ليست اولية خلق وانما اولية امر بمعنى ان اول امر صدر من الله بعدما خلق القلم ان قال له اكتب فالاولية لا تعلق لها بالخلق سبقا وتأخيرا وانما لها تعلق منها لان ما ثبت وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا يجوز اهماله ما دام يمكن اعماله فلا يجوز اهماله ما دام يمكن اهماله. وهناك وجه للجمع اخر وهي ان الاولية المذكورة في حديث عبادة الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم ولابد ان نفرق ايها الاخوان بين القلم الذي كتب به القدر وبين القلم الذي الذي يكتب به الناس فالقلم الذي كتب به القدر وان اتفق مع هذه الاقلام في الاسم الا ان المتقرر عند اهل العلم ان الاتفاق في الاسماء لا يستلزم الاتفاق في الصفات فنقول في هذا القلم كما نقوله في سائر الامور الغيبية التي التي اخبرنا الشارع عنها نعلم معناها باعتبار اللغة العربية واما كيفيتها التي هي عليه في الواقع فامرها الى من؟ فامرها الى الله تبارك وتعالى فالقلم نعلم معناه لاننا عرب وقد خاطبنا الشارع باللسان العربي فوجب حمل معنى القلم على ما تقرر في اللسان العربي. واما كيفية هذا القلم وصفات هذا القلم فامره الى الله تبارك ولكن اتفق اهل السنة ان شأن قلم القدر شأن عظيم وانه مما يجب الايمان به وانه قلم حقيقي نعلم معناه ولكن لا يقدر قدر عظمه الا الله تبارك وتعالى. فهمتم هذا ومن المسائل ايضا اختلف اهل العلم رحمهم الله تعالى ايهما اسبق خلقا؟ العرش ام هذا القلم اختلف اهل العلم رحمهم الله تعالى ايهما اصدق خلقا؟ العرش ام هذا القلم وقبل ان ندخل في تفاصيل الخلاف لابد ان نتعرف اولا على سبب الخلاف فسبب الخلاف بين اهل العلم اختلاف الروايات في حديث عبادة في قول النبي صلى الله عليه وسلم ان اول ما خلق الله القلم بنصب القلم ورفعها فالذين قالوا بنصبها قالوا ان العرش مخلوق قبل القلم والذين قالوا بالرفع قالوا بان القلم مخلوق قبل العرش وهما قولان لاهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى ولا ينبغي ان تكون هذه المسألة العقدية محطا للنزاع واختلاف القلوب او التبديع والتفسيق لان المتقرر في قواعد اهل السنة ان كل خلاف ثابت في دائرة اهل السنة فليس من مسائل العقيدة الكبار التي والى ويعادى عليها فسواء اخذت بالقول الاول اذا ترجح لك دليله فانت من اهل السنة ولا يضرك الاخذ به او ترجح لديك قول اصحاب القول الثاني فانت من اهل السنة ولا يضرك الاخذ به. افهمتم فان قلت وما الراجح عندك فاقول اعلم وفقك الله عز وجل ان المتقرر عند العلماء ان الجمع بين الادلة واجب ما امكن وان اعمال الدليلين او الروايتين الصحيحتين اولى من اهمال احدهما ما ما امكن وان اعمال الكلام اولى من اهماله ونحن نستطيع ان نجمع بين كلام اهل العلم رحمهم الله تعالى اذا فهمنا ان الاولية باختلاف الروايتين معنيان الاولية المطلقة والاولية المقيدة فان قلت وماذا تقصد بالاولية المطلقة فاقول اقصد بالاولية المطلقة اي اول مخلوق وان قلت فان قلت وماذا تقصد بالاولية المقيدة؟ فنقول نقصد بالاولية المقيدة اي الاولية باعتبار ما بعدها اي الاولية باعتبار ما بعدها لا باعتبار ما قبلها فاذا علم ذلك فليعلم ان العرش اول المخلوقات الاولية المطلقة وان القلم هو اول المخلوقات باعتبار هذا العالم المشاهد فالقلم مخلوق قبل السماوات. وما فيها ومخلوق قبل الارظ وما عليها فاذا اولية اولية خلق القلم هي الاولية المقيدة اي باعتبار ما بعده من المخلوقات واولية خلق العرش هي الاولية المطلقة. وبناء على ذلك فنحمل رواية النصب على ان العرش مخلوق قبل القلم بالاولية المطلقة ونحمل رواية الظم على ان القلم اول المخلوقات بالاولية المقيدة وبذلك يتآلف كلام اهل العلم رحمهم الله تعالى وتجتمع الروايات ولا داعي الى الترجيح بين هذه ابطال باول ما قيل فاول ما خلق الله القلم ماذا قال له؟ قال له اكتب فالاولية ليست لها ليس لها تعلق بالخلق وانما لها تعلق بالامر فاول امر تلقاه القلم بعدما خلقه الله ان قال له اكتب. وهذا جمع حسن ولكنه يتخرج على رواية الفتح فقط ولكن تبقى رواية الظم ولا داعي الى ولا داعي الى القول بانها رواية ضعيفة او انها غير صحيحة ويكفينا في الجمع ما ذكرته لكم سابقا من التفريق بين الاوليتين. فالعرش اول المخلوقات باوليته المطلقة. والقلم اول المخلوقات باعتبار اول المقيدة بهذا العالم المشاهد ومن المسائل فيما ذكره الامام الطحاوي ايضا. ما ادري كلامي واضح ولا لا؟ واضح اعلم رحمك الله تعالى ان القلم ينقسم الى قسمين النوع الاول قلم الكتابة القدرية التي كتب الله عز وجل الذي كتب الله به مقادير كل شيء وهو القلم الذي كتب الله عز وجل في اللوح به في اللوح المحفوظ كل شيء واما القلم الثاني فهي اقلام الوحي اقلام الوحي وهي تلك الاقلام التي يكتب بها كتبة الوحي الى الانبياء والرسل واصحاب هذه الاقلام اي اقلام الوحي هم الحكام على هذا العالم بامر الله عز وجل والاقلام التي تكتب الوحي في الارض والتي يمسكها البشر بايديهم اعني العلماء كلها خدم لهذه الاقلام وقد رفع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة اسري به الى مكان ومقام سمع فيه صليفا اقلام فهذه الاقلام التي سمع النبي صلى الله عليه وسلم صريفها ليس هو ذلك القلم الذي كتب الله به الكتابة القدرية. وانما هي تلك الاقلام التي في ايدي الملائكة والتي وكلت بكتابة الوحي فهذه الاقلام هي التي تكتب ما يوحيه الله تبارك وتعالى من الامور التي يدبر بها امر العوالم علويها و سفليها فلا تخلطوا بين هذه الاقلام ومن المسائل ايضا في قول الله عز وجل نون والقلم وما يسترون. ما هذا القلم الذي اقسم الله عز وجل به الجواب لقد لقد اختلفت تفسيرات اهل العلم رحمهم الله تعالى في حقيقة هذا القلم فمنهم من قال انه القلم الذي كتب الله عز وجل به مقادير الخلائق فيكون دليلا على اثبات دليلا قرآنيا على اثبات قلم الكتابة القدرية المبرمة المطلقة. انتم معي ومن اهل العلم من قال بانها بان المقصود بها اقلام الوحي ومن اهل العلم من قال بان المقصود بها تلك الاقلام التي يكتب بها البشر وما يسترونه من الوحي او العلم فانت ترى ان السلف رحمهم الله تعالى مختلفون في تفسير هذا القلم ولكن المتقرر عند العلماء ان اللفظ اذا احتمل معنيين لا تنافي بينهما فانه يحمل عليهما فالقول الاقرب عندي دخول ذلك كل دخول ذلك كله في قول الله عز وجل والقلم وما يسترون الا ان احق قلم دخل في هذا الاقسام هو اعظمها شأنا واكبرها وافخمها وهو القلم الذي كتب الله عز وجل به مقاديرا الخلائق