وعد الله لا ينبغي ان يفهم مطلقا. وانما لا بد ان تنظر في شروطه فتحققها. وفي موانعه فتجتنبها والا فمهما فعلت فانت لا تدخل في في هذا الوعد ولست ولست بمستحق له الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم ومن المسائل ايضا قاعدة وعد الله ووعيده موقوف على ثبوت الشروط وانتفاء الموانع وعد الله ووعيده موقوف على ثبوت الشروط وانتفاء الموانع انتم معي ولا جاكم النوم وعد الله ووعيده موقوف على ثبوت الشروط وانتفاء الموانع. وقولنا موقوف اي موقوف اثره ونتائجه وذلك لان الله اذا ذكر وعدا من الوعيد عفوا وعدا في كتابه او سنة نبيه صلى الله عليه او ذكر وعيدا فان وعد الله يكتنفه ثبوت شروط وانتفاء موانع. فلا تظنن ان ما اوعد الله عز وجل به هكذا يأتيك مطلقا. فلابد ان تجمع هذا الوعد مع النصوص الاخرى حتى تنظر في شروط وانتفاء موانعه. وكذلك وعيده ايضا لا يثبت اثره على العبد الا اذا توفرت شروط الوعيد وانتفت موانعه. وانا اضرب لك عدة امثلة حتى يتضح لك تطبيق القاعدة. منها مثلا قول الله عز وجل واذا سألك عبادي عني فاني قريب ايش؟ اجيب دعوة الداع اذا دعان هذا وعد او وعيد؟ وعد لا تظنن ان كل من دعا الله تحقق له هذا الوعد. بل هذا الوعد يكتنفه شروط لا بد من تحقيقها وموانع لابد من اجتنابها. فمن دعا الله وقد فاته شرط او دعا الله وقد وجد في حقه مانع فلو دعا من هنا الى قيام الساعة قد لا قد قد لا يستجاب له. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام ان يستجاب ان معناها بعد. يعني بعد ان يستجاب اي قد يستجاب ولكن الاستجابة بعيدة. لكن قد يستجيب الله لمن يأكل الحرام بسبب ضرورة او بسبب الحاح واستمرار في الدعاء. لكن الاصل ان استجابة الله لمثل هذا العبد الذي فاته في هذا الوعد شرط او وجد في حقه مانع انها بعيدة. فهي ليست مستحيلة لكنها بعيدة. هو لم يقل فلم استجاب له قال ان وفرق بين التعبيرين. وهذا ايضا من رحمة الله عز وجل فهو لم يقطع رجاء العاصي في الدعاء. وانما بين شؤم المعصية على الدعاء. فان كنت تريد الاستعجال في الاستجابة ابا فاترك هذا الذي صار سببا في التأخير او او الرد. وكذلك قد يدعو العبد ربه ببعض الدعوات ولكن هذه في ذاتها اثم فوجود الاثم في الدعاء مانع من موانع الاستجابة قد يدعو العبد وفي اثناء الدعاء يستعجل فيقول دعوت دعوت ولم ارى يستجب لي. فالاستعجال مانع من الموانع. عدم الاستجابة لله بفعل الاوامر واجتناب النواهي مانع. ولذلك قال بعد هذه الاية في اثناء قال فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي. فاعظم دواعي الاستجابة ان تستجيب لله انت تريد ان يستجيب لك ان تستجيب له. كما تدين تدان والجزاء من جنس العمل. اما ان تذكر يا ابن ادم حقك على الله عز وجل الذي اوجبه على نفسه تفضلا ولا تذكروا حقوق الله عليك ثم تريد ان يستجاب لك افهمتم هذا؟ فاذا لا تدخل في هذا الوعد ولست بمستحق له. مغفرة الذنوب اياتها كثيرة. اليس كذلك هل مغفرة الذنوب تأتي هكذا او لها اسباب وشروط؟ لها اسباب وشروط وفيها موانع. لا بد ان تتوب حتى يكفر عنك، لا بد ان لابد ان تفعل شيئا من الطاعات التي اثبتت الادلة انها مكفرات ونحو ذلك. فاذا لا ينبغي للعبد ان ينظر الى مغفرة الله فيطمع قلبه في مغفرته وهو لم يحقق شرطا ولم يجتنب مانعا وكذلك الوعيد الوعيد ايات السخط ايات الغضب ايات اللعنة كلها وعيد. هذا الوعيد لا يستحقه الا من ثبتت فيه شروط استحقاقه وانتفت وانتفت موانعه. وانتفت موانعه كما كقول النبي صلى الله عليه وسلم اكثر عذاب القبر من البول هذا وعد ولا وعيد؟ وعيد. طيب من يستحق هذا الوعيد؟ هو من تساهل فيه هذا الامر فرفع ثيابه وسراويله قبل الاستنجاء والاستئمار الاستجمار وقطرات البول لا تزال تنتثر على ثيابه من ها هنا ها هنا فيؤدي ذلك الى بطلان طهارته والى بطلان صلاته وعبادته المتساهل في مثل ذلك قد توفر فيه شرط الاستحقاق كذلك ما وعد الله عز وجل به اصحاب الكبائر. وعد القاتل ببعض العذاب وعد الزاني ببعض العذاب. وعد السارقة ببعض العذاب هذا العذاب في الاخرة مشروط بماذا؟ بشروط. وفيه موانع. من شروطه ان يموت مصرا عليه. ومن موانع التوبة ومن موانعه قبول الشفاعة في صاحب الكبيرة يوم القيامة. فمن قبل الله فيه الشفاعة من اصحاب الكبائر فقد وجد مانع من من نفوذ هذا الوعيد في حقه فاذا يا اخواني هذه قاعدة متفق عليها بين اهل السنة والجنة. ان وعد الله ووعيده لا ينبغي ان ينظر اليهما اطلاق بل لا بد ان ينظر لهما ها مستشعرا ان في كل واحد منهما شروطا لابد من تحقيقها وموانع لابد من من اجتنابها والا فلست مستحقا للوعد ولست ناجيا من الوعيد ما دام ثمة شرط اختل او مانع وجد فان قلت وهل احد خالفنا في هذه القاعدة؟ فاقول نعم. خالفنا فيها طائفتان المرجئة والوعيدية من الخوارج والمعتزلة المرجئة والوعيدية من الخوارج والمعتزلة ماذا قال المرجئة المرجئة اوجب على الله عز وجل انفاذ وعده مطلقا بغض النظر عن الشروط والموانع فهم يفهمون وعد الله على وجه الاطلاق غير مقيد بشيء فاذا هم يؤمنون بوعد الله لكنه الايمان المطلق غير مظبوط لا بشروط ولا بموانع ولذلك قالوا كل من فعل الذنوب والكبائر ومات على اصل الاسلام فسيثبت في حقه دخول الجنة الابتدائي من غير تعذيب ولا نار ان الله لان النبي قال من مات وهو يعلم ان لا اله الا الله دخل الجنة. ولم يقل ما لم يرتكب كبيرة ولم يفعل ولم يفعل خلاص تغلبوا نظرة الاطلاق على التقييد. فاصابوا في جانب واخطأوا في جانب. اصابوا في جانب الايمان بالوعد والتصديق به. لكن انهم اخطأوا في فهمه انه مطلق وليس بمقيد وقابلهم في ذلك ايش الوعيدية. ماذا قال الوعيدية؟ قالوا نؤمن بوعيد الله ولكنه ايضا مطلق ليس مضبوطا لا بشروط ولا بانتفاء موانع. ولذلك كل من مات زان فسيثبت فيه عقوبة الزاني وان شفع فيه من شفع يوم القيامة. بل لا تنفعه شفاعة الشافعي. كل من مات على ما على فوعد الله فاعله بالعقوبة فسيثبت في حقه العقوبة. فيجيبون على الله عز وجل انفاذ وعيده ايجابا مطلقا فهؤلاء ايضا اصابوا في جانب انتم معي ولا لا؟ واخطأوا في جانب فاصابوا في جانب ماذا؟ الايمان احسنت الايمان والتصديق بوعيد الله لكنهم اخطأوا في ماذا؟ اخطأوا في فهمه انه وعيد مطلق غير مضبوط لا بشروط ولا بانتفاء موانع. طيب جاء اهل السنة وما ماذا قالوا امنوا بالوعد والوعيد امنوا بالوعد والوعيد ولكن لا على وجه الاطلاق وانما على وجه ماذا ها الشروط والموانع. فاذا وعد الله ليس مطلقا بل فيه شروط وموانع ونفوذ وعيد الله ليس مطلقا وانما فيه شروط موانع فان قلت ومن اين استفدت هذه القاعدة؟ من كلام الامام الطحاوي نقول اخذناها من قوله رحمه الله ونستغفر لمسيئهم. نستغفر ونخاف عليهم فقوله نستغفر لمسيئهم دليل على ان العبد وان مات من اهل الايمان على شيء من الذنوب. فالامام الطحاوي يقول لا نقنط من مغفرة الله له اذ قد يوجد شيء من استغفار المؤمنين فيكون حاجزا ومانعا من نفوذ وعيد الله فيه فلو كان الامام الطحاوي يفهم ما يفهمه الخوارج والمعتزلة لقال ان من مات من المؤمنين على معصية فاننا وان استغفرنا له وسألنا الله ان يمسح عنه اساءته فان ذلك غير نافع. اذ لابد من ان ينفذ فيه وعيد الله. فلما اثبت ان الاستغفار مانع من موانع نفوذ الوعيد علمنا ان ايش؟ مذهب اهل السنة مبني على ان الوعد والوعيد لا ينبغي فهمه هما مطلقا بل هما محاطان بشروط وموانع. فمن ثبتت في حقه شروط الوعد استحقه وان وجد فيه مانع من موانع الوعد حرمه. وان وجدت شروط شروط الوعيد نفذ فيه وان وجدت بعض موانع الوعيد نجا منه. هكذا مذهب اهل السنة والجماعة وقد بينت لكم وسطيتهم في هذا