لكن هل من مقتضى الزمن الذي تتغير فيه الاحوال ان يكون العلم ظاهرا لكل احد او لابد فيه من التسليم. قد يكون العلم ظاهرا لكل احد وقد يكون في بعض المسائل مبنية على مقدمات شرعية من الادلة او من قواعد الشريعة او من فهم الواقع لا يفقهها كل احد. فلذلك ليس من شرط سلامة من الفتنة او الثبات على الدين ان يفقه كل احد كل الحق في زمن الاختلاف وقد ذكرت لكم قصة عمر رضي الله عنه مع ابي بكر وهي ظاهرة في هذا المجال. وكذلك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لما وقع صلح حديبية وما حصل فيه من مراد في عمر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم. يقول له يا نبي الله السنا على الحق وهم على الباطل قال بلى. قال فعلام نقبل الدنية في ديننا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم اني رسول الله وان الله ناصر رسوله او كما جاء عنه عليه الصلاة والسلام. كذلك في وقت قتل عثمان رضي الله عنه حصل الخلاف بين معاوية رضي الله عنه وبين علي رضي الله عنه. علي رضي الله عنه رأى ان الفتنة اقبلت فاراد ان يجمع الناس قبل البحث في مسألة دم قتلة عثمان دم عثمان والبحث عن قتلته. اذا يجمع الناس فاذا تمكن بحث عنه قتلة لان مصلحة الاجتماع اعظم. معاوية رضي الله عنه رأى ان المطالبة بدم عثمان هو المتعين اولا الخلاف بينهما ووقعت منه ما وقعت. وكان عند اهل السنة والجماعة كما هو مدون في عقائد السلف ان الصواب مع رضي الله عنه كذلك لما حدثت الفتن لما حدثت فتنة ابن الاشعث عبد الرحمن ابن الاشعث المشهورة وخرج فيها معه من خرج التفت الامر على جمع من الفقهاء لكن ال الامر الى ان يتضح الامر للشعب ولعدد ممن كان قد ذهب مع ابن الاشعب. في زمن الامام احمد في فتنة خلق القرآن التبس الامر حتى على بعض العلماء. فمنهم من كل ومنهم من ظهر ومنهم من فصار كلام الامام احمد هو الحجة في ذلك لانه تمسك حق القديم في هذا. الامر يعود الى انه في زمن الاختلاف قد لا يكون الحق ظاهرا عند كل الفئات فلا بد حينئذ من التسليم لاهل العلم لانه لا يمكن في الفتنة او في الاختلاف ان يعلم كل احد كل شيء وان يدركوا الامور الشرعية بتفاصيلها والمصالح والمفاسد وكيف ترعى الى اخره. حفظت شيئا وغابت عنك وهذا هو من اسباب الثبات على الدين لا في حق الفرد في نفسه بل في حق مجموع الامة الثبات على دينها العام انه يرعى الاخذ من اهل العلم المتحققين به