يقول المولى تبارك وتعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولكننا نرى كثيرا من الناس مع مواظبتهم على الصلاة في اوقاتها الا انهم يفعلون المنكر والفواحش ما سبب ذلك؟ افيدونا افادكم الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الواحد الاحد الفرد الصمد والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى اله واصحابه النجباء ومن اهتدى بهديهم وصدق في متابعتهم الى يوم الدين وبعد لا شك ان الله جل وعلا اصدق القائلين وقد ذكر اخبر ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولكن الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر هي الصلاة التي استقبلت شرائطها وواجباتها وسننها واديت تأدية تامة بكل ما يلزم لها بحضور قلب ورغبة في ثوابها و ثقة بما وعد الله المحافظين عليها وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم صلوا كما رأيتموني اصلي كما ثبت عنه في الصحيح واخبر ان الانسان يصلي ثم لا يدرك من صلاته الا نصفها وعدد الى ان وصل الى العشر ولا شك ان الانسان يدخل في الصلاة هل يفكر في امور دنيوية سابقة ولاحقة ويشرح ذهنه ويجوب قلبه الفيافي ويصل الى ابعاد كثيرة وهو في صلاته فانشغال البال وانطلاق القلب وراء الامال مذهب لكثير من اثار الصلاة وقد يكون المصلي عنده امور اعتقادية اخرى تؤثر على اتجاه وقد لا يؤدي الصلاة كما اداها رسول الله صلى الله عليه وسلم او لا يستعد لها بطهارتها اللازمة او لا يستنزه من المؤثرات على الطهارة الى غير ذلك لا شك ان الناس لو ادوا الصلاة كما اداها رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل ما يلزم لها لنهتهم عن الفحشاء والمنكر ولنمت ايمانهم وقوته ولصنعوا بسبب قوة الايمان ما صنعه الاسلاف من رفع الشأن الاسلام وبسط نفوذه على الناس وهيمنتهم على اعداء الله والزامهم بالذلة والصغار ولكن اضاعوا الناس دينهم فضاعوا ونسوا الله فنسيهم ولو فتشنا في احوال هؤلاء المصلين الذين يشهدون جماعات ثم لا يتورعون عن ارتكاب الفواحش والمنكرات لوجدنا انهم لم يؤدوا الصلاة كما هي ولم يقبلوا عليها برغبة صادقة ويتخلص مما ينافيها ولعل الله ان يهدي الجميع فاذا رأينا انسانا في ظاهر حاله يصلي ويؤدي الاعمال كاملة ثم لم يتوفر له من هذه الصلاة انزجار عن الباطل وبعد عن الفواحش فلنثق بان الصلاة حقيقة تنهى عن الفحشاء والمنكر وانما هذا الشخص المصلي قد لم يكن اداها كما ينبغي فحصل له عائق يعوق عن ان يدرك ثمراتها كاملة فليفتش نفسه وسيجد السر بدون عناء اذا وفق للتفتيش والله اعلم