الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول احسن الله اليك هو قريب من دخول الجامعة ويريد التخصص في مجال القانون حتى يصبح محامي ولكنه يخشى ان يستعين به ظالم في مسألة القضاء. في مسألة المحاماة. او ان يكون يعمل في مكتب ويجبر على ان يدافع عن عن ظلمه ما توجيهكم له؟ حفظكم الله الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر في هذه المسألة هي هو قول الله عز وجل ولا تكن للخائنين خصيما فاذا اراد الانسان ان يتوظف بوظيفة محام فيجب عليه ان يعاهد الله عز وجل على ان لا يكون للخائنين خصيما دافعا عنهم وهذا مبني على علمه او على غلبة ظنه على حسب نظره في هذه القضية بان المدعي ظالم فيها فمتى ما تبين لك انه ظالم فلا يجوز لك ان تكون معينا له على ظلمه وعدوانه. لان الله عز وجل نهى نبيه صلى الله عليه وسلم ان يكون للخائنين خصيما. والخائن هو كل من خالف مقتضى الشرع. ومنهم الظالم فاذا علمت او غلب على ظنك ان هذا الذي يريد يريد منك ان تدافع عنه انه من جملة الظالمين فلا يجوز لك ان تكون معينا له على ذلك. فان اعانة الظالم على ظلمه محرمة باجماع العلماء. ودلالة الكتاب والسنة كما قال الله عز وجل وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان وقال الله تبارك وتعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم انصر اخاه ظالما او مظلوما. قالوا يا رسول الله قد قد علمنا كيف ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما؟ قال ان كفه عن ظلمه او كما قال صلى الله عليه وسلم. فاذا علمت ان من يريدك ان تدافع عنه من جملة الظلمة فالواجب عليك الا تكون معينا له على ظلمه وعدوانه وتسلطه على قلوب وانما يجب عليك ان تنصحه وان تعظه وان تخوفه من مغبة ظلمه. وان تكفه عن ظلمه. هذا هو عليك ثم اذا كنت معينا للظالم فسيصيبك من دعوة المظلوم ظلمك فان هذا المظلوم الذي اتفقت انت وهذا الظالم على اخذ حقه قضاء ربما دعا على ظالمه فتصيبك من دعوته ما يصيبك. فان النبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من ذلك فقال كما في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما انه قال لمعاذ واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله في حجاب واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب. وقال الله عز وجل ولا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها الى الحكام لتأكلوا فريقا من اموال الناس بالاثم وانتم تعلمون. وقد حذرنا الله عز وجل من مجرد الركون الى الظالمين. فمجرد الركون النفسي الى الظالمين محرم شرعا. فكيف باعانتهم على ظلمهم وتيسير طريق الظلم والتسلط على الناس عن طريقنا لا جرم انه اعظم اثما واشد جرما فقال الله عز وجل ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار. وما لكم من دون الله اولياء ثم ما لا تنصرون وقد وقد اخبرنا القرآن في ايات كثيرة ان الظالمين واعوانهم من الجند والمحامين عنهم والمدافعين عنهم كلهم في النار والعياذ بالله. فيجب عليك اذا في هذه الوظيفة ان تعقد العزم على الا تكون منافحا عن ظالم. ولا مدافعا عن من يأكل حقوق الناس. وانما تكون معينا للمظلوم في فك مظلمته. معينا لمن فات حقه عدوانا على رد حقه فليكن همك في هذه الوظيفة اداء الامانات الى اهلها ورد الحقوق الى اصحابها لعل الله عز وجل ان يوفقك وان يسدد قلبك ولسانك. ويؤيدك بتأييده وينصرك بنصره. والله اعلم