لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له عظم حق الوالدين واوصى بهما فقال في محكم البيان فبكى عمر رضي الله عنه وقال هذا كلاب حاضر عندك. فوثب على كبر سنه الى ولده. فاعتنقه وضمه جعل يشمه فبكى عمر رضي الله عنه وبكى الحاضرون فقال له عمر يا كلاب ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن وفصاله في عامين ان اشكروا لي ولوالديك الي المصير واشهد ان القائد والقدوة سيدنا وامامنا وقائدنا الاوحد محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن سار على نهجه واستن بسنته الى يوم الدين اخرج الامام مسلم في صحيحه ان عائشة رضي الله عنها قالت جاءتني يوما امرأة مسكينة وهي تحمل ابنتين لها فاطعمتها ثلاث تمرات فاعطت لكل ابنة تمرة واحدة ثم اخذت التمرة الثالثة فلما رفعتها الى فيها. اي فلما رفعتها الى فمها استطعمتها البنتان اي طلبا تلك التمرة الثالثة فشقتها نصفين ثم اعطت كلا منهما شقا قالت فعجبت من صنيعها فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت له حنان تلك المرأة فقال ان الله قد اوجب لها بها الجنة او اعتقها من النار اي انها بعطفها وحنانها على بنتيها. قد اوجب الله لها بها الجنة. بهذا الفعل اللهم صلي وسلم على معلم الناس الخير اشهد انك يا رسول الله بلغت الرسالة واديت الامانة ونصحت الامة وكشفت بعون الله ظلمه. فجزاك الله عنا خير ما جزى نبيا عن امته اوصيكم احبتي في الله ونفسي المقصرة المذنبة بطاعة الله تبارك وتعالى وتقواه فانه من اتقى الله وقاه ومن توكل عليه كفاه، ومن استهدى بالله هداه، ومن استنصر بالله نصره الله اوصيكم بوصية الله عز وجل للاولين والاخرين. ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره قد جعل الله لكل شيء قدرا ثم اما بعد اخوة الاسلام روى صاحب الاصابة في تمييز الصحابة ان امية الكنامي وكان شاعر وسيدا من سادات قومه وكان له ولد عظيم البر به واسمه كلاب وذات يوم كان امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسير جيشا لغزو فارس وجعل يحث الناس على الجهاد فقام امية هذا وقال والله يا امير المؤمنين انه ليوم من ايامي لولا كبر سني فلما رأى ولده البار هذه الرغبة في والده قام وقال يا امير المؤمنين ابيع نفسي لله وابيع الدنيا لاجل الاخرة فارسلني في هذا البعث فكتبه عمر في هذه السرية وانطلق مع الجيش بعد ان ارضى والديه وبقي مدة طويلة يجاهد مع الجيش حتى صعب هذا الامر على والده امية وذات يوم بينا كان يسير اذ بحمامة ترفرف على فراخها فتذكر ولده كلابا فاستعبر وبكى فلما رأت ام كلاب فلما رأت العجوز بكاء امية بكت لبكائه وكان شاعرا فجعل ينشد لمن شيخين قد نشدا كلابا كتاب الله لو قبل الكتاب ثم جعل يؤنب كلابا على تركه. وقال تركت اباك يداه وامك ما تصيغ لها شرابا. فانك والتماس الاجر بعدي كباغ الغيث يلتمس السراب اي انك ان كنت تريد تحصيل الاجر بعد ان تركتني فهيهات هيهات فانك والتماس الاجر بعدي كباغي الغيث يلتمس السراب ثم ضعف بصره من شدة بكائه على ولده فتوجه الى امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال له شاكيا اليه حالة وحزنه على فراق ولده فكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه برد كلاب الى المدينة فلما قدم كلاب دخل على امير المؤمنين فقال له عمر يا كلاب ما بلغ منك برك بابيك اي ماذا كنت تصنع حتى تعلق بك ابوك هذا التعلق فقال يا امير المؤمنين كنت اوثره على نفسي اي اقدم ما يريد على ما اريد. واقدم محابه على محابي كنت اوثره على نفسي واكفيه امره وذكر حادثة يظهر بها بره قال وكنت اذا اردت ان احلب له لبنا اطلب اغزر ناقة في ابله واسمنها. فاريحها حتى تستقر. ثم اغسل اطرافها حتى تبرد ثم احلب له واسقيه فامره عمر ان يصنع ذات الصنيع ثم بعث الى امية فجاء يتهادى وقد احدودب ظهره فلما دخل عليه قال له امير المؤمنين كيف انت يا ابا كلاب فقال كما ترى يا امير المؤمنين قد ضعف جسمي ورق عظمي. فقال عمر اي شيء يا ابى كلاب هو احب اليك قال ابني كلاب احب انه عندي فاسمه شمة واضمه ضمة واراه قبل ان اموت فقال عمر رضي الله عنه ستبلغ ما تحب باذن الله فاذ بكلاب يقبل حاملا اللبن كما كان يصنع ولضعف بصره لم يره ابوه فاخذ عمر رضي الله عنه الاناء فقدمه لابي كلاب وقال اشرب فلما اخذ الاناء ورفعه الى فيه قالا والله لعمر الله يا امير المؤمنين اني لاشم رائحة كلاب من هذا الاناء الزم ابويك فجاهد فيهما ما بقيت ثم شأنك بنفسك بعدهما. وامر له بعطاء يكفيه ويكفيهما فلم يزل مقيما عندهما حتى ماتا هيج اشجاني واثار احزاني كلمات رقيقات من ام بعثت برسالة الي تشكو عقوق ولدها وكنت قد استطردت في علاج الواقع في بعض الخطب الماضية بيد ان حق الوالدين مقرون مع حق الله عز وجل ولذا احببت ان ابث شيئا من اشجان ومن لواعد قلبي لاخواني علها تجد اذنا سامعة او قلبا واعيا فيتذكر ويعتبر اذا ظهرت في امة محمد اربع عشرة خصلة فانتظروا ريحا حمراء وزلزلة وخسفا فسخا وقذفا وذكر فيها صلوات ربي وسلامه عليه. اذا اطاع الرجل زوجته وعق امه صديقه وابعد اباه الاكبر واعظم واشق على النفس من ان تبذل الغالي والرخيص في سبيل تربية هذا الطفل حتى اذا اشتد ساعده وقوي اذ به يرد المعروف منكرا ويرد اليك الخير شرا هل اعظم على الاب حين يرى ولده الذي بلغ الكثير وقدم له الكثير حتى بلغ ما بلغ وهل اشق على نفس الام وهي تربي الولد شبرا شبرا حتى اذا كبر قدم زوجته صديقه على والديه ليس شيء هو اشق على النفس من هذا فتجد بعض هؤلاء الشباب والبل وبعض الكبار والى الله المشتكى. لا يجيب لوالديه دعوة ولا يخفض لهما جناحا. انها والله مأساة ما بعدها مأساة اذا ايها الاحبة عد الاسلام بر الوالدين من اعظم الحقوق فقال جل في علاه قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا فتأمل كيف قرن اعظم حق له سبحانه وتعالى. الا وهو التوحيد مع حق الوالدين بل ان الله عز وجل قرن الاحسان الى الى الوالدين بعبادته وهي اعظم مقصد في الحياة وقضى ربك الا اعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا قال ابن كثير اي لا تسمعهما قولا سيئا حتى ولا التأفيف الذي هو ادنى مراتب القول سيء وقال الحسن بن علي لو يعلم الله شيئا من العقوق هو ادنى من اف لحرمه قال ابن عباس رضي الله عنه ثلاث ايات في كتاب الله نزلت مقرونة في ثلاث انا وردت واطيعوا الله واطيعوا الرسول. واقيموا الصلاة واتوا الزكاة. والثالثة ان اشكر لي ولوالدي بل ان الله عز وجل عظم عقاب القاطع ولعنه في كتابه فقال سبحانه وتعالى والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل قد امر الله بصلة الرحم وان اعظم الرحم واقربه والداك والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار. فويل للعاق من عقاب الله ثم ويل له هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ينذر كما اخرج الترمذي بسند صحيح من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يقول صلوات ربي وسلامه عليه رضا الرب في رضا الوالد. والوالد يشمل الاب والام رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد. فويل للعاق ثم ويل له ويقول المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه. كما اخرج ابن ماجة بسند صحيح من حديث المقدام ابن بعد يكرب يقول النبي ان الله يوصيكم بامهاتكم ان الله يوصيكم بامهاتكم ان الله يوصيكم قم بامهاتكم كررها ثلاثا ثم قال ان الله يوصيكم بابائكم ان الله يوصيكم بالاقرب فالاقرب فجعل فجعل الله عز وجل للام ثلاثة ارباع البر لما حملت وسهرت وعانت وتألمت وقدمت من جسمها وصبرها لولدها. فجعل لها ثلاثة ارباع اي الحق في البر ثم ذكر الاب وجاء رجل الى ابي الدرداء رضي الله عنه فقال ان امرأتي هي ابنة عمي. وانا احبها وان امي تأمرني بطلاقها فماذا اصنع تقاربوا ايها الاحبة لاخوانكم جزاكم الله خيرا ان امرأتي هي ابنة عمي وانا احبها وامي تأمرني بطلاقها. فماذا اصنع فتأملوا ماذا قال ابو الدرداء رضي الله عنه قال لا امرك ان تطلقها ولا امرك ان تعصي والدتك. لكني احدثك حديثا سمعته اذناي من رسول الله يقول صلوات ربي وسلامه عليه ان الوالدة اوسط ابواب الجنة وفي رواية ان الوالد اوسط ابواب الجنة. فان شئت فامسك وان شئت فدع ويقول له في رواية ثانية ان الوالدة اوسط ابواب الجنة. فان شئت فاحفظ ذلك الباب او فضيعه فويل للعاق ثم ويل له ويقول المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه كما في الصحيحين لا يدخل الجنة قاطع لا يدخل الجنة قاطع. ولذا قال امير المؤمنين علي رضي الله عنه وارضاه. فليعمل عاق ما شاء ان يعمل فلن يدخل الجنة فليعمل العاق ما شاء ان يعمل فلن يدخل الجنة فويل للعاق ثم ويل له تأمل صفوة البشر نبي الله نوح لا يفتر عن الدعاء لوالديه ربي اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مسلما مؤمنة وللمؤمنين والمؤمنات تأمل نبي الله ابراهيم وهو يناجي والده المشرك المضاد له في العقيدة بالطف عبار وارق حجة يا ابتي لما تعبد ما لا يسمع ولا يعقل ولا يغني عنك شيئا يا ابتي انظروا الى هذا الخطاب اللطيف يا ابتي اني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني. اهدك صراطا سويا يا ابتي لا تعبدي الشيطان ان الشيطان كان للرحمن عصيا يا ابتي اني اخاف وابوه مشرك اني اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا وتأمل نبي الله اسماعيل يوم جاءه ابوه بامر هو من اشد واعظم الامر على قلب الاب يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابتي افعل ما تؤمر. ثم قال لابراهيم ناصحا يا ابتاه قيدني حتى الا افر وضع وجهي الى الارض حتى لا يرق قلبك فوضع وجهه الى الارض ثم وضع المدية ففداه الله عز وجل تأمل يحيى قال الله عز وجل عنه وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا. وقال عن روحه عيسى ابن مريم عليه وعلى نبينا افضل الصلاة واتم التسليم وبرا بوالدته ولم يكن جبارا شقيا وهذا نبينا عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم فخرجنا معه فخرج الى المقابر فتبعناه فجعل يتفقد القبور ثم امرنا فجلسنا ثم تخطى الى قبر امه فجلس امامه عليه الصلاة والسلام فناجاه طويلا ثم ارتفع نحيب النبي صلى الله عليه وسلم باكيا. فبكينا لبكائه ثم قال استأذنت ربي ان استغفر لها فاذن لي. استأذنت ربي ان استغفر لها فلم يأذن لي. واستأذنته ان ازور قبرها فاذن لي فذهب وزارها وذات يوم كان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لحما وشيئا بين يديه. فجاءته امرأة فقام لها ثم اخذ بيدها فخلع رداءه ثم وضعه على مجلسه فاجلسها في مجلسه. وهذا من اعظم الاكرام عند العرب واجلسها في مجلسه عليه الصلاة والسلام ثم جلس بجوارها وجعل يطعمها ويؤانسها فسألوا عنه فقيل هذه امه من الرضاعة مع انها لم تحمله تسعة اشهر ولم تذق مر وطعم الولادة. ومع هذا يبر بها هذا البر وذات يوم جاءه ابوه من الرضاعة وقد اسلم ابوه وامه واخوه واخته من الرضاعة كلهم فجاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلما رأى اباه من الرضاعة قام له. ثم افسى حاله في المجلس ثم خلع جاءه فجعله تحت والده من الرضاعة ثم اجلسه بابي هو وامي عليه الصلاة والسلام. فاذ بامه مقبلة خرج لها الشق الاخر واجلسها عليها. واذ باخيه من الرضاعة يقبل. فقام له واجلسه حتى اجلسه بين يديه اللهم صلي وسلم على معلم الناس الخير وتأملوا سلفنا الصالح فهذا عثمان ابن عفان رضي الله عنه يقول والله ما قدرت ان اتأمل امي منذ اسلمت فلم يحد النظر اليها تعظيما لقدرها لما علم من امر الله ببرها. فلم يحد النظر كما يفعل شباب اليوم والله ما قدرت ان اصف ان انظر الى امي منذ اسلمت وهذا ابو هريرة رضي الله عنه وارضاه كان اذا اراد الخروج من منزله وقف على باب امه ثم قال لها السلام عليكم يا امتاه ورحمة الله وبركاته فتقول وعليكم السلام يا بني ورحمة الله وبركاته فيقول لها رحمك الله كما ربيتني صغيرا. فتقول له رحمك الله يا بني كما بررتني كبيرة واذا اراد الدخول صنع مثله وكان يحمل امه على ظهره الى الكنيس لتقضي حاجتها وكانت قد كفت في اخر عمرها رضي الله عنه وارضاه وكان حارثة ابن النعمان يمشط رأس امه ويطعمها بيده ولم يستفهمها كلاما قط اي انه اذا امرته بامر لا يراجعها في الكلام حتى لو لم يفهم بل يخرج ثم يسأل من كان بجوارها ماذا ارادت امي لم يستفهمها في كلام مطلقا بل يخرج فيسأل ماذا اراد تعظيما لحقها وجاء رجل الى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقال حملت امي على رقبتي من خراسان تأملوا من خراسانة حتى طفت بها وقضيت بها مناسك الحج اتراني جزيتها قال والله ولا طلقة من طلقاتها ولكنك احسنت والله يثيبك على القليل كثيرا وجاء رجل الى عمر رضي الله عنه فقال ان لي اما بلغ بها الكبر وانها لا تقضي حاجتها الا وظهري مطية لها. واوضئها واصرف وجهي عنها فهل اديت حقها فقال عمر رضي الله عنه لا والله فقال يا امير المؤمنين الست احملها واقوم بشأنها فقال له عمر انها كانت تصنع ذلك بك وهي تتمنى بقاءك وانت تتمنى فراقها انها كانت تصنع ذلك بك وانت تتمنى فراقها وكانت تتمنى بقاءك وقيل لزين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنه وكان منابر الناس بامه فكان لا يأكل مع امه في اناء واحد فقيل له يا علي انك منابر الناس ولا تأكل مع امك في صحفة واحدة فقال اخشى ان تسبق عينها الى لقمة فتسبق يدي اليها يرى انه في هذا يعقها رحماك اللهم رحماك ولما مات عمر ابن ذر وكان بارا بابيه سئل ابوه كيف كانت عشرته معك فقال والله ما مشى معي قط في ليل الا كان امامي. خشية من مباغتة خطر ولا مشيا معي في نهار قط الا كان ورائي احتراما لي ولا ارتقى سطحا قط كنت تحته واني لاعلم رجلا من الصالحين كانت مكتبته في الدور الثاني في بيته فنقل مكتبته الى الدور الاول فلما سأله بعض الخواص قال لان امي تسكن في الطابق الاول فخشيت ان امشي فوقها وكان احد الصالحين مع اصحابه فكان يتركهم فتأخر يوما فسألوه فقال كنت ارتع في رياض الجنة كان يذهب كل يوم فيقبل قدمي والدته وقد سمع نبيه صلى الله عليه وسلم يقول الزم رجليها فثم فكان كل يوم يذهب فيقبل قدميها. فلما تأخر يوما سألوه قال كنت ارتع في رياض الجنة وكان حيوة بن شريح وكان اماما من ائمة المسلمين وعالما من علمائهم في المجلس وحوله حلقة عظيمة من الطلاب وكانت امه تناديه يا حيوة قم فالقي الشعير للدجاج فيترك التدريس وهو العالم ولو شاء ان يأمر احدا من طلابه لفعل فيترك التدريس والعلم ثم يقوم فيلقي الشعير للدجاج ما اعظم كرم الوالدين والله ما علمت عظم حق والدي علي الا يوم اصبحت ابا لا اطيق نوما ان تألم ولا اجد راحة ان صرخ وتعب ابذل له الطبيبة وابذل المال بنفس راضية. وهكذا كان يفعل والدي. وقد رباني وعلمني منذ الصغر فوالله لو حملته فحجزت وهو على ظهري لم اؤده حقه ولا حق امي وهكذا كلنا ايها الاحبة وهل لقلوب اذناء يتألم اباؤهم من تعذيبهم لهم نشرت احدى الصحف منذ ايام قريبة ان شابا حمل صندوقا في سيارته ثم ذهب الى قرب برميل القمامة فوضعه ثم انصرف فجاء الاطفال الذين يلعبون في الشارع ففتحوا هذا البرميل فاذ بهم يجدون امه تئن كانت عجوزا كبيرة فجاء ابوه ابوهما فاحتملها. فلما سأل عنها فاذا هي ام هذا العاق ويل له كيف يلقى الله وكم بيننا من عاق يأمره والده فيعصي كم فينا من صاحب قلب قاس لو كان يتذكر ماذا قدمت له امه ما استطاع نوم الليل حتى يبر بها وهل لقلوب مظلمة وارواح متفسخة لها اشهر والبعض سنوات لم يركع في رياض الجنة يوما ولم يتذلل لوالديه ولم يوفه ما حقهما رجل ذهب ليشتري لزوجته ذهبا حتى اشتغلها ما يقارب العشرين الف ريال سعودي ثم جاءت امه وكانت تحمل طفلهما فاخذت خاتما بثمانين ريالا فاخذه من يدها وقال لا يلزم كبار السن ثم ارجعه فبكت بكاء شديدا فقالت له زوجته ومن يحمل لنا الطفل الا قبحها الله من زوجه قالت ومن يحمل لنا الطفل فارجعه اليها فرمته وقالت والله لا ارتدي الذهب ابدا يقول الله عز وجل وصاحبهما في الدنيا معروفا. وكم فيما من اودع والديه في دور العجزة والله يقول وصاحبهما كناية عن طول الامد وطول الصحبة وصاحبهما في الدنيا معروفا. اما يبلغن عندك الكبر لا عند جيرانك ولا في دور العجزة اما يبلغن عندك في بيتك وقبل حوائجك وقبل قضاء اي امر لك اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف وانما تسوء اخلاق الاباء والامهات وهي تضيق نفوسهم عند الكبر وتكثر حوائجهم من مرض وقضاء حاجة ولذا اوصى الله عز وجل بهما عند الكبر اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما كيف نبر بوالدينا وكيف نحسن اليهما؟ سؤال ارجع الاجابة عليه بعد جلسة الاستراحة. اقول قولي هذا واستغفر الله الحمد لله على نعمائه والشكر له على توفيقه وامتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه واشهد ان محمدا عبده ورسوله الداعي الى رضوانه صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واخوانه وسلم تسليما كثيرا. ثم اما بعد فانه ايها الاحبة اكون مختصرا حفظا لاخواننا الواقفين في الخارج فان بر الوالدين لا يكون في الحياة فحسب وانما يستمر بعد الموت فاما من اكرمه الله عز وجل بوالديه في الحياة فيكفيه قول الله وعن قول الله عز وجل اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ولذا قال اهل العلم ان البر ان كان الوالدان في الحياة يشتمل على امرين اما الاول فهو البر باللسان. واما الثاني فهو البر في الجوارح والاركان فاما البر في اللسان فجماعه قول الله عز وجل فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما. فهو يشتمل على امرين الاول هو القول الكريم والثاني العفة عن القول الذي لا يليق فيناديهما باحب الاسماء اليهما بلفظ الابوة وبلفظ الامومة ويخفض صوته في حال وجودهما ولا تتكلم امامهما بغير حاجة ويعظم مقامهما وما قدماه اليهما فيشكرهما باللسان ويتخير اطايب ما الحديث واحاسينا فيقدمه لوالديه واما الجوارح والاركان فان تعمل عملها في تقديم البر بهما بكل شكل من اشكال البر ومنها طول الصحبة فلا يجوز للمسلم وتأمل هذا جيدا. لا يجوز للمسلم ان يخرج عن والديه في سفر او غربة ما لم تكن واجبة الا بعد استئذانهما لا يجوز لهما ان ان يتركهما الا بعد اذن منهما وصاحبهما في الدنيا معروفا. تأمل كيف جاء رجل من اليمن الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اقبلت من اليمن ابايعك على الهجرة والجهاد ابتغي بهذا وجه الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم الك والد فقال نعم يا رسول الله بل ان والداي في الحياة فقال اتبتغي الاجر والمثوبة من الله فقال نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارجع اليهما فالزمهما واحسن صحبتهما فان قضاء حوائج الوالدين مقدم على قضاء حوائج الزوجة والولد لان النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل اي الناس اعظم حقا على الرجل؟ قال امه تلك الضعيفة المسكينة التي اعطته من عظمها ولحمها وصبرها الكثير الكثير فهي تستحق المقابل هل جزاء الاحسان الا الاحسان واما من فرط او اراد زيادة في الاحسان بعد ان رحل والداه عن الدنيا. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن جاء يسأل يا رسول الله هل بقي منبر ابوي شيء بعد موتهما؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم الصلاة عليهما والصلاة هنا بمعنى الدعاء بان يكثر لهما من الدعاء فهما شديدا الحاجة الى دعائك فمن الابناء من دعا يوما ويومين او شهرا او سنة ثم نسي والديه وهما طول عمرهم لم ينسياه والله لا ينام الاب بقلب مطمئن وهو يشعر ان ولده في ضيق او في كربة فرحنا لكم ايها الاباء الصلاة عليهما بمعنى الدعاء فلا ينساهما في سجود ولا في ساعة خشوع ولا في ساعة استجابة الا ودع لهما ثم قال صلى الله عليه وسلم والاستغفار لهما فان كنت وجدت في والديك او احدهما تقصيرا في حياته فاكثر من الاستغفار فان هذا من عمل والدك. ويكتب في صحيفته وقال النبي في الثالثة وانفاذ عهدهما من بعدهما فان كنت رأيت اباك يوما تمنى شيئا او ان امك تمنت ان ضحي بأضحية ولم تكن قادرة او ان تسبل سبيلا من ماء او غيره للمسلمين. او ان تتصدق بصدقة او ان تقف وقفا انفذ هذه الرغبة من بعدهما. وانفاذ عهدهما من بعدهما. وصلة الرحم التي لا توصل الا بهما. واقرب الاخوة والاخوات بان تحسن اليهما وان تذكر حق الابوة والامومة فيهما واخيرا اكرام صديقهما. فان علمت ان امك كانت تحب جارة او صديقة او قريبة او والدك فاحسن اليه وبالغ في هذا فان عبد الله ابن عمر رضي الله عنه كان يوما في سفر فرج فرأى رجلا اعرابيا ثائر الرأس. اي ان شعره متطاير غير مسكن فاقترب منه فخلع عمامته فعممه بها وهذا من اعظم الاكرام عند العرب. ثم خلع رداءه رباه به فجاءه اصحابه فقالوا يا ابن عمر انهم الاعراب ويرضون باليسير. لو اعطيته اي هدية زبيبا او اقطم لفرح ويكفيه القليل انهم الاعراب ويرضون باليسير فتأملوا ماذا قال؟ قال ان والد هذا كان حبا لعمر ان والد هذا كان حبا لعمر. واني سمعت رسول الله يقول ان منابر البر ان يصل الرجل اهل ود ابيه بعد ان يولي الصلاة عليهما والاستغفار لهما وانفاذ عهدهما من بعدهما وصلة الرحم التي لا توصل الا بهما واكرام صديقهما. اللهم اني قد بلغت. اللهم فاشهد. اللهم اني قد بلغت. اللهم فاشهد. اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد اللهم اغفر لنا تقصيرنا في حق والدينا. اللهم اغفر لنا تقصيرنا في حق والدينا. اللهم اغفر لنا تقصيرنا في حق والدينا. اللهم ارفع درجتهما في عليين. اللهم بيض وجوههما يوم تبيض وجوههم وتسود وجوه اللهم اجعل اجعل مثواهم ومثوانا الجنة. اللهم ارفع قدرهما. اللهم بيض وجوههما. اللهم بلغهما مرادهما وفي الدارين ربي ارحمهما كما ربونا صغارا. رب ارحمهما كما ربونا صغارا. رب ارحمهما كما ربونا صغارا اللهم اغفر لهما ذنوبهما. اللهم تجاوز عن سيئاتهما وخطاياهما. اللهم اكلأهما بعنايتك ورعايتك. ومد في في اعمارهما في طاعتك وشافهما من اسقامهما واوجاعهما. اللهم ورضه قلوبهما عنا. اللهم قلوبهم علينا. اللهم رض قلوبهم علينا واغفر لنا تفريطنا في جنبهم. انك انت ارحم الراحمين اللهم اهدي شباب المسلمين اللهم اهدي شباب المسلمين اللهم استخدمهم في نصرة كتابك يا قوي يا متين. اللهم اهد فتيات المسلمين الى العفة والحجاب والاستقامة. اللهم جميعا بعنايتك ورعايتك. واستخدمنا جميعا فيما يرضيك ولا تستبدل بنا يا ارحم الراحمين. اللهم انصر الاسلام واعز المسلمين. اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان فوق كل ارض وتحت كل سماء ايدهم بمدد من عندك واكلأهم بعنايتك ورعايتك وشافي جرحاهم وداوي مرضاهم. وسدد اللهم رميهم وسهامهم. انك على كل شيء قدير انك على كل شيء قدير. اللهم كن في عون اخواننا المستضعفين من المسلمين في كل مكان. اللهم كن في عون اخواننا المستضعفين من المسلمين في كل مكان. اللهم ادم نعمة الامن والايمان على بلدنا هذا وجميع بلاد المسلمين. واجعل بلد هذا وجميع بلاد المسلمين بلاد امن وامان وايمان ورخاء بقوتك وقدرتك يا قوي يا متين. اللهم وحد صفك واجمع كلمتنا على الحق وما يرضيك. اللهم الف بين قلوبنا. اللهم الف بين قلوبنا. اللهم من ارد من اراد شق صفنا فرد كيده في نحره. اللهم من اراد لكلمتنا تفريقا فاشغله بنفسه. انك على كل شيء قدير انك على كل شيء قدير. اللهم ان لكل عبد من عبادك في هذا المسجد مسألة. اللهم فاعط كلا منا سؤله. اللهم اعطي كلا منا سؤله اللهم اعط كلا منا سؤله سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين