اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويحسبون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة انه اتخذوا اولياء من دون الله ويحسبون انهم مهتدون. هذه الاية مما قال فيها ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وان انا في اثباته عن ابن عباس كما ذكرنا سابقا شيء من النظر. لكن المعنى الصحيح ان التفسير على اربعة انحاء. منهم ما يعلمه عامة الناس بمعنى انه بي بصديقته وفطرته يفهم الاية على على وجهها في هذه الاية الباري جل وعلا قسم الناس الى قسمين فريقا هدى وذلك بسلوكهم طريق الهداية وفريقا حق عليهم الضلالة وذلك بسلوكهم طريق الضلالة. هذان قسمان لا ثالث لهما اما مؤمن واما كافر. اما موحد واما مشرك مسلم واما موحد حينئذ نقول القسمة ثنائية. فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلال ثم بين جل وعلا سمتهم بهذه السمة وهي ان الضلالة قد حقت. عليه ما سببها؟ قال انه متخذ. ان هذه للتعليم انهم اتخذوا الشياطين اولياء من دون الله. ومع ذلك بمعنى انهم عبدوا غير الله. انهم اتخذوا الشياطين اولى من دون الله بمعنى انهم عبدوا غير الله وعبدوا مع الله تعالى غيرهم من اولياء الشياطين. ومع ذلك يحسبون ان انهم مهتدون يعني يظنون هنا يحسبون على بابها يعلمه العامي ان حسب او حسب تأتي بلسان العرب بمعنى الظن فهؤلاء قد عبدوا غير الله ويظنون في انفسهم ماذا؟ انهم على هداية وصواب. ومع ذلك حكم الباري جل وعلا عليهم بالاسم والحكم يعني وصفهم بالضلالة وبين انه في الاخرة في النار اذا هل نفعهم حسن ظنهم بانهم على صواب وحق؟ الجواب لا. وفي غير اية يأتي هذا التركيب بعينه ويحسبون انهم مهتدون. ويدل هذا على ان الباري جل وعلا لم يلتفت الى القصد فحسب. بل قد يظن الظان انه على هدى. وانه على حق وصواب. ومع ذلك قد عبد غير الله عز وجل حينئذ حكمه حكم من؟ من قصده فلا فرق بينهما البتة. هذا المعنى بظاهره يستوي فيه العام والخاص بمعنى انه كل من قرأ هذه الاية فهم هذا هذا الفهم. وكذلك تواتر عن اهل العلم في تفسير هذه الاية بنحو ما زكرتوه. قال ابن جرير رحمه الله تعالى في تفسيره يقول الله تعالى يقول تعالى ذكره ان الفريق الذي حق عليهم الضلالة اما ضلوا عن سبيل الله وجاروا عن قصد المحجة باتخاذهم الشياطين نصراء من دون الله وظهراء جهلا منهم بخطأ ما هم عليه من ذلك. جهلا منهم بخطأ ما هم عليه من ذلك. يعني جهلوا ان هذا شرك وجهلوا ان هذا لا يجوز صرفه لغير الله عز وجل. ومع ذلك ما عذرهم الله عز وجل في تسميتهم مع انهم ضلال. وفيما حق عليهم في في الاخرة. قال جهلا منهم بخطأ ما هم عليه من ذلك. بل فعلوا ذلك وهم يظنون انهم على هدى وحق وان الصواب ما اتوه وركبوا قال وهذا من ابين الدلالة على خطأ قول من زعم ان الله لا يعذب احدا على معصية ركبها او ضلالة اعتقدها الا ان يأتيها بعد علم منه بصواب وجهها فيركبها عنادا منه لربه فيها بمعنى انه لا يشترط في الحكم على العاصي بكونه عاصيا ان يقصد انه قد عصى ربه. ولا يشترط في الفاسق ان يحكم عليه بكونه فاسقا ان ان يقصد بانه قد اراد عصيان ربه وكذلك في المبتدع وكذلك في في المشرك. فالاية فضيحة بينة. قال الا ان يأتيها بعد علم منه بصواب وجهها فيركبها عنادا منه لربه فيها. لان ذلك لو كان كذلك لم يكن بين فريق الضلالة الذي ضل وهو يحسب انه هاد وفريق الهدى فرق. كل منهما يعتقد انه على على حق لو كان القصد معتبرا حينئذ لا فرق بين النوعين لا فرق بين بين النوعين فمن اتى ما يعتقد انه هدى وهو هدى في نفسه فهو مطيع. ومن اعتقد انه على هدى لكنه لم يتفق لم يوافق الشرع حينئذ لو كان هذا مطيعا لما كان ثم فرق بين بين الطائفتين. والله عز وجل قد جعل هذا فريقا. وهذا فريقا باعتبار ما لبس به لا باعتبار المقاصد. وانما هذا تلبس بالشرك فحكم عليه بالشرك ولو ظن في نفسه انه على هدى وصواب وقد فرق الله بين اسمائهما واحكامهما في هذه الاية. ونقل ابن كثير رحمه الله تعالى كلام ابن جرير هذا موافقا عليه ومقررا له عند تفسير الاية المذكورة. وقال البغوي في الاية السابقة انه متخذ الشياطين اولياء من دون الله ويحسبون انهم مهتدون فيه دليل على ان الكافر فيه دليل على ان الكافر الذي يظن انه في دينه على الحق والجاحد والمعاندة سواء. لا فرق بينهم فالكفر قد يكون عن جهل. والكفر قد يكون عن عناد. والكفر قد يكون عن عن جحد لا فرق بين هؤلاء لأ البتة بل اكثر المشركين واكثر الكفار هم من النوع الاول وهو انهم جهال. اذ العناد قليل مع وجوده والجحد قليل مع مع وجوده لكن اكثر من خالف الرسل وكفرهم الله عز وجل كانوا من النوع الاول وهم انهم كانوا جهالا واذا كان الامر كذلك حينئذ العلم ليس بشرط في الحكم على الشخص بكونه كافرا بل متى ما اتلبس بالكفر الاكبر حينئذ حكمنا عليه بكونه كافرا واذا تلبس بالشرك بالشرك الاكبر كذلك حكمنا عليه لكونه مشركا فيه دليل على ان الكافر الذي يظن انه في دينه على الحق والجاحد والمعاندة سواء ولا نفع له بظنه وقال الرازيع لتفسير هذه الاية فكل من شرع في باطل فهو يستحق الذم والعذاب سواء حسب كونه حقا او لم احسب ذلك كل من شرع في باطن فهو مستحق للعذاب بقصد النظر عن كونه هل يعتقد انه على هدى ام انه على على على ضلال. قال وهذه الاية تدل على ان مجرد الظن والحسبان لا يكفي في صحة الدين. بل لا بد فيه من والقطع واليقين. لانه تعالى عاب الكفار بانهم يحسبون كونهم مهتدين. ولولا ان هذا الحسبان مذموم والا ما ذمهم بذلك والله اعلم انتهى كلامه رحمه الله تعالى. وفي تفسير البيضاوي ويحسبون انهم مهتدون يدل على ان الكافر المخطئ والمعاند سواء في استحقاق الذمي. وقال ابن سعدي رحمه الله تعالى وفيه ان من حسب انه مهتد وهو ضال انه لا عذر له. يعني بجهله لانه متمكن من الهدى وانما اتاه حسبانه من ظلمه بترك الطريق الموصل اليه. اذا هذه الاية ظاهرة المعنى ابتداء يعلمها العامي وكذلك الخاص ويحسبون انهم مهتدون. فحكم عليهم بالضلالة وانهم استحقوا والنار وعلل ذلك انه متخذ الشياطين اولياء من دون الله. هذا مما يستوي في علمه العام والخاص