كلنا نعرف الحديث الشريف من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان فبماذا تنصحون نحو مشكلة انتشرت في عالمنا تتمثل في البدع والخرافات فمن ذلك طائفة يسمون انفسهم ويدعون ان لهم ولاية لمحبيهم من الناس في الدنيا والاخرة فيجمعونهم ويخطبون فيهم كل واحد منهم يقول للمجتمع انا الشيخ الفلاني فعاهدوني ان اكون وليكم وشفيعكم في الدنيا والاخرة. فما الحكم في مثل عملهم هذا؟ وما الحكم في مصدق من الناس وما هو واجبنا نحوهم؟ افيدونا جزاكم الله خيرا. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اولا نشكر السائل على غيرته على دينه واهتمامه بعقيدته وهذا واجب من كل مسلم. اما ما ذكره من حالة هؤلاء الذين يدعون الناس ويخطبون فيهم يحثونهم على تعظيمهم وعلى وعبادتهم من دون الله باتخاذهم شفعاء واولياء في الدنيا والاخرة فهذا منكر عظيم وكفر شنيع لان من دعا الناس الى عبادة نفسه فهو طاغوت كما صرح بذلك اهل العلم لان العبادة حق لله سبحانه وتعالى. ليس لاحد فيها اي استحقاق. والشفاعة ملك لله سبحانه وتعالى قل لله الشفاعة جميعا من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ولا يشفعون الا لمن ابتضى وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعدي ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى. الشفاعة ملك لله سبحانه وتعالى وحده يأذن بها لمن شاء من رسله وانبيائه والصالحين من عباده يشفع فيمن رضي عنه من المؤمنين. فلا تكونوا الا بعد اذن الله ولا تكون الا اذا رضي الله عن المشفوع له قوله وعمله بان يكون من اهل الايمان. النبيون والملائكة والصالحون ليس لهم استحقاق الشجاعة حتى يقول هذا الدعي عاهدوني على ان اكون لكم شفيعا وليا في الدنيا والاخرة فان الله سبحانه وتعالى هو الشفيع وحده وهو الولي اي واحدة كما قال تعالى ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع. وكما قال تعالى ثم ردوا الى الله مولاهم الحق. ها في الاخرة لا تملكوا نفس لنفسه شيئا والامر يومئذ لله ليس لاحد استحقاق في الشفاعة ولا في الولاية من دون الله سبحانه وتعالى. الله تعالى يقول في حق النبيين ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن قولوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا ايا امركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون. فالنبيون والملائكة والصالحون كلهم عبيد لله محتاجون اليه. كما قال قال اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا اولياء ليس لهم استحقاق في الشفاعة وليس لهم حق في ان يتولوا عباد الله في الاخرة وانما هذا ملك لله سبحانه وتعالى والولاية ايضا لا تختص باحد دون احد. فكل المؤمنين اولياء لله سبحانه وتعالى. قال تعالى الا ان اولياء الله لا عليهم ولا هم يتقون لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون. فكل من امن بالله واتقاه فهو ولي لله وهذه الولاية وهذه الولاية تعظم وتخف بحسب حال صاحبها بالايمان والتقوى. فكلما عظم الايمان والتقوى قويت الولاية وكل ما ضعف الايمان والتقوى ضعفت الولاية ولا يختص بها احد دون احد ثم ايضا نحن لا نحكم لاحد بانه ولي لله الا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالولاية. واما من لم يشهد له الرسول صلى الله عليه وسلم فنحن لا نجزم له بالولاية ولكن اننا نرجو للمؤمنين المتقين ونخاف على العصاة والمذنبين. وحتى الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالولاية كالخلفاء الراشدين والعشرة المبشرين بالجنة غيرهم من الصحابة من سادات المهاجرين والانصار ما احد منهم ادعى هذه الدعوة التي ادعاها هذا الوباء ما احد من الخلفاء الراشدين ولا من الصحابة والقرون المفضلة. قال للناس عاهدوني على ان اكون وليكم وشفيعكم في الدنيا والاخرة. هذه لم يقلها احد من اهل الايمان ولا يقولها الا الطواغيت الذين يريدون ان يفسدوا عقائد المسلمين ويريدون ان يأكلوا اموال الناس بالباطل فالواجب الاخذ على ايديهم اما ان يتوبوا الى الله سبحانه وتعالى عن هذه الخرافات وهذه النزعات والنزغات الشيطانية واما ان يقتلوا ويراح المجتمع الاسلامي منهم. بارك الله فيكم. اه طبعا هذا الحكم يشمل ايضا مدعين ويشمل من صدقهم ايضا في دعواهم. نعم. من ادعى هذه الدعوة ودعا الناس الى ان يعاهدوه على انه شفيعهم لانه وليهم في الدنيا والاخرة فهذا طاغوت وكافر بالله سبحانه وتعالى. ومن صدقه فهو مثله ايضا. نعم. ان صدقه فهو كافر بعد معرفته الى الحجة والنصوص الشرعية. اما اذا كان جاهلا فهذا يبين له الحكم. ويبين له بطلان هذه الدعوة وهذا المدعي بالنصوص الشرعية فان اضطر على تصديق هؤلاء الطواغيت صار مثلهم في الكفر والضلال والالحاد. نعم. اه انما الولاية ليست يعني مقصورة على زمن النبي صلى الله عليه وسلم بل هي التفات وضوابط اذا التزم بها اي شخص او توفرت فيه كان له حق هذه الولاية. كل مؤمن فهو ولي لله سبحانه وتعالى. نعم. بحسب ايمانه وتقواه. وقلنا ان هذا ان هذه الولاية تقوى وتضعف بحسب قوة الايمان وضعفه. ولكننا لا نجزم لاحد بانه ولي لله الا من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم. نعم. قولنا من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم هذا لا يقصر على زمن النبي. بل بصفاته يعني. الاشخاص اشخاص المعينين يقتصر على من شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم. اما بالنسبة للوصف العام يعني يقال كل مؤمن فهو ولي لله. نعم. هذا مستمر الى يوم يوم القيامة. اما ان نعين شخصا او اشخاصا ونقول هؤلاء اولياء فهذا لا يجوز الا من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم. لاننا لا نعلم ما في القلوب. نعم ولا نعلم اه ماذا يكون عليه حال الشخص فيما بينه وبين الله عز وجل وانما نحكم بالظواهر فقط اه كما تفضلتم ايضا فان بعض الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه او كلهم في الحقيقة لم يسبق ان احدا منهم ادعى انه ولي او زعم لنفسه هذا الزعم. ما ادعى يشعرون دائما بالتقصير وانهم آآ مقصرون في حقوق الله. رغم انهم على درجة كبيرة من التقوى والورع والزهد. نعم حالة الصالحين من سلف بهذه الامة ومن اقتدى بهم ممن جاء بعدهم انهم لا يدعون لانفسهم الولاية. نعم. وانهم يشعرون بالتقصير والنقص كما قال الله سبحانه قال والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون. وكما قال عن المسيح وامه وعزير عليهم الصلاة والسلام اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايها مقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا. وقال عن الانبياء عموم انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين. نعم. جزاكم الله خيرا