اخذا بالرخصة ولما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم صلي وسلم انه سئل عن الصوم في السفر فقال من افطر فحسن ومن صام فلا جناح عليه وقال في حديث اخر احسن الله اليكم. قال الله تعالى وهدى للناس وبينات. وبينات من الهدى والفرقان. فمن شهد منكم شهر فليصمه. ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام النخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله. ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون. عنوان فضل رمضان ونزول القرآن فيه. يمدح تعالى شهر الصيام من بين سائر الشهور بان اختاره من بينهن لانزال القرآن العظيم فيه وكما اختصه بذلك قد ورد الحديث بانه الشهر الذي كانت الكتب الالهية تنزل فيه على الانبياء روى الامام احمد بن حنبل رحمه الله عن واثلة يعني ابن الاسقع رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم صلي انزلت صحف ابراهيم في اول ليلة من رمضان وانزلت التوراة لست مضين من رمضان والانجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان وانزل الله القرآن لاربع وعشرين خلت من رمضان عنوان فضل القرآن وقوله هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان هذا مدح للقرآن الذي انزله الله هدى لقلوب العباد ممن امن به وصدقه واتبعه وبينات اي دلائل وحججا بينة واضحة جلية لمن فهمها وتدبرها. دالة على صحة ما جاء به من الهدى المنافي للضلال والرشد المنافي للغيب ومفرقا او مفرقا؟ يصلح مفرقا او مفرقا بين الحق والباطل. نعم. وما في رقا بين الحق والباطل والحلال والحرام عنوان ايجاب صوم شهر رمضان وقوله فمن شهد منكم الشهر فليصمه هذا ايجاب حتم على من شهد استهلال الشهر اي كان مقيما في البلد حين دخل شهر رمضان شهر وهو صحيح في بدنه. حين دخل شهر عفا الله عنك. هذا ايجاب حتم على من شهد استهلال الشهر اي كان مقيما في البلد حين دخل شهر رمضان. وهو صحيح في بدنه ان يصوم لا محالة ونسخت هذه الاية الاباحة ونسخت. عفا الله عنك ونسخت هذه الاية الاباحة المتقدمة لمن كان صحيحا مقيما ان يفطر ويفدي باطعامه مسكين عن كل يوم كما تقدم بيانه. ولما حتم الصيام اعاد ذكر الرخصة للمريض للمريض وللمسافر في الافطار بشرط القضاء فقال ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر معناه ومن كان به مرض في بدنه يشق عليه الصيام معه او يؤذيه او كان على سفر اي في حالة السفر فله ان يفطر. فاذا افطر فعليه عدة ما افطر في السفر من الايام. ولهذا قال يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر اي انما رخص لكم في الفطر في حال المرض وفي السفر مع تحطمه في حق المقيم الصحيح تيسيرا عليكم ورحمة بكم. في هذه الاية الكريمة بيان وجوب الصوم حتما على من توفرت فيه الشروط وفي فالثناء على شهر رمظان وان الله تعالى اثنى على شهر رمظان وبدحا من بين الشهور واختصه وربك يخلق ما يشاء ويختار والله سبحانه يختار من الاشهر ما يشاء كما اختار شهر رمضان وعشر ذي الحجة ويختار من الامكنة ويفظلها كالحرم الحرم المكي والحرم المدني والمسجد الاقصى ويختار ايظا من الاشخاص كما اختار الانبياء واختار هذه الامة فظلها واختار نبينا صلى الله عليه وسلم فله الحكمة البالغة فاختار هذا الشهر دل على فضله في دليل على فضل شهر رمظان يلا اختاره اختاره لانزال القرآن العظيم. الذي هو كلام الله والذي هو افضل الكتب. اختاره لان يكون نزول القرآن فيه واختاره لان يكون وجوب الصوم فيه الذي هو ركن من اركان الاسلام ترى الله ان يكون وجوب الصوم واداء الركن في هذا الشهر واختار في انزال القرآن العظيم. فدل على فضله وشرفه ولهذا قال سبحانه شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفقان بدليل على ان القرآن فيه هداية للناس هداية للقلوب لمن اراد الله هدايته اما الذين لا يؤمنون في اذانهم وقر وهو عليهم عمى من اراد الله هداية القرآن في هداية وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين هدى للناس وبينات حجج واضحات من الهدى والفرقان بينات من الهدى والفرقان الذي يفرق بين الحق والباطل فهذا القرآن فيه التفريق بين الحق والباطل بين الله في وجوب توحيده والايمان به وبرسله والامام بالملائكة والامام باليوم الاخر بين في صفات المؤمنين وصفات الكفار وصفة المنافقين فيها الفرق بين الحق والباطل بهداية للقلوب بهداية للناس وفيه الدلائل الواضحات من الهدى والفرقان واختلف العلماء فيما اذا سافر وهو صائم باثار اليوم هل يفطر او لا يفطر؟ على قولين قيل اذا اذا سافر فقد صام فعليه ان يتم صومه وانما يجوز له الرخصة اذا ابتدع الفطر بالسفر اما اذا صام اوله فان عليه ان يتمه والفضل الثاني ان له ان يصوم وهو الصواب كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حيث في افطر وافطر الصحابة في حجة الوداع. نعم اذا اذا سافر وقد صعب اختلف العلماء هل يتم صومه؟ يجب اتمام صومه او يجوز له فطر على قولين والراجح انه يجوز له ان ان يفصل ان يفطر ولو كان صوم اوله لان النبي صلى الله عليه وسلم صعب لما خرج في حجة الوداع ثم افطر وكذلك اذا قدم من السفر وهو مفطر هل يجب عليه ان يصوم بقية يومه؟ قوله ان يستمر في فطره على قولين قيل يجب عليه ان يتم صومه احتراما للزمن كما انه يجب عليه ايضا ان يصوم اذا بلغ في اثناء النهار وهو مفطر وكذلك الحائض والنفس اذا طهرت في اثناء الصوم في اثناء النهار مفترض نصوم وكذلك من اسلم في اثناء النهار يصوم بقية يومه وقال اخر من العلم لا يجب على هؤلاء الصوم وقالوا ان من اكل في اول النهار فليأكل في اخره وقالوا ان هذا الصوم لا يستفيد منه ولكن اه هؤلاء يفطرون سرا حتى لا يقتدي بهم الفساق ومثل اذا قدم وهو مسافر يقول يأكل سرا وكذلك وكذلك غيره مما يجوز له الفطر والقول الاول هو المعتمد عند الحنابلة وعند جمع من اهل العلم انه يجب عليه الامساك احتراما للزمن ويقضي هذا اليوم نعم طبعا عنوان مسائل عن الصوم في السفر وقد ثبتت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم صلي وسلم انه خرج في شهر رمضان لغزوة الفتح فسار حتى بلغ الكديد ثم افطر وامر الناس بالفطر اخرجه صاحب الصحيح والامر في ذلك على التخيير وليس بحتم لانهم كانوا يخرجون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم صلي في شهر رمضان قال فمنا الصائم ومنا المفطر فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم فلو كان الافطار هو الواجب لانكر عليهم الصيام بل الذي ثبت من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان في مثل هذه الحالة صائما بما ثبت في الصحيحين عن ابي الدرداء رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم صلي وسلم. في شهر رمضان في حر شديد حتى ان كان احدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر وما فينا صائم الا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعبد الله بن رواحة والافطار في السفر وهذا يدل على انه لا لا بأس بالصوم وان الانسان مخير اذا كان يتحمل ولا يشق عليه لكن اذا كان يشق عليه ولا يتحمل والفطر في حقه افضل مثل ما سبق جمعوا بالاحاديث قال ليس من البر الصيام في السفر لما رأى رجل ظلل عليه. وكذلك الذين صاموا وسقوا الركاب الاغبياء قال ذهب المفترون اليوم بالاجر ولكن لو صام وتحمل فلا حرج الرسول صام كما في هذه القصة في يوم شديد عبدالله بن رواحة هو مخير. نعم. والافطار في السفر افضل عليكم برخصة الله التي رخص لكم وقالت طائفة فاقبلوها. نعم وقالت طائفة هما سواء لحديث عائشة ان حمزة بن عمرو الاسلمي رضي الله عنه قال يا رسول الله انك اني كثير الصيام افعصوم في السفر فقال ان شئت فصم وان شئت فافطر وهو في الصحيحين وقيل انشق الصيام فليفطار افضل لحديث جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجل رجلا قد ظلل عليه فقال ظلل قد ظلل عليه فقال ما هذا قالوا صائم فقال ليس من البر الصيام في السفر اخرجه. فاما ان رغب عن السنة ورأى ان الفطرة مكروهة اليه فهذا يتعين عليه الافطار ويحرم عليه الصوم ولا يجب التتابع في قضاء يعني هذا لان هذا رغب على السنة لك عنده هالاعتقاد وان الصيام مكروه وهذا هو لا ينبغي له ان يصوم يجب عليه ان يصوم في هذه الحالة حتى يزيل هذا الاعتقاد الفاسد. نعم. فاما ان رغب عن السنة ورأى ان الفطر مكروه اليه فهذا يتعين عليه الافطار ويحرم علي الصوم ولا يجب التتابع في القضاء بل ان شاء فرق وان شاء تابع. وعليه ثبتت الدلائل لان التتابع انما وجب في الشهر لضرورة. لضرورة ادائه في الشهر فاما بعد انقضاء رمضان فالمراد صيام ايام عدة ما افطر. ولهذا قال تعالى فعدة من امين اخر عنوان اليسر دون العسر ثم قال تعالى يريد الله يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وروى الامام احمد عن انس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم صلي وسلم يسروا ولا تعسروا ولا ولا تنفروا اخرجه في الصحيحين وفي الصحيحين ايضا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ وابي موسى رضي الله عنهما حيث بعثهما الى بشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا وتطاوعا ولا تختلفا ومعنى قوله يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة اي انما ارخص لكم في الافطار للمرض والسفر ونحوهما من الاعذار لارادته بكم اليسر. وانما امركم بالقضاء لتكملوا عدة شهركم عنوان ذكر الله على اتمام العبادة وقوله ولتكبروا الله على ما هداكم اي ولتذكروا الله عند عند انقضاء عبادتكم. كما قال فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم ما جاءكم واشد ذكرا. وقال فاذا قضيتم الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون وقال وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبحه وادبار السجود. ولهذا السنة باستحباب التسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلوات بعد الصلوات المكتوبات. وقال ابن عباس رضي الله عنهما ما كنا ما كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه فسلم الا بالتكبير ولهذا اخذ كثير من العلماء مشروعية التكبير في عيد الفطر من هذه الاية ولتكملوا توالتكبروا الله على ما هداكم. وقوله ولعلكم تشكرون. اي اذا قمتم بما امركم الله من طاعته باداء فرائضه وترك محارمه حفظ حدوده فلعلكم ان تكونوا من الشاكرين بذلك انه في هذه الاية الكريمة في ان الله تعالى اراد بعباده اليسر فيه ان هذه الشريعة طبعها الله شريعة يسر ليس فيها عسر وليس فيها مشقة وهذا من فضل الله تعالى واحسانه للعبادة والارادة هنا ارادة دينية شرعية والارادة نوعان ارادة دينية كونية قدرية مثل قوله تعالى فمن يرد الله ان يهديه يشرع صدره للاسلام ومن يرد ان يظله يجعل صدره ضيقا حرجا هذه الارادة الكونية لقوله تعالى ولكن الله يحكم ما يريد وهذه الاية فيها الارادة الدينية الشرعية يريد الله بكم اليسر يعني دينا وشرعا ولا يوجد بكم العسر ولهذا سهل ويسر سبحانه وتعالى واباح الفطرة للمريض والمسافر وهذا من تيسيره على عباده وقوله تعالى ولكن يريدوا ليطهركم في اية المائدة وليتم نعمته عليكم هذي ارادة دينية شرعية وقوله انما يريد الله ليفرغ عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا فهذه ارادة دينية شرعية في هذه الايات لان الارادة نوعان في اثبات الارادة لله عز وجل وان الله تعالى يريد بعباده اليسر ولا يريد بهم العسر. فيهن فيه فظل الله تعالى واحسانه الى عباده. وهي ان الله تعالى لا يكلف احدا في ان التكاليف ليس فيها ليس فيها عسر وليس فيها تكليف بما لا يطاق والله تعالى خفف ويسر فلا يأمر العباد الا بما يطيقون مخفف ويسر اباح الفطر للمريض والمسافر والعاجز يسقط عنه الصوم كل هذا من تيسير تعالى على عباده يريد الله بكم العسر ولا يريد بكم العسر ولتكن العدة امر الله تعالى بالصيام باكمال الصيام وبقضاء الصوم لاجل ان يكمل الناس العدة التي اوجبها الله عليهم وفيه مشروعية ذكر الله والتكبير عند انقضاء الصيام. ولهذا ولتكبروا الله على ما هداكم وذكر الله يكون بعد العبادات وفي الصيام وليتكبر الله على ما هداكم وفي الحج فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله اباءكم واشد ذكرا وفي الصلاة فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فظله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون شرع النبي صلى الله عليه وسلم التكبير والتحميد تحليل التسبيح بعد بعد اعداء الصلوات وان يستغفر ثلاثا ويقول اللهم انت السلام وبك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ف الاستغفار والذكر وذكر الله والتكبير تختم به العبادات يختم بها تكون بعد الصلوات وبعد الصيام وبعد الحج ولهذا قال لتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون. اي ولكي لكي تشكروا ربكم لتكونوا من الشاكرين فانكم اذا اديتم ما اوجب الله عليكم من الصيام وقظى المريظ والمسافر ما عليه وذكر الله دبر الله عند انقضاء والصيام فانه يكون من الشاكرين حيث انه عظم الله وقبل شرعه تحدث بنعمة الله وادى ما اوجبه الله عليه فكان من الشاكرين لان الشكر يكون بالقلب وباللسان وبالجوارح بالقلب تعظيم الله واجلاله وخشيته والاعتراف بشرعه وباللسان بالثناء عليهم وتسبيحه وتقديسه وذكره وشكره وبالجوارح واستعمالها في طاعة الله كما قال الشاعر افادتكم النعماء مني ثلاثة بيدي ثلاثة يدي ولساني والضمير محجبا الشكر يكون باليد واللسان بالجوارح وباللسان وبالقلب باراكا في اسئلة الارادة الكونية لا يتخلف مرادها اذا اراد الله شيئا شاملة للمؤمن والكافر والارادة الدينية قد يحصل مراده وقد لا يحصل خاصة بالمؤمن فتجتمع الارادتان الكون القدير في حق المؤمن المطيع كابي بكر وتنفرد الارادة الكونية في حق العاصي كابي لهب. نعم. في كل شيء شاملة لكل شيء والدينية خاصة بما شرع الله. نعم. الارادة الدينية مرادفة للرضا والمحبة والارادة الكونية مرادفة للمشيئة احسن الله عليك يا شيخ قوله تعالى يريد الله بكم اليسر اسدل بها البعض على اخذ الاسهل عند الخلاف بين العلماء الاخ والايسر. نعم هذا استدل به بعض وذهب اخرون الى الى القول بالعكس هذه في المسائل الاصولية في مسألة اصولية يعني اذا اختلف العلماء في قوله هل يؤخذ بالايسر او يؤخذ بالاشد ثم قال يؤخذ بالايسر عملا بهذه الاية وامثاله ثم قال يؤخذ بالاشد لان الشريعة فيها تكاليف. نعم