احسن الله اليك. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد. قال الامام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير سورة الرعد قال الله تعالى وهو الذي مد الارض وجعل فيها رواسي وانهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون وفي الارض قطع متجاورات جنات من اعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الاكل ان في ذلك لايات لقوم يعقلون لما ذكر تعالى العالم العلوي شرع في ذكر قدرته وحكمته واحكامه للعالم السفلي فقال وهو الذي مد الارض اي جعلها متسعة ممتدة في الطول والعرض وارساها بجبال راسيات شامخات واجرى فيها الانهار والجداول والعيون ليسقي ما جعل فيها من الثمرات المختلفة الالوان والاشكال والطعوم والروائح من كل زوجين اثنين اي من كل شكل صنفان يغشي الليل النهار اي جعل كلا منهما يطلب الاخر طلبا حثيثا فاذا ذهب هذا غشيه هذا واذا انقضى هذا جاء الاخر فيتصرف ايضا في الزمان كما يتصرف في المكان والسكان ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون اي في الاء الله وحكمه ودلائله وقوله وفي الارض قطع متجاورات اي اراض يجاور بعضها بعضا مع ان هذه طيبة تنبت ما ينفع الناس. وهذه سبخة مالحة لا تنبت شيئا هكذا روي عن ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وسعيد بن جبير والضحاك وغير واحد ويدخل في هذه الاية اختلاف الوان بقاع الارض فهذه تربة حمراء وهذه بيضاء وهذه صفراء وهذه سوداء وهذه محجرة وهذه سهلة وهذه مرملة وهذه سميكة وهذه رقيقة والكل متجاورات فهذه بصفتها وهذه بصفتها الاخرى فهذا كله مما يدل على الفاعل المختار لا اله الا هو ولا رب سواه وقوله وجنات من اعناب وزرع ونخيل. يحتمل ان تكون عاطفة على جنات فيكون وزرع ونخيل مرفوعين ويحتمل ان يكون معطوفا على اعناب فيكون مجرورا ولهذا قرأ بكل منهما طائفة من الائمة وقوله صنوان وغير صنوان الصنوان هي الاصول المجتمعة في منبت واحد كالرمان والتين وبعض النخيل ونحو ذلك وغير الصنوان ما كان على اصل واحد كسائر الاشجار ومنه سمي عم الرجل صنو ابيه كما جاء في الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر اما شعرت ان عم الرجل صنوا ابيه وقوله يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الاكل عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. اللهم صلي فضلوا بعضها على بعض في الاكل. قال الدقل والفارسي والحلو والحامض رواه الترمذي وقال حسن غريب اي هذا الاختلاف في اجناس الثمرات والزروع في اشكالها والوانها وطعومها وروائحها واوراقها وازهارها. فهذا في غاية الحلاوة وهذا في غاية الحموضة. وذا في غاية المرارة وذا عفص وذا عذب وهذا جمع هذا وهذا. ثم يستحيل الى طعم اخر باذن الله تعالى وهذا اصفر وهذا احمر وهذا ابيض وهذا اسود وهذا ازرق وكذلك الزهورات مع انها كلها تستمد من طبيعة واحدة وهو الماء مع الاختلاف الكثير الذي لا ينحصر ولا ينضبط ففي ذلك آيات لمن كان واعيا. سبحان وهذا من اعظم الدلالات على الفاعل المختار الذي بقدرته الذي بقدرته فاوت بين الاشياء وخلقها على ما يريد. ولهذا قال تعالى ان في ذلك لايات لقوم يعقلون الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد وفي هذه الايات الكريمات في مطلع سورة الرعد بين الله سبحانه وتعالى قدرته واحكامه خلقه في العالم العلوي والعالم السفلي قال في العالم العلوي الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس كل والشمس وسخر الشمس والقمر كله يجري الى اجل مسمى وقال في العالم السفلي وهو الذي مد الارظ وجعل فيها رواسيا وانهارا هذا من قدرته سبحانه وتعالى والدلائل الوحدانية وانه مستحق العبادة وحده مد الارض جعلها مبسوطة مهيأة يستقر الناس عليها يزرعون ويبنون ويحفرون ويمشون ويسافرون وجعل فيها رواسي جعل لها فجعل جبال ترسيها وتثبتها ليلة الطرب وجعل فيها انهار انهارا وبحارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين ومن الثمرات الثمار من كل زوجين اثنين كما ان كما ان المخلوقات من الادميين والحيوانات من كل زوج زوجين اثنين ليستمر هذا النوع ولا ينقطع يغشي الليل النهار يغشى الليل النهار هذا يغشى هذا ويغشى هذا يتعاقبان الليل يعقبه النهار والنهار يعقب النهار الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل يسابق النهار. وكل في ذلك يسبحون يجري فجري الليل يجري والنهار يجري هذا يتبع هذا وهذا يتبع هذا. هذا يطلبه حديثا وهذا يطلبه حديثا. هذا من الايات العظيمة قل ارأيتم جعل الله عليكم الاذى سردا الى يوم القيامة. من اله غير الله يأتيكم بضياء افلا تسمعون. قل ارأيتم اني جعل الله عليكم النهار سربنا الى سرمدا الى يوم القيامة هو والله يأتيكم بليل تسكنون فيه افلا تبصرون؟ ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه. ولتبتغوا من فضله ولعلك تسكن. فهذا من رحمة الله تعالى بعباده لو كان الوقت كله نهار او الوقت كله ليل لاختلت احوال الناس هذا للسكن يرجع الناس الى منازلهم ويبيتون ويستريحون ثم يأتي النهار ويستيقظ الناس يستعيذون نشاطهم وحياتهم في اليوم الجديد والنوم موتة صغرى ثم اليقظة لانه كأنه بعث وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه كل هذه من دلائل قدرة الله ووحدانيته واستحقاقه للعبادة. الانهار الاشجار والثمار انواع مختلفة اطعامه مختلفة مع انها كلها تستقيم من الماء ولهذا قسمه وفي الارض قطع متجاورات وجنات من اعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صيام يسقى يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الاكل ان في ذلك لايات لقوم يعقلون الارض قطع متجاورات هذي تجاوره هذي هذي ارض سهلة وهذي ارض صعبة هذي ارض سبخة وهذي ارض آآ طيبة تنبت وهذي حجارة وهذه رملة وهذه بين ذلك وهي متجاورات وكذلك الجنات من العناب والنخيل والزرع صنوان ولا صومال وحده بعضها اصولها واجتمعه من بتوى احد وبعضها متفرقة كله لها اصل صنوان وغير صنوان فالصنوان هي الاشجار المجتمعة التي اصلها واحد وغير الصومال التي هي مختلفة كل كل واحد كل شجرة لها اصل ولهذا في الحديث ان ابعدت عن ان عمر رجس وابيه. لان العم والاب منبتهما واحد والاب ابوهم ابوهم واحد وفي الارض يقطع متجاورات وجنات من الاعراب وزرع ونخيل صومان وغير صومال يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الاكل الماء واحد لكن تختلف في الطعون هذا حلو هذا حامض هذا بين ذلك هذا لذيذ الطعم قال فيه حموضة هذا فيه ملوحة هذا مفيد وهذا غير مفيد والماء واحد والطعون مختلفة والالوان مختلفة ولهذا قصمان ان في ذلك لايات هذه دلائل على قدرة الله ووحدانيته ويستحقه لعباده لكن ليس لكل احد بل لها العقول الذين عندهم عقول ترشدهم عقولهم الى التأمل والتدبر والتفكر والاستدلال ان في ذلك لايات لقوم يعقلون في هذه الايات الكريمات قدرة الله العظيمة بخلق هذا العالم العلوي والسفلي واثبات ان الله تعالى هو الخالق صفة الخلق وصفة القدرة التدبير الله تعالى هو الخالق القادر المدبر وهذه المخلوقات العظيمة السماوات والاراضين والافلاك هذي كلها لا تساوي شي بالنسبة لعظمة الله. هي تدل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى عظمة المخلوقات تدل على عظمة الخالق هذه السماوات وهذه الاراضين من يستطيع يصل الى اطرافها من يحصيها ما يستطيع احد من البشر وهي مخلوقة لله في يوم القيامة يجعل الله السماوات على اصبعه والاراضين على اصبع والباء والثراء الاصفر والشجر على اصبع وسائر الخوف على الاصوات ثم هزنا بيده فيقول انا الملك اين ملوك الارض؟ سبحانه وتعالى وقال تعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه السماوات تطوى بيمينه الصلاة العظيمة مسافتها وسبكها تطوى ساطير بيمينه والارض قبضته يوم القيامة وفي الحديث ما السماوات السبع والارض هنا السوت في كف الرحمن الا كخردلة في يد احدكم. خردل الحبة الصغيرة السماوات السبع والارضين السبع في كف الرحمن كخردلة في سورة الكهف للرحمن خردل حبة صغيرة ومعلومة كان بيده خردلة مسيطر عليها ان شاء قبضها وان شاء القاها وان شاء تصرف فيها لا تساوي شيء حبة خردلة بيدك ماذا؟ ماذا تسوي؟ لا تسوي شيء صلى فيها هذي السماوات السبع والارضين السبع كخردلة بيد الرحمن نسوتها كخردلة في يد الرحمن سبحانه وتعالى نعم اليك وصفة الله عز وجل بالفاعل المختار نعم ان ربك فعال لما يريد فعال لما يريد كاختيار وربك يخلق ما يشاء ويختار هذا في الرد على اهل البدع الذين ينكرون ان يكون الله فاعل وان يكون مختار لا يفعل الاخطار لهذا الصلة الفعلية ينكرون الصفات الفعلية يقول لا تدل على حلول المخلوقات في ذاته هذا من يبطل الباطل عند ربك والرب فعال ان ربك فعال الفعل والاختيار كمال والله تعالى له الكمال المطلق اذا كان العبد المخلوق الذي يفعل ويختار الكمال فالخالق اولى به كل ما ثبت للمخلوق من الكمال ولا نقص في وجه من الوجوه فالخالق اولى به. نعم نعم كرسيه اعظم من السماوات والارض قيام الصلاة السبع والكرسي الا كحلقة في فلاة من الارظ والكرسي بالنسبة الى العرش كحلقة بالارض والكرسي موضع القدمين كما ثبت في ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما نعم احسن الله اليك شر في الاصل المحقق الى ضعف الحديث. اي حديث؟ حديث آآ ونفظل بعظها على بعظ في الاكل عن النبي وسلم قال الدقل والفارسي والحلو والحامض رواه الترمذي وقال حسن غريب. هذا حديث اشار اليه؟ نعم اشار اليه. رواه الترمذي. المؤلف؟ وش قال فيه قال ضعيف لا كلام قال وقوله تسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الاكل قال الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ونفضل بعضها على بعض في الاكل قال الدقل والفارسي والحلو والحامض رواه الترمذي وقال حسن غريب وفي المختصر هكذا جاء ثابت. كذا ذكر في المختصر كذلك. ضعيف يقول يقول المحقق ضعيف على كل حال ايات كافية واظحة في في الدلالة على ان انه اختلفت الطعون والالوان. نعم. احسن الله اليك قال الله تعالى وان تعجب فعجب من قولهم اي اذا كنا ترابا ائنا لفي خلق جديد اولئك الذين كفروا بربهم واولئك الاغلال في اعناقهم واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم وان تعجب من تكذيب هؤلاء المشركين بالميعاد مع ما يشاهدونهم من ايات الله سبحانه ودلائله في خلقه على انه القادر على ما يشاء ومع ما يعترفون به من انه ابتدى خلق الاشياء فكونها بعد ان لم تكن شيئا مذكورا ثم هم بعد هذا يكذبون خبره في انه سيعيد العالم خلقا جديدا وقد اعترفوا وشاهدوا ما هو اعجب مما كذبوا به فالعجب من قولهم ائذا كنا ترابا ائنا لفي خلق جديد وقد علم كل عالم وعاقل ان خلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس وان من بدأ الخلق فالإعادة عليه اسهل كما قال تعالى اولم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض ولم يعي بخلقهن بقادر على ان يحيي الموتى بلى انه على كل شيء قدير ثم نعت المكذبين بهذا فقال اولئك الذين كفروا بربهم واولئك الاغلال في اعناقهم. اي يسحبون بها في النار واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون اي ماكثون فيها ابدا لا يحولون عنها ولا يزولون وفي هذه الاية الكريمة وجوب الايمان ببعث وان الايمان بالبعث اصوم من اصول الايمان وان من كذب ببعث فهو كافر وهو مخلد في النار ولهذا قال تعالى وان تعجب فعجب من قوله. ان تعجب من تكذيبهم بالبعث فعجب من قولهم اي اذا كنا ترابا اينا لفي خلق جديد يعني كيف كيف يكذبون وينكرون البعث مع ان الله سبحانه وتعالى خلقهم ويؤمنون بان الله خلقهم اول مرة وابتدأ خلقهم الذي يبدأ الخلق اول مرة لا يعجز عن اعادتهم مرة اخرى والكل هين على الله. قال تعالى وهو الذي يبدأ الخلق ثم اعيده وهو اهون عليه يليق وهو هين عليه وليس المراد هنا اهون افعل تفضيل يعني والكل هين عليه قالت من اول امير ان الله الذي خلق السماوات والارض ولم يعلم بخلقه انه بقادر على ان يخلق مثلهم الذي خلق السماوات والارض ما عظمهما وكبر اجسامهما واتساعهما وارتفاعهما قادر على ان يعيد الارواح الى اجسادها وان يبعث الاجساد مرة اخرى ثم اعيد اليها الارواح كما بين تعالى في اخر سورة ياسين في الرد على منكر البعث او لم يرى الانسان وان خلق له من نطف فاذا هو خصيم مبين. وضرب لنا مثله ونسي خلقه. قال من يحيي العظام وهي رميم؟ قل يحيي الذي اشاء اول مرة رد عليه قال وضرب له مثله ونسي خلقه قال من يحو العظام وهي رميم قل يحيي الذي اشاء اول مرة فالشبهة الله من يحيي العظام وهي ربيب رد الله عليه مرة بقوله ونسي خلقه وقل ليحييها الذي ضربوا لنا مثلا ونسي خلقه رد سابق ورد لاحق فالرد السابق وهو نسي خلقه ولا يرد اللاحق قل يحيى الذي شاء والشبهة بينهما من يحيي العظام وهي رميم وضرب نسي خلقه نسيت خلقك من الذي خلقك الذي ابتدأ خلقه قادر على الاعادة مرة اخرى مثلا ونسي خلقه ما هو المثل من يحيي العظام قل يحيى الذي يشاء ثم رد عليه الذي جعل لكم من الشر الاخضر نارا. قالوا كيف شبهتهم كيف تعاد الحياة الى الاجساد والحياة حارة رطبة والعظام باردة يابسة كيف تعاد الارواح فقال يحيى الذي عشاه اول مرة. الذي جعلكم من الشجر الاخضر نارا الذي جعلنا الشجر الاخضر الاخضر البارد ماء والرطب نارا يابسة. فالذي خلق الشيء من ضده قادر على ان يريد الارواح وهي رطبة الى والله تعالى حليم لا يعجله بالعقوبة قال الله تعالى وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم وما كان الله معذبهم وهم الا هداهم الله لو وفقوا لقالوا اللهم ان كان لهم حق من عبدك فاهدنا له ووفقنا له الاجساد وهي حارة وهي حارة اليابسة اوليس الذي خلق السماوات ثم استبدال اخر قال الذي خلق السماوات والارض وعظمهما قادر على ان يعيدا الارواح الحياة مرة اخرى اولا الله الذي خلق السماء القادر على بلى انما امره اذا اراد شيئا رابع الله سبحانه وتعالى لا لا تستعصي عليه اشياء ولا يفعل بالآلات كائنة انما امره اذا اراد شيئا يقول له كن فيكون ثم رد الخمسة قال فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء والذي بيده ملكوت كل شيء قادر على ان يعيدكم خلقا اخر ولهذا في هذه الاية قال تعالى وان تعجب فعجب قولهم فاذا كنا تراب وانا في خلق جديد والذي خلقهم اول مرة قادر على ان يعيدهم مرة اخرى ثم حكم عليهم بالكفر قال اولئك الذين كفروا بربهم في الاية دليل على ان من من كذب بلعث وانكر فهو كافر بنص الاية واولئك الاغلال في اعناقهم الاغلال في اعناقهم يجرون الائمة ويسحبون فيها الى النار والسلاسل يسحبون في الحبيب ثم في النار يشترون وهم اولئك اصحابنا هم اهل النار في دليل على تخليد الكفار في النار. وان منكر البعث فهو مخلد فيها اصحابها يعني اهلها الذين يلازمونها ولا يرحلون عنها ولا نسأل الله السلامة والعافية. وخلدون ماكثون فيها ابد الابد كما دلت النصوص الاخرى قوله تعالى يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم قال سبحانه كذلك يريهم الله اعمالهم حسرة عليهم وما هم بخرج من النار. قال كلما خبزت لهم سعيرا نسأل الله السلامة والعافية. لا بثين في احقابا نعم تهلاي لي قال الله تعالى ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وان ربك لشديد العقاب يقول تعالى ويستعجلونك اي هؤلاء المكذبون بالسيئة قبل الحسنة اي بالعقوبة كما اخبر عنهم في قوله وقالوا يا ايها الذي نزل عليه الذكر انك لمجنون لو ما تأتينا بالملائكة ان كنت من الصادقين ما ننزل الملائكة الا بالحق وما كانوا اذا منظرين وقال تعالى ويستعجلونك بالعذاب الايتين وقال تعالى سأل سائل بعذاب واقع وقال يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين امنوا مشفقون منها ويعلمون انها الحق وقالوا ربنا عجل لنا قطنا الاية اي عقابنا وحسابنا كما قال مخبرا عنهم واذ قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك الاية. فكانوا من شدة تكذيبهم وعنادهم وكفرهم يطلبون من الرسول صلى الله عليه وسلم ان يأتيهم بعذاب الله قال الله تعالى وقد خلت من قبلهم المثلات. اي قد اوقعن نقمتنا بالامم الخالية قد اوقعنا نقمنا بالامم الخالية. وجعلناهم عبرة وعظة لمن اتعظ بهم ثم اخبر تعالى انه لولا حلمه وعفوه لعاجلهم بالعقوبة كما قال ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة وقال تعالى في هذه الاية الكريمة وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم اي انه تعالى ذو عفوا وصفح وستر للناس. مع انهم يظلمون ويخطئون بالليل والنهار ثم قرن هذا الحكم بانه شديد العقاب ليعتدل الرجاء والخوف. كما قال تعالى فان كذبوك فقل ربكم ذو واسعة ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين. وقال ان ربك لسريع العقاب وانه لغفور رحيم وقال نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم. الى امثال ذلك من الايات التي تجمع الرجاء والخوف. في هذه الاية الكريمة بيان حال المشركين واستعجالهم العقوبة والعذاب وبين جهلهم وفرط تكذيبهم فمن شدة تكذيبهم انهم يطلبون تأجيل العذاب من شدة التهكير يعني هم يكذبون يقول ليس هناك لو كان ان كان هناك عذاب يا محمد العذاب استعجلوا قال تعالى ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة. العقوبة وقد خلت من قبلهم المثلات قد سمعوا حلول العقوبات والنكبات والعذاب بالامم المهلكة سمعوا ما ما حل بقوم نوح من الغرق وما حل بقوم هاد بقوم هود من الريح وما حل بقوم صالح من الصيحة وما حل قوم شعيب من النار تلظأ وغيرها ولهذا قال وقد خرجت من قبلهم المثلات يستعجلك بالسيئة وكما قالوا للنبي واذ قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء او اسنا بعذاب اليم انظر الى ظلمه ظلم الانسان لنفسه قال قال احد كفار قريش قاله قال يا محمد قال اللهم ان كان هذا هو الحق الذي اتى بمحمد وامطر علينا حجارة من السماء اوتنا بعذاب اليم لكن شدة تكذيب هكذا قال القاء يقول للنبي ان كان هذا هو الحق من عندي يا الله ان كان هذا هو الحق الايجابي محمد فامطر علينا حجارة من السماء او ائتنا بعذاب اليم. هنا قال ويستعينك بالسيئة العقوبة قبل الحسنة وان ربك لذو مغفرة للناس والله تعالى يغفر لهم عن شدة ظلمهم ولا اعاجهم العقوبة هذا من حلمه ساعة حلمه ومغفرته وان ربك لشديد العقاب فهو شديد العقاب وهو ايضا غفور رحيم ليجمع المؤمن بين الرجاء والخوف بانه ينبغي للمسلم ان يسير الله بين الرجاء والخوف نب عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم ان ربك لسيع العقاب وانه لغفور رحيم نعم