هنا الوقفات في ظل الاماني تفيض لنا البشائر بالبيان تفكر ايها القارئ تدبر اي الذكر فيه اسمى المعاني على رحب المدارة الوسيلة جمعناها على قاص الودان. وفي ارواح ما حلل البديع تشيد للوراء ابها المباني مع القرآن مضمون الفضيلة. يجسده العطاء بالتفاني ومن صدق البراهين الجليلة الى روض الجنان الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد وارحب بكم ايها المشاهدون الكرام في لقاء جديد نتدارس فيه شيئا من النداءات الالهية التي وجهها الى الناس حيث نتدارس في هذا اليوم باذن الله عز وجل نداء ورد في اواخر سورة النساء يقول الله عز وجل فيه ولله ما في السماوات وما في الارض وكفى بالله وكيلا، ان يشأ يذهبكم ايها الناس ويأتي باخرين. وكان الله على ذلك قديرا. من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والاخرة. وكان الله سميعا بصيرا. يذكر الله عز وجل الا العباد بان جميع ما في الكون ملك له جل وعلا ولله ما في السماوات وما في الارض حتى انت يا ايها انسان مملوك لله عز وجل. الا ترى انه يقدر عليك المقادير مرة فيما تحبه وترغبه مرة فيما يكون بضد ذلك كم من الاقدار الحصنة حصلت لك وكم من المصائب التي قدرها الله عز وجل عليك وما ذاك الا انك تسير في ملك الله وانت مملوك لله جل وعلا يتصرف فيك كيف يشاء. ثم قال بالله وكيلا ان يكفي وحده سبحانه ان يكون قائما بشؤون خلقه حافظا لاحوالهم ثم قال ان يشاء اي لو قدر الله عز وجل ولو اراد سبحانه ارادة كونية ان يذهبكم ان يجعلكم جميعا يا ايها الناس تموتون وتزول ابدانكم في لحظة واحدة فانه قادر على ذلك. ان يشاء يذهبكم ايها الناس ويأتي باخرين. اي يستخلف بعد كن اقواما اخرين الم تشاهدوا الاجيال التي قبلنا والقرون الماضية مضت فالقادر على امظائها هو القادر سبحانه وتعالى على ان يذهبنا ويذهب اهل هذا الجيل ولذا قال سبحانه وكان الله على ذلك قديرا. اي لا يعجزه ان يذهب بكم وان يأتي باناس اخرين يأتون في مكانكم وحينئذ ماذا نستفيد من هذا التهديد؟ نستفيد ما ذكر في الاية بعدها الا وهو ان نقصد الاخرة فاننا لا بد ان نذهب عن هذه الدنيا ثم ننتقل الى دار اخرة نجازى فيها ونحاسب على اعمالنا وذلك من مقتضى عادل الله جل وعلا. ولهذا قال من كان يريد ثواب الدنيا اي من كانت مقاصده ونياته ومراده مقتصرا على الدنيا قطع لا يريد الا احوال الدنيا من مال او سمعة او منصب او غير ذلك من المقاصد الدنيوية. فحينئذ لن يحصل له الا ما اراده وقد لا يحصل له جميع ما اراده لكن من اراد الاخرة فان الله يعطيه الاخرة ويعطيه من الدنيا ايضا. ولذا قال من كان يريد ثوابا الدنيا فحينئذ نذكره بان الله قادر على ان يعطيه ثواب الدنيا وثواب الاخرة متى قصد الاخرة قال فعند الله ثواب الدنيا والاخرة. فخير الدنيا والاخرة عند الله جل وعلا. ولذا قال وكان الله سميعا عليما. اي يسمع اقوال العباد. ويعلم باحوالهم. وبالتالي يطلع على ما في قلوبهم من انواع النيات فيا ايها العاقل لتكن الاخرة منك على بال. وليكن من مقاصدك في اعمالك ان تريد ما عند الله عز وجل من ثواب اخروي فتأتيك الدنيا وهي راغمة. بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير وجعلنا واياكم من المهتدين هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين هنا الوقفات في ظل الاماني تفيض لنا البشائر بالبيان تفكر ايها القارئ تدبر الذكر في اسمى المعاني على رحب المدارة الوسيلة جمعناها على قاصي الودان. وفي ارواح ما حلل البديع تشيد للوراء ابها المباني مع القرآن مضمون الفضيلة. يجسده العطاء التفاني ومن صدق البراهين الجليلة. تمادي الى روض الجنان