لقد عشنا قبل قليل الساعات الاخيرة من يوم عرفة فلله كم فيها من رقاب عتقت ورحمات تنزلت ودعوات استجيبت ورجاءات تحقق كم اعطى الله فيها من محروم كم اغاث الله فيها من ملهوف كم تاب الله فيها على مذنب وعاص لقد عشنا هذه اللحظات نعم وقلنا ان رأيت من قلبك يا رعاك الله حضورا في هذه المواقف الجميلة فاحمد الله عز وجل وزد فان حضور القلب علامة قبول وان وجدت قساوة وفتورا فتباكى وعجل باستجماع شتات قلبك فان انصراف القلب في مثل هذا الموضع مخيف وخطير ومزعج لمن اتم الله عليه يومه وقد ابهج قلبه واطلق لسانه ودمعه فليستبشر بالقبول متى اطلق اللسان بالطلب فاعلم ان الله يريد ان يعجل لك العطاء كان عمر يقول اني لا احمل هم الدعاء لا احمل هم الاجابة ولكن احمل هم الدعاء لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين في حديث محمد بن مسلمة الانصاري ان لربكم في ايام دهركم نفحات فتعرضوا لها لعل احدكم ان يصيب منها نفحة لا يشقى بعدها ابدا وفي حديث انس ابن مالك افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله فان لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوا الله ان يستر عوراتكم وان يؤمن روعاتكم