يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة اما بعد فاوصيكم ونفسي ايها المسلمون بتقوى الله عز وجل. ايها الاخوة هذا اليوم الاول من رجب يمثل منعطفا تاريخيا في حياة كثير من الموظفين. انه يوم الاحالة على ما يعرف بالتقاعد وقد بلغ عددهم في العام المالي المنصرم في بلادنا فقط اكثر من اثنين واربعين الف موظف حكومي انضموا الى نحو نصف مليون موظف حكومي سبقوهم في هذا الطريق حسب الاحصائيات الرسمية انهم فئة تستحق ان نتحدث اليها. وان نتذاكر معها ما هي عالمة به فالانتفاع بالذكرى ليس له سن معين ولا زمن معين. ايها الاحبة ان التقاعد مرحلة نعيش جوها. اما ببلوغ احدنا اياها او بالعيش مع من بلغها. من اباء واخوة لتمضي سنة الحياة ضعف ثم قوة ثم ضعف. جيل يعقبه جيل لتتم سنة الاستخلاف وعمارة هذه الارض. هذا التصنيف الوظيفي متقاعد وغير متقاعد انما فرضته انظمة العمل فحسب. ليحل موظف مكان اخر. لكنه ليس حكما على الانسان بالموت ولا منعا له من العطاء في ميادين اخرى. فهو تصنيف لا يصح ابدا ان يسري الى بقية حياة متقاعد ولنا ها هنا وقفات مختصرات عابرات. اولها ان لكل مرحلة من العمر جمالها فالتقاعد عن العمل الرسمي هو في الحقيقة انتقال من مرحلة الى مرحلة اخرى من العطاء والعمل. اذ لا لا توقف في حياة العبد السائر الى الله. لمن شاء منكم ان يتقدم او يتأخر. وصاحب الهمة العالية اذا بلغ هدفا بحث عن هدف اخر مثله او اعلى منه ليصل اليه. ولا يوقفه عن السباق الى الدنيا والاخرة الا توقف نفسه. فاذا توقف فاذا توقفت دورة الدوام الرسمي فلن تتوقف عجلة نفع الخاص والانتفاع والنفع للاخرين بعمل صالح او صدقة جارية او بذل جاه ونحو ذلك من ميادين العطاء والبذل. لذا يجب ان يفهم كلام العلماء الذين يتحدثون عن الاستعداد للاخرة على وجهه فحينما يؤمر صاحب هذه السن بالذات بالاقبال على الله والدار الاخرة. فهذا لا يعني صورة محددة من فالعبادات كالصلاة وقيام الليل وقراءة القرآن والصدقة والصيام والحج والعمرة. كلها الوان من والجهاد بالمال والنفس لون من الوان القربات. والتصدي لحل المشكلات لون من الوان القربات والشفاعة وبذل الجاه لمن يحتاجها عند المسؤولين لون اخر. المهم ان يجتهد العبد في عمارة وقته بكل قربة يستطيعها. وهذا ما فهمه اهل الايمان من الاوائل والاواخر. من منا لا يعرف ذلك الشيخ الذي ضعفت قواه. وقارب التسعين وهو يدير اعمالا اثقلت كاهل عشرات الشباب لكنه كان يعمل بروح لا تعرف الكلل. دأب في العلم والتعليم والعمل. ونفع الخلق حتى اخر لحظة من لحظات حياته انه شيخنا الامام عبدالعزيز بن باز رحمه الله لم يكن سبب ذلك البدن والعطاء كما يظن بعض الناس او كثير منهم علمية الشيخ. فمن العلماء من يصيبه ما يصيب بعض الناس سبب نظرته لهذه المرحلة فحسب. فالقضية اذا هي حياة الروح وحمل الهم وتربية النفس على العمل في الاخرة في كل وقت وحين. واعرف رجلا بلغ الثمانين. يحمل شيئا يسيرا من العلم. فبعد ان قرر ان يطوف البلاد ليبلغ ما معه من يسير العلم. اخذا بحديث بلغوا عني ولو اية فطاف البلاد وهو شيخ كبير يقاد بعربة حتى توفاه الله تعالى. رحمه الله رحمة واسعة. واعرف رجلا وهو والد احد مشايخه. قرر ان يحفظ القرآن بعد ان تقاعد من العمل الوظيفي. فحقق مراده ولا زال ممتعا ولا زال ممتعا يرزق حفظه الله وبارك فيه وفيكم. وصدق الاول اذ يقول واذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الاجسام. اما الوقفة الثانية فان بلوغ هذه السن نعمة عظيمة من الله ينبغي شكرها واستثمارها. فان الفسح في اجل المؤمن خير له. فهو فرصة للتزود من الاعمال صالحة الدينية والدنيوية. دخل سليمان ابن عبد الملك الخليفة الاموي المسجد. فرأى شيخا كبيرا فدعا به فقال يا شيخ اتحب الموت؟ قال لا. قال ولم؟ قال لقد ذهب الشباب وشره. واقبل كبر وخيره. فاذا قمت قلت بسم الله. واذا قعدت قلت الحمد لله. فانا احب ان يبقى لي هذا فانظر يا رعاك الله كيف قلب هذا الشيخ نظرته للحياة؟ فنظر لها نظرة ايجابية. لانها فرصة للتزود وملئ خزائن الاخرة بمثل هذه الاعمال الصالحة والاذكار التي تدل على تعلق بالله جل وعلا. ولما وقعت احدى الفتن في زمن التابعين قال احدهم لصاحبه يا فلان طاب الموت. قال له يا ابن اخي لا تفعل لساعة تعيش فيها تستغفر الله خير لك من موت الدهر. ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تمني الموت بسبب ما ايصيب الانسان من مصائب والام دنيوية كما في صحيح مسلم. قال عليه الصلاة والسلام لا يتمنى احدكم الموت ولا يدعو به من قبل ان يأتيه انه اذا مات انه اذا مات احدكم انقطع عمله وانه لا يزيد المؤمن عمره الا خيرا. ثالث الوقفات بلوغ هذه المرحلة يعني في الاعم الاغلب. تجاوز سن بلوغ هذه المرحلة يعني تجاوز سن الاشد. وهو الاربعون بعشرين سنة. وهذا ما يجعل العبد مؤمن يفكر كثيرا في نصيبه من هذه الاية العظيمة. حتى اذا بلغ اشده وبلغ اربعين سنة قال قال ربي اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه واصلح لي في ذريتي اني تبت اليك واني من المسلمين. قال بعض اهل العلم وفي هذا دليل على على ان اشتغال الانسان بطاعة الله يقوى في هذا الوقت. ففي الاربعين تناهى العقل وما قبل ذلك وما بعده منتقص عنه رابع الوقفات ديننا ايها الاحبة دين عظيم. فلم يقصروا العبادة على لون معين او طريقة خاصة. بل بل قد جعل الله عز وجل فرصا في التعبد تناسب احوال الانسان من صحة ومرض وحل وترحال وقوة وضعف سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان شرائع الاسلام قد كثرت علي دلني على عمل اتشبث به. فيقول له الناصح الامين صلى الله عليه وسلم لا يزال لسانك رطبا بذكر الله عز وجل. رواه الترمذي وغيره. وسنده صحيح. واجل انواع الذكر قراءة القرآن الكريم. ونعم صاحب هو للشيب للشيب وللشيب والشباب. ولكنه في حق الشيب له شأن اخر. خامس الوقفات ما اجمل العطاء وفي مثل هذا السن خصوصا انه ينبئ عن فقه صحيح لحقيقة هذا المال الذي عما ابن سينتقل الى الورثة. فمال الانسان ما قدم ومال وارثه ما اخر. كما قال عليه الصلاة والسلام. فان كنت يا اخي ممن وسع الله عليه في رزقه ممن وسع الله عليك ورزقك من فظله فكم هو جميل ان تبادر الى تثبيت صدقة جارية لك. يمتد اثرها من بعد موتك. بادر بها الان فلعلك ترى ثمرتها قبل ان تموت ولا تمهل وتقول ساوصي الاولاد ان ينفذوها. فخير البر عاجله. والوصية قد يعتري في ذها ما يعتريه والانسان عندما يريد السير في طريق مظلمة فانه يجعل السير فانه يجعل السراج امامه ولا يجعله خلفه. بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة. ونفعني واياكم بما فيهما من الايات والحكمة. اقول ما تسمعون استغفر الله العظيم لي ولكم. ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب. فاستغفروه ان ربي رحيم ودود. الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على عبده ومصطفاه نبينا وامامنا وسيدنا محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد فسادس الوقفات ان تجاوز سن الستين من العمر يعني دخول معترك المنايا ففي الترمذي وغيره بسند حسن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اعمار امتي ما بين الستين الى السبعين وقليل من يجاوز ذلك. وابلغ من هذا ما ثبت في البخاري انه صلى الله عليه وسلم قال اعذر الله الى امرئ اجله حتى بلغ ستين سنة. ومعنى اعذر الله اي ازال الله عذره. فلا ينبغي له حينئذ الا الاستغفار والطاعة. والاقبال على الاخرة بالكلية. وقال بعض اهل العلم انما كانت الستون حج دل لهذا لانها قريبة من المعترك. وهي سن الانابة والخشوع. وترقب المنية. فهذا اعذار بعد اعذار لطفا من الله بعباده فواها ثم واهن لاناس بلغوا هذا السن وما زالوا يركضون في شعاب الدنيا غافلين عن الاخرة. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقواتنا. ابدا ما ابقيتنا. اللهم اجعلنا ممن طال عمره وحسن عمله. اللهم اجعلنا ممن طال عمره وحسن عمله. اللهم انا نسألك ان ترحم من سبقنا الى الدار الاخرة اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا واجعل خير ايامنا اليوم الذي نلقاك فيه يا رب العالمين. اللهم اجعل خير ايامنا يوم نلقاك فيه يا رب العالمين. اللهم اجعل خير يا من يوم نلقاك فيه يا رب العالمين