فان لذة الدنيا ان كان في الدنيا من لذة في امرين يا اخوان في لذة عبادته ومناجته سبحانه وبحمده وفي طلب العلم وطلب العلم يجمع الامرين يا اخوان فهو عبادة يتقرب به الانسان الى الله عز وجل بل هو من اجل العبادات واشرفها بل هو افضل نوافل العبادة انه افضل حتى من الجهاد في سبيل الله انت وانت تحضر الذكر وهي حنك العلم تجمع الامرين جميعا طلب العلم والعبادة هذا يا اخوان ما يندم عليه الانسان ندما شديدا عند كبار السن مر بنا في مناسبة ما ورد عن المتقدمين رحمهم الله من الندم الشديد على مرور الايام انصرام الاعوام والايام يا اخوان والعوام عندما تنصرم اذهب بما اودعت فيها الكل فيها ذاهب كل ما فيها ذاهب وفان الباقيات الصالحات كما قال عز وجل المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير امد وخير من ماذا هنا يا اخوان مفاضلة خير صيغة تفضيل. خير من المال والبنين ومن كل شيء. مما هو على وجه الدنيا وان تتأمل سنينك الماضية عملت فيها اعمالا وجدت فيها اشياء كلها ذهبت الى اخواني وكان لم تكن سوى الاعمال الصالحة وهي الباقية. ولهذا سماها ربنا الباقيات الصالحات واذكركم ببيت العلي قلته لكم اكثر من مرة للشافعي الامام المشهور بالمعروف الذي صورته الشمس لا يجهله مسلم يا اخوان ومع ذلك يندم مع ما بلغه من العلم فيقول رحمه الله اذا هجع النوام اسفلت عورتي وانشدت بيتا وهو من الطف الشعر اليس من الخسران ان لياليا تمر بلا علم وتحسب من عمري يندم على ليالي بس مرت لم يسأل فيها علما ومع ذلك حسبت وخصمت من عمره فكيف من تمر عليه يا اخواني الشهور بين الاعضاء الله المستعان كذلك يندم الانسان في كبره يا اخوان على تفريطته في عبادة ربه كفر الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله عن ابن القيم انه كثيرا ما يذكر هذا البيت يا حسرتاه تقضى العمر ايامه بين ذل العجز والكسل والقوم قد اخذوا درب النجاة وقد صاموا الى المطلب الاعلى على مهالك الشباب وعجز المشيب والانسان ساروا الى المطالب العالية وساروا على مهب وانا قصرت اليوم في سن الشباب بسبب الكسب وقصرت في المشيب وقصرت بسبب العجز والله المستعان يا اخوان اننا نستشعر عندما نحضر الى درس من الدروس اننا في عبادة وعلم ان الانسان عندما يأتي حينما يسلك الطريق الى الجنة نسأل الله الكريم من فضله كما في حديث ابي هريرة المخرج في مسلم ليس لك طريق يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة هذا طريق جليل شريف من اجل الطرق واعظمها الى الجنة ليس المقصود انك تحفظ وتقرأ يكون لديك رصيد من المعلومات والمقصود ان تتعلم تستفيد وتنتفع ثم بعد ذلك ينفع الله تعالى بك وفي حديث ابي موسى والذي اذا علمه مرة بنا كثيرا ولو انكم تحفظونه هذا في اخره فذلك مثل من فقه في دين الله نفعه الله ما بعثني الله به الحديث يا اخوان فعلم في رواية فنفعه الله ونفع به ولهذا ورد عن السلف واختم كلامي هذا حتى لا يذهب الوقت وورد عن السلف المنهج في الطلب المنهج الذي لا يكون يا اخواني لا في ثني الركب واطالة ادامة الطلب هذا يكون بحضور دورة او حضور كذا وكذا وكذا وان كانت هذه فيها فوائد لكن العلم لا يكون يا اخواني بجد والمثابرة وثني الركب في حلقه والسهر يا اخواني عليه ورد عن بعض السلف سفيان وغيره في طريقة العلم ان طالب العلم يبدأ اولا بالاستماع والانصات ثم الحفظ والفهم تنبهوا لهذه يا اخواني طالب العلم في البدايات يحرص على الحفظ حفظ سليم وسهل ربما يتهاون في الفهم لا الفنان العظيم يا اخوة الا يتجاوز شيئا حفظه الا وقد فهمه ثم بعد الحفظ والفهم العمل بعلمه فانه اذا علم بعلمه عرفه الله علم ما لم يعلم ثم بعد ذلك التعليم يا اخوان وبه حفظ العلم وبه استمر العلم في المساجد. الى ان جاءت المدارس يتوارث الناس واهل العلم بعضهم عن بعض وهم في ذلك كله في ميراث محمد صلى الله عليه وسلم العلماء ورثة الانبياء والانبياء لم يرثوا درهما ولا دينارا وانما ورثوا العلم من اخذه اخذ بحظ