اتحدث بدقائق معدودة عن ضرورة لزوم مجالس العلم وان يعاهد الانسان ربه اولا ويعاهد نفسه ثانيا الا ينقطع عن مجالس العلم التي بها يتعلم دين الله. يتعلم التوحيد. يتعلم القرآن. يتعلم الفقه. يتعلم حديث النبي صلى الله عليه وسلم وغير ذلك. هذه المجالس يا كرام لا ينبغي ان تكون مجرد شهوة يقضيها الواحد منا متى ما وجد دافعا في نفسه. بل يجب علينا ان نلزمها لزوما. لا نفارقها لان طالب العلم ايها الاحبة الكرام سائر الى الله انتم الان كلكم بلا استثناء. الكبار والصغار الشباب والشيب. سائرون الى الله. قال عليه الصلاة والسلام من سلك طريقا يلتمس فيه علما وانتم سلكتم طريقا لالتماس علم قال عليه الصلاة والسلام سهل الله له به طريقا الى الجنة. فانت يا مسلم الان تسير الى الجنة فمن غير المعقول ومن غير المقبول ان تتوقف عن المسير الى الجنة اعجب يا اخوة لما ارى طلبة علم يتوقفون عن حضور الدروس او اناس فيهم خير يزهدون بحضور دروس العلم طالب العلم سائر الى الله. صائر الى الجنات فكيف يتوقف من يسير الى الجنة ثماني اقول ايها الاحبة الكرام كلمة لسفيان ابن عيينة رحمه الله في غاية الاهمية. يقول سفيان ابن عيينة من طلب العلم فقد بايع الله طالب العلم بايع الله جل وعلا فكيف تمكث بيعتك وتنقض بيعة بايعتها لله جل وعلا اذا فترت همتك وضعفت عزيمتك تذكر مقولة سفيان طالب العلم بايع الله جل وعلا ساذكر لكم يا اخوة على سبيل الاختصار والاجمال بعضا من القصص والاخبار التي بها تتقوى في لزوم مجالس العلم. انا لا اتحدث عن مجالسي او مجالس هذا المسجد لا. اي مجلس علم يقربك من الله تقرأه او تحضره او تسمعه ساذكر لكم اخواني بعض من حرص اسلافكم رحمهم الله على طلب العلم ونحن اليوم اذا ما انتسبنا للسلف فالواجب ان يكون انتسابنا للسلف في كل شيء في اخلاقهم في عقيدتهم في فقههم في تعاملهم وفي طلبهم للعلم كيف كان السلف يطلبون العلم جابر بن عبدالله يا كرام صحابي جليل غني عن العلم يسمع بحديث حديث عند عبدالله بن انيس من الصحابة صغار السن يحشر الناس حفاة عراة بهما يسمع جابر بان عبد الله بن انيس عنده حديث لم يسمعه جابر. جابر في المدينة يا ابا عبد الله وعبدالله بن انيس في الشام وانا اذكر هذه القصة اريد من كل من يسكن قريبا من مسجد او درس ان يتذكر ويقارن نفسه وهمته بهمة جابر وانا اخاطب نفسي اولا يركب جابر جمله شهرا الى الشام فيصل الى باب بيت عبد الله ابن انيس ويطرق الباب يخرج الخادم فيسأله عن سيده يخرج ابن انيس يعانق جابرا ثم يقول له جابر حديث بلغني انك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. حدثنيه فيحدثه جابر للحديث يحدثه عبد الله الحديث وينصرف جابر الى المدينة هذه القصة يا اخوة تبين يا سليم حرص السلف على طلب العلم ومثل جابر عبدالله بن عباس عبدالله بن عباس دعا له الرسول صلى الله عليه وسلم قال اللهم فقهه في الدين وعلمه صحابي جليل من ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يحتاج للعلم كما نحن نحتاجه اليوم لكن عبد الله بن عباس يا اخوة عاهد الله ان يطلب العلم وكان له صديق وصاحب من الانصار فكان عبد الله بن انيس يجلس بباب احد علماء المدينة يجلس عند الباب ينتظر الشيخ حتى يخرج ليعلمه العلم فكان صاحبه الانصاري يزهده ويقول له يا ابن عباس اوتظن ان الناس سيحتاجون الى علمك يعني يا ابن عباس تظن الناس يحتاجون اليك؟ وهؤلاء الصحابة ابو بكر وعمر هذا السؤال اسأله لنفسك او تظن الناس يحتاجون اليك ما تدري قد يحتاج الناس اليك قد لا يبقى عالم الا انت. فيحتاج الناس وينتفع الناس بعلمك تخرجهم من الشرك الى التوحيد. ومن البدعة الى السنة يجلس ابن عباس بباب هذا الرجل وتسفيه السوافي السوافي الرمال وهو جالس يطلب العلم نحن لا نريد ان تشفينا السوافي ولا نريد ان نسافر شهرا. الامور مهيئة فقط احرص واخلص واجتهد وبعد سنوات كان الانصاري يتذكر مقولته ومقولة ابن عباس لما رأى ان الناس كلهم ايش؟ صاروا يستفتون من؟ ابن عباس من الاخبار ايضا ايها الاحبة الكرام وهذي نواسي بها انفسنا واخواننا الذين جاءوا من الاغوار ابو حاتم الرازي من ائمة الاسلام من ائمة الجرح والتعديل امام علم صاحب سنة وحديث خرج من بلاده الري من بلاد الري ووراء النهر ليطلب العلم يقول مشيا على الاقدام فاحصيت المسافة التي قطعتها على قدمي واذا هي خمس الاف فرصة. خمسة الاف فرسخ. قال ثم تركت الاحصاء حسبت لما وصل الرقم خمس الاف فرصة. الفرسخ خمسة كيلو مشيا على الاقدام في طلب حديث الرسول صلى الله عليه وسلم المسافة التي تقطعها لا تعادل شيئا مع التي قطعها اسلافك بعضنا العلم عند باب داره ولكنه يزداد به بعضنا العلم لا يحتاج الى ان تركب سيارة. وتمشي مسافة دقائق معدودة انظر الى ابي حاتم وانظر الى حالك وايضا ايها الاحبة الكرام من القصص الرائعة التي تروى في هذا الباب قصة لرجل اسمه هشام ابن عمار لا نعرفه ولا يضره اننا لا نعرفه هشام ابن عمار هذا يا ابا فايز هو شيخ البخاري احد شيوخ الامام البخاري وامام من ائمة القراءات من الاحاديث التي يرويها البخاري ان كانت من طريقه ففي صحيفة اعماله هشام ابن عمار عمره عشر سنوات يبيع والده الدار ويجهزه ويرسله الى المدينة الى من الى الامام مالك ابن انس امام دار الهجرة فيدخل هذا الغلام ذو العشر سنوات الى الامام مالك ويجلس في مجلسه ثم يطلب من الامام ما لك ان يحدثه. يقول الامام مالك حدثني. فابى الامام مالك ان يحدثه. فالح الغ الغلام على الامام ومالك يا اخوة بن انس كان له هيبة. امام دار الهجرة الامام مالك لما رأى حال هذا الغلام ظن انه كما يقولون شاب او غلام يعني يحتاج الى شيء من التأديب. فامر المؤدبين كان عنده مؤدبين في المجلس ان يضربوا ان يجلدوا هذا الغلام. فجلد خمسة عشر سوطا فلما جلد بكى هشام ابن عمار هذا الغلام وقال الامام مالك معاتبا طالب العلم او طالب علم الحديث لا يبكي وقال هشام يا امام انا لا ابكي من الضرب ولكنني ابكي ان والدي باع الدار عشر الاف دينار واعطانيها وقال لي اذهب الى مالك واطلب الحديث عنده والله يا امام لاخاصمنك عند الله جل وعلا يوم القيامة ولاقولن لله منعني مالك حديث رسولك صلى الله عليه وسلم خاف الامام مالك من هذه العبارة وتأثر وطلب من هشام ان يحلله فابى ان يحلله حتى حدثه مالك لقاء كل صوت حديثا ضربتني خمسة عشر صوتا فحدثني خمسة عشر حديثا. والحديث في ذاك الزمان يا ابا بلال شيء عظيم ان يحدثك مالك عن نافع عن ابن عمر بينه وبين محمد صلى الله عليه وسلم رجلان فقط. نافع وابن عمر وكان الشيوخ لهم هيبة بعض الشيوخ مثل سليمان بن مهران الاعمش كان في العام يحدث حديثا واحدا والطلبة عليه مقبلون ثم ايها الاحبة الكرام انظروا كيف رفع الله هؤلاء العلماء بهذا الحرص وكلمة اخيرة او قبل اخيرة اختم بها يا اخوة حاث النفس واياكم على طلب العلم هي قصة الامام بقي ابن مخلد بقي ابن مخلد هذا امام من ائمة اهل العلم في الاندلس جاء الى المدينة او الى بغداد ليطلب العلم من الاندلس جاء ليطلب العلم عند الامام احمد ابن حنبل فلما وصل بغداد وسأل عن الامام احمد واذا بالامام احمد ممنوع من التدبير ادريس في فتنة ومحنة ايش ؟ خلق القرآن ذكرناها عدة مرات كيف ان الامام احمد منع من التدريس وسجن وجلد وامتحن البلاء قديم يا اهل السنة والامتحان قديم والمنع قديم وصل بقي بن مخلد فلما سأل عن احمد اصابه حزن عجيب لكن هذا الامام طالب علم حقيقي يريد ان يتعلم ذهب الى الامام احمد فدخل بيته وقال يا امام جئتك من بلاد بعيدة. فقال له الامام احمد من اين من افريقيا الامام احمد يقول له يعني جئت من افريقيا افريقيا عند العلماء قديما تونس قال لا نحن نركب البحر حتى نصل الى افريقيا. يعني ابعد من بينا وبين افريقيا بحر جئتك من الاندلس وقال له الامام احمد انا ممنوع من التدريس ابدا لابد فلما رأى الامام احمد حرصه اتفق معه على خطة قالوا له او قيل له تأتيني كل يوم بزي سائل يعني شحات وتطرق الباب وتنادي تقول الاجر رحمكم الله فاخرج واعطيك مما عندي واحدثك حديث او حديثين بشرط ان لا تجلس لا يراك الناس في المساجد. اذا رأوك في الدروس يعرفوا انك طالب علم ولست سائلا فوافق الامام على ذلك وصار كل يوم يأتي للامام احمد تخيلوا يا اخوان يأتي بزي سائل لبيت عالم ويقف ويطرق حتى يأخذ حديث او حديثين. احنا الاحاديث اليوم موجودة في الكتب ما في مشقة الا انك تتناول الكتاب. لكن من ذا الذي يزيل الغبار عن كتب الاحاديث ويقرأها الشاهد ايها الاحبة هذا الامام بعد ان رفع الحظر عن الامام احمد كان يأتي ويحضر مجالس الامام احمد في المساجد فكان الامام احمد اذا رآه هش وبش واثنى عليه وكان يقول هذا طالب علم هذا طالب علم هذا الامام الف كتابا هو اعظم واكبر مسند في الاسلام هذا الفضل ما جاء الا من ذلك الصبر لذلك الانسان الذي يصبر على صعوبة طلب العلم وصعوبة الظروف سيصل. لكن الانسان الذي يبتغي الراحة والنوم لن يصل لن يكون طالب علم ابدا هنا نتأمل قول الشاعر وهو يصف ذاك الخليفة الذي كان لا يفتر عن جهاد الروم. قال له بصرت بالراحة الكبرى فلم تره تنال الا على جسر من التعب. الراحة الكبرى ما تنال الا على ايش؟ على جسر من التعب الانسان الذي يبتغي الراحة لابد ان يتعب في البداية. فيرتاح في النهاية. اتعب في الدنيا ترتاح في الاخرة لكن الذي مرتاح في الدنيا والله ليتعبن وكذلك في طلب العلم. كما قال الشاعر لولا المشقة ساد الناس كلهم الجود يفقر والاقدام قتال لولا المشقة ساد الناس كلهم. لو ما في مشقة وتعب لكل الناس صاروا ايش؟ طلبة علم واسياد. لكن ما يصبح طالب علم الا ما يصبح مجاهدا الا بالمشقة. لولا المشقة ساد الناس كلهم. الجود يفقر والاقدام قتال وانما يبلغ الانسان طاقته ما كل ماشية بالركب شملان. يعني مع ان البيت ان الانسان يبلغ بعد توفيق الله جهده وطاقته لانه ليس كل من يمشي في الركب شملال يعني ناقة سريعة لذلك ايها الاحبة الكرام سامحوني. نحن الان نقول قال الامام احمد وقال البخاري وقال الشافعي وقال ابو حنيفة. لكن ما نقول زيد او عبيد لان هؤلاء سهروا واولئك ناموا. سهر هؤلاء وتعبوا فصارت لهم المنزلة العالية في الدنيا قبل الاخرة لكن النائم لن يذكر ولن يصير له شأن لا في الدنيا واسأل الله ان يلطف به في الاخرة الله الله يا اخواني في الاجتهاد والحرص على العلم صحيح العدد قليل وصحيح الظروف قاسية. لكن يا طالب العلم اثبت فان من ثبت نبت ومن سار على الدرب وصل سيصل. عاجلا او اجلا والعبرة في النهايات وقالوا قديما الجميع يبدأ لكن الثبات للصادقين اول ما تبدأ الدروس يكون اعداد كبيرة. لكن من يبقى؟ الصادق ونسأل الله ان يعلمنا وان يفقهنا في ديننا وان يرزقني واياكم ايها الاحبة الكرام الحرص والجلد والاخلاص والصدق في طلب العلم. حتى يرفعنا الله وحتى يهدي الله بنا هذه الامة طالب العلم ينبغي ان يحمل على اكتافه مسئولية الامة الامة التي تتخبط في ظلام وضلال وجهل وزيغ. ماذا قدمت لها؟ ماذا تقدمت لدين الله اكل شرب نكح نام؟ لا هذا ليس حال اولياء الله الانسان اذا نام وضع رأسه لينام في نهاية يومه يسأل نفسه ماذا صنعت لدين الله للدنيا صنعت اشياء كثيرة. لكن للدين ماذا قدمت تعلمت امرت بالمعروف نهيت عن المنكر مصلحة ذات البين فعلت وفعلت من الاشياء التي تقربني الى الله ويحبها الله. او انني ما صنعت شيئا. ولم اقدم شيئا لدين الله. دين الله منصور لكن يحتاج الى ايش ليبلوكم ايكم احسن عملا والله الدين الله حافظه لكن الاختبار عندنا نحن اخواني. فاسأله جل وعلا ان يوفقني واياكم