بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. حلقات تبث في اذاعة القرآن الكريم ايه ده؟ الدرس الاول. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون وانزل عليه الكتاب والحكمة وامر بطاعته واتباعه والاقتداء به صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان وسار على طريقهم في العمل والايمان وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اتحدث اليكم عبر هذا البرنامج عن الاحاديث القدسية الشريفة وبيان شيء من معانيها لعل الله ان ينفعنا بذلك والاحاديث القدسية هي الاحاديث التي يرويها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل لفظا ومعنى وهي قسم من السنة المطهرة لها ميزة نسبتها الى الله عز وجل وان الله جل وعلا تكلم بها واوحاها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبلغها للناس واما بقية الاحاديث فلفظها من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ومعناها من عند الله عز وجل لان السنة كلها وحي من الله كما قال تعالى في حق رسول الله في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى لكن ما كان منها من الله لفظا ومعنى فهو الحديث النبوي القدسي وما كان معناه من الله دون لفظه وهو حديث نبوي غير قدسي وكل من الحديث القدسي والحديث غير القدسي سنة نبوية يجب تصديقها والايمان بها والعمل بها واتباعها لان السنة في المرتبة الثانية بعد القرآن وهي الاصل الثاني من اصول الادلة في الاسلام باجماع المسلمين ومن جحد حجيتها فهو كافر قال الله تعالى من يطع الرسول فقد اطاع الله قال تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وقال تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم من يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا وقال تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم وقال النبي صلى الله عليه وسلم الاواني قد اوتيت القرآن ومثله معه والادلة على وجوب العمل باحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم والاحتجاج بها الى جانب القرآن الكريم ادلة كثيرة كيف لا وهي المبينة للقرآن الكريم كما قال الله تعالى وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم من ربهم وليس في هذا خلاف بين علماء المسلمين ولله الحمد والمنة وانما يثير اهل الزيغ والضلال شبها داحضة حول السنة قد رد عليهم علماء المسلمين قديما وحديثا بردود فضحت باطلهم وكشفت زيفهم وردتهم على اعقابهم خاسئين ذليلين ومعروف هدف هؤلاء انهم يريدون القضاء على الاسلام بالتشكيك في اصوله لانهم اذا ابطلوا العمل بالسنة فقد ابطلوا العمل بالقرآن لان القرآن يحتاج الى بيان السنة له واذا عطل العمل بالكتاب والسنة قضي على الاسلام وهذا ما يريدون ومن ورائهم منظمات ومن ورائهم منظمات سرية من الكفرة تضع لهم الخطط وتلقنهم الشبه ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ولا يحيق مكره السيء الا باهله والمسلمون بحمد الله لا ترد عليهم هذه الدعايات المغرضة ولا يخفى عليهم ما وراءها من الايدي الاثيمة يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون قال قال الامام ابن كثير على قوله تعالى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى اي ما يقول قولا عن هوى وغرض ان هو الا وحي يوحى اي انما يقول ما امر به ويبلغه الى الناس كاملا موفورا من غير زيادة ولا نقصان ثم ذكر الحديث الذي رواه الامام احمد وغيره بسنده عن عبد الله ابن عمرو قال كنت اكتب كل شيء اسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم الهتني قريش فقالوا انك تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب فامسكت عن الكتاب فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اكتب هو الذي نفسي بيده ما خرج مني الا الحق هذا ونعود الى موضوع حديثنا وهو الاحاديث القدسية وتخصيصها بهذا الوصف يضفي عليها ميزة خاصة من بين سائر الاحاديث لان الحديث القدسي هو ما يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل فيكون المتكلم به هو الله عز وجل والراوي له هو النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه وكفى بذلك شرفا والقدسي نسبة الى القدس وهو الطهرة والتقديس التنزيه ومن اسماء الله تعالى القدوس قال ابن كثير قال واهبل ينبه اي الطاهر وقال مجاهدوا وقتادة اي المبارك وقال ابن جرير وقال ابن جريج تقدسه الملائكة الكرام وقال القرطبي اي المنزه عن كل نقص والطاهر عن كل عيب قد ذكر العلماء فروقا بين الحديث القدسي والقرآن الكريم وان كان كل منهما كلام الله عز وجل منها ان القرآن ثبت كله بالتواتر والاحاديث القدسية غالبها اخبار احاد ومنها الصحيح ومنها الحسن ومنها الضعيف ومن الفروق بينهما ان القرآن معجز بلفظة لا يمكن لاحد من الجن والانس محاكاته بخلاف الحديث القدسي فليس معجزا بلفظة ومنها ان القرآن متعبد بتلاوته اهو الذي تتعين القراءة به في الصلاة وقراءته عبادة يثاب عليها والحديث القدسي ليس متعبدا بتلاوته ولا تجزئ القراءة به في الصلاة والقرآن الكريم لا تجوز قراءته لمن عليه حدث اكبر ولا يجوز ان يمس المصحف الا طاهر بخلاف الحديث القدسي فانه تجوز قراءته ومسه على غير طهارة والفرق بين الحديث القدسي والحديث غير القدسي ان الحديث القدسي لفظه ومعناه من الله عز وجل يرويه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم والحديث غير القدسي والحديث غير القدسي معناه وحي من الله عز وجل ولفظه من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم هذا ولاهمية الاحاديث القدسية فقد الفت فيها مؤلفات خاصة كمؤلف المناوي الذي سماه الاتحادات السنية في الاحاديث القدسية وغيرها وسنتناول في برنامجنا هذا ان شاء الله ما تيسر من تلك الاحاديث بالشرح والبيان ونسأل الله الاعانة والاثابة وان ينفعنا بذلك وينفع به اخواننا المستمعين والى الحلقة القادمة باذن الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين