ينبغي علينا ان ندرك ان الناس يفهمون العقيدة الصحيحة لكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه واله وسلم كما كان حال الصحابة رظوان الله تعالى عليهم فلم يكن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ولا اخوانه المرسلين من قبل كانوا يناقشون الناس ويعلمونهم لا بالطرق الكلامية ولا البراهين التي يسمونها براهين ولا المجادلات فلسفية ولا بالاذواق الوجدية القلبية وانما كانوا يخاطبون الناس بالايات المتلوة التي انزلها الله تبارك وتعالى عليهم فكانوا يتبعون ما انزل اليهم ويعلمون الناس المنزل فربما كان هناك بعض الالفاظ مما لم يفهمه. مثل حالنا اليوم ربما نجد مدرسا يدرسنا العقيدة من الكتاب والسنة فلا نفهم بعض المعاني فحينئذ نحتاج الى تفسير بعض الكلمات الغريبة والا فالاصل تعليم الناس العقيدة بما في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم نحن اليوم ندرك ان الناس في المساجد يقرأون القرآن عوامهم وخواصهم مثقفوهم وجهالهم وعلماؤهم ومع هذا لا يقول احد نمنع الناس عن القرآن لان فيها العقائد ربما لا يفهمونها لا بل ان الناس لا يزالون يقولون ان العقيدة الصحيحة هي العقيدة التي يفهمها العوام من دون تغير الفطر من القرآن والسنة واذا اشتبه عليهم لفظ فذلك اللفظ يفسر لهم ويبين لهم المعنى فمثلا لو تلا عليهم رجل قول الله تبارك وتعالى ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام فهذه معلومة معروفة لا تحتاج الى تفسير فلما قال وما مسنا من لغوب حينئذ يقال لهم اللغوب معناه التعب والنصب والمشقة وفي الاية دلالة على عظيم قدرة الله تبارك وتعالى. وفي الاية دلالة على ان الله لا يتعب ولا ينصب لان ذلك من صفات النقص والله جل وعلا موصوف بصفات الكمال لذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم اعلم الناس بالاعتقاد الصحيح ذلك لعظيم علمهم بالعربية وذلك هو سبب فهمهم للشريعة على الوجه الصحيح