بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم صلي وسلم. اما بعد فغفر الله لك ولمن يسمع. امين. يقول الله تعالى والذين توفون منكم ويذرون ازواجا وصية لازواجهم متاعا الى الحول غير اخراج فان خرجنا فلا جناح عليكم فيما فعلنا في انفسهن من معروف. والله عزيز حكيم وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تعقلون. عنوان نسخ هذه الاية. قال الاكثرون هذه الاية منسوخة بالتي قبلها وهي قوله يتربصن بانفسهن اربعة اشهر وعشرا عن ابن الزبير. قال قلت لعثمان ابن عفان والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا قد نسختها الاية الاخرى فلم تكتبها؟ نعم. او تدعها قال يا ابن اخي لا اغير شيئا منه من مكانه. ومعنى هذا الاشكال الذي قاله ابن الزبير لعثمان اذا كان حكمها قد الاربعة الاشهر فما الحكمة في ابقاء رسمها مع زوال حكمها؟ وبقاء رسمها بعد التي نسختها يوهي بقاء حكمها فاجابه امير المؤمنين بان هذا امر توقيفي. وانا وجدتها مثبتة في المصحف كذلك بعدها فاثبتها حيث وجدتها. روى ابن ابي حاتم عن ابن عباس في قوله والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا وصية لازواجهم متاعا الى الحول غير اخراج. فكان للمتوفى عنها زوجها نفقتها وسكناها في الدار فنسختها اية المواريث فجعل لهن الربع او الثمن مما ترك الزوج وروى من طريق علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس قال كان الرجل اذا مات وترك امرأته اعتدت سنة في بيته ينفق عليها من ماله ثم انزل الله والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجها ازواجا يتربصن بانفسهن اربعة اشهر وعشرا فهذه عدة المتوفى عنها زوجها الا ان تكون حاملا فعدتها ان تضع ما في بطنها. وقال ولهن الربع مما تركن ثم ان لم يكن لكم ولد فان كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم. فبين ميراث المرأة وترك الوصية والنفقة قال وروي عن مجاهد والحسن وعكرمة وقتادة والضحاك والربيع ومقاتل ابن حيان قالوا نسختها اربعة اشهر مئة وعشرة وروى البخاري عن مجاهد والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا قال كانت هذه العدة. نعم. تعتد عند اهل زوجها واجب فانزل الله الذين يتوفون منكم ويذرون ازواجهم وصية لازواجهم متاعا الى الحول غير اخراج. فان خرجن فلا جناح عليكم هم فيما فعلن في انفسهن من معروف. قال جعل الله لها تمام السنة سبعة اشهر وعشرين ليلة وصية ان شاءت سكنت في وصيتها وان شاءت خرجت. وهو قول الله غير اخراج فان خرجن فلا جناح عليكم فالعدة كما هي واجب عليها. نعم. زعم ذلك عن مجاهد رحمه الله. وقال عطاء قال ابن عباس نسخت هذه الاية عدتها عند اهلها فتعتد حيث شاءت وهو قول الله تعالى غير اخراج. قال عطاء ان شاءت اعتدت عند اهلها وسكنت في وصيتها. وان جاءت خرجت لقول الله فلا جناح عليكم فيما فعلنا في انفسهن قال عطاء ثم جاء الميراث فنسخ السكنى فتعتد حيث شاءت ولا سكنى لها وقول عطاء ومن تابعه على ان ذلك منسوخ باية الميراث ان ارادوا ما زاد على الاربعة اشهر والعشر فمسلم وان ارادوا ان نسكن الاربعة اشهر وعشر لا تجب في تركة الميت فهذا محل خلاف بين الائمة وقد استدلوا على وجوب السكنة في منزل الزوج بما رواه مالك في موطئه عن زينب بنت كعب بن عجرة ان بريعة بنت مالك بنت ما لك بن سنان ويا اخت ابي سعيد الخدري رضي الله عنهما اخبرتها انها جاءت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله ان ترجع الى اهل بها في بني خدرة فان زوجها خرج في طلب اعبد له ابقوا. حتى اذا كانوا بطرف القدوم لحقهم فقتلوه. قالت سألت رسول الله ان ارجع الى اهلي في بني خدرة. فان زوجي لم يتركني في مسكن يملكه ولا نفقة. قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قالت فانصرفت حتى اذا كنت في الحجرة ناداني رسول الله صلى الله عليه وسلم او امر بي فناديت له فقال كيف قلت؟ فرددت عليه القصة التي ذكرت له من شأن زوجي. فقال امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب اجله. قالت فاعتددت فيه اربعة اشهر وعشرا. قالت فلما كان عثمان بن عفان ارسل الي فسأل عن ذلك فاخبرته فاتبعه وقضى به. وكذا رواه ابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة. وقال الترمذي حسن صحيح عنوان وجوب متعة الطلاق وقوله وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين. قال عبدالرحمن بن زيد بن اسلم لما لما نزل قوله تعالى متاعا بالمعروف حقا على المحسنين؟ قال رجل ان شئت احسنت ففعلت وان شئت لم افعل فانزل الله هذه الاية وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين وقد استدل وقد استدل بهذه الاية من ذهب من العلماء الى وجوب المتعة لكل مطلقة سواء كانت مفوضة او مفروضا لها او مطلقا قبل المسيس او مدخولا بها واليه ذهب سعيد بن جبير وغيره من السلف واختاره ابن جرير وقوله تعالى لا جناح عليكم ان طلقتم النساء ما لم تمسوهن او تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتري قدره متاعا بالمعروف حقا على المحسنين من باب ذكر بعض افراد العموم وقوله كذلك يبين الله لكم اياته اي في احلاله وتحريمه وفروضه وحدوده بما امركم به ونهاكم عنه بينه ووضحه وفسره ولم يتركه مجملا في وقت احتياجكم اليه لعلكم تعقلون اي تفهمنا وتتدبرون. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. فهذه الاية الكريمة وهي قوله تعالى والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا وصية لازواجهم متاعا الى الحول غير اخراج. فان خرجنا فلا جناح عليكم فيما فعلنا فيها وسنن المعروف والله عزيز حكيم هذه الاية تسمى اية التربص تربص المرأة بعد وفاة زوجها سنة وهذا كان اولا ثم نسخت هذه الاية بالاية التي قبلها. وهي قوله تعالى والذين يتوفون منكم ويذروا من ازواج يتربصن بانفسهن اربعة عشر وعشرا فنسخت اية التربص في اربعة وعشرة اية التربص بسنة كانت المرأة تربص سنة تجد سنة بعد وفاة زوجها في الجاهلية وفي اول الاسلام ثم نسخ الله ذلك بالاية والذي يعتف منكم ويذر من ازواجا يتربصن بانفسهن اربعة اشهر وعشرا. هذا اذا لم تكن حامل فان كانت حاملة فان عدة بوضع الحمل على كل حال سواء كان مطلقة او او متوفى عنها وهذا من تيسير الله سبحانه وتعالى على النساء. فكانت المرأة تجلس هذه المدة وكانت في الجاهلية ايضا عليها من الاصال والاغلال انها انها تكون في حجرة ضيقة مظلمة ولا تمس ماء ولا يختلط بها احد حتى يضيع عليها سنة. وفي حالة سيئة تتراكم عليها الاوساخ والروائح الكريهة قتل اذا بعد السنة اعطيت بعرة فرمت بها اذانا بالخروج ثم تفتظ بدابة او طير فقل ما تفظه بشيء الا مات من شدة نثنها يعني تمسح به قبلها هذا الطير فاذا فيموت من شدة لا تلهى لانها سنة كاملة قام استثنى ولا نظفت نفسها هذا من الاسر والاغاني التي كان اهل الجاهلية يفعلونه الله تعالى نسخ هذه المدة سنة بثلث المدة اربعة اشهر وعشر ايام واباح لها ان تتنظف وتتغسل وتغير ثيابها وتكلم وتعمل الا علها تراعي الامور الخمسة التي سبقت وهي لزوم البيت وتجنب الثياب الجميلة وتجنب الطيب بانواعه تجنب الحلي وكذلك ايضا اه تجنب دعوة التحسين من الحنة والخضاب وهذه الاية منسوخة منسوخ لا حكمها لكن بقي لفظها وهذا احد انواع النسخ احدى انواع النسخ النسخ ثلاثة انواع نوع نسخ حكمه ولفظه مثل الاية التي كانت في سورة النور نسخ لفظه وحكمه مثل بعض الايات التي نسخ لفظها وحكمها اللفظ منسوخ والحكم منسوخ بشيء اخر نعم نعم مثل كان فيما انزل حديث عائشة عشر وضعات المعلومات للحريم فنسخنا بخمس معلومات اللفظ والحكم والنوع الثاني ان ينسخ الحكم ويبقى اللفظ مثل هذه الاية حكمه منسوخ ولفظها باقي مثل نسخ اية المصابرة كان في اول الاسلام اوجب الله على بالجهاد ان يقف المسلم امام عشرة ولا فر. فاذا زادوا عسر له نفر ثم نسخ بمصابرة مقابل اثنين لقوله تعالى الان خفف الله اعوامكم وعلم ان فيكم ضعفا فليكن منكم امرأة صابرة يضرب مائتين وان يكن منكم الف يضرب الفين باذن الله اياكم الاية الاولى اياكم منكم عسر وصابرون يغلب مائتين. وايكم مئة وايكم منكم مئة يغلب الف من الذين كفروا هذي نسخ حكمه وبقي رفضها ومما نسخ لفظه وبقي حكمه الاية التي في النور والشيخ هو الشيخ الذي اذا زنايا فرجمهما البتة نكال من الله والله العزيز الحكيم. هل له ظروف النسخ والحكم باقي؟ الرجم وقوله تعالى والمطلقات متاع بالمعروف حق على المتقين به دليل مشروعية المتعة متعة الزوج اذا طلق امرأته هذه الاية فيها الامر بالمتعة اختلف العلماء هل هو واجب او مستحب من العلماء قال انه خاص بالمفوضة المفوضة التي دخل فيها زوجها ولم يفرض لها مهر فانه يمتعها قوله تعالى لا جناح عليكم ان طلقتم النساء ما لم تمسوهن او تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن وقال احد من العلم ان كل مطلقة لها المتعة. استدلوا بهذه الاية وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتغير عام كل مطلقة يمتعها زوجها يعني يعطيها شيئا على حسب يسره وعسره كما قال في الاية الاخرى قال المسعي قدره وعلى المقتنع قدره ذكر قوله ان اعلاها اعلاها خادم واقل وكسوة اذا كان فقير يصير لها كسوة مناسبة واذا كان غني يعطيها خادم وهذا يختلف باختلاف الاحوال وقال سبحانه كذلك يبين الله لكم اياته بين الله تعالى حدوده واياته واوامره نواهيه ليعقلها العبادة ويفهمونها ويعملون بها. نعم السلام عليك. الم تر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال الله لهم فقال لهم فقال لهم الله موتوا ثم احياهم ان الله لدن فضل على الناس ولكن ان اكثر الناس لا يشكرون. وقاتلوا في سبيل الله واعلموا ان الله سميع عليم. من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط واليه ترجعون. عنوان قصة هؤلاء الاموات روى ابن ابي حاتم عن ابن عباس قال كانوا اهل قرية كانوا اهل قرية يقال لها دا وردان وقال علي ابن عاصم كانوا من اهل الدا وردان قرية على فرسخ من قبل واسط. وروى وكيع بن الجرا واسط بلدة في العراق الى ان ننسى العقيدة الواسطية لان الجواب عن سؤال والسبب في العراق نعم. وروى وكيع احسن الله اليك. وروى وكيع بن الجراح في تفسيره عن ابن عباس المتر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت قال كانوا اربعة الاف خرجوا فرارا من الطاعون قالوا نأتي ارضا ليس بها موت حتى اذا كانوا بموضع كذا وكذا قال الله لهم فماتوا فمر عليهم نبي من الانبياء فدعا ربه ان يحييهم فاحياهم فذلك قوله عز وجل الم تر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت الاية. وذكر غير واحد من السلف ان هؤلاء القوم كانوا اهل في زمن في زمن بني اسرائيل استوخموا ارضهم واصابهم بها وباء شديد. فخرجوا فرارا من الموت هاربين الى البرية فنزلوا واديا افيح فملؤوا ما بين عدوتيه فارسل الله اليهم ملكين احدهما من اسفل الوادي والاخر ومن اعلاه فصاحا بهما صيحة واحدة فماتوا عن اخرهم موتة رجل واحد فحيزوا الى حضار وبني عليه جدران وقبور وفنوا وتمزقوا وتفرقوا فلما كان بعد دهر مر بهم نبي من انبياء بني اسرائيل قالوا له حزقيل فسأل الله ان يحييهم على يديه فاجابه الى ذلك وامره ان يقول ايتها العظام البالية ان الله الله يأمرك ان تجتمعي فاجتمع عظام كل جسد بعضها الى بعض. ثم امره فنادى ايتها العظام ان الله يأمرك ان تكتسي لحما وعصبا وجلدا. فكان ذلك وهو يشاهده. ثم امره فنادى ايتها الارواح ان الله يأمر ان ان ترجع ان الله يأمرك ان ترجع كل روح الى الجسد الذي كانت تعمره. فقاموا احياء ينظرون قد احياهم الله بعد قد احياهم الله بعد رقدتهم الطويلة وهم يقولون سبحانك لا اله الا انت وكان في احيائهم عبرة ودليل قاطع على وقوع المعادي الجسماني يوم القيامة. ولهذا قال ان الله لذو فضل على الناس. فيما يريهم من الايات الباهرة والحجج القاطعة والدلالات الدامغة ولكن اكثر الناس لا يشكرون لا يقومون بشكر ما انعم الله به عليهم في دينهم ودنياهم وفي هذه القصة عبرة ودليل على انه لن يغني حذر من قدر وانه لا ملجأ من الله الا اليه فانها هؤلاء خرجوا فرارا من الوباء طلبا لطول الحياة فعملوا بنقيض قصدهم وجاءهم الموت سريعا في ان واحد ومن هذا القبيل الحديث الصحيح الذي رواه الامام احمد عن عبد الله ابن عباس ان عمر ابن الخطاب خرج الى الشام حتى اذا كان بسرد لقيه امراء الاجناد ابو عبيدة بن الجراح واصحابه فاخبروه ان الوباء قد وقع بالشام فذكر فجاءه عبدالرحمن بن عوف وكان متغيبا لبعض حاجته فقال ان عندي من هذا علما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم صلي اذا كان بارض وانتم بها فلا تخرجوا فرارا منه. واذا سمعتم به بارض فلا تقدموا عليه فحمدوا الله عمر فحمد الله عمر ثم انصرف واخرجاه في الصحيحين. عنوان الفرار من الجهاد لا يقرب الاجل ولا يبعده وقوله وقاتلوا في سبيل الله. واعلموا ان الله سميع عليم. اي كما ان الحذر لا يغني من القدر. كذلك الفرار من الجهاد وتجنبه لا يقرب اجلا ولا يبعده بل الاجل بل الاجل محتوم بل الاجل المحتوم والرزق المقسوم مقدر مقنن لا يزاد فيه ولا ينقص منه. كما قال تعالى الذين قالوا لاخوانهم وقعدوا لو اطاعونا ما قتلوا قل فادرأوا عن انفسكم الموت ان كنتم صادقين. وقال تعالى وقالوا ربنا لما كتبت علينا القتال؟ لولا اخرتنا الى اجل قريب قل متاع الدنيا قليل. والاخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا. اينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة. وروينا عن امير الجيوش ومقدم العساكر وحامي حوزة الاسلام وسيف الله المسلول على اعدائه ابي سليمان خالد بن الوليد رضي الله عنه انه قال وهو في سياق الموت لقد شهدت كذا وكذا موقفا وما من عضو من اعضائي الا وفيه رمية او طعنة او ضربة وها انا ذا اموت على فراشي كما يموت العير فلا نامت اعين الجبناء يعني انه يتألم لكونهما ما مات قتيلا في الحرب ويتأسف على ذلك ويتألم وان يموت على فراشه عنوان القرض الحسن وثوابه وقوله من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا؟ فيضاعفه له اضعافا كثيرة يحث تعالى عباده على الانفاق في سبيل الله. وقد كرر تعالى هذه الاية في كتابه العزيز في غير ما موضع. وفي حديث النزول انه قل من يقرض غير عديم ولا ظلوم. وقوله فيضاعفه له اضعافا كثيرة. كما قال تعالى مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء اية وسيأتي الكلام عليها وقوله والله يقبض ويبسط اي انفقوا ولا تبالوا. فالله هو الرزاق يضيق من يشاء من عباده في الرزق ويوسعه على اخرين له الحكمة البالغة في ذلك واليه ترجعون يوم القيامة. نعم في هذه الاية الكريمات احكام. الاية الاولى في قصة الذين خرجوا حذروا الموت فاتاهم او ثم ماتوا وهذه احدى القصص الخمس في سورة البقرة الذين احياهم الله بين فيها خمس قصص احياهم الله بعد موته القصة الاولى قتيل بني اسرائيل الذي قتله وتدارؤوا في من قتله وجاءوا لنبيه موسى عليه السلام وسألوه فامرهم ان يذبحوا بقرة فذبحوا البقرة واخذوا شيئا من لحمها ولطخوه بالقتيل فقام واخبرهم بالذي قتله احياه الله ثم عاد ميتا هذه القصة الاولى والقصة الثانية بنو اسرائيل لما خرجوا مع موسى عليه السلام وقالوا ان الله جهره فاخذهم الصاعقة وهم ينظرون. وتضرع موسى الى ربه الله ان يحييهم فاحياهم. قال ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون. والقصة الثالثة هؤلاء الذين خرجوا من ديارهم حضر الموت فجاءهم الموت والقصة الرابعة طيور ابراهيم عليه الصلاة والسلام لما سأل ربه قال ارني ربي ارني كيف توحي الموتى؟ قال او لم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي. قال فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منه جزءا ثم يدعون يأتينك سعيا واعلم ان الله عزيز حكيم. خذ اربعة من الطير قطعها وجعل على كل جبل وامسك رؤوسها لما اراد الله ان يحييها قالت تأتي الطيور اليه كل جسد يأتي ليركب الرأس رأسه فاذا ركب الرأس على جثة ليست له امتنع حتى تكون الرأس موافق الجثة ويركب باذن الله ورأى القصة الخامسة رأى الرجل الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها وسيأتي قال عنها في هذه الاو بعد موتها افاته الله مئة عام ثم بعثه قيل انه نبي وقيل غيره مات والله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت؟ قال لبثت يوما وبعظ يوما. قال بل لبثت مئة عام فاحياه الله واحيا حماره. وبعظ الفاكهة لم تتغير مئة عام فاكهة على حالها ما تغيرت ولا فسدت خمس قصة في هذه هذه القصة منها هؤلاء الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف لو واحد ولا اثنين الوف حذر الموت خوفا من الموت استوخموا البلد التي هم فيها وقع فيها بلاء وامراض واسقام وخشية من الموت فخرجوا يطلبون طول الحياة فعاملهم الله بنقي فاتهم الوثوث في مكانهم بواديهم الم ترى الى الذين اخرجوا من ديارهم وهو الوله حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم احياهم مفيدة كما قال المؤلف رحمه الله كما قال الحافظ ان الحذر لا يغري بها القدر ان قدر الله نافذ والحذر لا يغلي لا قدر الله نافذ ولا يفيد لعل الاجل لا يتقدم ولا يتأخر. وان من جاء اجله لا بد ان يموت ولا تنفع الاسباب ولا ينفع الطب اذا جاء الاجل ما في حيلة ما ما ينفع الطب قال تعالى وما كان لنفس لن تموت الا باذن الله كتابا مؤجلا هؤلاء خرجوا خوفا من الموت فجاءهم الموت ومن ذلك ما ذكر الحافظ رحمه الله من قصة مجيء عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى الى الشام لما قدم على الشام اخبر بان فيه مرض الطاعون طالع عمر فاستشار الناس كما ثبت في الصحيح في البخاري وغيره استشار المهاجرين وقالوا نرى الا تقدم تقدم بالجيش معك الجيش ومعك وجوه الناس والقراءات تقدمهم على هذا الوباء قال ارتفعوا عني ثم اتى قال علي بالانصار فشاورهم فاختلفوا بعضهم قال ان جئت لامر امضي لهذا الامر. وبعضهم قال ارجع للجيش لا تقضي به على هذا الوباء. قال ارتفعوا عني ثم قال ليأتني وسنة الفتح الذي لا تسمى فتح مكة وشاورهم فقالوا ارجع بالجيش وهكذا ثم اختار فاختار رضي الله عنه ان يرجع بالجيش فقال له ابو عبيدة منكرا عليه يا عمر افرارا من قدر الله ترجع بالاشترار من قدر الله فقال قولته المشهورة لو غيرك قالها يا ابا عبيدة نعم نفر من قدر الله الى قدر الله هذا في جميع الحال ما نخرج عن القدر سواء اقدمنا او رجعنا نفر من قدره الى قدر الله ارأيت لو كان هناك عدوتان عدة مخصبة وعدة مجذبة. ايهما ترعى ابله بعيرك تراه الارض المجذبة ولا مخصبة؟ قال المخصبة. قال اليس ان رأيت المخصب ورعيتها بقدر الله؟ وان رأيت المجنبة رأيتها بقدر الله فكذلك نحن الان لا نخشى على قدر الله وكان عبدالرحمن بن عوف متغيب في حاجة فجاء وراءهم يتحاورون فقال ان عندي من ذلك علما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا وقع الطعام في بلد وانتم فيها فلا تخرجوا منها فرار منها واذا وقع وانتم لست فيها معنا فلا تقدموا عليها فحمد الله عمر رضي الله عنه ان وافق اجتهاده النص خلاص اذا جاء النص خلاص قطع النزاع اذا جاء نهر الله بطل نهر معقل وهذا هو الحكم الشرعي انه اذا وقع الوضع في بلد فلا يأخذ الانسان فرارا منه واذا كان في بلد فلا يقدم عليه ولهذا قال سبحانه الم تر الى الذين اخرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم احياهم ان الله لذو الفضل على الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون فضله سبحانه واحسانه الى عباده لا ينكره الا جاحد. الجاحد المكابر ولكن اكثر الناس لا يعلمون حكمة الله وفي الاية الاخيرة حظ والحث على الانفاق في سبيل الله وان النفقة في سبيل الله مضاعفة من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة تبع بين الله تعالى النفقة في في الاية الاخرى مضاعفة بسبع مئة ضعف مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبت السبع سنابل في كل سبلة مئة حبة كما في الحديث من من ينفق ما بعيرا مختوما في سبيل الله وله به سبعمئة قل هو الله يقبض ويبسط يعني الله سبحانه يوسع الرزق على من يشاء ويضيق الرزق على من يشاء لحكمة بالغة. له الحكمة البالغة لانه علموا باحوال عباده وما يصلحهم واليه مرجعهم قل هو يقبض ويبسط الكلمات ان الحذر لا يغني بها القدر وفي ان الاقدار مؤجلة وان الموت لا يتقدم ولا يتأخر وفيه فظل الله تعالى واحسانه الى عباده وفيه ان كثيرا من الناس لا يعلمون حكمة الله وفيه ان النفقة في سبيل الله مضاعفة بسبع مئة ضعف وفي ان الله تعالى يوسع الرزق على من يشاء ويظيع الرزق على من يشاء بحكمة بالغة وفيه اثبات البعث والجزاء والحساب قل هو اليه ترجعون. نعم