يقول السائل يستدل الخوارج على كفر مرتكب الكبيرة بقوله تعالى ومن يعصي الله ورسوله ويتعدى حدوده يدخله نارا خالدا وله عذاب مهين. فكيف الجواب عن هذه الاية؟ الجواب عن هذه الاية ان الذي قال ومن يعصي الله ورسوله ويتعدى حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب منه هو الذي قال ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فلما قال ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء علمنا ان الذنوب والمعاصي كلها تحت المشيئة. ان شاء غفر الله له وان شاء عذبه فدل على انه ليس بكافر لان الكافر لا يستحق الغفران. واما هذه الاية فعلماء التفسير مطبقون ان المقصود ومن يعصي الله ورسوله ويتعدى حدوده يدخل نارا خالدا فيها مطبقون انها نزلت في قوم كافرين. ابوا الانقياد والتوحيد لله عز وجل. وابوا الشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم. وهذا معنى عصيان الله ورسوله. ويتعدى حدوده الشرك والبدع يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين