بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين. بسم الله الرحمن قال ابو بكر محمد بن الحسين بن عبدالله الاجري رحمه الله احق ما استفتح به الكلام الحمد لمولانا الكريم. وافضل الحمد ما حمد به الكريم نفسه. فنحن نحمده به انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بئسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمن الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا حسنا ماكثين فيه ابدا. والحمد لله الذي لهما في السماوات وما في الارض وله الحمد في الاخرة وهو الحكيم الخبير. يعلم ما يلج في الارض احمد على تواتر احسانه وقديم نعمه. حمد من يعلم ان مولاه الكريم علمه ما لم يكن يعلم كان فضله عليه عظيما. واسأله المزيد من فضله والشكر على ما تفضل به من نعمه. انه ذو فضل عظيم وصلى الله على محمد عبده ورسوله ونبيه وامينه على وحيه وعباده صلاة تكون له رضا ولنا بها مغفرة وعلى اله اجمعين وسلم كثيرا طيبا. اما بعد فاني قائل اثق لتوفيق الصواب من القول والعمل. انزل الله عز وجل القرآن على نبيه صلى الله عليه وسلم واعلمه فضل ما انزل عليه واعلم خلقه في كتابه وعلى لسان رسول ان القرآن عصمة لمن اعتصم به. وهدى لمن اهتدى به. وغنى نعم بسم الله هذا الكلام الذي ذكره رحمه الله تعالى بين فيه ان هذا القرآن نعمة عظمى من الله عز وجل وما احسن استفتاحه رحمه الله بهذه الاية بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا فهذه الاية يا اخوان تدل على ان هذا القرآن نعمة ما وجه الدلالة من هذه الاية؟ من يجيب يا اخوان نعم حيث حمد نفسه ربنا عز وجل على انزال هذا القرآن وتعالى يحمد نفسه على النعم نعمه التي يسديها على عباده ويحمد نفسه ما اتصف به من صفات الكمال والجمال والجلال سبحانه وبحمده وكونه يحمد نفسه على ان انزل على عبده القرآن يدل على ان هذا القرآن نعمة ولا ريب ان القرآن يا اخوان من اعظم نعم الله سبحانه وتعالى عليه ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لا حسد الا في اثنتين رجل اعطاه الله القرآن وهو يتلوه اناء الليل واطراف النهار رجل اعطاه الله مالا فهو ينفقه في رواية اعطاه الله الحكمة فهو يقضي بها بين الناس المقصود قوله لا حسد الا في اثنتين رجل اعطاه الله القرآن والحسد هنا يا اخوان ما معناه هذا الحسد المحمود او الغبطة ان الناس في الدنيا يتغابطون في اشياء كثيرة يغبط بعضهم بعضهم في المال ويغبط بعضهم بعضا فيما يحييه يا اخوان من حطام الدنيا هذا تغابط الناس وانما الامور التي ينبغي ان يتغابط الناس فيها هي ما ينبغي ان يتنافسوا فيه ومنه كتاب الله عز وجل فاذا رأيت انسانا فتح عليه القرآن واعطي القرآن ورأيته يتلوه اناء الليل واناء النهار فقل يا ليتني مثله بل يا ليتني خيرا منه. هذي الربطة يا اخوان وهذا الذي ينبغي ان يترابط به الناس. هذا القرآن يا اخواني نعمة امتن الله سبحانه وتعالى بها على محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم ان يضلوك وما يضلون الا انفسهم وما ينظرونك من شيء. وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم. وكان فضل الله عليك عظيما والله العظيم على محمد صلى الله عليه وسلم بماذا يا اخوان؟ بما انزل عليه من الكتاب والحكمة وبما علمه مما لم يكن يعلم فاذا وفقت لكتاب الله عز وجل وعلمك الله تعالى ما لم تكن تعلم فان الفضل عليك عظيم ولهذا يمتن الله علينا في ايات كثيرة يا اخوان بهذا القرآن هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل في ضلال مبين. لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. وان كانوا من قبل في ضلال مبين. ربنا ابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة. ويزكيهم انك انت العزيز الحكيم والايات في هذا لا تخفى القرآن يا اخواني نعمة عظمى من الله سبحانه وتعالى علينا. فالواجب علينا ان نتعرف يا اخواني على هذه النعمة وان نحرص على هذه النعمة وان نشكر الله سبحانه وتعالى اذ وفق الواحد منا الى اه اكتساب هذه النعمة والسعي في الحصول عليها. نعم ان القرآن عصمة لمن اعتصم به وهدى لمن اهتدى به وغنى لمن استغنى به وحرز من النار لمن اتبعه ونور لمن استنار به وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين. ثم امر الله الكريم خلقه ان يؤمنوا به ويعمل بمحكمه فيحلاله ويحرم حرامه ويؤمن بمتشابهه ويعتبر بأمثاله ويقول امنا به كل من عند ربنا. ثم وعدهم على تلاوته والعمل به النجاة مات من النار والدخول الى الجنة. ثم ندب خلقه اذ هم تلو كتابه ان يتدبروه ويتفكروا فيه بقلوب واذا سمعوه من غيرهم احسنوا استماعه. ثم وعدهم على ذلك الثواب الجزيل. فله الحمد. ثم خلقه ان من تلا القرآن واراد به متاجرة مولاه مولاه الكريم. فانه يربحه الربح الذي لا بعده له ربح ويعرفه بركة المتاجرة في الدنيا والاخرة. قال محمد بن الحسين جميع ما ذكرته وما ساذكره ان شاء الله بيانه في كتاب الله عز وجل. وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن قول صحابته رضي الله عنهم وسائر العلماء. وانا اذكر منهما حضرا ما حضرني ذكره ان شاء الله تعالى والله الموفق في ذلك. قال عز وجل ان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة وانفقوا ومما رزقناهم سرا وعلانية. يرجون تجارة لن تبور. ليوفيهم اجورهم وقال عز وجل هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا. وان الذين لا يؤمنون بالاخرة اعتدنا لهم عذابا اليما وقال عز وجل وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد للظالمين الا خسارا. وقال عز وجل يا ايها الناس قد جاءت وشفاء لما في الصدور وقال عز وجل وانزلنا اليكم نورا مبينا. فاما الذين امنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة من هو فضل. ويهديهم اليه صراطا مستقيما. وقال عز وجل واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمة اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار. وكنتم على كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون وحبل الله هو القرآن. وقال عز وجل الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثانيا تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله ذلك ومن يضلل الله فما له من هاد. وقال عز وجل انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب. وقال عز وجل وكذلك انزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون. لعلهم يتقون اولى ثم ان الله تعالى وعد لمن استمع الى كلامه فاحسن الادب عند استماعه بالاعتبار الجميع نعم يا اخوان ذكر المؤلف هنا رحمه الله رحمة واسعة جملة يا اخوان من مزايا وفوائد هذا القرآن العظيم فذكر انه سبب للهداية بل هو اعظم سبب للهداية وانه سبب للثبات على هذه الايتام عز وجل ان ضللت فانما اضل على نفسي وان اهتديت فبما يوحي الي ربي انه سميع قريب نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين امنوا وهدى وبشرى للمسلمين فهو هدى وطريق هدى ومن تمسك به لقد تمسك باعظم سبب للهداية واعظم سبب للثبات على الهداية وان كانت يا اخواني المغريات في الازمنة الاخيرة كثيرة جدا من الشهوات والشبهات والفتن حيث عاد الناس يتلمسون سبيل النجاة يتلمسون الطريق الذي به يحفظون اولادهم يا اخواني من هذه المؤثرات التي باتت تقتحم عليهم بيوتهم وفرشهم الحفظ يا اخواني ثمة هنا في كتاب الله عز وجل التربية الناشئة على كتاب الله والعناية به وحتى الكبار يا اخوان يحفظهم الله تعالى به من كل هذه الامور سبب الثبات كان يقرأ كلام الله عز وجل ليلا ونهارا فينزل ما يتلوه بلسانه على قلبه نزول المطر على ارض المجذبة فينبت فيه يا اخوان ينبت فيه معاني الخير والايمان والرغبة في كل ما يقرب الى الرحمن سبحانه وبحمده يقول عز وجل وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة قال الله نكمل الاية كذلك لنثبت به فؤادك وردة الله ترتيلا يا اخوان وش معناها اي انزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم منجما مفرقا على ثلاث وعشرين سنة لتثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم فانت عندما تقرأه طيلة عمرك مفرقا على قلبك بين وقت واخر لا شك يكون اعظم سبب لثباتك اذا كان اعظم سبب لثبات محمد صلى الله عليه وسلم فنحن والله يا اخوان محتاجون ايضا الى ما يثبت قلوبنا وانما ثباتها في كتاب الله عز وجل ثمة امور اخرى يا اخوان ذكرها المؤلف هنا واستشهد بايات عظيمة يا اخوان الوقوف عند كل واحدة منها يحتاج الى بقوله الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها. احسن الحديث كتاب الله عز وجل احسنوا الحديث فاذا عني الانسان باحسن الحديث وفق من وجنود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء. الشيخ ابن سعدي رحمه الله لما ذكر هذه الاية وانا اوصي الاخوان بقراءة تفسير ابن سعدي سهل يفهمه يا اخواني شاب يفهمه كل احد وكتاب كبير حقيقة في محتواه قال رحمه الله لا سبيل يوصل اليه الا توفيقه وتوفيقه بالاقبال على كتابه لا سبيل يوصل الى الله عز وجل الى توفيقه. الانسان لن يصل الى طاعة ربه الا بتوفيق من الله واعانة من الله عز وجل طيب اين هذا التوفيق؟ اين اسباب هذا التوفيق يقول وتوفيقه في الاقبال على كتاب اخذ هذا رحمه الله من قوله الله نزل الحديد ثم قال في اخر الاية ذلك هدى الله. يهدي به من يشاء من عباده يعني ما تقدم ذكره في الاول الاية من احسن الحديث وهو القرآن هو سبيل الهداية. والهداية هنا هداية التوفيق اذا ترك الانسان احسن الحديث فما الجزاء من الله عز وجل؟ ايش العقوبة له الحديث يبتلى بلهو الحديث وش الدليل يا اخوان؟ انا ما اريد اتكلم لحالي جزاكم الله خير ما الدليل يا اخوان اعطوني دليل على ان الانسان اذا ترك القرآن واليوم يا اخوان الناس يعني الانسان يتحدث عن نفسه قصرنا كثيرا يا اخوان في قراءة كتاب الله عز وجل لو رأيتم الناس في الماضي وكيف كانوا يقرأون عرفتم التقصير في الماضي تجد واحد من عشرة اللي يقرا يا اخوان واحد من عشرة من يقرأ والبقية اميون وتجد من لا يقرأ يحب ان يجلس ويجالس من يقرأ ويسمع ما يقرأ. والله يا اخوان جلست الى جانب شخص رحمه الله يتهجاه بالحرف يتهجى ويقرأ دائما بهذه الطريقة يقرأه عليه شاب كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم. واليوم كل الناس يقرأون. فتح القراءة فتحت القراءة الناس حتى اصروا الناس كلهم يقرؤون رجال ونساء لكن ما نصيبهم يا اخواني من قراءة اول ما امر الناس بقراءته اول كلمة نزلت في كتاب الله ما هي يا اخوان اقرأ ماذا اقرأ ماذا طيب اقرأ القرآن يا اخوان اقرأ قال ما انا بقارئ اقرأ ما انا بقارئ. اللهم صل وسلم. الى ان قال اقرأ باسم ربك الذي خلق اول امر في القرآن يا اخوان هو قراءة هذا القرآن اليوم كما ترون حالنا التقصير في قراءة كتاب الله عز وجل. ويوم ان تركنا يا اخوان كتاب الله ابتلينا بل هو الحديث نعوذ بالله تجد الواحد مع جواله كم يقضي من الساعات؟ ساعات ومع كتاب الله يمكن يمر عليه الشهر ما قرأ منه الا القليل او ما قرأ شيئا وقد يكون كثير منهم من المنتسبين للخير والله المستعان من يعطيني الدليل يا اخوان على ان من ترك القرآن ابتلي بلهو الحديث احسنتم. نعم اول سورة لقمان قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الف لام ميم تلك ايات الكتاب الحكيم هدى ورحمة للمحسنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالاخرة موقنون اولئك على هدى ربهم واولئك هم. اللهم اجعلنا منهم ثم قال ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيله يقول اهل العلم مناسبة ذكر هذه الاية لهو الحديث بعد الحديث عن القرآن ذكر له الحديث بعد احسن الحديث ان من ترك احسن الحديث ابتلي والواقع شاهد ابتلينا بلهو الحديث قيل وقال وكلام كلام يدون على الانسان ويكتب عليه واما كتاب الله الذي يكتب له كله فتجد الزهد فيه والهجر فيه كثير. والله المستعان. المهم ان المؤلف هنا ذكر جملة يا اخوان من فوائد القرآن وذكر ايات عامة وايات خاصة خاصة فيها بيان ان القرآن نور ما في الصدور والشفاء لما الصدور اه سبب الهداية وموعظة القلوب ورحمة اشبه ذلك من فوائد هذا الكتاب العظيم وايات عامة يا اخوان مثل قول كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا عليه انا اسألكم يا اخوان مبارك على ماذا منين اخذتم كل شيء طيب هذا مبارك على كل شيء صحيح ما ذكر الله تعالى بركته على نفسك وبيتك او اهلك او كذا لا وانما جاء لفظ البركة مطلق مبارك ما قيد باي قيد حتى يكون مباركا على كل شيء واخذ القرآن بركة وقراءته بركة عليك في قلبك في دينك في دنياك في بيتك في اهلك في اخرتك الى دخول الجنة نسأل الله ان يجعلنا واياكم من اهل الجنة. وان يجعلنا واياكم جميعا ممن يقال له اقرأ وارتقي ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فان منزلتك عند اخر اية تقرأ هذي البركة يا اخوان هذه البركة العظيمة في هذا الكتاب العظيم قال رحمه الله ثم ان الله تعالى وعد لمن استمع الى كلامه فاحسن الادب عند استماعي بالاعتبار الجميل ولزوم الوالد باتباعه والعمل به ان يبشره عز وجل منه بكل خير. ووعده على ذلك افضل الثواب. فقال عز فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا فكل كلام ربنا حسن لمن تلاه ولمن استمع اليه وانما هذا والله اعلم صفة قوم اذا سمعوا كان يتبعون من القرآن احسن ما يتقربون به الى الله عز وجل. مما دلهم عليه مولاهم الكريم. يطلبون بذلك رضاه ويرجونه رحمته سمعوا الله قال واذا قرأ القرآن واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون. فكان حسن استماعهم يبعثهم على التذكر فيما لهم وعليهم وسمعوا الله عز وجل يقول فذكر بالقرآن من يخاف وعيد وقد اخبرنا الله عز وجل عن الجن في حسن استماعهم للقرآن واستجابتهم لما ندبهم اليه ثم رجعوا الى قومهم فوعظوهم بما سمعوا من القرآن القرآن باحسن ما يكون من الموعظة. قال الله عز وجل قل اوحي الي انه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا كان العجب يهدي الى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا احدا. وقال عز وجل واذ صرفنا اليك كنفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا انصتوا. فلما قضي ولوا الى قومهم مديرين قالوا يا قومنا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي الى الحق والى طريق مستقيم. يا قومنا اجيبوا داعي الله وامنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب اليم. وقد قال الله عز وجل في سورة قاف قاف ما دلنا على عظيم ما خلق من السماوات والارض وما بينهما من عجائب حكمته في خلقه ذكر الموت وعظيم شأنه ثم ذكر النار وعظيم شأنها. ثم ذكر الجنة وما اعد فيها لاولياءه فقال عز وجل ثم يشاؤون فيها ولدينا مزيد. ثم قال بعد ذلك كله ان في ذلك لذكرى لمن ان له قلب او القى السمع وهو شهيد. فاخبر جل ذكره ان المستمع باذنيه ينبغي له ان يكون مشاهدا بقلبه ما يتلو وما يسمع لينتفع بتلاوته للقرآن وبالاستماع ممن يتلوه. ثم ان الله عز وجل حث خلقه على ان القرآن فقال عز وجل افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها وقال عز وجل افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. الا ترون رحمكم الله على اترون رحمكم الله الى مولاكم الكريم كيف يحث خلقه على ان يتدبروا كلامه؟ ومن تدبر كلامه عرف الرب عز وجل وعرف عظيم سلطانه وقدرته. وعرف عظيم تفضله على المؤمنين. وعرف ما عليه من فرض وعباد وعرف ما عليه من فرض عبادته فالزم نفسه الواجب فحذر مما حذره مولاه الكريم ورغب فيما رغبه فيه. اعد يا شيخ الا ترون رحمكم الله الى مولاكم الكريم كيف يحث خلقه على ان يتدبروا كلامه؟ ومن تدبر كلامه عرف الرب عز وجل وعرف عظيم سلطانه وقدرته وعرف عظيم تفضله على المؤمنين وعرف فما عليه من فرض عبادته فالزم نفسه الواجب. فحذر مما حذره مولاه الكريم. ورغب هنا اخوان اتكلم عن تلاوة كتاب الله عز وجل وذكر الله تعالى تلاوة القرآن ايات يفهم من هذا هذه الايات ان تلاوة كتاب الله ان تلاوة كتاب الله عز وجل على نوعين النوع الاول تلاوة الفاظه النظر في معانيه وتدبره قوله عز وجل ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة يتلون ايات الله اناء الليل وهم يسجدون يقرؤونه وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث ورجل اعطاه الله القرآن فهو يتلوه اناء الليل واطراف النهار التلاوة الثانية يا اخوان وهي عظيمة ومهمة. هي تلاوة الاتباع تلاوة العمل العمل بكتاب الله عز وجل كما في قوله عز وجل الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته. يعني يقرأون حق قراءته وانما التلاوة هنا العمل والاتباع في عامة ايات القرآن الكريم يقصد بالتلاوة نعاني مع لفظية وتلاوته لكن الغالب على تلاوتنا يا اخوان يتناول لفظية اننا نقرأ الفاظا كثير منا لا يفقه كثيرا من المعاني وان فقه الانسان المعاني فتجده يقرأ اللفظ دون ان يتدبر. يا اخوان واذا لم يتدبر هل يفقه واذا لم يفقه هل يعمل؟ ولهذا يقول الحسن البصري كلمة جميلة جدا يا اخوان حكيم الاسلام الحسن البصري يقول امروا ان يعملوا بالقرآن امروا ان يعملوا بالقرآن فجعلوا العمل به تلاوته يؤمرنا ان نعمل بالقرآن فاكثر الناس قصر العمل وحصر العمل بمجرد التلاوة فقط وهذا خلاف ما كان عليه السلف الصالح رحمهم الله تعالى فانهم يقرؤون الالفاظ وينظرون في المعاني ويتدبرون ما فيه من حكم واحكام ويعملون فيه. ولهذا كانوا يطيلون يا اخواني في حفظ كتاب الله يمكثون ربما السنين تعجبون اذا فلان مكث في سورة كذا كذا سنة سنتين خمس سنوات نعم يا اخوان ما يقرأون الالفاظ فقط والقراء في الزمن الاول هم العلماء اذا كان القراء في عهد الصحابة والسلف هم العلماء ولهذا قال عليه السلام يؤم قوم اقرأهم بكتاب الله عز وجل لقي عمر رضي الله عنه امير مكة نافع ابن عبد الحارث فقال له من تركت على الوادي يعني مكة قال ابن افزع قال ومن ابن ابزة هذا؟ قال مولى لنا عمر تترك على الوادي مولى مكة قال يا امير المؤمنين انه قارئ لكتاب الله عالم بالفرائض عالم فقال اما اذا قلت ذلك فاني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يرفع بهذا القرآن اقواما ويضع به حتى ولو كان من الموالي لكن الله سبحانه وتعالى رفعه بالعلم ورفعه بالقرآن قراءته وتدبره والنظر فيه لا شك سبب العزة وسبب الرفعة يرفع الله سبحانه وتعالى به من انتمى اليه وانتسب اليه وتدبره وعمل بما فيه الله الله بالقراءتين يا اخوان بالتلاوتين تلاوة الالفاظ وتلاوة المعاني. الشيخ العثيمين مرة سمعته يقول رحمه الله قراءة الناس للقرآن في هذا القرآن محدثة ثم وجدت هذا الكلام لبعض العلماء المتقدمين بعض الاخوان اتى بكتاب للطرطوشي رحمه الله في القرن الثامن نفس كلام الشيخ او قريبا منه ذكره في زمانه القرن الثامن عشر كيف محتسب يا اخوان؟ شلون قراءتهم محدثة يعني قراءة الالفاظ فقط يقرأون القرآن للاجر فقط نعم القرآن فيه اجر عظيم ويجب ان نحرص على اجره لكن يا اخوان فيه امور كبيرة وامور عظيمة ليس لمجرد ان نتلوه فنحصل على اجره ثم الحصول على اجره كاملا لا يكون بمجرد تلاوته ابدا حينما يكون بالتلاوة كاملة التي ذكرها ربنا بقوله كتاب انزلناه اليك مبارك ليقرأوه ليدبروا اياته فمن تدبر قرأ ولا يلزم ان من قرأ تدبر فاذا تدبر نار البركة كلها ونال الاجر كله. واذا لم يتدبر فانه ينال من الاجر بقدر حضور قلبه وقدر فقهه وفهمه لما يقرأ والله المستعان. نعم قال رحمه الله ومن كانت هذه صفته عند تلاوته للقرآن وعند استماعه من غيره. كان القرآن له شفاء فاستغنى وانس بما يستوحش منه غيره وكان همه عند تلاوة السورة اذا افتتحها متى اتعظ بما اتلو ولم يكن مراده متى اختم السورة. وانما مراده متى اعقل عن الله الخطاب؟ متى متى اعتبر لان تلاوته للقرآن عبادة والعبادة لا تكون بغفلة والله الموفق لذلك. عن ابن مسعود مسعود قال لا تنثروه نثر الدقن ولا ولا تهذوا نثر الدقل. احسن الله اليكم. والدقل يا اخوان هو رديء التمر تمر اليابس او التمر الرديء. نعم لا تنثروه نثر الدقل ولا تهدوه هذا الشعر. قفوا عند عجائبه وحركوا بهم قلوب ولا يكن هم احدكم اخر السورة عن مجاهد في قوله عز وجل يتلونه حق تلاوته. قال يعملون به حق عمله. قال محمد بن الحسين وقبل ان اذكر اخلاق اهل القرآن وما ينبغي لهم ان يتأدبوا به اذكر فضل حملة قرآني ليرغبوا ليرغب في تلاوة والعمل به والتواضع لمن تعلم منه او علموه