السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. وبعد فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي. هدي محمد صلى الله عليه واله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم اما بعد اه وصلنا عند قول الله عز وجل في الاية السانية من سورة الصف يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانه بنيان مرصوص الاية الاولى انكار على الذين يقولون ما لا يفعلون الاية الثانية بيان شدة غضب الله ومقته على من يكون كذلك ولكن لم يبين هنا ما هو القول المغاير للفعل المنهي عنه والمعاتبين عليه والمستوجب لشدة الغضب الا ان مجيء الاية الثالثة التي قالت ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص قد اشعرتنا بموضوع العتاب وموضوع القول الذي خالف الفعل وهو الجهاد في سبيل الله وقد اتفقت كلمة علماء التفسير ان سبب النزول مع تعدده عندهم انه حول الجهاد في سبيل الله ورد في سبب النزول باختصار ان نفرا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا اما لو نعلم ما احب الاعمال الى الله كما اسلفنا من حديس عبدالله بن سلامة اي الاعمال احب الى الله؟ فنأتيهم فلما نزلت هزه السورة ازا بعضهم قد نكث وهزا قد ورد في بعض سور من القرآن فقد بينت بعض مواضع القرآن آآ ان المؤمنين تمنوا لو انزلت سورة. قال عز وجل في سورة محمد ويقول الذين امنوا لولا نزلت سورة فاذا انزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون اليك نظر المغشي عليه من الموت وقال تعالى الم ترى الى الذين قيل لهم كفوا ايديكم واقيموا الصلاة واتوا الزكاة. فلما كتب عليهم القتال اذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله او اشد خشية وقالوا ربنا لما كتبت علينا القتال لولا اخرتنا الى اجل قريب ومنها قوله تعالى ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الادبار وكان عهد الله مسئولا ففي الاية الاولى تمنوا نزول سورة يؤذن فيها بالقتال فلما نزلت صار مرضى القلوب ينظرون كالمغشي عليه من الموت في السانية قيل له كفوا ايديكم عن القتال. مرحلة بقى كف الايدي الصبر والصفح فتمنوا الازن لهم. فلما كتب عليهم رجعوا وتمنوا ان لو اخروا الى اجل قريب وفي الثالثة اعطوا العهود على الثبات وعدم التولي. ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الادبار وكان عهد الله مسئولا. فلما كان في وقعة احد وقع ما وقع وكذلك في حنين في هذا السياق بيان لعتابهم على نقض العهد وهو معنى لما تقولون ما لا تفعلون سواء بسواء ويقابل هزا ان الله سبحانه وتعالى امتدح في كتابه طائفة اخرى من المؤمنين صدق فعلهم قولهم قال الله عز وجل من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر. وما بدلوا تبديلا. شف السورة المقابلة يبقى لما تقولون ما لا تفعلون من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. سبحان الله فاي الفريقين احق بالثناء واختر لنفسك واختار لنفسي اي الفريقين التحق به يا اخواني احد الافات الكبرى التي اصابتنا الان هي اننا نقول ما لا نفعل ونسأل الله العافية والسلامة والستر ونسأل الله عز وجل ان يصلح قلوبنا واحوالنا هناك صمام امان للشخصية او صمامات امان للشخصية منها من صدمات امان شخصية اي مسلم او اي متدين ان يتوافق ظاهره وباطنه او ان يتفق قوله وفعله ده اسمهم امان ازا اتسعت الفجوة بين القول والفعل كان الانسان موقوفا على خطر كان الانسان موقوف على خطر وورد وعيد شديد لمن يذكر الناس يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ولكن هو يخالف ذلك في خاصة نفسه وكانت له مسل السوء وكان له مسل السوء في الاخرة. نعوذ بالله من زلك الزي تندلق اقطاب بطن امعاؤه ويدور في النار كما يدور الحمار والرحى. يا فلان الم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. قال كنت امر بالمعروف ولا اتيه وانهى عن المنكر واتيه نسأل الله العافية لم تقولون ما لا تفعلون؟ ازمة الصدق تطابق بين القول والعمل اين نحن من هذا الامر؟ امر اخلاقي امر شرعي امر دعوي هزا الامر يكون على مستوى الافراد وعلى مستوى الجماعات تعلمون ان هناك من الازمات لاصابة التيار الاسلامي انهم لم يستطيعوا ان يفرقوا بين ما يلزمهم شرعا وما يستعمل من باب المزايدات الاعلامية او ما يسمى بالشئون الاعلامية يعني مسلا قديما كانوا يطالبون بالغاء المعاهدة مع اليهود وافسحوا لنا الطريق وافتحوا لنا الابواب لقتال اليهود. لما وصل رئيس يحسب على الحركة الاسلامية وعلى التيار الاسلامي الى الحكم فلم يستطع ان يلغي المعاهدة ولم يستطع ان يفتح ابوابا للجهاد ولا ولا ولا طيب ازا تحققنا نحن بزلك هل يصح شرعا او هل يصح من باب الخلق ومن باب المروءة بعد زلك ان يخرج انسان يزايد نفس المزايدة مرة تانية لما تقولون ما لا تفعلون يا اخواني دي ازمة حقيقية ازمة المزايدة اقوال بلا رصيد اقوال فقط من اجل اكتساب موقف او تسجيل موقف انتبه انا وانت في هزه المحنة محنة القول على الله ان نقول ما لا نفعل ولا آآ ينفعنا من زلك الا ان نستكسر من حجج الله علينا. وان نثقل حسابنا عند الله نسأل الله العافية لما تقولون ما لا تفعلون والله عز وجل قد امر آآ بان ينتبه المرء لزلك فقال اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وتبين بهزا ان الفعل المغير للقول هنا هو عدم الوفاء بالعهد الذي قطعه هؤلاء على انفسهم من قبل فاستوجبوا العتاب عليه كما تبين ان الذين اوفوا بعهد الله استوجبوا الثناء ونبي الله شعيب كان يقول وما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه ان اريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله ولزلك في هزه الاية زهب كما يقول ابن كسير رحمه الله وفيه حجة لمن ذهب من السلف الى وجوب الوفاء بالعهد الى وجوب الوفاء بالعهد يعني ايه؟ يعني زي ما انت قلت للانسان اي عهد يجب الوفاء به طبعا خالف بعض العلماء في زلك وقالوا يجب الوفاء فقط ازا ترتب عليه غرم في الدنيا. يعني انت قلت لواحد ادخل المشروع الفلاني او تزوج وانا سانفق عليك او افعل كزا انا اعطيك ففعل فغرم يبقى يلزمك. لأ يجب عند الله عز وجل وفي احكام الاخرة في كل الوعود لا سيما ونحن عندنا حديث محكم في هزه القضية وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح في الصحيحين اية المنافق ثلاث ازا حدس كذب وازا وعد اخلف وازا اؤتمن خان وقول الله عز وجل واوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا وقول النبي صلى الله عليه وسلم كزلك اربع من كن فيه كان منافقا خالصا. ومن كانت فيه واحدة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها يبقى ازا يجب الوفاء بالعهد يجب الوفاء بالعهد لكن في احكام في القضاء بقى تيجي تقضي على انسان هتقضي له ازا كان اصابه غرم واما سوى زلك فهي يدين بينه وبين الله عز وجل فيما خالف فيه الوعد كزلك ورد في اسباب النزول هزه الاية عن قتادة قال بلغني انها كانت في الجهاد كان الرجل يقول قاتلت وفعلت ولم يكن فعل فوعظهم الله في زلك اشد الموعظة وعزاهم الله عز وجل في زلك اشد الموعظة. لما تقولون ما لا تفعلون. ليه تيجي تقول حاجة انت ما عملتهاش الزين آآ ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا قال صلى الله عليه وسلم المتشبع بما لم يعطه كلابس ثوبي زور يقول رجل قتلت وما قاتل. فعلت وما فعلت. طعنت وما طعن. ده نص الكلام. كلام قتادة رحمه الله ليه المرض ده موجود عندنا التشبع بما لم نعطى المرآة يعني الشرع ذم المرآة بما فعلته فعلا. تخيل انسان يرائي بشيء لم يفعله يتشبع بما لم يعطى. فمسالك لابس ثوبي زور. الحديس ده له قصة. امرأة لها ضارات لها ضرائر. يعني زوجها متزوج اكتر من امرأة فبتقول النبي صلى الله عليه وسلم لو انا تشبعت بشيء يعني ارفع به من نفسي امام هؤلاء الضرائر انا اكون بكده اسمة؟ يعني لو جيت قلت ده هو جاب لي امبارح هدية؟ ده قال لي كزا وهو ما عملش قال النبي صلى الله عليه وسلم المتشبع وما لم يعط كلابس الثوب يزور. تخيلوا لو الامر ده بقى في مجال العلم. واحد يتشبع بما لم يعط يعطه في باب العلم الشرعي او في الحكم او في آآ اظهار مكانة معينة عند الخلق وليس او في التعبد والتنسك. او في اظهار الاستقامة هو ليس كزلك لما تقولون ما لا تفعلون؟ ولزلك هزه الايات هزه الاية تعالج هزا المرض الخطير. مرض تشبع الانسان بما يعطى ادعائه من الخير والفضائل لما ليس فيه وكزلك تعالج في المؤمن خلف العهد نكس العهد مع الله عز وجل لما تقولون ما لا تفعلون بسبب انه يقول لك كبر مقتا عند الله. عظم بغضا والمقت اشد البغض وكبر يعني عظم ومقتن هنا اعرابها تمييز ان تقول هي الفاعل يعني كبر ان تقولوا على الله مقتا كبر مقتل عظم عند الله عز وجل بغضا ومقتا لكم ان تقولوا ما لا تفعلون. اذا الانسان تحقق بهزه الاية تعالج في نفسه هزا المرض الله سبحانه وتعالى يحب الصادقين. ولهزا ينبغي بالفعل ان ان ننتبه لهذا المرض الزي يصيب قلوبنا. واخواني كل واحد فينا يسأل نفسه السؤال ده انا عاهدت ربنا كم مرة انا عاهدت ربنا على التوبة وعاهدت ربنا على نصرة الدين وعاهدت ربنا على آآ الاستقامة وعاهدت ربنا على تزكية نفسي وعاهدت ربنا على آآ الا آآ آآ ابادل الجاهلين بالجهالة وان اعفو واصفح. عادت ربنا في حاجات كتير لكن انا وفيت بقدم لي العهد تذكر دائما ان العهد كان مسئولا. تذكر دائما يا ايها الذين امنوا لما تقولون ما لا تفعلون؟ كبر مقتا عند الله ان يقول ما لا تفعلون. ولكن تنبيه اخير قبل ان اختم هزه الحلقة وهو شبهة يلقيها الشيطان لبعض المصلحين. ازا كان الامر كذلك وانت عندك من التقصير ما عندك فينبغي الا تقدم على النصيحة ولا تأمر بالمعروف ولا تنهى عن المنكر فانتبه لهذا. يقول ابن رجب رحمه الله لابد للناس من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والوعظ والتذكير. ولو لم يعظ الناس الا معصوم من الزلل لم يعظ بعد رسوله الله صلى الله عليه وسلم احد لانه لا عصمة لاحد بعده وازا كان في هزه الاية زم لمن لم يوفي بوعده وخالف عمله قوله فان في اخر السورة مدح لمن وفى بوعده وقام بنصرة هذا الدين. فالحل ان الانسان لا ينظر الى يعني انت مطلوب منك حاجتين. مطلوب منك انك توفي بالعهد واطلب منك ان انت يعني تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. فاذا قصرت في واحدة لا تقصر في الثانية ما يكونش العلاج ابدا بترك النصيحة وترك الدعوة الى الله وترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. لكن يكون الحل باصلاح النفس. فننتبه لان هزا مدخل شيطاني. يدخل منه الشيطان الى قلوب بعض المصلحين العاملين في مجال الدعوة الى الله عز وجل لانك لست مؤهل للعمل. انت عندك تقصير عندي تقصير عالجه ولا استسلم له ولا اتعايش معه اسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلني واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم