الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم الامين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد انتهينا في الدرس الماظي من شرح قول الامام الطحاوي رحمه الله تعالى ولا نخوض في الله وعندنا اليوم شرح لقطعة اخرى وهي قول الامام الطحاوي ولا نماري في دين الله ولا نماري في دين الله المماراة هي المجادلة في بالباطل المماراة هي المجادلة بالباطل فاذا قيل لك مراء هو بمعنى المجادلة بالباطل ومسألة المجادلة عند اهل السنة والجماعة فيها جمل من المسائل والاصول والقواعد من المسائل على هذه القطعة اذا قيل لك ما انواع المجادلة الجواب انواع المجادلة قسمان اما مجادلة تحق حقا وتبطل باطلا واما مجادلة تعكس الامر فتحق الباطل وتبطل الحقاء فالمجادلة التي تحق الحق وتبطل الباطل هي مجادلة مأمور بها شرعا متى ما توفرت اسبابها وهي المجادلة التي امر الله عز وجل بها في كتابه ونبيه صلى الله عليه وسلم واما المجادلة التي تعكس الامر فتحق الباطل وتبطل الحق فهي التي يسميها العلماء بالمراء. فالمراء هو مجاهد تحق باطلا او تبطل حقا وبالتقسيم بين وبالتفريق بين هذين النوعين نعرف المجادلة التي تجوز شرعا والمجادلة التي لا تجوز شرعا المسألة الثانية المجادلة وسيلة تختلف حكمها باختلاف مقصودها المجادلة وسيلة يختلف حكمها باختلاف مقصودها فان المتقرر عند العلماء ان الوسائل لها احكام المقاصد وبناء على ذلك فلا نعطي المجادلة حكما في ذاتها لانها مجرد وسيلة وانما نعطيها حكمها بالنظر الى مقصودها. فان كان مقصودها مشروعا جائزا فانها تعتبر جائزة. وان كان مقصودها مندوبا شرعا فانها تعتبر مندوبة وان كان مقصودها واجبا شرعا فان المجادلة في هذه الجزئية تعتبر من واجبات الشرع واما اذا كانت توصل الى مكروه فان حكمها يكون مكروها وكذلك اذا اوصلت الى امر محرم في احقاق باطل او ابطال حق فانها تعتبر حراما فاذا لا تعطي المجادلة حكما باعتبار ذاتها وانما تعطيها حكما باعتبار مقصودها لانها وسيلة والوسائل لها احكام المقاصد كما قال وسائل المقصد تبع المقصد فحكمها كحكمه للابد المسألة الثالثة قاعدة الاصل في المجادلة المنع الا اذا كانت بحق الاصل في المجادلة المنع الا اذا كانت بحق وذلك لاننا نجد في الادلة ان الله عز وجل ينهى عن المجادلة ثم يستثني منها ما كان بحق كما قال الله عز وجل ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون وهذا ذم لها ولا يذم الا الامر الحرام اصالته فدل على ان الاصل فيها المنع وكذلك قول الله عز وجل ذاما للجدل مما يقرر هذا الاصل وكان الانسان اكثر شيء جدلا فوصفه الله عز وجل بصفة مذمومة ولا يذم الا ما كان الاصل فيه المنع وكذلك الله عز وجل علق كمال الحج وعظم اجره وثوابه بترك المجادلة. كما قال الله عز وجل قارنا للجدل بالرفث والفسوق فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ولا جدال في الحج فهذه الايات تنبؤك عن صحة هذه القاعدة التي تقول الاصل في المجادلة المنع وقال الله عز وجل ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتخذها هزوا وهذه صفة ذم في هؤلاء الناس الذين يجادلون في في الله وفي دينه بغير علم ولا برهان. مما يدل على ان الاصل في المجادلة المن نعم وكذلك قول الله عز وجل ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا بهم الحق. اذا جادلوا بالباطل ها؟ لابطال لابطال حق وهي عين المجادلة التي بينت لكم حكمها قبل قليل بل ان النبي صلى الله عليه وسلم توعد في الاحاديث الصحيحة من يجادل بالباطل. او يتخذ المجادلة وسيلة للترفع والرياء والسمعة وتحصيل شيء من شهوات الدنيا او مناصبها فقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابو داوود في سننه باسناد صحيح لغيره يقول يقول صلى الله عليه وسلم من طلب العلم ليماري ليماري به السفهاء او عفوا ليماري به السفهاء او او ليجاري به العلماء او ليتحيز رؤوس المجالس ادخله الله النار والشاهد منه ليماري ليماري به السفهاء فوصف النبي صلى الله عليه وسلم المماري والممارى بانهم سفهاء فقال لي ماري به السفهاء ليماري به السفهاء وفي مسند الامام احمد باسناد حسن من حديث ابي امامة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما ضل قوم بعد هدى الا اوتوا الجدل فاذا انتشر الجدل في في المجتمع فهذه علامة ضلال بعد هدى اذ ان المجتمعات المهتدية يقل الجدل فيها ولذلك لم يكن ثمة جدل كثير بين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لان مجتمعهم مجتمع مهتدي مجتمع قائم على الهدى ولكن كلما ابعدنا عن عصر النبوة وخفيت انوار الوحي كثر الجدل والقيل والقال بسبب ماذا؟ بسبب ضعف الهدى. فهنا نسبة عكسية كلما ضعف هدى المجتمع كلما زاد جدل او جداله وكلما عظم هدى المجتمع كلما ضعوف وقل جداله. ولذلك في واقعنا الان هل كان جدل العلماء وطلبة العلم في هذا الزمن كالجدل لما كان الشيخ عبدالعزيز والشيخ محمد احياء الجواب لا كان الجدل في وسائل الاعلام بين العلما وبين طلبة العلم لم يكد يذكر وكان متى ما انتشر فصل الامر فيه الشيخ العزيز وسكتت جميع الاطراف رحمه الله لانه كان مجتمعا فيه انوار الهدى واعلام واعلام الاستقامة. ولكن كثر الجدل بسبب ضعف الهدى وذهاب المرجعية بل ان تارك الجدل موعود بالاجر العظيم في الجنة يوم القيامة يقول النبي صلى الله عليه وسلم انا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء اي الجدل بالباطل ولو كان ولو كان محقا بمعنى انه ليس كونك محقا يسوغ لك ذلك ان ان تجادل. بل المستحب لك وان كنت محقا ان تبتعد وان تتنازل عن الجدل وان تتركه والا تخوض فيه. وان كان الدليل معك سدا لكثرة القيل والقال ومن الصفات التي نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عنها قال وينهاكم عن ها عن قيل وقال وكثرة السؤال. وهي حقيقتها الجدل فاذا هذا يدلنا دلالة صريحة قاطعة بان الاصل في المجادلة المنع وقال الله عز وجل يجادلونك في الحق بعد ما تبين دليل على ان الانسان متى ما تبين له الحق او بين الحق فانه يقطع المجادلة بعد ذلك ولا يستمع للطرف الاخر وما يلقيه من الشبه والشكوك والخيالات والاوهام لان المقصود بيان الحق ولكن هذه القاعدة ليست على اطلاقها وهي ان الاصل في الجدل المنع ليست على اطلاقه. وانما استثنى منها النص ما كان منها بحق ما كان منها بحق. وهذا الجواز مربوط بالظرورة او الحاجة كما ستأتينا قاعدته ان شاء الله عز وجل يعني مع ان المجادلة بالحق جائزة الا انها مربوطة بالضرورة او الحاجة الملحة والدليل على ذلك قول الله عز وجل ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن. اذا اجاز المجادلة بالتي هي احسن وقوله الا بالتي هي احسن اي الا بمجادلة تحقون بها حقا او تبطلون بها باطلا. هذه هي المجادلة بالتي هي احسن لان المجادلة لابطال الحق او احقاق الباطل هذه مجادلة بالظلم والعدوان. فهي مجادلة قبيحة وليست حسنة فاذا تبين لنا من هذا ايها الاخوان ان الاصل في المجادلة في المنع الا بحق. ومثلها قول الله عز وجل وجادلهم بالتي هي هي احسن فامر الله بالمجادلة فهذا نوع استغناء من الاصل العام. ولكن الله لم يطلق المجادلة الجائزة وانما قيدها بالتي هي احسن اي بالتي هي احسن في اسلوبها بالتي هي احسن في برهانها بالتي هي احسن في الفاظها بالتي هي احسن في مقاصدها وهكذا فصحت لنا ولله الحمد هذه القاعدة في باب الجدل عند اهل السنة والجماعة. وهي ان الاصل في الجدل المنع او المجادلة في المنع الا بالحق المسألة التي بعدها قاعدة الجدل بلا علم محرم اجماعا. الجدل بلا علم حرام لان الجدل بلا علم هو بمنزلة القول على الله عز وجل بلا علم. وقد اجمع اهل العلم رحمهم الله تعالى على حرمة القول على الله بلا علم واجمعوا على حرمة القول في شيء من دين الله عز وجل الا بلا علم. الا بعلم. ولذلك من اصول من ينتدب للجدل ان يكون عالما بما يجادل فيه. عنده البراهين والادلة الدالة على صحة جدله هذا. واما الذي يجادلك هكذا كيفما اتفق فيطرح عليك كلاما لا خطام لها له ولا زمام فهو احقر وانقص واضف واقل من ان تبرز لمجادلته وبناء على ذلك فمن ندبه اهل السنة لمجادلة اهل الباطل لابد وان يكون متصفا بماذا؟ بالعلم الراسخ بالعلم الراسخ. فلا ينبغي ان ينتدب للمجادلة من هب ودب حتى وان كانت عقيدته سليمة او عنده نتف من العلم من ها هنا وها هنا. فهذا لا يكفي اذ ان كسر المجادل من اهل السنة كسر لاهل السنة كلهم فلا ينبغي ان يجادل الانسان في شيء الا بعلم الا بعلم وبرهان مسألة قاعدة الجدل فيما طوي عنا علمه محرم. الجدل فيما طوي عنا علمه محققا وهذا باجماع اهل السنة والجماعة. ولذلك حرم الخوض في الله عز وجل والمجادلة فيه بالباطل. لما؟ لانه من امور الغيب فكيفيات صفاته لا يجوز الجدل فيها وكيفية استوائه وكيفية اسمائه وكيفية ذاته وكيفية نزوله الى السماء الدنيا وكيفية كون قلوب العباد بين اصبعين من اصابعه كل ذلك مما طوي عنا علمه باعتبار كيفيته. فلا يجوز ان نجعله مجالا للجدل ولا موائد بها في مجادلاتنا واطروحاتنا ولذلك وردت الادلة محرمة الجدل في باب القدر. لم؟ لان القدر من سر الله. الذي طوى عنا الذي طوى عنا علمه الذي طوى عنا علمه فقد اخرج ابو داوود في سننه باسناد صحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه. قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن تنازع في القدر فغضب حتى احمر وجهه حتى كأنما فقئ في وجهه حب الرمان من شدة الغضب فقال ابي هذا امرت ام بهذا ارسلت اليكم؟ انما هلك من كان قبلكم حين اختلفوا في هذا الامر. عزمت عليكم عزمت عليكم الا تتنازعوا فيها هذا جدل فيما طوي عنا علمه فاذا لا جدل في غيب. لا جدل في غيب. فما كان من امور الغيبيات فلا يجوز ان نجعلها مائدة من موائد جدل نتفكر بالاطروحة فيها. حتى وان خاصمنا احد في مسائل غيبية فلا يجوز لنا ان ندخل معه في حدود ما اجازه الدليل وهو تربيته على ان لا عقل في غيب ولا مجادلة في غيب. وما زاد على ذلك فلسنا مأمورين بان نقنع كل اجادل ولسنا مأمورين بان يهتدي هداية توفيق والهام كل من جادلنا في مسائله غيبية. فاذا لا جدل في امر طوي عنا علمه يعني لا جدل في غيب. احفظوا هذه القاعدة العظيمة لانها تقطع عنا كثيرا من المجادلات التي لا تكون نتائجها سليمة لانها في امر قضي عنا علمه ومن اراد ان يجادلك في مسائل القبر في سؤاله ونعيمه او عذابه. فقالها نحن نفتح قبر الكافر فلا نرى عذابا او نفتح قبر المؤمن فلا نرى نعيما فقل له هذا جدل فيما طوي عنا علمه. والجدل فيما طوي عنا علمه لا يجوز. فلا جدل في غيره ومن المسائل ايضا قاعدة لا جدل بعد بيان الحق. لا جدل بعد استبانة الحق لا جدل بعد استبانة الحق. فمتى ما بينت للمجادل شيئا من فمتى ما بينت للمجادل الحق بدليل بدليله. وامضت عنا عنه لثام شبهته ووضحت له محجته واكدت عليه حجته فبعد ذلك لا شأن لك به اياك ان تطيل معه المجادلة يا طالب العلم فتقع في من؟ فتقع في قول الله عز وجل ذاما هذا الصنف من الناس. يجادلونك في الحق بعد ما تبين كانما يساقون الى الموت وهم ينظرون. احذر كل الحذر بعد بيان الحق واتظاحه وبيان حجته استيضاح محجته ان تطيل الجدل. وان ما عليك هداية الدلالة والارشاد والبيان والتوضيح والبرهان. واما هداية القلوب واقتناع العقول فلست مأمورا فلست مأمورا بها وما اكثر ما من يجادلون بعد بيان الحق في هذا الزمان لربما ثلاثة ارباع المجادلة التي تدور في وسائل التواصل الاجتماعي الان انما هي مجادلة بعد بعد وضوح الحق ومن المسائل ايضا كل جدل ادى الى تعطيل دلالة النص فمحرم قاعدة كل جدل ادى الى تعطيل دلالة النص فحرام وذلك لان المتقرر باجماع اهل السنة وجوب تعظيم النصوص ووجوب اعمالها اذا كانت نصوصا صحيحة. صريحة في دلالتها فاي طريق يفضي الى اخراج النص عن دلالته او تعطيله عن دلالته الصحيحة فانه يعتبر محرما. ومن تلك الطرق التي تعطل بها النصوص كثرة الجدال كثرة الجدال. فاياك ان تسمح لاحد ان يعطل نصا من نصوص من نصوص الشرع الصحيحة كتابا وسنة بسبب العقيم لا تفتح له في ذلك مجالا بمجادلته. فان كثيرا من الناس يجادل الان في النصوص بعد اتضاحها وبيانها اريد تعطيلها واخراجها عن مدلولاتها الصحيحة او اقحام معان باطلة فيها لا تدل عليها النصوص لا دلالة منطوق ولا دلالة تظمن ولا دلالة تلازم فلا تؤتى النصوص من قبلك ايها الطالب بكثرة مجادلتك في هذا النوع. اياك ان تأتيك ان ان ان تؤتى النصوص اياك ان تؤتى النصوص بسببك انت اياك ان تعطل النصوص بسبب مجادلتك انت. لا تفتح لاهل البدع مجالا بكثرة مجادلتهم في تعطيل المفظية الى تعطيل النصوص فاي نص يتضمن تعطيل فاي مجادلة تتضمن تعطيل اية من كتاب الله. او نصا صحيحا من احاديث رسول الله الله عليه وسلم صريح الدلالة فانه فانها تعتبر مجادلة بالباطل. ومن المسائل ايضا قاعدة لا يجوز الجدل بالمتشابه في دفع المحكم. لدفع المحكم. لا يجوز الجدل بالمتشابه لدفع المحكم وذلك لان الواجب باجماع اهل السنة اتباع المحكمات ورد المتشابهات اليها. واتباع الصريحات القاطعات رد المحتملات اليها فلا يجوز ان نتبع طريق اهل الزيغ ممن زاغ قلبه وانفرطت وانفرط السلك صحة عقيدته فصار يريد منا ان يقلب الامر فيأتي الى النصوص الواضحة القاطعة المحكمة ثم ها يريد ان يقلب دلالتها الى متشابهة خفية غير صريحة فهذه المجادلة مجادلة بالباطل. يقول الله عز وجل فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون زيغ فيتبعون ما تشابه منه يعني يتبعون المتشابهات المحتملات ويتركون الصريحات القاطعات المحكمات. هذا طريق اهل الزيت. واما اهل السنة فانهم ديننا في المتشابهات ليردوها الى المحكمات او يدفعوها بالمحكمات. واما اهل الزيت فيعكسون الامر. فيأتون الى نص واضح الدلالة الصحيح السند ثم يكدرون على دلالته اشياء من الشبه والاطروحات الفاجرة وينفخون من كيرهم المتعفن حتى يفسدوا دلالته. حتى يفسدوا دلالته فاحذر من ان تقع قدمه فاحذر من ان ان يقع جنانك او تزل قدمك في شيء من ذلك فاي مجادلة تتضمن اتباع المتشابه؟ وترك المحكم او اعتماد المحتمل وترك الصريح القاطع فهي مجادلة قل لا يحبها الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ومن المسائل ايضا قاعدة. الجدل بالاغلوطات محرم. الجدل بالاغلوطات محرم والمقصود بالاغلوطات اي عويصات المسائل او الشبه فمن جادلك بشيء من عسير المسائل فقد جادلك باغلوطة يعني جادلك لتغلط. وضع في طريقك فخا حتى تغلط. فسماها العلماء اغلوطة. لانه لا يريد منك الفهم الصحيح فيها. لو كان يريد منك الفهم الصحيح لبسط عليك المسألة ولا اخذها بالهوينا حتى تدخل في عقلك تستقر في جنانك بالطريق الصحيح. لكنه هو لا يريد ان تصل المعلومة من طريق صحيح الى قلبك. ولا ان تستقر في جنانك بطريق سليم فجادلك بشيء من الاغلوطات حتى يزل فهمك فتغلط في فهمها. فتقع في حفرة سوء الاعتقاد قتل ولذلك اجمع السلف على كراهية الجدل بالاغلوطات وهناك من الاغلوطات نوع اخر وهي المجادلة بالشبهات. فمن جادلك بشبهة فقد جادلك باغلوطة. فصارت تصدق على ايش؟ على امرين على المجادلة بعويص المسائل من القواعد التي تنبو العامة او انصاف طلبة العلم عنها فتجد الانسان يفتل عضلاته على العوام وانصاف المثقفين وانصاف طلبة العلم بتلك غلطات وعويصات القواعد وعويصات التقاسيم والانواع وعويصات الالفاظ الفلسفية حتى حتى يضلهم حتى يضلهم هذا اتبع هواه بغير هدى من الله حتى يضل الناس ومن الناس من يجادلك بالشبه فمن جادلك بعويصات المسائل ودقيقها مما ينبو الفهم عنه او جادلك بشيء من الشبه فقد جادلك بالاغلوطات فإن سألك سائل ما حكم المجادلة بالاغلوطات ايا كان نوعها فنقول هي محرم باتفاق اهل السنة والجماعة ومن المسائل ايضا لا يجوز الجدل فيما لم يقع لا يجوز الجدل فيما لم يقع وهذا ارى انه من قلة العقل والحكمة لان كثيرا من الناس ربما يختصمون في مجادلة بينهم جرت في مسألة هي اصلا لم تقع. فيرفع بعضهم صوته على بعض ويقل بعضهم ادبه على بعض وربما حصل بينهم من التنافر النفسي والتنابز اللساني ما لا ينبغي دوره بين المؤمنين في مسائل قد وقعت. فكيف يكون ذلك في مسائل لم تقع ولا تزال فرضية اصلا اولا يدور ذلك كثيرا بين الناس؟ فربما يتكلم طرفان في مسألة لم تقع وانما هم فرضوها ثم صاروا يتجادلون في تنفيذها يؤثر في فيما اتفقنا عليه وهو انك مؤمن بان ذات الله موجودة. فكيف توجد ذاته ولا صفات لها؟ فان نفي الصفات يتضمن نفي الذات. والقول في في الصفات كالقول فيها حتى واصل بهم الامر الى التسابق والشتاء الى السباب والشتائم وقلة الادب والحياء. ولذلك نبه اهل السنة على هذه المسألة فقد كان بعض اهل السنة اذا جاءه سائل يسأله عن امر فقبل ان يجيبه او يدخل معه في شيء من النقاش او الجدل يسأله او وقع هذا لا املأ فان كان وقع اجتند. وان وان كان لم يقع قال دعوه حتى يقع فنتكلف الامر فيه فلا ينبغي تشقيق الكلام وكثرة الجدال في امور هي لم تقع ولا حقيقة لها ومن ذلك الجدال في الاشاعات فانه قد تنتشر اشاعة يدلي بها رجل في مجلس فيتجاذب اهل المجلس كلهم الحديث فيها فيتفرقون عن مجلسهم بقلوب متناثرة والسنة وقحة والفاظ نابية. ثم يتبين لهم بعد ذلك باخرة انها مجرد فهذا من قلة العقل ومن قلة الحكمة فلا يجوز للانسان ان يتقحم في مثل هذه المجادلات لانها من نقص الدين. ومن نقص العقل ومن نقص الذكاء والحكمة ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا خيرا كثيرا. والانسان محسوبة عليه الفاظه فلا ينبغي ان يتلفظ الا في الامر الذي تترتب عليه عليه ثمرته وهذه المجادلة وان خرجت نتيجتها فهي في امر لم يقع فما النتيجة العملية من ورائها انما هو القيل والقال وكثرة الكلام الذي لا داعي له ومن المسائل ايضا قاعدة الجدل مبناه على المقاصد الجدل مبناه على المقاصد. والمقصود بالمقاصد اي النيات والبواعيث الباطنية فان الانسان ينبغي له اذا اراد ان يدخل في شيء من المجادلات الجائزة شرعا ان يتفقد قلبه. ماذا يقصد في باطن نفسه من هذه المجادلة فان المجادلة عمل ظاهري والمتقرر عند العلماء ان الاعمال بنياتها وان الامور بمقاصدها. فمن الناس من يدخل في مجادلة هي في ظاهرها طيبة ولكن هو يريد في باطنه ان يبرز قوته العلمية او ان يتغلب على حجتك او ان ينظر الناس اليه بعين الاكبار او ان يشير له الناس ببنان العلم وترتيب بالحجج وقوة الاخراج والترتيب فالله عز وجل يعلم قصدك الذي يدور في قلبك ايها المجادل. فلا يرى الله عز وجل من قلبك في وقت جدلك الا مقصودا واحدا وهو نصرة الله عز ونصرة دينه فلا تدخل في اي مجادلة تقصد بها شيئا من حظوظ الدنيا. فان الجدل لاحقاق حق وابطال باطل نوع تعبد. والله عز وجل لا يقبل التعبدات الا اذا كانت قائمة على ساق الاخلاص والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم فيا ايها المتجادلون من طلبة العلم اتقوا الله في انفسكم. فان كثيرا من الناس قد يبرز اخطاء العلماء قد يبرز اخطاء العلماء ويجادلهم في وهو لا يريد نصرة الله ولا نصرة دينه ولا نصرة نبيه ولا نصرة الحق. وانما يريد ان يلفت انظار الدولة الى هذا الداعية او يريد ان ينشر غسيل اخطاء الداعية او يريد ان يسقط شخصا هذا الداعية او يحمله على ذلك الحقد المتعفن الذي ينفخ في قلبي الذي نفخ في به ابليس في قلبه من باب انه من اقرانه فيريد ان حتى ينفرد بالساحة فكثير من الناس يقع في هذا ولا نزكي انفسنا. بل والساحة تعج بمثل هذه النفسيات الدنيئة الوقحة التي لا تريد بمجادلتها ولا بابراز اخطاء العلماء الا كل سوء وبلاء او بهذا العالم ولا يريدون نصرة الله. ولا نصرة رسوله ولا نصرة دينه ولا احقاق حق ولا ابطال باطله. ولا كلمة الله وانما لا يريدون الا شيئا من حظوظ الدنيا بل من الناس من يجادل بمجادلة هي حق في الظاهر ولكن يريد بها فقط مالا كالمجادلات التي تجري على بعض وسائل الاعلام ربما يكون المشتركون فيها انما يريدون تلك الدريهمات التي ينالونها بعد انتهاء الحلقة فاذا المجادلة لاحقاق الحق وابطال الباطل نوع تعبد لله عز وجل. بل هي من اعظم بل هي من اعظم الجهاد. لان الجهاد ينقسم الى جهاد السيف والسناب وجهاد الحجة والبيان. قال الله عز وجل عن جهاد الحجة قال يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين باي شيء ها بالحجة والبيان. قال وجاهدهم به اي بالقرآن جهادا كبيرا. هذا جهاد الحجة والبيان. فانت ايها المجادل لاحقاق الحق وابطال الباطل عليك ان تراقب نيتك لانك الان تجاهد في سبيل الله بنوع من انواع الجهاد العظيم فلا يقبل الله عز وجل جهاد السيف ولا جهاد الحجة الا اذا كان قائما على ساق الاخلاص لله عز وجل ومن المسائل ايضا قاعدة لا تجادل معاندا لا تجادل معاندا وهذا باجماع اهل السنة والجماعة. ودليلها قول الله عز وجل يجادلونك بالحق بعد ما تبين. وقول وقول الله عز وجل وكان الانسان اكثر شيء جدلا. وقول النبي وقول الله عز وجل ما ضربوه لك الا جدلا. وقال وقول النبي صلى الله عليه وسلم ما ضل قوم بعد هدى الا اوتوا الجدل وغيرها من النصوص. فمتى ما شممت رائحة العناد من الطرف الاخر الذي يجادلك فاقطع المجادلة اياك ان تواصل فيها لا سيما اذا كان يدفع في صدر الحق وعجزه بعد بيانه والتضاحه فهو يعاند فقط فهو يعاند فقط والمعاند لا نهاية له فانك كلما القيت حقا بدليله فانه سيجد طريقا لمعاندته للحق وقد كانت الايات والنذر تتلى صباحا ومساء على الكفار وعلى المنافقين ومع ذلك لا يزالون في اطروحاتهم الباطلة وفي جدلهم وفي جدلهم بالباطل. يقول الله عز وجل وكذلك ما اتى الذين من قبلهم من رسول الا ها من رسول الا وكذلك ما ارسلنا من قبلك في قرية من نذير الا قال مترفها انا وجدنا اباءنا على امة. بالله عليكم او مثل هذه الحجة يدفع بها الوحي هؤلاء معاندون. ولذلك كان الله عز وجل يأمر نبيه بالاعراض. بالاعراض عنه. بالاعراض عنهم. والا عليهم والا يجد في قلبه شيئا من الاسف والاسى على مثل هؤلاء. فكيف اسى على قوم كافرين فيا ايها الاخوان يا ايها الطلاب متى ما شممتم رائحة العناد ممن تجادلونه فاقطعوا المجادلة. اياكم ان تستمروا فلا تمكنوه من الى كبر قلبه. كما قال الله عز وجل الذين يجادلون في ايات الله بغير سلطان اتاهم ان في صدورهم الا كبر ما هم ببالغين. اياك ان تعينهم على بلوغه انت. الله عز وجل قطع عليهم بلوغه شرعا. فاياك انت ان ان هذا المجادل المعاند من الوصول الى شأفته ومراده ومقصوده من غلبتك او من الغلبة عليك او من افحامك بسبب عناده متى ما رأيت الامر فيه عناد فاقطع المجادلة. فان المجادلة لا تكون الا لبيان الحق ولمن يريد الحق. المجادلة لا تكون الا لبيان الحق منك انت. ولمن يريد الحق للطرف الاخر متى ما اختل واحدة من الامرين او واحد من الامرين صارت المجادلة ممنوعة. فمتى ما كان المجادل لا يريد الحق. او كان المجادل يريدوا الحق ولكن المجادلة لا يريد الحق. فحينئذ لا تجوز هذه المجادلة مدري كلامي واضح ولا لا ومن المسائل ايضا قاعدة لا تجادل سفيها لا تجادل سفيها ولا اظنكم تختلفون معي انها من القواعد العظيمة في باب الجدل فالسفيه الذي لا يضبط لا ينضبط علمه ولا ينضبط لسانه ولا لفظه. فاياك ان تدخل معه في مجادلة لا خوفا منه لا خوفا منه. ولا استشعارا بان عنده من الحجة ما يقطعك به. وانما للترفع عن مجادلة مثل هؤلاء السفهاء السفيه الذي يبني مجادلته على الشتائم وعلى السباب وعلى ذكر الاعراظ انتبه وعلى ذكر الاعراض وعلى التوغل في كلمات نابية انت في غنى عنها لا يجوز لك ان تدخل معه في شيء ان من ذلك ابدا فاذا اردت ان تجادل احدا فاختر احكم القوم واعقلهم. واعظمهم ادبا واحسنهم اخلاقا. حتى اذا اختلفت معه في شيء تكون حكمته وعقله وادبه زاجرا له عن ان يتفوق بشيء من السفاهة. او يتلفظ عليك بشيء من قلة الادب مما انت في غنى مما انت في غنى عنه ومن مقاصد الشريعة حفظ الاعراف. وانكم لو نظرتم الى نظرة يسيرة في كثير من وسائل التواصل الاجتماعي لا سيما تويتر. فانكم اكثر المجادلة تصل الى ماذا؟ الى امي وامك وابي وابوك وعرضي وعرضك ثم يبدأ بعضهم ينشر غسيل بعض فيما يعلمه. وربما تحمله مجادلته على تتبع مقاطعه القديمة حتى يجد عليه الزلة. فهؤلاء سفهاء فلا ينبغي ان تتوغل معهم في المجادلة او ان تسمح لهم ان يسقطوا هيبتك. او يسقط شخصيتك او يسقط منزلتك ومقدارك فهؤلاء فئران اياك ان تسمح لهم بان ها يقرضوا منزلتك ومقدارك امام الناس ومن المسائل ايضا قاعدة لا تجادل جاهلا. سبحان الله. لا تجادل جاهلا انا ودي انها تصير خطبة هذا حتى لعل الانسان يشارك في تخفيف في تخفيف حدة الكلام الدائر الان والمجادلات الباطلة الان بين الناس في وسائل التواصل يعلمهم ما الذي يجوز وما الذي يجوز لا تجادل جاهل. فلا ينبغي ان ينتدب الانسان لجدال الجهال. فان الجدل مبني على معرفة الحق. وهذا ومن امامك جاهل لا يعرف والحق ولا يعرف الطريق للوصول اليه. فلم تنزل لمجادلته وانت عارف بانه ليس اهلا وليست عنده الدراية الكافية في الوصول للحق ولا في عرض الشبهة. بل ان من الناس من يجادل اناسا لا علم لهم اصلا بالمسألة التي سيقع عليها. الجدل ولا يدري عنها ولم يسمع عنها ولم يقرأها في كتاب فلما تدخل معهم انت في مجادلة وانت تعلم انهم جهال؟ ولا اقصد بالجهل السفه لا اقصد يعني لا اقصد الجهل خلقي انتبه جهل السفه هذا جاهل لكن السفيه جاهل ولا لا؟ لكن جهله جهل اخلاق. انا اقصد الجهل العلمي لا تجادل جاهلا باعتبار الجهل العلمي فإن من من تريد ان تنتدب لمجادلته ها لابد وان يكون عالما لابد وان يكون عالما حتى حتى تكون مجادلتك له على اصولها الصحيحة وما اكثر المجادلين الجهال في هذا الزمان. يأتيك وهو لا يحفظ شيئا في المسألة التي سيجادل فيها. وانما بعواطفه يجادلك بشهواته يجادلك بحماسه يجادلك بخبراته السابقة في السابقة لكن لا يلقي دليلا لا من الكتاب ولا من السنة ولا يحكي قول عالم ولا يبين لك انواعا واقساما في المجادلة او في المسألة التي يلقيها فمثل هذا جاهل. فالمجادلة معه تعتبر من الجدل العقيم الذي لا ينبغي للعاقل ان ينزل الى مستواه ومن المسائل ايضا لا تجادل مقلدا لا تجادل مقلدا واعني بالمقلد هو من يتبع قول غيره بلا معرفة للحجة وهذا فرقان بينه وبين المتابع. فالمتابع وان تابع غيره في قوله الا انه يتابعه بعد رؤية بعد النظر في حجته والاقتناع بها. ولذلك بعض الناس يصف الامام ابن القيم رحمه الله بانه يقلد شيخ الاسلام. وهذا خطأ لان ابن القيم عنده نظر في الادلة التي كان ابو العباس يبني عليها اختياراته. فكان يقتنع بها فيختار اختيارات شيخه ترجيحه لاختيارات ابن تيمية لم يكن عن جهل بالحجة ولا عن عدم نظر في الادلة. حاسبنا القيم وكلا فان من يطلع وعلى مؤلفاته يرى سعة الاستدلال. بل ان ابن القيم يأتي من اوجه الاستدلال ما لم يأت به احد من قبله. حتى ابو العباس ابن تيمية احيانا في بعض المسائل لا يأتي بها وتجد ان ابن القيم يبرز لك مئة دليل في مسألة واحدة او مثل هذه العقلية العلمية الفذة والذكاء الراسخ. يقال له بانه كان يقلد شيخ الاسلام؟ لا. كان يتابع ابا العباس ابن تيمية والمتابعة الشيء والتقليد شيء اخر. فالتقليد هو متابعة قول الغير بلا نظر في حجته. وانما لان فلانا قاله انا اقوله واما المتابعة فهي متابعة قول الغير بعد النظر في حجته والاقتناع بها فالقاعدة عندنا تقول لا تجادل مقلدا لما؟ لانه اتبع قول غيره عن غير نظر في حجته. فانت تجادله على اي شيء فانك ان ذكرت قول من يقلده من العلماء فهو لا يعرف هذه الادلة التي استدل بها من يقلده ولو كان يعرفها فليست عنده الاهلية في النظر في دلالاتها. وليست عنده الالة التي بها يعرف صحة قول من من عدم صحته فالذي يدخل مع المقلدين في مجادلات هذا رجل سفيه. انا اسميه سفيها. فالمقلد لا ينبغي مجادلته مطلقا وما اكثر المقلدين في هذا الزمان تجد انه يتبع قول شيخ من العلماء ثم يأتي يزمجر به في بعض المجالس اذا نوقش فيه غضب. وقال انتم ما تفهمون انتم ما تفقهون. طيب وبعدين؟ وانتم ما عندكم علم؟ طيب وبعدين وهذا قول فلان ابن فلان طيب وبعدين؟ الى الان ما جت الحجة الان ثم يستمر المجلس على هذا الا اذا كان سليط لسان يقمع خصمه بكثرة السبائب والشتام وقلة الادب ورفع الصوت وانتم تعرفون ان المغالبات ليست مبنية على رفع الاصوات. المغالبات ليست مبنية على رفع الاصوات ليس الغالب من رفع صوته وصار صوته يصل الى ثلاثة كيلومتر. لا يا اخي. المغالبة مبنية على النظر في الحجة. والبرهان فالغلبة للبرهان ليست للاصوات ومن المسائل ايضا قاعدة المباهلة تجوز ظرورة في في الامور الكبيرة المباهلة تجوز ظرورة في الامور الكبار والمقصود بالمباهلة هي ان يحلف المتجادلان بايمان تكون عواقبها على كل واحد منهم فيما لو كان مبطلا كما قال الله عز وجل كما قال الله تبارك وتعالى فان حاجوك قال الله الى ان قال الله تبارك وتعالى فقل تعالى وندعوا ابناء انا فقل تعالوا ندعوا ابناءنا ايش وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل. فنجعل لعنة الله على الكاذبين هذه المباغلة ما حكمها شرعا؟ الجواب الجواز ولكن جوازها مشروط بشرطين في القاعدة. الشرط الاول ان تكون ضرورة بمعنى ان ينقطع ان تنقطع الحجج. فلا يجوز للانسان ان يجعل مباغلته هي اول حجته لينتظر قليلا حتى تنقطع حجته فلم يقتنع الخصم وتنقطع حجة الخصم ولم تقتنع انت فحين اذ المباهلة كالقرعة هي اخر بينات المباهلة اخر البينات. وهي وحقيقتها ايكال الامر الى الله عز عز وجل. فهو كم الحاكمين قال ربي احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون. هذه هي المباهلة الله يحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فالمباغلة لا ينبغي الادلاء بها اول مرة. وانما بعد انقطاع حجج الخصمين وارادتهما للمباهلة ليفصل الله عز وجل بينهم ليفصل الله بينهما فالذي نراه من كثير من المجادلين في هذا الزمان انه يسعى الى طلب المباهلة في اول في اول امر مجادلته هذا خلاف المذهب الحق فان توفر الشرط الاول فلا بد من الشرط الثاني وهي ان يكون الامر المباغل فيه امرا يستحق تلك المباهلة لانك سوف تدعو على نفسك ونفسك عظيمة الله او تدعو على مالك ومالك عظيم او تدعو على ولدك او نسائك وحريمك بالهلاك والويل والثبور. فلا ينبغي ان تكون المباهلة في هل السواك سنة ولا واجب مثلا او تكون المباهلة في هل الوتر واجب؟ او سنة او تكون المباهلة مثلا في شيء من مسائل التشريع الصغيرة وصغرها مقارنة بتلك الاثار العظيمة التي ستكون في المباهة فلا بد ان تكون المباهلة في في الامور الكبيرة. فباهل في وجود الله من عدم وجوده اذا انقطعت الحجة وعاند الخصم باهظ هذا امر يستحق المباهلة عليه. يستحق ان تبذل فيه مالك ونفسك وحريمك وولدك ونفسك. ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم فاذا كانت المجادلة في هذا الامر الكبير فحيها. المجادلة في امر وحدانيته واستحقاقه للعبادة او بطلان عبادة ما سواه هذا الطريق امامك مفتوح عفوا اه باهر وكذلك المباهلة في مسألة البعث من عدمه. في مسألة صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. او انه اخر الانبياء مثل مسائل التوحيد واما المباهلة في الامور الصغيرة فينبغي ان يحرص الانسان منها لانها تدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تدعوا على انفسكم ولا على اولادكم ولا على اموالكم فتوافقوا ساعة فيستجاب لكم. انتبه لابد ان يكون الثمن ها آآ لابد ان يكون المثمن الذي تطلبه اثبات صحته شيئا عظيما. غاليا اغلى من نفسك واغلى من مالك. كمسائل التوحيد الكبيرة التي ضربت لكم طرفا من امثلتها فقط فمتى ما توفر غداي للشرطان جازت المباغلة والا فالاصل انها دعاء على النفس والاصل في الدعاء على النفس انه ممنوع لكن اجازه الشارع بهذين الشرطين هي ان تدفع له الضرورة ولا تتحقق الضرورة الا بعد انقطاع الحجج وان يكون في امور ومسائل يا بندر ها كبار لا مسائل صغار لانك سوف ها تبذل شيئا عظيما عند الله عز وجل الاصل حرمة بذله الا في امر يستحق ومن المسائل ايضا اخر قاعدة عندنا في هذا الدرس لاني اظن اني اطلت الجدل ينطلق من المتفق عليه لا من المختلف فيه الجدل ينطلق مما اتفق عليه لا مما اختلف فيه يعني بمعنى انه لابد ان تكون بين المتجادلين نقطة اتفاق. فالمجادلة الشرعية التي امر الله بها هو ان يكون انطلاق المتجادلين من تلك النقطة التي يتفقون عليها. فينطلقون مما اتفقوا عليه الى ما اختلفوا فيه ليتفقوا على المختلف فيه. واما ان ينطلقوا من المختلفين فان انطلاقهم من الامور المختلف فيها لا يزيدهم الا ايش؟ الا اختلافا وخلافا وشقاقا وتباعدا وتخاصما وتنازعا لكن الغالب في المتجادلين من النقاط المتفق عليها بين الطرفين غالبا ما تؤدي به مجادلاتهم الى ايش الى نقطة اتفاق باذن الله عز وجل فاذا جاءك احد من الاشاعرة مثلا يناقشك في شيء من صفات الله عز وجل فلابد ان تنطلق انت وايام النقطة اتفاق وهي ان تقول له هل الله موجود اصالة بذاته ولا غير موجود مثلا فاذا كان موجودا فحينئذ تترقون من هذا الامر المتفق عليه الى ما بعده حتى تصل الى ان الصفة التي نفيتها او الصفات التي في الذات فهذه نقطة اتفاق. اما ان تكون سببا لافحامه وقطع حجته واما ان تكون سببا للوصول الى غاية عليها بينكما فانا ارى والله اعلم انه متى ما راعى المجادل هذه القواعد الاساسية الاصلية في باب الجدل والتي قد لا تجدونها مجموعة بهذا الامر في مكان اخر فاحرصوا على جمعها واحرصوا على كتابتها وعلى دلالة الناس عليها وتعليمها للاخرين فان مجادلته سوف تكون ان شاء الله سائرة على منهاج النبوة. وسوف تصل مجادلته الى احقاق الحق وابطال الباطل امره عند الله وعند ملائكته وفي قلوب عباده المؤمنين بسبب هذه المجادلة الى مراتب قد لا يدري عنها. فربما منافحتك عن دين الله عز وجل. وذبك عن حياض نبيه صلى الله عليه وسلم تكون هي الحسنة التي توجب الجنة حتى وان كنت مقصرا في قيام الليل او مقصرا في كثرة الاذكار او مضيعا لشيء من من صلوات الجماعة او عندك شيء من الذنوب فيما ما بينك وبين الله لكن منافحتك في كل محفل عن دين الله وغضبك لله ومجادلتك لاحقاق الحق ربما تكون هي الحسنة التي تقودك الى جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر. انت ما تدري عن الحسنة التي تدخل بها الجنة. لكن لا تكون المجادلة حسنة الا اذا كانت قائمة على تلك الاصول والقواعد التي قررها اهل السنة في هذا الباب. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. واخر دعوانا ان الحمد لله رب وصلى الله وسلم على نبينا محمد