الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد بس الزكاة ايها الاخوة كما تعلمون هو الركن الثالث من اركان الاسلام والدلالة على ركنيته الكتاب والسنة والاجماع والايات التي وردت فيها ذكر الزكاة وردت في اكثر من ثمانية وعشرين موضعا من كتاب الله عز وجل ودلالة مشروعية الزكاة في ايات الكتاب اكثر من ان تحصر فجاءت باسم الصدقة في مواضع متعددة وباسم الزكاة في مواضع كثيرة وقرنت بالصلاة لاهميتها فلا تذكروا الصلاة الا ويذكر معها الزكاة ورغب الشارع في اخراجها ورهب من تركها حتى قال والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون السماوية. والصحيح من اقوال اهل العلم ان هذه الاية في الكانزين وهم الذين يكنزون المال ولا يخرجون الزكاة المسلم حينما يتصفح ايات كتاب الله عز وجل يجد انه جاء ذكر الزكاة في القرآن الكريم والدلالة عليها والحث عليها واهميتها وبيان غاياتها وثمراتها وفي بعض هذه الايات قواعد كلية ومبادئ عامة تحكم وتظبط لنا الزكاة ففي القرآن الكريم تأصيل لهذا الركن الاصيل من اركان الاسلام ومن جملة ذلك انها فريضة واجبة وسبيل عظيم من سبل الخير وايضا فيها بيان الاسس والجهات التي تجب فيها الزكاة في ايات متعددة كقوله تعالى خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها والاموال جمع مال والمال ما يتمول اي ما يتخذ مالا بغض النظر عن نوعه فان كان الناس اتخذوا المال ذهبا فكان معنيا داخلا في هذا العموم وان تمول الناس الاوراق واصبحوا يشترون ويبيعون بها وهو داخل في هذا العموم ولذلك نجد ان الله سبحانه وتعالى ذكر الزكاة في ايات كثيرة وعلقها بالمال قال والذين في اموالهم حق معلوم للشاعر والمحروم. اموالي وجاء ذكر بعض انواع الزكاويات مثل الثمار قال جل وعلا خذ من كلوا من ثمره اذا اثمر واتوا حقه يوم حصاده فنص على الثمريات وعلى المحصود والمحصول من الزروع وكذلك في السنة النبوية وردت تفاصيل الزكاة عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وبناء عليه فالزكاة ليست من مظان الاجتهاد لان قضاياها قضايا نصية جاء في الكتاب والسنة النص الدال القاطع عليها لا يعني ذلك انه لا يوجد خلاف بين الفقهاء في بعض المسائل ولكن من حيث العموم فاصول مسائل الزكاة مبنية وواضحة ومبينة في الكتاب والسنة واما السنة فاحاديث قولية وفعلية من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ابن جبل رضي الله عنه لما ارسله الى اليمن قال انك تأتي قوما من اهل الكتاب فقال في نص الحديث قال واعلمهم ان الله افترض عليهم زكاة صدقة اللفظ المحفوظة صدقة تؤخذ من اغنيائهم وترد على فقرائهم فجاء في الحديث اطلاق المال وتعيين الممول وهو الغني وتعيين الجهة المتصدق عليها وهم الفقراء وهذا من باب الاشارة والتغليب وليس من باب التخصيص والتعيين كذلك جاء في حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله واني رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فجعل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم مانع الزكاة مستحقا للقتال وهذه المسألة من المسائل الاتفاقية ان جهة من الجهات يعني قرية من القرى بلدة من البلدان لو منعت زكاتها ولم تدفعها لولي الامر فان لولي الامر ان يجبرهم على دفع الزكاة وفي الحديث انا اخذوها وشطر ما لي اخذوها من باب احقاق حقوق الله عز وجل وشطر ماله من باب التعزير ومن الاحاديث التي هي اصول في ابواب الزكاة حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال ليس فيما دون خمسة اواقم صدقة متفق عليه اذا هذا الحديث يبين نصاب الفضة الوقية اربعين درهم وخمسة اواق خمسة في اربعين يعني مئتي درهم كذلك من الاصول التي تبين مسائل الزكاة حديث انس رضي الله عنه ان ابا بكر الصديق رضي الله عنه كتب كتاب الصدقات وقال فيها الصديق هذه فريضة الصدقة التي فرظ رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين ثم ذكر الابل والغنم والبقر مرتبا وهذا الحديث جاء في عند البخاري ومن الاحاديث التي هي اصول وينبغي لطلاب العلم ان يتعلموا ويتفقهوا معانيه حديث ابن عمر رضي الله عنه قال فيما سقت السماء والعيون او كان عثريا العشر وفيما سقي بالثواني نصف العشر هذا الحديث الذي رواه البخاري من رواية ابن عمر ومسلم من حديث جابر واما اهتمام علماء المسلمين وفقهاء الاسلام بالزكاة فامر فوق الوصف وذلك لان الزكاة من جهة ركن من اركان الاسلام. عبادة وهي العبادة المالية الوحيدة وهي العبادة المالية الوحيدة ما ضميمتها مطلق الصدقات وايضا اهتموا بها لان بها قوام المجتمعات. فاكثر المجتمعات واغلب المجتمعات الناس فيها محتاجون والاسلام وضع ضوابط عظيمة لدفع حاجة الناس ومن جملة ذلك تقسيم بيت مال المسلمين هذه الزكوات بالطريقة التي ترفع الفقر والحاجة عن ذوي الحاجة ولذلك اهتم الفقهاء بباب الزكاة اهتماما بليغا فما من كتاب من كتب السنن الحديثية الا وتجد فيه كتابا بعنوان كتاب الزكاة وما من كتاب فقهي الا وتجد فيه كتاب الزكاة واما الفقهاء رحمهم الله فقد افردوا الزكاة بدقائق الامور وتفصيلات ربما لا تخطر بالبال وهذا دليل على اهمية الزكاة في الاسلام حتى في عصرنا الحاضر نجد ان هناك مؤتمرات وندوات تقام لاجل المسائل العصرية وكيفية اخراج الزكاة فيها فكم من ندوة ومؤتمر قد عقد سواء عن طريق رابطة العالم الاسلامي مؤتمر الاسلام او عن طريق المجامع الفقهية لاجل التباحث في هذه المسائل العصرية التي حدثت في هذه الازمنة ايضا ايها الاخوة الجانب التطبيقي في الزكاة يتجلى لنا من عدة امور اولا اننا اليوم نجد تداخل العمليات الاستثمارية بعضها في بعض وهذا يجعلنا من في الجانب التطبيقي نهتم بتعلم مسائل الزكاة كثيرا ما تختلط الاوراق على بعض المنتسبين الى العلم فضلا عن عامة الناس بسبب عدم الفرق في بعض المسائل الدقيقة للزكاة