المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله التاسع عشر الحديث الثالث عن عائشة رضي الله عنها انها قالت دخل عبد الرحمن بن ابي بكر على النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وانا مسندته الى صدري ومع عبدالرحمن سواك رطب يستن به فابده رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بصره فاخذت السواك فقضمته فطيبته ثم دفعته الى رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فاستن به فما رأيت رسول الله استنى استنانا احسن منه فما عدا ان فرغ رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم رفع يده او اصبعه وقال في الرفيق الاعلى ثلاثا ثم قضى وكانت تقول ما تبين حاقنتي وذاقنتي وفي لفظ فرأيته ينظر اليه فعرفت انه يحب السواك فقلت اخذه لك فاشار برأسه النعم هذا لفظ البخاري ولمسلم نحوه رواه البخاري قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله في حديث عائشة رضي الله عنها دخل عبد الرحمن الى اخره فيه على انه ينبغي التلطف بالمريض وفعل الارفق به من تسنيد ونحوه قوله فابده الى اخره يعني امده فيه على انه صلى الله عليه وعلى اله وسلم يحب السواك محبة عظيمة حيث انه لم يذهل عنه في هذه الحالة وفيه حسن ادب عائشة ومعرفتها حيث عرفت ذلك فاخذته له وفي الرواية الاخرى فقلت اخذه لك الى اخره وايضا فمن كمال معرفتها انها لم تدفعه له حين اخذته بل قضمته وطيبته ليكون الين له لانه في حالة ضعف واختلف في قولها فطيبته فقيل جعلت فيه طيبا ولكن الظاهر القول الاخر وهو انه بمعنى حسنته وجعلته لينا طيبا لانها في حال استناد الرسول اليها ولم تقم ولان الطيب اذا جعل في السواك اضر باللثة وقيل انه يحرك عرق الجذام وقولها فاستن الى اخره فيه كمال قوته صلى الله عليه وعلى اله وسلم وجلده على العبادة لانه يقوي نفسه على العبادة وقوله في الرفيق الاعلى ثلاثا وفي رواية فعرفت انه خير والمراد بالرفيق الاعلى الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين فهو سيد العالمين وافضل المصطفين وقولها مات بين حاقنتي وذاقنتي فيه كمال محبته صلى الله عليه وعلى اله وسلم لعائشة ومحبتها له حيث انه توفي في اقرب الحالات اليها