاقم في قمرة القيادة. المطلوب تغيير السكة وليس تغيير الطاقم في غمرة القيادة. اذا فعند مناقشة جزئية القسم ينبغي وضعها ضمن المنظومة والسياق الديمقراطي الذي افتعل القسم ليكون اعلانا باللسان يتبعه اعلان بالعمل ان مرد التشريع الى البرلمان من دون الله. فبالاضافة الى اشكاليتنا مع القسم ذاته فالاشكالية مع سياقه وما يقسم من اجله اكبر لعل قائلا يقول لماذا تركز على هذه المواد من الدستور؟ ولا تذكر المواد الاخرى التي تحفظ للمواطن انسانيته وحريته كرامته ومساواته بالاخرين. وليسمح لي من يتساءل سؤالا كهذا ان اقول له هان عليك حق الله تعالى. اي والله. هان عليك حق الله ما من مبدأ جاهلي قديم ولا حديث الا وفيه هذه الشعارات الرنانة عن الحرية والمساواة والكرامة. لكن ما الفائدة ان قلنا حقوقا بشرية وضيعنا حق الله تعالى. عندما نتكلم عن اشراك العباد مع الله في صفة من صفاته فان نقطة من هذا التجرؤ على الله لو وضعت في محيط من الحسنات لافسدته. ولقد اوحينا اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من ثم لعل قائلا يقول كل هذا من اجل كلمة كلمة يقولها البرلماني ونيته طيبة وقصده شريف فنذكره ان المرء يدخل الاسلام بكلمة ويخرج منه بكلمة وان الله وصف قولا فيه شرك بانه تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض تروا الجبال هدا ونذكر بحديث البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم. اخواني كان هذا فيما يتعلق بالضمانات التي وضعتها الديموقراطية لتضمن بها حماية نفسها كنظام بشري وضعي وتمنع التسلق من خلالها لتطبيق شريعة الله عز وجل. الحلقة القادمة هي في نظري اهم حلقات السلسلة حتى الان. تعرض لحقيقة كبرى غيبت والتبست على كثير من الخاصة فضلا عن العامة. فانتظروها واسألوا الله لانفسكم ولاخيكم وللمسلمين الهداية والعصمة من الفتن والسلام عليكم ورحمة الله