كما ان الاسلام وصف بين الاديان فان اهل السنة وسط بين الفرق الاسلامية. وكما ان الاسلام قاض وحاكم ومهيمن على سائر الاديان فكذلك منهج الصحابة والفرقة الناجية حاكم على طوائف الاسلام من مؤيدات الفطرة شهادة الواقع فان قصص المهتدين الى الاسلام العائدين الى فطرتهم التي فطرهم الله عليها تزخر بالكم الوفير من الاقرار بحقيقة الفطرة ولطالما عبروا عن هذه الحقيقة الواحدة بالفاظ متباينة متعددة. لكنها كلها تلتقي في المعنى نفسه فكم من تائب شرح الله صدره للاسلام يبادر من يدعوه الى الله والتوحيد بقوله هذا شيء عجيب. ان هذا هو ما كنت اعتقده طول عمري هذا ما كنت اجده في داخل نفسي حينما يخبره بحقائق الاسلام والتوحيد يقول هذا شيء عجيب نفس ما تقوله هذا هو ما كنت اجده في نفسي وفي قلبي طول عمري ولو ذهبنا نستقصي قصصهم هنا لطال الحديث لكن يكفي هنا الطل بدل الوابل. تقول الكاتبة والشاعرة الامريكية ايفيلين كوبالد يغلب على ظني انني مسلمة منذ نشأتي الاولى فالاسلام دين الطبيعة الذي يتقبله المرء فيما لو ترك لنفسه. وتقول ميري اوليفر اعظم فضيلة للاسلام انه تأسر قلوب البشر بصورة تلقائية. ومن اجل هذا تجد في الاسلام سحرا غريبا وجاذبية عظيمة تجتذب اليها ذوي العقليات المتفتحة من غير المسلمين. وتقول فاطمة طز فيسكي لقد بدا لي وانا اتلو كتاب الله ان الاسلام وحده هو الطريق الذي علمه الله للناس منذ بدء الخليقة وانه هو الحق ويقول بنوا اتضح لي ان الاسلام هو الدين الوحيد الذي يتمشى مع الفطرة الانسانية ويقول عامر علي داود بفضل دراسة الحرة البعيدة عن كل تعصب مقيت اصبح ايماني بهذا الدين الاسلام قوي راسخة لقد امنت برسالتي القرآن واحسست ان الاسلام هو دين الفطرة والكمال انزله الله على قلب اخر الانبياء وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم لقد اكتشفت ان الاسلام يخاطب الناس مباشرة ودون اية واسطة من اي نوع من اجل ذلك كان هذا الدين متمشيا مع الفطرة البشرية اما المفكر الانجليزي ابو بكر سراج الدين مارتن لينجز سابقا فقد خاض بحار البحث في الديانات المنتشرة في العالم حتى استوقفه دين الاسلام فوجده يتفق مع فطرته وذكر انه وجد فيه ذاته وشعر بانه انسان لاول مرة ثم قال بيقين المؤمن شاء الله ان اكون مسلما وعندما يشاء الله فلا راد لقضائه وهذا هو سبب اسلامي اولا وقبل كل شيء وقال رجل هندوسي اسلم ان اول شيء جذبني الى الاسلام هو البساطة والوضوح ان العديد من الديانات تتسم بالغموض والطقوس الغريبة التي لا تتمشى مع الفطرة السليمة التي فطر الله كان عليها اما الفتى الامريكي الكسندر فريدز فقد قررت والدته اه اقول قررت الا تفسد فطرتها وتعطيه اعظم حق من حقوق الاطفال وهو عدم افساد فطرته فهذا الفتى قررت امه ان تتركه حرا ليختار دينه بنفسه. بعيدا عن التأثيرات العائلية او الاجتماعية فاحضرت له مجموعة كتب آآ في الاديان السماوية. وطبعا لا يجوز ان نقول آآ آآ كلمة الاديان السماوية بصيغة الجمع ان السماء لم ينزل منها سوى دين واحد هو الاسلام وهو دين جميع الانبياء من لدن ادم الى محمد عليه الصلاة والسلام فجميع الاديان اتوا بدين واحد فقط الرسالات هي التي تتعدد او الشرائع. نقول الرسالات السماوية لان الرسل كثر نقول الشرائع السماوية لان الشرائع مختلفة لكن الدين والعقيدة والتوحيد هو نفس ما دعا اليه جميع الانبياء وهو مضمون لا اله الا الله المهم ان امه آآ اتته بكتب كثيرة مجموعة من الكتب في آآ هذه الاديان وبعد ان قرأها كلها قرر ان يسلم لله بدون ان يلتقي بمسلم واحد وتعلم الصلاة بنفسه وحفظ بعض السور القرآنية وتعلم الاذان واختار لنفسه اسم محمد عبدالله. تيمنا باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعندما سئل عن سبب اسلامه قال لا ادري كل ما اعرفه انني قرأت عن الاسلام وكلما ازدادت قراءتي له ازدت له حبا وهذا فتى قبطي نصراني راهق البلوغ. وكان ابوه قد تراخى في تعميده او تغطيسه فاصطحبه الى الكنيسة ليعمد. فلما رآه القسيس راعه هيئته ووبخ اباه لتأخره هذه المدة وسوغ هذا التوبيخ بان قال له الا تعلم انه حتى الان مسلم؟ فالتقطتها اذن الفتى اليافع وظلت العبارة تتردد في اعماقه بالحاح وهو يقول لنفسه لو كان هناك دين افضل من الاسلام لفطرني الله عليه. فبما انه فطرة الله وصنعته فلابد ان هو دين الحق وكانت الجملة التي نطق بها القسيس امام ذلك الفتى الا تعلم انه حتى الان مسلم هي الخيط الاول الذي نسج قصة اعتناقه الاسلام فيما بعد. الا رحم الله من قال قد يستطيع اعداء الله ان يسدوا كل ثغرة يمكن ان تهدي الناس الى دين الله الا ثغرة واحدة هي الفطرة الخالصة الفترة اه المغروسة في اعماق كل انسان من بني ادم نستطيع ان نسميها العميل السري كانه مزروع في قلب كل انسان في كل خلية من خلاياه هذا العميل آآ يعني عبارة عن جهاز يستقبل فقط موجة الاسلام وينفر مما عداه. فهو فقط يستقبل موجة الاسلام آآ لانه عميل لهذا الدين يعني متوافق معه في العقيدة ويعني مفاهيم فحتى اعداء الله لو سدوا كل ثغرة يمكن ان تهدي الناس الى الدين ثغرة خارجية هل يستطيعون ان يسدوا ثغرة الفطرة داخل الانسان لا يستطيعون لانه بيولد على الفطرة لكن بلا شك انه يمكن ان يحصل تغيير للفطرة بافساد البيئة كما اشرنا من قبل الى الفرق بين التبديل وبين التغيير. الفطرة لا تبدل. فكل انسان ينال حقه في انه يولد وفق هذه الفترة لكن قد تغير البيئة كما شرحنا من ذلك لهذه الفترة ويقول الاستاذ محمد فريد وجدي رحمه الله تعالى ان الناس لو ادركوا معنى الاسلام وفقهوا ما يرمي اليه. ما بقي على وجه الارض من لا او يدين بدين اخر وصدق الله العظيم القائل في محكم كتابه العزيز فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون. وقال عز وجل صبغة الله ومن احسن من الله صبغة ونحن له عابدون. هناك حقيقة متواترة على لسان لشهود من اهلها فقد صرحت بها او بهذه الحقيقة الجريدة الرسمية للفاتيكان ووزارة الدفاع الامريكية وشبكة سي ان ان ومركز الابحاث الاجتماعية في جامعة ولاية جورجيا ومركز بايو للاحصاء وموسوعة ويكيبيديا ومعهد جيت ستون البريطانية وموسوعة جينيس للارقام القياسية ما هي هذه الحقيقة التي شهد بها كل هؤلاء هي حقيقة ان الاسلام اسرع الاديان انتشارا في العالم وفي قلب اوروبا بدأت اعداد المساجد تنافس اعداد الكنائس في كل من باريس وروما ولندن واصبحت نسخ ترجمة معاني القرآن الكريم من اكثر الكتب مبيعا في الاسواق الامريكية والغربية وهناك طفرة في اعداد المساجين الذين يعتنقون الاسلام هناك بصورة لافتة للنظر وصار الاسلام ثاني اكبر ديانة في بريطانيا وبحسب معدلات النمو الحالية فان عدد المسلمين سيتضاعف مجددا ان شاء الله مع التعداد السكاني آآ القادم في سنة الفين واحد وعشرين وسيشكلون وقتها والله اعلم آآ عشرة بالمائة من السكان في بريطانيا. يقول البروفيسور لورانس ميميا استاذ الاديان آآ اه بكلية فاسار ان الاسلام سيحكم العالم قريبا لا سيما وان نصف مساجد دولة كبريطانيا كانت في الاساس كنائس ودور رعاية مسيحية تحول شعبها الى الاسلام وفي خلال عشر سنين باذن الله سيكون في بلجيكا طفل مسلم بين كل ثلاثة اطفال وفي فرنسا ينتشر الاسلام حتى في قطاع السجون مما جعل الاسلام الدين الثاني في فرنسا وبدأ الغربيون يجترون نبوءة الاديب الانجليزي جورج برنارد شو اني اتنبأ بان الناس سيقبلون على دين محمد صلى الله عليه وسلم في اوروبا في المستقبل وقد بدأ يلقى القبول في اوروبا اليوم وقامت في اوروبا بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر بامريكا حركة اوقفوا اسلمة اوروبا ستوب اسلامايزيشن فتظاهر انصارها في عدة عواصم اوروبية تطالب بالتصدي لتزايد عدد المسلمين في اوروبا الذي تجاوز العشرين مليونا ووقف بناء المساجد ورفض الشريعة الاسلامية في اوروبا. ونشرت صحيفة تايمز البريطانية في الثالث عشر من آآ نوفمبر سنة الفين وستة ان القس المتقاعد رونالد وزلبرج سنه ثلاث وسبعون سنة هذا القسيس انتحر بحرق نفسه في دير اوجستين في مدينة ايرفيرت الالمانية احتجاجا على انتشار الاسلام وعجز الكنيسة البروتستانتية عن احتوائه حيث صب البنزين على رأسه واضرم النار فيها ونقلت الصحيفة ارملة القص ان زوجها انتحر بسبب ذعره من انتشار الاسلام وموقف الكنيسة من تلك ان هذه الاحصاءات والشواهد تثير سؤالا بل لغزا كيف يكون الاسلام اسرع الاديان انتشارا في العالم والامة الاسلامية في حال من الضعف والوهن ولا تؤدي واجب تبليغ الاسلام كما امرنا الله تعالى. والمسلمون مضطهدون مستضعفون في بلادهم في كثير من اقطارهم. وبعض المسلمين الذين يعيشون في بلاد غير اسلامية لا يعكس سلوكهم الصورة الحقيقية للاسلام التي تجذب اهل هذه البلاد الى وعلى الجهة الاخرى نجد نشاطا تنصيريا محموما. تنفق فيه المليارات للترويج لملة التثليث وتقف وراءه دول ومنظمات ومؤسسات تنتشر في افاق الدنيا لا سيما في افريقيا واسيا. وهي ترفع شعار يسوع مقابل الغذاء كشرط للعطاء. ثم تأتي الاسلام فوبيا رهاب الاسلام او الخوف من الاسلام لترهب الناس من الاسلام وتصدهم عن سبيل الله وتبغيه عوجا. من خلال رصيد متراكم من الحقد والكذب والخواف المرضي من خلال الة اعلامية مغرضة لا تشم رائحة الانصاف ثم تأتي الاجراءات القانونية الصارمة كتنفيس عن شعور قادتهم ونخبهم بالعجز ازاء هذه الظاهرة وكمحاولة اخيرة يائسة لتنفير الناس عن الاسلام عسى ان تفلح قبضة القوانين في حجب نور الشمس الذي يمتد في افاق الدنيا كقانون منع النقاب في فرنسا وقانون منع بناء المآذن في سويسرا. هذا قانون صدر في نوفمبر آآ سنة الفين وتسعة عقب استفتاء شعبي علما بان عدد المآذن في كل سويسرا اربع مآذن واحدة في كل من جنيف وسيورخ وفنتور اه ونغن فقط لا غير. قانون عشان اربع اه مآذن فقط حتى لا اه يزيد يعني هذا اه العدد. كل هذه العوامل تزيد غموض وغرابة هذا اللغز. كيف ينتشر الاسلام؟ كيف يكون اسرع اديان؟ انتشارا في العالم مع اه هذه العوامل التي اه ذكرناها واشرنا اليها يحاول الكثيرون حل هذا اللغز عن طريق تعداد محاسن الاسلام عقيدة الاسلام وشريعته واخلاقه. وهذا حق بلا ريب لكن لا يلتفت كثير من الناس الى السر الكامن وراء هذه الظاهرة والذي يمكن تلخيصه في عبارة قابلية المحل انه ان جاز التعبير يعني حل هذا اللغز والسر وراء هذا اللغز الذي هو انتشار الاسلام رغم كل هذه الاسباب التي من المفترض انها تعيق انتشاره. قلنا ان السر هو في قابلية المحل او ان جاز التعبير هو العميل السري المزروع داخل قلوب البشر منذ لحظة ولادة كل منهم انه عميل منحاز الى الاسلام كانه جهاز استقبال ظبط ليستقبل موجة هذا الدين الحنيف فقط لا غير وبقدر ما يبقى سليما من التحريف والعطب والتشويش والفساد الذي قد يطرأ عليه من تأثير البيئة التربوية بقدر ما يكون جذابه نحو هذا الدين وبقدر الرصيد المتبقي منه في كيان الانسان يكون انجذابه الى الاسلام. وبقدر نفاد هذا الرصيد يكون نفوره وتنفيره من الاسلام انه فطرة الله التي فطر الناس عليها. لا تبديل لخلق الله. ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون ان العودة الى الفطرة ميلاد جديد لهذا الانسان فاذا كان الكفر معناه التغطية لانه يغطي الخير الاصيل المتمثل في الفترة فلو رفع الغطاء وشهد الانسان شهادة التوحيد عاد الى فطرته الاصلية ان شهادة ان لا اله الا الله شهادة ميلاد روحي ونفسي ووجداني وفكري وسلوكي ومنهجي جديد وبنطقها لا تتبدل فقط خانة الديانة في بطاقة الهوية لكن يصاب به الانسان نفسه صياغة جديدة ويعاد ترتيب دولاب حياته من جديد وبشهادة ان لا اله الا الله تتبدل المشاعر من اقصى طرف البغض والعداوة الى اعلى درجات الحب والولاء وما اكثر الذين تحقق فيهم هذا التحول المدهش من لدن عصر الرعيل الاول حتى يومنا هذا لقد حدث هذا على مستوى الامم وعلى مستوى الافراد حدث على مستوى الامم حين اسلمت امم وشعوب بكاملها لله تعالى وما حديث امتي التتار عنا ببعيد؟ اذ هي امة غالبة قاهرة تخضعها ديانة الامة المغلوبة فتعتنق عقيدتها وترفع رايتها وتولد من جديد وحدث على مستوى الافراد بحيث صار من الاخبار المألوفة منذ قرون حتى اليوم ان شخصا يشار اليه بالبنان في محاربته للاسلام وصده عن سبيل الله بكل ما اوتي من قوة. يتحول بقدرة الله عز وجل وصف كفائه الى جندي مجاهد وداعية مجاهد يذب عن دين الله اناء الليل واطراف النهار وكأنه يكفر ما اقترف من تشويه للدين ومحاربة للتوحيد تقول ديبورا بوتر وهي فتاة امريكية من مدينة اه بولاية ميتشجن متخصصة في الصحافة وقد تزوجت الداعية الاسلامي الفلسطيني الاستاذ محمد الحانوتي آآ المتفرغ للدعوة الاسلامية في امريكا ثم خنقت الاسلام بعد الزواج في سنة الف تسعمية وثمانين اه تقول ان الناس في اوروبا وامريكا يقبلون على اعتناق الاسلام باعداد كبيرة. لكن دون اجبار من احد بل لانه متعطشون للراحة النفسية والاطمئنان الروحي الذي يقدمه لهم الاسلام حتى ان كثيرا من المستشرقين والمبشرين النصارى الذين بدأوا حملتهم مصممين على القضاء على الاسلام واظهار عيوبه المزعجة اصبحوا هم انفسهم مسلمين. وما ذلك الا لان الحق حجته دامغة لا سبيل الى انكارها ان قصص هداية من ارادوا قهر الاسلام فقهرهم الاسلام بنوره ومنحهم هدايته فولدوا به ولادة جديدة. تحوي كثيرا من الفصول المشرقة يقول الاستاذ عرفات العشي سبحان الله كم من خصم لدود للاسلام يناصبه العداء. ويتآمر ضده ويكيد له اعظم الكيد ثم يتحول بارادة ربانية سماوية الى داعية مخلص للاسلام ولا يقتصر ذلك على زماننا. فبدءا بعمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان الد اعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم. والذي كان يريد قتل هذا النبي ثم اسلم فاصبح الفاروق عمر الذي ملأ الدنيا عدلا وسعادة ومرورا بال ابي سفيان وزوجه هند اكلة الاكباد والتي دفعت ثمنا باهظا لقتل سيد الشهداء حمزة ابن عبد المطلب اسد الله واسد رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي كانت تقول للرسول صلى الله عليه وسلم بعد ان اسلمت. والله ما كان هناك بيت ابغض الينا من بيتك. وها نحن الان والله ما من بيت احب الينا من بيتك. وعلى مر العصور يحول الله من شاء من عباده. من محاولة هدم هذا الدين والاجهاز عليه الى التضحية بالروح والنفس والنفيس للذود عنه انتهى كلام الاستاذ عرفات العشري من امثلة هذه الولادة الجديدة التي يتبدل بسببها الافكار والوجدان والمشاعر قصة ذلك الرجل الهندوسي. شايف برا زاد الذي كان قد كلف بقيادة وتدريب اربعة الاف رجل لهدم المسجد البابري في الهند وقد حدث ذلك فعليا في واحد وعشرين من جمادى الاخرة سنة الف واربعمائة وثلاثة عشرة الموافق ستاشر من ديسمبر الف تسعمية اثنان وتسعون وهو الحادث الذي تزلزل له العالم الاسلامي كله لقد قام الشيخ بارازاد مع المجموعة الهائجة التي تسلقت مئذنة المسجد المهيبة وهدمتها واخذ يصيح رام رام. آآ رام هذا هو اسم الههم المزعوم الذي ادعوا ان المسجد قد بني في موضع ولادته يقول ان الاله ولد في نفس هذا المكان الذي بني فوقه المسجد فلابد من هدم هذا المسجد بعد مرور سبع سنوات على هذه الجريمة احس بانه قام بعمل فظيع واخذ يلتمس من الله غفران ثم انتقل الى الشارقة بحثا عن عمل وبالفعل التحق بعمل مناسب لكن القلق لم يفارقه وعانى من تأنيب الضمير وبقي منطويا على نفسه حزينا وذات مرة كان يمر بمسجد ينطلق منه صوت خطبة باللغة الهندية فشعر بانها شيء جديد متميز. فاصغى بسمعه اليها وظل يواظب على استماع تلك الخطب حتى انتهى الامر باعتناقه الاسلام واختفى من وجوه افراد اسرته وتلقى تهديدات من قبل الحزب الهندوسي وهو الان يطمح ان يصبح داعيا مؤهلا للدعوة الى الاسلام وقد جاء في اخر ترجمته في كتاب لماذا يسلمون للاستاذ محمد خير يوسف ما يشعر بانه قال ان اليد التي هدمت المسجد البابري هي نفسها التي ستعيد بناءه من جديد. آآ ننتقل الان الى اه بحث حول استثمار الفطرة في الخطاب الدعوي فنحن المسلمين اصدقاء الفطرة نعتمد على سلامتها ونرد المنحرفين اليها. وحينما نعرض الاسلام على الناس الى اخر الدهر فمن ابرز ما يعيننا على نشر عقائده وقواعده مواثيق الفطرة التي اخذها الله على الناس من ظهور بني ادم تسم موضوع استثمار هذه الفترة في الخطاب الدعوي اهمية خاصة بسبب ان تذكير الناس باصل فطرتهم كان من وظائف الانبياء عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام ومنهاج النبوة يقتضي تأسي الدعاة بهم بان يقبلوا على المدعوين بتفاؤل وامل ويوجهوا اليهم خطابهم الدعوي وهم وعلى ثقة ان قلب المدعو خلق مجهزا بالفطرية التي تستقبل موجة التوحيد وترحب بها وتحتضنها وتندمج معها وتذوب فيها لقد ركز القرآن الكريم في خطابه على الدليل الفطري المتميز بالسهولة واليسر ووضوح الدلالة والوصول الى الحقيقة من اقرب الطرق واقصرها بدون عنت ولا مشقة لانه يستقى من داخل النفس ويتناسق معها. ولانه دليل يقيني قليل المقدمات مبني على امور بديهية لا تشك فيها النفس وهي تقنع القلب والعقل معا دون اجحاف بواحد منهما ان من المآخذ على المنهج الكلامي في عرض قضايا العقيدة اهتمامه بجانب العقل فقط مع اهمال الابعاد الاخرى في النفس بشرية الروحية والوجدانية. ولقد اهملت كتب علم الكلام الفطرة مع كونها من اهم مداخل النفس لترسيخ العقيدة وذهب جمهور المتكلمين الى ان معرفة الله تعالى ليست فطرية ضرورية. وانما هي نظرية يكتسبها الانسان عن طريق النظر الى مخلوقاته الله تعالى وجعلوا لتلك المعرفة ادلة عقلية لا تحصل الا بها واوجبوها على الخلق وهذا المنهج الكلامي مخالف لاسلوب القرآن الكريم. ومصادم لمنهاج النبوة ومنحرف عن منهج السلف الصالح ان معرفة الله تعالى ليست نتيجة معادلات رياضية او فيزيائية. لكنها استجابة للنداء الداخلي في الانسان لانها جزء من كيانه وعلاقته بهذه المعرفة ليست علاقة عقلية. وانما هي وجدان داخلي ملتصق نفس وان منبع اليقين بالله تعالى هو هذه المشاهدة الوجدانية الداخلية التي هي قطعا اعلى من التصديق في العقلية فينبغي عند عرض حقائق الاسلام على المكلفين وبخاصة حقائقه العقدية ان نستثمر هذه الفترة المغروسة في كيان كل لواحد منهم اذ ان هذه الحقائق مطابقة لفطرة الانسان ومتجاوبة معها. ولا تتنافر او تتعارض مع اي من من ثوابتها. ومن الضروري ان تراعى هذه الفطرة عند صياغة المسائل العقدية او في اسلوب عرضها. بعيدا عن طرق الكلامية الصعبة والمعقدة التي لا تتناسب مع عقول العامة وكثير من الخاصة. لقد تميز الخطاب وبما ان ادواتي تلقي هذه التفصيلات موجودة وهي السمع والبصر والفؤاد فان الايات تقوم بعرض هذه التفصيلات مع التذكير المستمر بانها فروع لهذا الاصل المركوز في الفطرة فتجد الفطرة نفسها منقادة لما ذكرها به القرآن الكريم اكثر مما هي منقادة لضده بانه فطري وعني القرآن الكريم عناية عظيمة بمخاطبة الفطرة. وسوق الادلة والبراهين المعتمدة عليها في تأسيس الاعتقاد وتهيئة نفس الانسان لغرس الايمان واليقين ولم يعول على المسالك التي اتخذتها الفلسفة وعلم الكلام بكل ما فيها من تعرجات واضطرابات وتعقيدات مدخلا لهداية النفوس البشرية. لان الله سبحانه وتعالى يعلم ان هذا الاسلوب الكلامي لا يصل الى القلوب. ولا يتجاوز من الذهن الباردة التي لا تدفع الى الحركة ولا تؤدي الى بناء حياة وانما اتجه مباشرة الى الفطرة بما فيها من مقدمات صادقة بديهية فعرض علي حقائق الوجود وقضايا الاعتقاد واصول الايمان من خلال ادلة معتمدة على تلك المقدمات البديهية ان المنهج القرآني في التعريف بحقيقة الالوهية يجعل الكون والحياة معرضا رائعا تتجلى فيه هذه الحقيقة تتجلى فيه باثارها الفاعلة وتملأ بوجودها وحضورها جوانب الكينونة الانسانية المدركة. ان هذا المنهج لا يجعل وجود الله سبحانه وتعالى قضية يجادل عنها. فالوجود الالهي يطعم القلب البشري من خلال الرؤية القرآنية والمشاهدة الواقعية على السواء. بحيث لا يبقى هنالك مجال للجدل حوله وانما يتجه المنهج القرآني مباشرة الى الحديث عن اثار هذا الوجود في الكون كله والى الحديث عن مقتضياته كذلك في الضمير البشري والحياة البشرية. والمنهج القرآني في اتباعه لهذه الخطة انما يعتمد على حقيقة اساسيات في التكوين البشري فالله هو الذي خلق وهو اعلم بمن خلق. ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه والفطرة البشرية بها حاجة ذاتية الى التدين والى الاعتقاد باله. بل انها حين تصح وتستقيم تجد في اعماقها اتجاها الى اله واحد واحساسا قويا بوجود هذا الاله الواحد ووظيفة العقيدة الصحيحة ليست هي انشاء هذا الشعور بالحاجة الى اله والتوجه اليه. فهذا مركوز في الفترة ولكن ان وظيفتها هي تصحيح تصور الانسان لالهه وتعريفه بالاله الحق الذي لا اله غيره. تعريفه بحقيقته لا تعريفه بوجوده واثباته. ثم تعريفه بمقتضيات الالوهية في حياته. وهي الربوبية والقوامة الحاكمية والشك في حقيقة الوجود الالهي او انكاره هو بذاته دليل قاطع على اختلال بين في كينونة البشرية وعلى تعطل اجهزة الاستقبال والاستجابة الفطرية فيها. وهذا التعطل لا يعالج اذا بالجدل. وليس هذا هو طريق العلاج ان هذا الكون كون مؤمن مسلم يعرف بارئه ويخضع له ويسبح بحمده كل شيء فيه وكل حي. عدا بعض الاناسي والانسان يعيش في هذا الكون الذي تتجاوب جنباته باصداء الايمان والاسلام واصداء التسبيح والسجود وذرات كيانه ذاته وخلاياه تشارك في هذه الاصداء وتخضع في حركتها الطبيعية الفطرية للنواميس التي قدرها الله فالكائن الذي لا تستشعر فطرته هذه الاصداء كلها ولا تحس ايقاع النواميس الالهية فيها هي ذاتها ولا تلتقط اجهزته الفطرية تلك الموجات الكونية كائن معطلة فيه اجهزة الاستقبال والاستجابة قطرية ومن ثم لا يكون هنالك سبيل الى قلبه وعقله بالجدل انما يكون السبيل الى علاجه هو محاولة تنبيه اجهزة الاستقبال والاستجابة فيه واستجاشة كوامن الفطرة في كيانه لعل تتحرك وتأخذ في العمل من جديد ان القرآن الكريم يرشد الفطرة التي لم تتغير حتى تنشأ سليمة كما خلقت ويصلح الفطرة التي تغيرت بتذكيرها وتنبيهها لمواطن انحرافها وتغيرها الفطرة السليمة تحتاج الى من يؤمن لها طريق السير الصحيح والفطرة المتغيرة تحتاج قبل هذا الى من يردها الى الطريق الصحيح. ثم يؤمن سيرها فيه. وهذا الذي تقوم به ايات القرآن الكريم وقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم تغيير الفطرة بعد خروجها مع المولود سليمة بتغيير البهيمة بعد ولادتها سليمة. ليكون هذا التشبيه مثال يقربه الى الذهن ما تحتاجه الفطرة السليمة وما تحتاجه الفطرة المتغيرة فالقرآن الكريم يحرص الا تتغير الفطرة. وتبقى على سلامتها. في الوقت الذي يدعو الفطرة التي انحرفت ان تعود الى طريق السلامة في هذا السبيل نجد اياته تذكر الفطرة باصل ما فيها قبل ان تتغير. فاول ما تذكر به الايات هذه الفطرة. معرفة الله وتوحيده. وهذا معروف للفطرة معرفة عامة وهذه المعرفة العامة تجعل الفطرة مهيئة لقبول التفصيلات ويمكن تشبيه هذا الذي يتم في الفطرة عندما يذكرها القرآن بتفصيلات ما هو موجود بالاصل فيها بالطفل الذي يولد مهديا للارتضاع ومزودا بالة الرضاعة فاذا كان الثدي وقرب اليه ولم يحصل مانع حصل الارتضاع قطعا القرآن الكريم يذكي ما في الفطرة لكنه يدعوها الى شيء لم يكن موجودا فيها. ولهذا وصف الله سبحانه كتابه بقوله كتاب انزلناه اليك كمبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب. وقال عز وجل ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم الذي اوحي اليه هذا القرآن فذكر انما انت مذكر. يعني ذكر بالفطرة. ذكر بالميثاق القديم ومن تأمل ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من عقائد وشرائع لم يجد الا تصديقا بحق وتكذيبا بباطل وامرا بمعروف ونهيا عن منكر وتحليل طيب وتحريم خبيث. وامرا بعدل ونهيا عن ظلم واصول هذه الامور موجودة في فطرة كل انسان. لكن تفصيلاتها هي التي تحتاج الى الوحي والرسالة. والانحراف عنها بالتنصر والتهود والتمجد متوقف على الموانع الخارجية هذه هي الخاصية الاولى للمنهج القرآني وهي خاصية واضحة في ايات الانفس فان هذه الايات انما جاءت في في القرآن تذكر. ولهذا نجد الامر بعد كل مجموعة من هذه الايات يتوجه والى النبي صلى الله عليه وسلم ان يذكر بهذه الايات. سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى. انظر الايات والذي قدر فهدى. والذي اخرج المرعى فجعله غثاء احوى. سنقرئك فلا تنسى ما شاء الله انه يعلم الجهر وما يخفى ونيسرك اليسر فذكر ان نفعت الذكرى ويقول تعالى افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الارض كيف سطحت فذكر انما انت مذكر قوله تعالى والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون والارض فرشناها فنعم الماهدون ومن كل شيء خلقنا زوجين علكم تذكرون هذا التذكير القرآني تقف منه الفطرة السليمة موقف المتيقظ المستجيب للذكرى وتقف منه الفطرة المتغيرة موقف الغافل الله. لكن اسلوب القرآن الذي يكثر فيه الاستفهام قبل الاجابة تهز الفطرة اللاهية فتصغي وعندئذ تشترك مع الفطرة السليمة في سماع الجواب. ان الكلمة الدينية ليست ابدا كسائري الكلام. انها باختصار شديد عصا موسى فما دام الانسان له قابلية للتدين فانه حينئذ يحمل وجدانا ذاتيا وبذورا قوية متأهبة تحتاج الى مجرد السقي لتنشق الارض بقوة كي تعمر المكان خضرة وجمالا ان مشهد موسى في القرآن لهو من الروعة بمكان ذلك انه اذ رأى حبال السحرة وعصيهم كأنها ثعابين وافاع تسعى بين يديه اوجس في نفسه خيفة ان تنهزم حجته ويكون من المغلوبين لكن الله حينئذ امره بالا يأبه لذلك ولا يهتم وانما عليه ان يلقي عصاه وان العصا ستفعل فعلها باذن الله لا بعبقرية موسى عليه السلام. قال الله عز وجل قال بل القوا فاذا حباله معصيهم يخيل اليه من سحرهم انها تسعى فاوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف انك انت الاعلى والق ما في يمينك تلقف ما صنعوا انما صنعوا كيد ساحر. ولا يفلح الساحر حيث اتى فقال سبحانه وتعالى في سورة اخرى واوحينا الى موسى ان القي عصاك. فاذا هي تلقف ما يأفكون. فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صغيرين. وانما عصى موسى في هذه الرسالة المحمدية هي القرآن الكريم. معجزة نبي الاسلام محمد ابن عبدالله صلى الله عليه واله وسلم فالكلمة القرآنية موظفة في اي سياق دعوي او اي نمط اصلاحي لها ما لعصى موسى من الاثر الغيبي والتأثير الوجداني وانما على الداعية ان يلقي طه ليس الا لقد دخل التدافع الحضاري بين الامة المسلمة وبين خصومها مرحلة مختلفة عن ذي قبل حيث صار الرهان الغربي اليوم قائما على تدمير الفطرة الانسانية في الامة بما يجعلها قابلة للابتلاع العولمي الجديد في دينها واخلاقها وقيمها وسياستها واقتصادها وعمرانها وسائر نمط عيشها على الاجمال. الامر الذي لم يمر مثله في التاريخ بهذا العمق وهذا الشمول الخطر الجديد يستهدف الوجود الشخصاني للامة باكمله. ويحاول اجتثاثه من اصله بوسائل اكثر تدميرا. وربما كان الاسلوب العسكري اقل منها واهون تأثيرا ومن هنا فان التدين الفطري في المجتمع هو العمق الاستراتيجي للدعوة الاسلامية واخطر ما يهدد هذا التدين هو خوارم الفطرة ومفسداتها. من فساد البيئة التربوية والاجتماعية وفساد الغزو الثقافي والاعلامي والفني وفساد الكيد السياسي. كل ذلك يحاصر التدين ويحاول ان يجبره على التراجع وتأتي سنة المدافعة تلك السنة الاجتماعية عبر ايقاظ الفطرة وتدعيمها. مع استصحاب الدعوة الى التدين الاختياري المكتسب كما قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. وبهذا تصطبغ الخريطة المجتمعية بلون الحنيفية الصافي صبغة الله ومن احسن من الله صبغة ونحن له عابدون. وهذا اخر ما تيسر اه فيما يتعلق بقضية فطرية دين وبيان معنى ان كل الناس يولدون مسلمين والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وصلى الله وسلم وبارك على نبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حري بالمسلم الا يهدأ له بال ولا يكتحل بنوم ولا يهنأ بطعام ولا شراب حتى يتيقن انه من هذه الفرقة الناجية