هل يوجد في هذا العصر مجتهد مطلق تتوفر فيه صفات الاجتهاد واذا كان يوجد فمن هو؟ وهل اتفق العلماء في اي عصر من العصور وخاصة العصور الاخيرة على مجتهد مطلق. بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد بن عبدالله وعلى اله وصحابته ومن اهتدى بهداهم الى يوم الدين وبعد فان وجود مجتهد قد ادرك واستكمل صفات المجتهد المطلق مما يصعب توفره في شخص بعينه اذا اعتبرت تلك الصفات التي ذكرها اهل العلم لمن يكون مؤهرا لشروط الاجتهاد المطلق والاجتهاد المطلق هو ان يستقل العالم استنباط الاحكام من الكتاب والسنة واقوال الصحابة رضي الله عنهم وهذا لا يتأتى الا لمن اتسعت دائرة معلوماته في حفظ السنة ومعرفة الناسخ والمنسوخ من القرآن والعامي والخاص والمطلق والمقيد واحاط بمدارك الاحكام ومناحي كلام العرب واطلع اقاويل اهل العلم في القديم الحديث ولا شك ان مثل هذا الشرط ان لم يتعذر وجوده في اي عصر من العصور بعد انقراض عهد الصحابة رضي الله عنهم فهو يتعسر واما وجود الاجتهاد لكل نازلة ممن كان مؤهلا للاستنباط و تنزيل الواقعة او الدليل على الواقعة فهذا ارجو انه لا يخلو منه عصر من العصور وان اختلفت الاحوال واما انه يوجد الان شخص او اشخاص اتفق على انهم بلغوا رتبة الاجتهاد المطلق واعترف لهم اهل العلم قاطبة في بذلك فهذا مما يتعذر معرفته لا سيما رابطة الاتصال بين اهل العلم على اساس البحث والمناقشة و عرض المسائل وذكر الاقوال فيها والاستدلال عليها ان لم يكن معدوما فهو في شبه المعدوم في هذا الزمن وبالتالي فاني ارى ان مثل هذا السؤال مم لا يجدي كثيرا على السائل. نعم ولا على المستمع. مم. وقد لا يكون المتكلم من اهل ذلك الفن والاحاطة في بمعرفة الرجال الموجودين في العالم الاسلامي. هم. ومعرفة منزلتهم من العلم وتقديري مكانتهم منها ليعطي حكمه على فرد او افراد لانه لا يصح ان يحكم على الشخص الا من تصور مداركه ووازن بينه وبين اقرانه وامثاله من اهل العلم وهذا كما ذكرت يحتاج الى ان تتوفر مستلزمات هذه الصفة بمن يسأل وان يوجد اناس توفرت فيهم صفات المجتهد المطلق او المقيد ولكن كما ذكرت لا يخلو بحمد الله وقت ولا عصر من مجتهد في النوازل التي تقع. مم ليحاول انزال كل نازلة على ما تعتمد عليه من قواعد الشريعة والحمد لله يوجد خير كثير في بلادنا ويوجد خير كثير في غير بلادنا لبقية العالم الاسلامي وانما نسأل الله ان ييسر للامة الاسلامية يقظة صحيحة وحكمة في التحصيل والتعليم والتطبيق لان العلم اذا لم يمارس بالتحصيل ويثبت ويثبت بالتطبيق اصبح في مجاهل النفس يحتاج الى من يحركه ويبعثه والباعث انما هي النوازل والمشاكل التي تشحذ قرائح فحول اهل العلم فاذا عزل العلماء عن حل المشاكل. مم. وعزلت المشاكل الواقعة في اجواء العالم الاسلامي عن ان يطلب حلها من لدن علماء الشريعة طدأت القرائح. نعم وعف عليها الغبار. نعم واصبح ما عندهم او عند كثير منهم من العلم انما هو ما يحتاج اليه في كثير من العبادات التي يحتاج اليها الناس افراد وجماعات. نسأل الله ان يهيئ لنا من امرنا رشدا انه جواد كريم. والله المستعان