كما ان الاسلام وسط بين الاديان فان اهل السنة وسط بين الفرق الاسلامية. وكما ان الاسلام قاض وحاكم ومهيمن على سائر الاديان فكذلك منهج الصحابة والفرقة الناجية حاكم على طوائف الاسلام ان اول واهم تنبيه ننبه اليه حين نتناول قضية الانتحار هو ان من يقرر الانتحار يكون في حالة تشوه معرفي واضطراب وجداني. واكثر من تسعين بالمئة من حالات الانتحار كانت تعاني من امراض نفسية الاكتئاب او ادمان الكحول والمخدرات فمن اشهر اسباب الانتحار الاكتئاب ومن خصائص الاكتئاب الحزن العميق والبؤس والاضطراب المعرفي حتى يحسب انه مكروه ولا قيمة له في الحياة وانه عاجز وقليل الحيلة ويجلد ذاته ويشتد في توبيخها وربما الى حد ان يعتقد انه سبب الشرور في العالم وايضا الظروف آآ من حوله والشدائد والمعاناة قد تؤدي به الى الانتحار. فيحس بالانفصال عن الاخرين والعزلة وآآ بان حالته ميؤوس منها لن يصلحها هو ولا غيره آآ اذا لابد ان ننتبه الى ان المنتحر او بتعبير آآ اسلامي ادق قاتل نفسه يعاني من خلل نفسي خطير ينعكس في غياب العقل وتشوه المعرفة والعجز التام عن التفكير المنطقي ومعلوم ان الشخص اثناء نوبة الاكتئاب ينصحه طبيبه النفسي بالا يتخذ قرارات مصيرية خلال اكتئابه لان قراره وهو تحت وطأة الاكتئاب لن يكون موضوعيا عقلانيا لان الاكتئاب يصبر وبالسواد نفسه والحياة من حوله والمستقبل. اذا هم تنبيه حينما نتكلم على قضية الانتحار ان من يقرر الانتحار يكون في حالة تشوه معرفي واضطراب وجداني. فنقف هنا عند كلمة يقرر فهو يقرر وينفذ في حين انه غير مؤهل لاتخاذ اي قرار. حالته لا تسمح له ولا تؤهله لاتخاذ قرار صائب فان قراره كما ذكرنا يتأثر بالتشوه المعرفي الذي يحدثه الاكتئاب فقراره مصادم للعقل والتفكير المنطقي غائب وحكمه على الامور غير صائب ولذلك تجد انه لا ينتبه الى انه في الحقيقة لا يكيد الا نفسه لا يكيد الا نفسه وهو الوحيد الذي سيتكلف ثمنا باهظا ويذهب الى عذاب اشد من العذاب الذي فر منه وابقى وانه يفوت على نفسه فرصة الحياة الثمينة ويعني يصير الى مصير لا عودة منه ولا رجوع يقول الله تعالى حتى اذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون. ويقول النبي صلى الله عليه عليه واله وسلم ومن يعص الله ورسوله فانه لا يضر الا نفسه ولن يضر الله شيئا. وقال عز وجل في الحديث القدسي يا عبادي انكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني. ولن ان تبلغوا ضري فتضروني ولو تأملنا قول الله تبارك وتعالى للكافرين موتوا بغيظكم وقوله عز وجل من كان يظن ان لن ينصره الله في الدنيا والاخرة فليمدد بسبب الى السماء ثم ليقطع فلينظر. هل يذهبن كيده ما يغيظ وقول الله تبارك وتعالى من كان يظن الا ينصره الله في الدنيا والاخرة فليمدد بسبب الى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ قال ابن عباس رضي الله عنهما من كان يظن ان الله لن ينصر محمدا صلى الله عليه واله وسلم في الدنيا والاخرة فليمدد بحبل الى سقف بيته ثم ليقطع ليختنق به يعني اه ان المقصود التهكم من هذا الذي يظن بالله عز وجل هذا الظن فمعنى الاية ان من كان يظن ان الله ليس بناصر محمدا صلى الله عليه وسلم وكتابه ودينه فليذهب فليقتل نفسه ان كان ذلك مذهبا لغيظه فان الله ناصره لا محالة وهذا كقوله تعالى انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد وقوله تعالى فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ قال عطاء الخرساني فلينظر هل يشفي ذلك ما يجد في صدره من الغيظ؟ فاذا المنتحر آآ ما يغيه الا نفسه ولا يضر الا نفسه وقد اخبر الله تبارك وتعالى ايضا ان الانسان اذا حضره الموت يقول يا ليتني قدمت لحياتي والمقصود بالحياة هنا الحياة المستقبلية في الدار الاخرة كما قال عز وجل وان الاخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون فهو يندم ويتحسر لانه لم يقدم اه لحياته المقبلة فالمنتحر ماذا يعد لحياته المقبلة؟ اليس الذي يقدم عليه بمحض ارادته هو سوء والعياذ بالله تعالى من ذلك. والكفار يتمنون ان يخرجوا من النار. ربنا اخرجنا منها فان شعوبنا فان ظالمون ان المكتئب يريد ان يضع حدا لالامه في سلك سبيلا يسبب له الالم المضاعف المتجدد حيث لا رجوع. فهو قد انهى فرصته بنفسه ولان المكتئب يحجر عليه في قرار الانتحار لانه غير مؤهل لاتخاذ قرار فانه يستثنى من مبدأ حفظ اسرار المريض الذي اه يقدسه الاطباء النفسانيون ويجب على الطبيب النفسي ان يتخذ اجراءات صارمة لحمايته من نفسه اذا اخبره انه سينتحر او انه سيوقع الاذى البليغ بجسد شخص اخر فالمعالج في هذه الحالة ينبغي ان يتجاوب فورا بالطريقة الملائمة مع استمراره في العملية العلاجية في احيان اه اخرى قد يكون من الضروري ايداع المريض في المستشفى او اه يجند الاخصائي اسرته من اجل المساعدة في احتواء النزعات التدميرية. وليس للمريض هنا ان يحتج بعبارة هذه حريتي الشخصية. وانا املك ادارة ذاتية وسلطة ذاتية على نفسي ولا اقبل ان يتدخل احد في آآ خياراته آآ لا تعارض على الاطلاق بين ان ينمي الطبيب الاستقلالية الذاتية للمريض وبين ان يتدخل لحمايته من نفسي او حماية الاخرين من ان يؤذيهم في ابدانهم فان المريض الذي يفقد مؤقتا قدرته على هذين النوعين من الحماية يكون معرضا لخطر ايداعه المستشفى او الحبس والسجن او الموت وحال المعالج هنا يشبه حال الام التي يتعين عليها التدخل لايقاف طفلها الذي جرى فجأة وافلت من يدها وجرى في بحر الطريق المليء بالسيارات فهذه هنا حماية حقيقية واجبة وليست حماية زائدة او حال المعالج الذي يفعل ذلك مع من يريد الانتحار كحال طبيب التخدير الذي يعني نتجاوز فنقول يتنفس بالنيابة عن المريض اثناء اجراء الجراحة فالمعالج هنا ينبغي ان يتدخل بتعاطف ولكن اه لا يتكلم بسياق ذي طابع اعتذاري للمريض وكانه تجاوز حدوده بل هو يؤدي واجبه صحيح ان اسرار المريض ملك له حتى لو كشفها للمعالج فهي ملك له وليست ملكا للمعالج والمريض هو الوحيد صاحب الحق في كشفها وليس المعالج الا باذن صريح منه لكن في حالة الخطر على نفسه او على الاخرين بان يقتلهم مثلا فان المعالج يتخذ اجراءات من اجل حمايته وحماية هؤلاء الاخرين قريب ولا يصح ان يتعلل المريض بانه احق بالحكم الذاتي لنفسه لان القاعدة انه لا ادارة ذاتية بدون تحكم في الذات حتى الدول التي تعطي حكما ذاتيا لفئة معينة فهي تعطيها الحكم الذاتي لكن ليس هذا كل شيء لابد ان لتبدأ هذه السلطة بممارسة الحكم على يعني سلطتها. فاذا قال المريض للطبيب انت لا تملك الحق بان تشرف على حياتي كامي صاحبة الحماية الزائدة يجيبه المعالج سلوكك الانتحاري علامة واضحة بالنسبة لي على انك لا تتحكم في حياتك وانا اساعدك على ان تسترد وتستعيد التحكم في حياتك حينما اتكلم معك حول مشاعري والافكار المرتبطة برغباتك في تدمير نفسك فان هذا لا يمتد الى منطقة السلوك لان العقل بعلوم النفس ينقسم الى ثلاث اه دوائر متداخلة مثل بنزين التعاون العلامة بتاعة بنزين التعاون دائرة المشاعر والافكار والسلوك. فيقول له نحن نتكلم معا حول المشاعر والافكار المرتبطة هذه الرغبات التدميرية اه لنفسك اما منطقة السلوك فهي منطقة غير محظورة بالنسبة اليه ولا اتعامل معها كحرم مقدس يحظر علي دخوله لان واجبي ان اساعدك على الترقي الصحي والامني وليس اه ان اجلس اراقبك واتفرج عليك وانت تدمر نفسك. لانني انت فعلت بهذه الطريقة وكان رد فعلي هو هذه الفرجة فاني في هذه الحالة لا اساعدك لتكون شخصا مستقلا. من تراوده افكار الانتحار فليذهب الى الطبيب النفسي المسلم ليساعده على التفكير العقلي السليم. لماذا؟ لان القضية باختصار بما انه يحاول الانتحار اذا هذا اعلان بانه عاجز عن حماية نفسه من نفسه فعليه ان يستعين بمن يرشده الى ان يسترجع القدرة على ذلك آآ بالعلاج النفسي او بالادوية واو غير ذلك الاجراءات وعلى هذا الاساس نقول اما المنتحر اه يستحق بامتياز وبكل جدارة وصف عدو نفسه لانه لا يؤذي نفسه اذية لا يستطيعها احد سواه من البشر لا يبلغ الاعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه انه لا يصبر على ابتلاء الدنيا. ويحاول ان يضع لهذا الابتلاء ولهذه الالام نهاية من اجل ان يستريح وان يتخلص من الامها وتنغيصها وهذه الراحة وهم لا وجود له الا في خياله ان الوحي الالهي جعل مصير المنتحر مخيفا ورهيبا ومرعبا واخطر ما فيه انه ليس فيه خط رجعة ولا يستطيع العودة الى الحياة لقد كانت له فرصة لكنه ضيعها واخطر ما فيه انه لا يكون نهاية الا في زعم الكافر الذي لا يؤمن بالله ولا باليوم الاخر بل يكون بداية لعذاب اشد وانكى من العذاب والالم الذي فر منه بالانتحار ان الذي يقتل غيره وعد بعذاب اليم في الدنيا ثم في الاخرة اما الذي يقتل نفسه فلانه يعدمها ويعدم وجودها فان عذابه في الاخرة بمجرد انتقاله الى مقدماتها آآ من عذاب القبر والسؤال الان هل يقدم المسلم على الانتحار او بصورة اخرى لماذا تؤكد جميع الدراسات ان الانتحار اقل ما يكون نسبته في العالم الاسلامي المسلم قد يكتئب لكنه لا ينتحر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا اذى حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه فقوله ما يصيب المؤمن من نصب ولا نصب ولا هم ولا حزن هذا يدل على ان الانسان يمكن ان يبتلى بهذا الحزن والمكتئب لا يستجلب الاكتئاب لنفسه. لكن هناك عوامل متعددة في حدوث هذا المرض فهو مرض كغيره من الامراض. لا يستجلب الانسان آآ لنفسه. فمن الخطأ الجسيم ان تكون للمكتئب آآ عيب ان تكتئب فان المؤمن لا يكتئب. انت لهذا تزيد اكتئابه لانك تزيد حسرته حتى على ايمانه الذي هو اقوى ما يتشبث به المؤمن يمكن ان يصاب بالاكتئاب كما كان احد اساتذتي يسخر ممن يقول مثل هذا الكلام ويقول له ان الدستور يكفل كل مواطن الحق في ان يصيبه اي مرض نفسي وفي اي سن اذا لماذا يربط الناس الانتحار بالكفر الجواب لانه سلوك من يظن ان الراحة في قتل نفسه وهو الملحد الذي لا يعتقد في وجود حياة بعد هذه الحياة الدنيا اما المؤمن فانه يختار اخف الضررين واقصرهما. لان الانتحار عذاب دائم لا يوجد فيه خط رجعة يحسم مباراتك في الحياة بهزيمتك الساحقة ولا يعطي آآ نفسك اي فرصة للاصلاح يقول الباحث احمد محمود عباس ان مهمتنا اسهل مع المؤمنين بالله ولديهم الدين عند محاولتنا تسميتهم عن محاولاتهم الانتحارية وعند اقناعهم بضرورة الحياة ان اول واهم تنبيه ننبه اليه حين نتناول قضية الانتحار هو ان من يقرر الانتحار يكون في حالة تشوه معرفي واضطراب وجداني. واكثر من تسعين بالمئة من حالات الانتحار كانت تعاني من امراض نفسية الاكتئاب او ادمان الكحول والمخدرات فمن اشهر اسباب الانتحار حري بالمسلم الا يهدأ له بال ولا يكتحل بنوم ولا يهنأ بطعام ولا شراب حتى يتيقن انه من هذه الفرقة الناجية