وقول الله جل وعلا هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا انتظروا انا منتظرون. هل التقسيم الذي في هذه الاية يدل على ان هذه المذكورات امر حقيقي. فالملائكة تأتي يوم يجمع الناس يبعثون من قبورهم يحشرون ويجمعون في صعيد واحد بعدما تمد الارض مدا ويوسع فيها حتى تتسع للناس. اما ولهذا نقول هذه المذكورات في الاية ليست مرتبة. يعني لم تأتي بالترتيب. ثم ائتيان الله جل وعلا على ظاهره يأتي يحاسب خلقه بنفسه تعالى وتقدس. وهو سريع الحساب. ولكنه يأتي وهو على عرشه لا يكون شيئا فوقه. بل هو فوق كل شيء دائما وابدا. وهو جل وعلا اكبر من كل شيء واعظم من كل شيء تعالى وتقدس. وقوله او يأتي بعض ايات ربك يعني هنا قال بعض ايات ربك ما يدل على ان طلوع الشمس من مغربها بعض الايات. وليس هي الايات الاية هي الدلالة والعلامة على على الله جل وعلا وقدرته وعظمته ولهذا فاذا جاءت هذه الامور التي تكون خارجة عن المعتاد الذي يعتاده الناس يؤمنون ولكن لا ينفعهم ايمانهم. لان الايمان النافع هو الايمان بالغيب. الايمان بالاخبار التي تأتي بها الرسل الامور الغائبة كالايمان بالله لان الله غيب لا يطلع ولا يرى وانما يستدل عليه باوصافه وصفاته واسمائه كذلك بمخلوقاته ان السماء والارض والجبال والسحاب والرياح والمطر والاحياء والاماتة. وغير ذلك وفي انفسكم افلا تبصرون؟ وكذلك الاخبار عما سيأتي وما مضى كله اخبار بغيب. فالملائكة الرسل تخبر عن الامور الغائبة. ورسولنا صلى الله عليه وسلم هو اخر الرسل. وعلى امته تنتهي الدنيا. وتقوم الساعة. وقيام ساعة هو النفخ في الصور. وقد ثبت في بالاية في الايات من كتاب الله في احاديث رسوله صلى الله عليه وسلم ما يدل على ان في الصور مرتان كما قال الله جل وعلا ونفه في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون. فينفخ فيه اولا فيموت كل حي. كما قال فصعق من في السماوات ومن في الارض يعني ماتوا ثم ينفخ فيه اخرى للحياة فتذهب كل روح الى جسدها واجساد التي في القبور تنبت وتخرج ولكن بلا ارواح. فاذا نفخ في في في مرة اخرى ذهبت كل نفس يعني كل روح الى جسدها ثم قاموا يمشون قالوا واو لنا من بعثنا من مرقدنا هذا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ثم يجمعون جميعا في يوم طويل شديد على الكافر عسير غير يسير. وقد حذرنا الله جل وعلا هذا اليوم في اياته في ايات كثيرة ثم اذا اراد الله جل وعلا رحمة عباده الهمهم ان يطلبوا الشفاعة حتى يأتي ربهم فيفصل بينهم ويحاسبهم يذهب كل كل عامل الى مسكنه اما الى الشقاء جهنم واما الى دار السعادة الجنة في امور كثيرة سيأتي بعض ذكرها وقال الله جل وعلا يوم ترجه الراجفة تتبعها الرادفة في الراجفة هي النفخة الاولى والرادفة هي الثانية يقول رادفة يعني ردفة الاخرى فدل على انه وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابي هريرة انه قال بين النفختين اربعون. وثبت فيهما انه صلى الله عليه وسلم قال ينفق فخذ دستور النفخة الثانية فاكون اول من يبعث. وفي رواية اول من ينفض تراب عن رأسه فاجد موسى باطشا بقائمة من قوائم العرش فلا ادري ابعث قبلي ام جوزي بصعقة الطور في احاديث كثيرة ولكن جاء في حديث طويل يسميه حديث الصور ان النفخات ثلاث نفخة الصعب نفخة الفزع ثم نفخة الصعق ثم نفخة البعث كما قال الله جل وعلا ونوفا في الصور ففزع من في السماوات ومن في الارض. فجعل وهذه نفخة ثالثة والصحيح انهما نفختان لان الفزع يكون قبل الصعق ثم كانها نفخة واحدة والله اعلم. المقصود ان الايمان النافع هو الايمان بالغيوب بالاخبار التي تأتي بها الرسل. اما الايمان بالمشاهدات الامور التي تشاهد وترى فهذه لا ميزة لاحد فيها. الناس فيها كلهم سواء. ولهذا لا لا ينفع الايمان بها. واذا كان كذلك فيجب على العبد ان يبادر وهذا هو الفائدة من ذكر هذه الامور مبادرة قبل ان يأتي الامر فجأة واذا لم يأتي تأتي هذه الامور المذكورة فالموت ات ولا بد. والعبد لا يدري متى يفجأه الموت. فعليه ان استعد لملاقاة ربه نعم