بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن وعن عكرمة وقتادة مثله وقوله تعالى وللكافرين عذاب مهين. لما كان كفرهم سبب البغي والحسد. ومنشغل ذلك التكبر قوبلوا بالاهانة والصغار في الدنيا والاخرة. كما قال تعالى ان الذين يستكبرون عن عباده اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من مقابل وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين. يقول الله تبارك وتعالى ولما جاءهم يعني يهود كتاب من عند الله. هو القرآن الذي انزل على محمد محمد صلى الله عليه وسلم مصدق لما معهم يعني من التوراة وقوله وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا وقد كانوا من قبل مجي هذا الرسول بهذا الكتاب يستنصرون يستنصرون بمجيئي على اعدائهم من المشركين اذا قاتلوهم يقولون انه سيبعث نبي في اخر الزمان نقتلكم معه. نقتلكم معه قتل عاد وارم. وروى محمد واسحاق عن ابن عباس رضي الله عنهما. ان يهودا كانوا يفتحون على اللوس والخزرج برسول الله برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه. فلما بعثه الله من العرب كفروا به وجحدوا ما كانوا يقولون فيه. فقال لهم معاذ بن جبل وبشر ابن البراء ابن معرور اخوي بني سلمة يا معشر يهود اتقوا الله واسلموا. فقد كنتم تستفتحون علينا ابي محمد بمحمد صلى الله عليه وسلم. ونحن اهل شرك. وتخبروننا بانه مبعوث بصفته فقال سلام ابن مشكم اخو بني النظير ما جاءنا بشيء نعرفه ما هو الذي ما نذكر لكم فانزل الله في ذلك من قولهم ولما جاءهم كتاب من عند الله لا مصدق مصدق لما معهم الاية. وقال ابو العالية كانت اليهود تستنصر بمحمد صلى الله عليه وسلم على مشركي العرب. يقولون اللهم ابعث هذا النبي الذي نجده ومكتوبا عندنا حتى حتى نعذب المشركين ونقتلهم. فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه عليه وسلم ورأوا انه من غيرهم كفروا به حسدا للعرب وهم يعلمون انه رسول الله الله عليه وسلم فقال الله تعالى فلما جاءوا ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين بئس ما اشتروا به انفسهم ان يكفروا بما انزل الله. ان يكفروا بما انزل الله بغيا ان ينزل الله من فضله بغيا ان ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباؤوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين. قال مجاهد بئس ما اشتروا به انفسهم يهود شروا الحق بالباطل وكتمان ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم بان يبينوه وقال السدي بئس ما اشتروا به انفسهم يقولوا باعوا به انفسهم يكون بي سمعت اظن انفسهم فرضوا به وعدلوا اليه من الكفر بما انزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم عن تصديقه ومؤازرته ونصرته. وانما حملهم على ذلك البغي والحسد جرى ايه؟ ان ينزل وان ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده ولا حسد ومن هذا فباءوا بغضب على غضب. قال ابن عباس رضي الله عنهما في الغضب على فغضب عليهم فيما كانوا ضيعوا من التوراة وهي معهم. وغضب بكفرهم بهذا النبي الذي اذى الله لهم قلت ومعنى باء استوجبوا واستحقوا واستقروا بغضب على غضب. وقال ابو العالية غضب الله عليهم بكفرهم بالانجيل وعيسى. ثم غضب الله عليهم بكفرهم بمحمد قادتي سيدخلون جهنم داخرين. اي صاغرين حقيرين ذليلين راغمين. وقد روى الامام احمد عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يحشر المتكبر يوم القيامة امثال الذر في صور الناس. يعلوهم كل شيء من الصغر. حتى يدخلوا سجنا في جهنم يقال له بولس تعلهم نار الانيار يسقون من طينة الخبال. عصارة اهل النار نسألكم العافية في اصح الحديث محمول على انه تكبروا عن عبادة الله عز وجل فيكون كفرهم والعياذ بالله كبرهم كبروا عن عبادة الله فكان كبرهم كبرهم كبر عن عبادة استكبار لعبادة الله. ولهذا قال تعلوهم نار عن رسول الله السماوات والاخيرة. وفي هذه الايات هاتين الايتين الكريمتين بيان ما عليه اليهود من الكفر الغليظ وانهم كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد بعد العلم واليقين بانه رسول الله فان هذا النبي الكريم جاء بالقرآن وهو يصدق لما معهم من التوراة وهم يعلمون ذلك وكانوا قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يستنصروه يستفتحون يستنصرون على الاوس والخزرج اذا غضبوا عليهم وقالوا هذا او ان نبي سوف يبعث ثم نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وايران. فاستفاد الاسم الخزرج. استفادوا منهم فلما جاء بعث الله نبيه بادروا بادروا بالايمان به قاتلوا اليهود هم ولهذا ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم يعني يصدقوا وهي التوراة يوافقها ويؤيدها لان كتب الله يؤيد بعضها بعضا متوافقة وكانوا من قول يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين. وفي هذا دليل على ان بني اسرائيل كفرهم كفر غليظ والعياذ بالله وبالله فهم مغضوب عليهم لانهم كفروا بعد العلم وليس من يعلم كمن لا يعلم. فيه التحذير وكفرهم عن عناد واستكبار فيه التحذير من الذميمة بئس ما اشتروا به انفسهم. ذم الله تعالى صانعه قال بئس ما اشربوا به انفسهم. ان يكفروا بما انزل الله. بئس بئس ما يعني ذنب ذم لهم. ذم لحالهم حيث اعتادوا لانفسهم ورضوا لانفسهم بالكفر بدلا من الايمان بالله ورسوله والعياذ بالله بئس ما اشتروا به انفسهم يكفروا بما انزل الله هو الذي حمل والبغي والحسد باغيا ان ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده. البغي والحسد والكبر والعياذ بالله حسدوا العرب. ان كان النبي وكانوا يتوقعون ويظنون ان يكون النبي من بني اسرائيل فلما كان من بني إسماعيل من العرب كفروا عن عناد وبغي وحسد اعوذ بالله وهل اعظم الكفر والكبرى تفاوت فهم كفروا بانفسهم وصدوا عن سبيل الله. كما قال الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون. فباءوا بغضب على يعني استحقوا واصابهم هذا الغضب على غضب. الغضب الاول انهم لم يعملوا بالتوراة باحكامها. والغضب الثاني كفر بنبيه صلى الله عليه وسلم بعد معرفة به فباعه بغضب على غضب فهم امة الغضب وهم المغضوب عليهم نسأل الله العافية معهم علم ولم يعملوا به ولهذا من فسد من علماء هذه الامة فيه شبه باليهود ومن فسد من عباده في شبه بالنصارى وفي هذه الاثرية التحذير التحذير من افعال بني اسرائيل والتحذير وفيه الحث على الايمان والتحذير من التكذيب والكفر والتحذير من العناد والاستكبار والبغي وفيه ان قل هو للكافرين عذاب مهين يعني عذاب يهينهم ويخزيهم ويذلهم. في دليل على ان الجزاء من جنس العمل. فلما كان عملهم الكبر والبغي حسد كان عذابه الاهانة والذل والحقار والصغار. فالجزاء فيه فالجزاء من جنس العمل. فالجزاء من جنس العمل. فالمؤمنون الذين تواضعوا لله خضعوا له وذلوا له سبحانه وتعالى اكرمهم الله لهم الكرامة. والكفار الذين كبروا عن عبادة الله وحسدوا واتصفوا بالحسد والبغل لهم الاهانة والصغار والذل ولهذا قال وللكافرين على مهين. نسأل الله السلامة والعافية. ولهذا يحشر المتكبرون امثال الذر يطأهم الناس باقدامهم. جزاء لعملهم لما كانوا يتكبرون يترفعون عن الناس ويرون انه فوق الناس عوقبوا من جنس عملهم فصاروا فصاروا حقيرين ذليلين يطاهم الناس بارجعهم نسأل الله السلامة والعافية. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فاحسن الله اليك. يقول الله تعالى اعوذ من الشيطان الرجيم. واذا قيل لهم امنوا بما انزل الله قالوا نؤمن بما انزل علينا ويكفرون بما وراءه. وهو الحق مصدقا لما معهم فتقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين. ولقد آكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده يقول تعالى يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى يقول تعالى واذا قيل لهم اي لليهود وامثالهم من اهل الكتاب امنوا وبما انزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم وصدقوه واتبعوه قالوا نؤمن بما انزل علينا اي يكفينا الايمان انزل علينا من التوراة والانجيل ولا نقر الا بذلك. ويكفرون بما وراءه. يعني بما بعده وهو الحق مصدقا لما معهم اي وهم يعلمون ان ما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم الحق مصدقا لما معهم منصوبا على الحال اي في حال تصديقه لما معهم من التوراة والانجيل. فالحجة قائمة عليهم بذلك. كما قال تعالى الذين اتيناهم هم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم. ثم قال تعالى فلم تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين؟ اي ان كنتم صادقين في دعواكم الايمان بما انزل اليكم. فلما قتلتم الانبياء الذين جاءوا بتصديق التوراة التي بايديكم والحكم بها وعدم نسخها وانتم تعلمون صدقهم. قتلتموهم بغيا وعنادا واستكبارا على رسل الله. فلستم تتبعون الا الاهواء والاراء والتشهي كما قال تعالى افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ففريقا وفريقا تقتلون. وقال السدي في هذه الاية يعيرهم الله تبارك وتعالى. قل فلم تقتلون انبياء الله من قبل وان كنتم مؤمنين ولقد جاءكم موسى بالبينات اي بالايات الواضحات والدلائل القاطعات على انه رسول الله وانه لا اله الا الله والايات البينات هي الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والعصا واليد. وفرق البحر وتظليلهم بالغمام والمن والسلوى والحجر وغير ذلك من الايات التي شاهدوها. ثم اتخذتم العجل ثم اتخذتم العجل اي معبودا من دون الله في زمان موسى وايامه وقوله من بعده اي من بعد ما ذهب عنكم الى الطور لمناجاة الله عز وجل كما قال تعالى واتخذ قوم موسى من بعده من حليه عجلا جسدا له خوار. وانتم ظالمون. اي وانتم ظالمون في هذا الصنيع الذي صنعتموه من عبادتكم العجل وانتم تعلمون انه لا اله الا الله كما قال تعالى. ولما سقط في ايديهم ورأوا انهم قد ضلوا. قالوا لان لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد. ففي هذه الاية كلمات يبين الله سبحانه وتعالى ما عليه اليهود من الكفر والعناد والاستكبار وعدم الايمان وعدم توحيد الله تعالى واخلاص الدين له والايمان برسوله صلى الله عليه وسلم ويعير اليهود في زمن النبي بما فعل ابائهم لانهم مقرون لهم على ذلك. فالله تعالى يذكر افعال ليبين ان الاحفاد اذا كانوا مقرين لهم فحكمهم حكمه. فالراظي كالفاعل والابناء والاحفاد ياخذون حكم الاباء والاجداد اذا كانوا مقرين لافعالهم واليهود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقرون ابائهم على الكفر فاستكبروا عن عبادة الله واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم واستمروا على ما عليه اباؤهم واجدادهم من العناد والكفر. ولهذا قال سبحانه واذا قيل لهم امنوا بما انزل الله قالوا نؤمن بما انزل علينا. يعني يكفينا الايمان بالتوراة والانجيل. ويكفرون بما ورأى بما دونه وما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من من الشريعة الخاتمة ومن تصديق الانبياء السابقين. ولهذا قال سبحانه وهو الحق مصدقا لما معهم. ما جاء بمحمد هو الحق لما معهم من التوراة والانجيل ولكنهم انما قالوا نؤمن بما انزل علينا من باب العناد والاستكبار والا فلو كانوا صادقين لامنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ثم ايمانهم بزعمهم ان ايمانهم برسلهم بموسى وعيسى كاف هذان ليس بصحيح فان من كفر بواحد من الانبياء فقد كفر بالجميع والانبياء متضامنون في المتقدم بشر بالمتأخرون والمتأخر صدق المتقدم. فهم متضامنون ودينهم واحد. دين الانبياء واحد كما قال انما عشر الانبياء اخوة ديننا واحد وامهاتنا اشتى ديننا واحد وهو التوحيد وطاعة الاوامر واتباع رسول واتباع كل نبي في زمانه واما الشرع فانه وانتم مؤمنين. قل لهم يا محمد بئس هذا الايمان الذي تدعونه. واين الايمان؟ اذا قيل لهم امنوا بما نزلة قالوا مؤمن بما انزل علينا. اين الايمان؟ بئس هذا الايمان اللي تدعونه. ليس ايمان وانما هو يختلف الحلال والحرام والاوامر والناهي تختلف كما قال الله تعالى لكل لكل منكم جعلنا الشريعة ومنهاجا. ولهذا قال سبحانه وتعالى كذبت قوم نوح المرسلين وهم كذبوا يوحل فقط فجعل تكذيبه لنوح تكذيبا لجميع المرسلين. كذبت عادل المرسلين وهم يكذبون الا رسول واحد الوهود. كذب الثمود والمرسلين وهم لا يكذبون الا صالح. كذبت قوم لوط كذب اصحاب المرسلين فتكذيبه لواحد تكذيب للجميع. لان الانبياء دينهم واحد وهم متضامنون فالمتقدم بشر بالمتأخر والمتأخر صدق المتقدم. ولهذا بين الله سبحانه وتعالى كفر اليهود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لما لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وعيرهم سبحانه وتعالى قل واذا قيل لهم امنوا بما انزل الله قالوا نؤمن بما انزل لا علينا يعني يكفينا ان ان نؤمن بالتوراة والانجيل. قال الله تعالى وهو الحق مصدقا لما معهم. هو الحق. يصدق ما معهم ويوافق ما معهم. فما عذرهم؟ لو كانوا صادقين قال قل فلم تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين. هذا وهذا انما هو تعذير لهم بافعال اجدادهم وابائهم. فان اليهود قتلة الانبياء كما قال سبحانه في الاية السابعة ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون. كذبوا الرسل وقتلوا بعضهم قتل زكريا وقتل يحيى وقتل جمع كثير من الانبياء والرسل وكذبوا فريقا كذبوا فريقا وقتلوا فريقا. ولهذا قال قل فلم تقتلون انبياء الله ان كنتم مؤمنين. ان كنتم صادقين انكم تؤمنون بما جاء في التوراة والانجيل فهؤلاء انبياؤكم قتلتموهم وهم جاءوا بالتوراة والانجيل. لان التوراة كتاب عظيم انزله الله على موسى وهو والله وكثيرا ما او بينه وبين القرآن العظيم كما قال الاسلام قالوا السحران تظاهرا وقالوا انا بكل كافرون والانبياء الذين جاءوا بعد موسى كلهم كلفوا بالعمل بالتوراة داوود وسليمان وزكريا حتى جاء عيسى حتى ارسل الله عيسى وانزل عليه الانجيل فهو كتاب مكمل للتوراة فيه تخفيف لبعض الاحكام وتحليل لبعض المحرمات وما عدا ذلك فهو العمل بالتوراة. وكل الانبياء كلهم جاؤوا بالعمل بالتوراة ومع ذلك اذ قتلوهم فهم كاذبون في قولهم نؤمن بما انزل بما انزل علينا لو كانوا صادقين لما قتلوا انبياء الله. ولهذا قل فلم تقتل قل فلم تقتلون انبياء الله ان كنتم مؤمنين فدل على انهم ليسوا مؤمنين وكانوا صادقين لانهم امنوا بالتوراة امنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم فهو جاء بالشريعة الخاتمة وشريعة موافقة اسراع السابقة وهو يصدق الانبياء السابقين. وايضا كيف يقتلون الانبياء السابقين وهم من بني اسرائيل وقد جاءوا بالتوراة لو كانوا صادقين في ايمانهم بما انزل عليهم قال سبحانه ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وانتم ظالمون. وهذا انما هو خطاب لخطاب لليهود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بما فعل ابائهم واجدادهم لانهم مقرون لهم على ذلك وراضون بافعالهم فاحكموا حكمه. ولقد جاءكم مسببا يعني جاء اجدادكم اجدادكم والا فاليهود التزام النبي صلى الله عليه وسلم بعث فيهم محمد صلى الله عليه وسلم يعني اجدادكم واباؤكم جاءهم موسى بالبينات بالبينات بالحجج الواضحات اعطاه الله حجج عظيمة وايات من اليد ومن العصا والدم وغير ذلك من الايات في الطوفان والجراد والقمل والضفادع وكذلك انزال المن والسلوى والحجر الذي يضربه موسى الى غير ذلك من الايات ثم اتخذتهم العزة من بعده وانتم ظالمون ثم عبدتم العجل. كيف تدعون انكم تؤمنون بالتوراة وانتم تعبدون العجل وتجعلون ربا والها من بعد ما ذهب موسى لمناجاة الله عز وجل في الطور حمدوا العجل صنع لهم السامري عجلا جسدا له خوار من الذهب والفضة من القبط فجعلهم فجعله على هيئة العجل وصار له خوار يدخل الهوى يصوت فعبدوه من دون الله فعبدوه بعد ما ذهب موسى وعنده نبي الله هارون ونهاهم وحذرهم لكنهم لم يطيعوا امره وارادوا قتله كما قال هارون ان القوم استظعفوني وكادوا يقتلوني لما جاء موسى عليه الصلاة والسلام بمناجاة الله وجدهم يعبدون العجل غضب غضبا شديدا حتى انه القى على الالواح التي بيده وتكسرت وفيها كلام الله من شدة الغضب وقد اخبره الله قبل ذلك قال الله تعالى انا قد فتنا قومك من بعدك. لكنه لما جاء وشاهدهم تأثر تأثرا كثيرا. ولهذا يقال ليس الخبر كالمعاينة. اخبره الله انهم انهم فتنوا فلم يغضب فلما جاء ورأهم وشاهدهم يعبدون العجل غضب غضبا شديدا ومن شدة الغضب خلقا الالواح التي بيده حتى تكسرت والله الا لم يعاتبه لانه معذور في هذا. واخذ برأس اخيه من شدة الغضب وهو نبي كريم مثله يجره بلحيته ورأسه ويقول كيف يعبدون الاجل. فقال هارون ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني. فلا تشمت في الاعداء. ولا تجعلني مع القوم الظالمين. ولهذا قال ثم اتخذتم العدة من بعده من بعد مذهب موسى وانتم ظالمون يعني ظلم الشرك فالظلم اعظم الظلم هو ظلم الشرك كما قال وان الشرك لظلم عظيم الظلم ثلاثة انواع ظلم الشرك والكفر وهذا هو اعظم الظلم والثانية ظلم بعد فيما بينهم في دمائهم او اموالهم واراضيهم والثاني يظلم العبد نفسه فيما بينه وبين بين الله في مدعو الشرك واتخاذ العجل من الظلم الاول من النوع الاول وهو ظلم الشرك. نعم وفي هذه الايات الكريمات من الفوائد ما بيان ما عليه اليهود من العتو والعناد والاستكبار وان كفر اليهود كفر عناد واستكبار لا عن جهل وفيه ان الكفر انواع قد يكون الكفر بالاعتقاد قد يكون بالاستكفار عن العمل وقد يكون الكفر قد يكون الكفر بالقول وقد يكون بالعمل قد يكون بالاستكبار العمل مع التصديق وهذا هو كفر اليهود كفر ابليس وكفر فرعون كفر الاستكفار عن العمل والا هم مصدقون ليسوا مكذبين قال الله عن آآ عن ابليس ربي قال ربي انظرني الى يوم يبعثون فهو معترف مؤمن بربه. فرعون ومن معه قال الله وجحدوا بها واستيقظت انفسهم ظلما وعلوا. قال عن اليهود الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وفيه ان اليهود كفرا وكفر عناد واستكبار. وان كانوا مصدقين وفي الرد على المرجئة الذي يقولون الايمان لا يكون لا يكون الا بالقلب والكفر لا يكون الا بالقلب والكفر يكون بالقلب الف والجحود ويكون بالاستكبار عن العمل ويكون بالقول ويكون بالرفض والترك اذا ترك اذا ترك دين الله لا لا يتعلمه ولا يعبد الله ويكون بالظن السيء كظن المشركين الذين يظنون بالله ظن السوء يظنون الله ان الدين سيظمحل وانه سينتهي وان الله لا ينصر حزبه ولا نبيه ولا رسوله وانه يدين الكفار عملوا بداية مستقرة هذا ظنوا الكفر ذلك ظن الذين كفروا وهو الذين كفروا من الارض. فالكفر يكون الجحود الاعتقاد ويكون بالشك ويكون بالظن ويكون بالقول ويكون بالفعل ويكون بالرفظ والترك كمن ترك دين الله وترك الصلاة هو كافر بهذا رفض تركه وان كان مصدق نسأل الله السلامة والعافية نعم احسن الله اليك واذ اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور. خذوا ما اتيناكم بقوة اسمعوا قالوا سمعنا وعصينا واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئس ما يأمركم به ايمانكم ان كنتم مؤمنين. يعدد سبحانه وتعالى عليهم خطأهم ومخالفة تهم للميثاق وعتوهم واعراضهم عنه حتى رفع الطور عليهم حتى قبلوه ثم خالفوه. ولهذا قالوا سمعنا وعصينا وقد تقدم تفسير ذلك واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم. قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة واشربوا في قلوبهم العجل بكفر قال اشربوا حبه حتى خلص ذلك الى قلوبهم. وكذا قال ابو العالية والربيع بن انس وقوله بئس ما يأمركم قل بئس ما يأمركم به ايمانكم ان كنتم مؤمنين اي بئس ما تعتمدونه في قديم الدهر وحديثه من كفركم بايات الله خالفتكم الانبياء ثم اعتمادكم في كفركم بمحمد صلى الله عليه وسلم. وهذا اكبر ذنوبكم واشد الامر عليكم. اذ كفرتم بخاتم الرسل وسيد الانبياء والمرسلين المبعوث الى الناس اجمعين. فكيف تدعون لانفسكم الايمان؟ وقد فعلتم هذه الافاعيل القبيحة من نقضكم المواثيق وكفركم بايات الله وعبادتكم العجل من دون الله. وفي هذه الاية الكريمة بيان ان الله تعالى اخذ الميثاق على بني اسرائيل الايمان بالله وبرسله اتباعي ما انزله الله كما قال الله تعالى في ولقد اخذنا ميثاق بني اسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر رقيبا وقال الله اني معكم لئن اقمتم والصلاة واتيتم الزكاة وامنتم برسلي وعزرتموهم واقرضتم الله قرضا حسنا هذا الميثاق لان اقمتم الصلاة واتيتم الزكاة وامنتم برسلي وعزرتموهم واخلصتم الله فضلا حسنا ثم الجزاء الا يكفر الله عنكم سيئاتكم ولا يدخلنكم جنات تجد جنات تجري من تحتها الانهار. فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل. وفي الاية التي طبقت بين الله تعالى ايضا الميثاق واذا اخذنا الميثاق بني اسرائيل لا تعبدون الا الله وبالوالدين احسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا الناس حسنا واقيموا ما تواتوا الزكاة هذا الايثار اخذه الله عليهم واذا اخذنا ميثاق من لا تعبدون الا الله اول يعني فقرات هذا الميثاق توحيد الله وبالوالدين احسانا الثاني ذي القربى على حسين القربى واليتامى والمساكين. وقولوا للناس حسنى لعموم الناس. واقموا الصلاة واتوا الزكاة. لكنهم لم يلتزموا بهذا الميثاق. ومن ذلك انها واخذ عليهم الا يسفكوا الدماء. لا يسفكوا بعضهم دم بعض. ولا يأخذ بعضهم مال بعض. كما قال في واذا اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماء ولا تخرجوا لانفسكم من دياركم ثم اقررتم وانتم تشهدون. ثم انتم هؤلاء تقتلون انفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم. تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان ان يأتوكم سارة تفادوهم وهو محرم عليكم مخرجكم. افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟ فما جزاء من يفعل ذلك؟ ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى شد العذاب وما الله بغافل عما تعملون. وفي هذه الاية قال الله واذا اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور. اخذ الله عليهم الميثاق يلتزموا به. ولما لم تزموه لمسة رفع الله عليهم جبل الطور. جبل الصور فوق رؤوسهم فصار الواحد ينظر اليهم يخشى ان يسقط عليه. فالتزموا فالتزموا تحت اه التزموا التزاما تحت تهديد والوعيد ولذلك خالفوا بعد ذلك واذا لم يلتزموا لكن التزموا خوفا خوفا من ان يسقط عليهم الجبل كما قال تعالى في الاعراف واذ نطقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا انه واقع بهم نثق الله جبل الطور جعله فوق رؤوسهم واذا ثقل الجبل فوقه كأنه ظلا وظنوا هو واقع مهم. خذوا مآذنكم بقوة واذكروا ما فيه ذلك. خذوا ما اتيتكم من الاوامر. وانه التزموا واتيناكم بقوة. فالتزموا التزاما مؤقتا. خوفا من ان يسقط عليهم الجبل ثم وخالفوا هنا قال سبحانه واذا اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما اتيناكم بقوة خذوا ما اتيناكم يعني من الاوامر والنواهي بقوة بعزيمة صادقة واقبال واخلاص خذوا ما اتيناكم بقوة واسمعوا ماذا قالوا؟ قالوا سمعنا واعصينا. هذا العتو والعناد والعياذ بالله وانهم شاهدوا الايات وشاهدوا المعجزات ومع ذلك ورفع الجبل فوقهم ماذا قالوا؟ قالوا سمعنا وعصينا. ولهذا ينبغي للمسلم ان يقول سمعنا واطعنا. اذا جاءه امر الله وامر رسوله نقول سمعناه واطعنا ما الفرق بين المؤمن والكافر؟ المؤمن يقول سمع سمعنا وطنه والكافر يقول سمعنا وعصينا. قالوا سمعنا وعصينا. قال سبحانه انما كان قول المؤمنين اذا ادعوا الى الله ورسوله فما بالهم ان يقولوا سمعنا واطعنا واولئك هم المرجعون. وقال عن اليهود من الذين هادوا يحرفون الكلمة عن موضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع هو راعنا وهنا قالوا سمعنا وعصينا. واذا اخذنا ميثاقكم ورفعنا ورفعنا فوقكم الطور فما خذوا ما اتى لكم بقوة واسمعوا. قالوا سمعنا وعصينا شأن المؤمن قبول الاوامر والنواحي وامتثال امر الله واجتناب نواهيه وان يقبل اوامر الله بانشراح صدر وطواعيه وايمان وصدق ورغبة فيما عند الله ورهبة مما عنده هذا شأن المؤمن. قال الله تعالى واشربوا في قلوبهم العجل. يعني اشربوا في قلوبهم حب العجل. هذا تقدير مظاعف. حذف الكلام عليه. تقديري في قلوبهم حب العجل حب عبادة العجل هذا العجل الذي صنعه السامري اشربوا في قلوبهم عجل جسد له اخوان يشاهدونه من الذهب والفضة جاء وصنع في يده وهم يشاهدونه وجعل لهم عجلا وقال لهم هذا الهكم واله موسى قبل ان يأتي فنسي ويرونه يرون صنعا بيده ومع ذلك والعياذ بالله وزيادة على ذلك اشربوا في قلوبهم حبا كما يتشرب الانسان الشيء كما يتشرب الجلد او الماء يتشربه ماذا تشربه يعني يخلص اليه ويبلغ فهؤلاء خلص الى قلوبهم يحبوا العجل وتشردت قلوبهم حب العجل كما يتشرب الشيء الماء الاسفنج اذا وضعته على الماء تشرب فكذلك هؤلاء قلوبهم تشربت حب العجل. مع انه واظح واظح ظلاله وكونه لكن الهداية بيد الله. بيت الله فهو المهتدي. ومن يضل الله فلن تجد له هو اللي مرسي ده. اضلهم الله وعمت قلوبهم وعمت مصائرهم حتى اشرب في قلوبهم حب العجل ووصل الى قلوبهم محبته. واسلموا حجة حب العتبة واسموا في قلوبهم عجلة بكفرهم يعني بسبب كفرهم وعنادهم وعدم قبول الاوامر عوقبوا عقوبة اخرى واسروا في قلوبهم اعجبوا بكفرهم قال الله تعالى قل بئس ما يأمركم به ايمانكم فهذا يسمونه ايمانه كفر قد فعلتم نواقظ متعددة فيه من الفوائد فيه بيان عتو بني اسرائيل واليهود وعنادهم لانبيائهم وفي ان الانسان قد يسبب فيه انواع من الكفر فهؤلاء اجتمعوا انواع الكفر منها قتل الانبياء ومنها عبادة العجل ومنها الاستكفار عن عبادة الله ومنها ايضا العناد لانبياء الله وتكذيبهم الى غير ذلك من انواع الكفر. فقد يجتمع في الانسان وعوا كثيرة من الكفر نسأل الله السلامة والعافية. فيزداد كفره ويزداد عذابه كافر عن الكفار وتفاوتهم في الكفر. فالكافر الذي يؤذي المسلمين ويفتنهم عن دينهم ويؤذيهم اشد عذابا من الكافر الذي لا يفتي المسلمين. الكاف هنا كافر كفره على نفسه ولا يؤذي احد هذا اخف وهذا كفر يؤذي المسلمين ويؤذيهم ويفتنهم عن دينهم هذا اشد عذاب قال الله تعالى الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم ابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون. نسأل الله السلامة والعافية. وفيه ان الله تعالى ذم هؤلاء اليهود. ذم ما يدعونه من الايمان. بئس هذا الايمان الذي تدعونه فانه ليس بايمان بل هو كفر لاشتماله على انواع من الكفر. نعم