عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال في النيات. وفي رواية بالنية. وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأتي يتزوجها فهجرته الى ما هاجر اليه هذا الحديث عن عمر ابن الخطاب امير المؤمنين عمر ابن الخطاب الخليفة الراشد ثاني الخلفاء الراشدين رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما الاعمال بالنيات وفي رواية بالنية وانما لكل امرئ ما نوى من كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه بدأ المصنف رحمه الله كتابه بهذا الحديث لاجل التذكير بالنية انها الاساس بكل عمل يعمله الانسان فلا بد ان يكون مؤسسا على نية صحيحة ومن ذلك تأليف الكتب فان تأليف الكتب عمل من الاعمال فالذي يؤلف كتابا يجب عليه ان يخلص النية لله في تأليفه الذي يؤلف كتابا من كتب العلم الشرعي يجب عليه ان يتذكر هذا الحديث وان يخلص نيته في تأليفه بان يكون قصده وجه الله سبحانه وتعالى بهذا التأليف لا يكون قصده طمعا دنيويا او طلبا للشهرة او اظهارا لعلمه او ما اشبه ذلك من المقاصد هذه هي المناسبة لبداية المؤلف بهذا الحديث ولان الطهارة يشترط لها النية ولان الطهارة لا تصح الا الا بنية لانها عمل من الاعمال وهذا الحديث حديث عظيم يقولون ان الاسلام يدور على اربعة احاديث كما قال الناظم عمدة الدين عندنا كلمات مسندات من كلام خير البرية اترك الشبهات وازهد ودع ما ليس يعنيك واعملن بنية اربعة احاديث. الحديث الاول الحلال بين والحرام بين. بينهما امور مشتبهات الى اخر الحديث الحديث الثاني لما سئل صلى الله عليه وسلم عن سأله سائل عن عملي يحبه الله ويحبه الناس قال صلى الله عليه وسلم ارغب فيما عند الله يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس هذا حديث عظيم قاعدة عظيمة منهج يسير عليه المسلم في حياته الحديث الثالث دع ما ليس يعنيك وهو قوله صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه. حديث رابع اعملن بنية. هذا الحديث الذي معنا انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى والنية هي القصد والعزم النية هي القصد والعزم وهي من اعمال القلوب هي من اعمال القلوب ولهذا لا يجوز التلفظ بها بل هي من اعمال القلوب التلفظ بها بدعة فينوي بقلبه الصلاة او ينوي بقلبه الصيام او ينوي بقلبه الحج او العمرة او اي عمل من الاعمال الصالحة ولا يتلفظ فيقول نويت ان اصلي نويت ان اتطهر ان اتوضأ نويت ان اصوم نويت ان اطوف او اسعى او غير ذلك لان النية عمل بالقلب لا باللسان ولهذا يقول العلماء النية بالقلب والتلفظ بها بها بدعة لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتلفظ بالنية عندما يريد ان يقوم بعمل من الاعمال وانما هذا شيء احدثه بعض المبتدعات فلا اصل له في الشرع انما الاعمال بالنيات اي انما صحت الاعمال لابد من تقدير لابد من تقدير تقدير انما صحة الاعمال او اعتبار الاعمال بالنيات والمقاصد لا بصورتها الظاهرة فقد يأتي الانسان بعمل كبير ولا يكون له عند الله وزن لان نية صاحبه فاسدة لان نية صاحبه فاسدة اما انه فعله من باب الرياء او من باب السمعة او لاجل طمع من الدنيا فلا يعتبر هذا العمل عند الله شيئا لان نية صاحبه غير صحيحة وربما يأتي الانسان بعمل قليل مخلص لله عز وجل فيه يكون فيه بركة وخير كثير. ليست العبرة بصور الاعمال ومظاهرها انما العبرة بنيات اصحابها ومقاصد اصحابها فان كانت نياتهم سليمة كانت اعمالهم مستقيمة ومقبولة. عند الله وان كانت نيات اصحابها مختلة او فاسدة فهي اعمال حابطة وباطلة من كان يريد الحياة الدنيا هذه النية من كان يريد الحياة الدنيا وزينتا نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون لماذا؟ لانهم يريدون باعمالهم التي ظاهرها العبادة يريدون بها الدنيا طمع الدنيا فهذه آآ نتيجة اعمالهم ونياتهم الفاسدة ليس لهم في الاخرة الا النار بفساد نياتهم ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وهذه كلمة حصر انما الاعمال هذه كلمة حصى والحصر معناه اثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه اثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه معنى هذا ان الاعمال لا تصح ولا تقبل الا مع صحة النية واما مع فساد النية فان الاعمال لا تعتبر ولا تقبل عند الله سبحانه وتعالى مهما بلغت وكثرت فيجب على المسلم ان يخلص نيته عندما يريد ان يعمل عملا من الاعمال الصالحة التي يتقرب بها الى الله ان يخلص نيته لذلك من البداية حتى يكون عمله مؤسسا على اساس صحيح ويخلص النية لله عز وجل ومن ذلك الطهارة فلو ان الانسان مثلا احضر الماء واستعمله على صورة الوضوء او على صورة الاغتسال احضر الماء واستعمله على صورة الطهارة لكنه لم ينوي الطهارة فانها هذا لا يكفيه ولا يرفع عنه الحدث ما يرفع عنه الحدث لو اغتسل يريد التبرج والتنظف ثم قال لما فرغ او في اثناء عمله قال او اريد رفع الحدث ما ينفعه هذا لانه اصلا ما نوى رفع الحذر انما نوى التبرج او لو التنظف وكذلك لو استعمل الماء على اعضاء وضوئه يريد النظافة مثلا او يريد ازالة الاوساخ ولم ينو الوضوء فان هذا لا يجزيه عن الوضوء. بفقدان النية اما ازالة النجاسة فلا تحتاج الى نية هل ما كان من باب التروك فانه لا تشترط له ولو كان على ثوبه نجاسة او على بدنه نجاسة وغسلها فانها تزول النجاسة ولو لم ينوي ازالتها لان المقصود ترك النجاسة والابتعاد عنها فلو غسلها يريد النظافة او يريد التبرج لو يريد غير ذلك فان هذا يكفي لان المقصود ازالة النجاسة وقد فقد زالت انما الاعمال بالنيات ثم قال صلى الله عليه وسلم وانما لكل امرئ ما نوى هذا تأكيد بان من نوى شيئا حصل له ومن لم ينوي شيئا لم يحصل له فالحصول حصول المطلوب مبني على النية فليس لك من عملك الا ما نويته وما لم تنوه فانه لا لا ينفع وانما لكل امرئ ولامرئة المراد به الانسان امرئ يراد به الانسان وهو يجر وينصب امرأ وان امرؤا ويرفع امرؤ فهو على حسب عوامل الاعراب يرفع وينصب ويجر بالعلامات الظاهرة وانما لكل امرئ ما نوى واما ما لم ينوه فانه لا يحصل له ثم ضرب صلى الله عليه وسلم لذلك مثلا بالهجرة الهجرة هي ترك الشيء. الرجز فاجر المراد بالرجز الاصنام وهجرها تركها اترك عبادة الاصنام فالهجر هو الترك ومنه ترك الكلام يسمى هجرا اذا ترك مكالمة الشخص فقد هجره. يعني ترك مكالمته وترك المعاصي هجرة مهاجرة من هجر ما نهى الله عنه ترك المعاصي والسيئات هجرة ان فيه معنى الترك ومن انواع الهجرة ترك الوطن والخروج منه فرارا بالدين ترك الوطن او البلد اذا كان لا يستطيع اقامة دينه فيه فانه يجب عليه ان يهاجر الى ارظ يستطيع فيها ان يعبد الله سبحانه وتعالى كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه قد هاجر الصحابة من المدينة الى الحبشة هاجر الصحابة من مكة الى الحبشة لما ضايقهم الكفار قرارا بدينه الهجرة الاولى ثم هاجر هاجر والهجرة الثانية من مكة الى المدينة وهاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة فرارا قرارا بالدين والهجرة عمل جليل في الاسلام وهي قرينة الجهاد في سبيل الله الذين هاجروا وجاهدوا في قرينة الجهاد لان فيها تركا للوطن وتركا للاولاد والاموال من اجل الدين وعبادة الله وحده لا شريك له فهي عبادة عظيمة وهي باقية الى ان تقوم الساعة كل من لا يستطيع اقامة دينه في بلد وهناك بلد يستطيع فيه اقامة دينه فانه يجب عليه الهجرة فان لم يهاجر وهو يستطيع فعليه وعيد شديد. ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيما كنتم؟ قالوا كنا في الارض قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا وسعة الهجرة واجبة لاجل الفرار بالدين الى ان تقوم الساعة واما قوله صلى الله عليه وسلم لا هجرة بعد الفاتحة المراد به الهجرة من مكة لانها صارت دار اسلام فلا هجرة من مكة الى المدينة بعد الفتح لان مكة صارت دار اسلام وليس معناه لا هجرة مطلقا بل الهجرة باقية قوله صلى الله عليه وسلم لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تخرج الشمس من مغربها الهجرة عمل جليل ولهذا جاء ذكر المهاجرين مقدما على ذكر الانصار رضي الله عنهم لان المهاجرين افظل من الانصار لانهم تركوا اوطانهم وديارهم واولادهم واموالهم وفروا بدينهم فاستحقوا الثناء من الله عز وجل والتقديم فالهجرة عمل جليل لكن ان كانت نية المهاجر الله ورسوله بلى فان هجرته الى الله ورسوله وان كانت هجرته لغير الله ورسوله فان هجرته الى ما هاجر اليه فالهجرة عمل من الاعمال ينظر الى نية صاحبها فان كان نيته الهجرة الى الله والهجرة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فله ما نوى. ويكتب من المهاجرين في سبيل الله عز وجل من كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله التقدير من كانت هجرته الى الله ورسوله نية وقصدا فهجرته الى الله ورسوله حكما وشرعا لابد من هذا التقدير والا يكون الكلام مكررا. ان كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. هذا مكرر لابد من تقدير يبين المراد والمراد كما قالوا من كانت هجرته الى الله ورسوله نية وقصدا فهجرته الى الله ورسوله حكما وشرعا واما من كانت هجرته لغير الله ورسوله لدنيا يصيبها سافر من بلد الى بلد يريد التجارة لان البلد الاخر فيه تجارة وفيه ثروة وفيه معيشة دنيا الاجر من اجل الدنيا لا من اجل الدين او الى امرأة ينكحها هاجر من اجل ان يتزوج للبلد الذي هاجر اليه ليس له من هجرته الا هذه المرأة وليس له اجر عند الله سبحانه وتعالى والحديث له سبب وهو ان رجلا هاجر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يريد ان يتزوج امرأة يقال لها ام قيس هاجر يريد ان يتزوج ولم يهاجر من اجل الدين النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا من كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه وليست الى الله ورسوله ليست الى الله ورسوله. ولهذا صار يسمى مهاجر ام قيس صار هذا الرجل يسمى بمهاجر ام قيس لان هذا قصده من الهجرة هذا اصل الحديث وسببه وهو مثال يوضح اول الحديث انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى مثال ذلك الهجرة الهجرة عمل من الاعمال فان كانت نية صاحبها وجه الله الهجرة الى رسول الله لاجل فرار بالدين فان هجرته معتبرة شرعا وله الاجر وان كانت هجرته لغير ذلك طمع دنيوي او لامرأة يتزوجها فليس له من الثواب والاجر عند الله شيء وانما هجرته للدنيا او للزواج فقط. فهذا مما يوجب وهذا ليس خاصا بالهجرة. هذا عام في جميع الاعمال على المسلم ان يخلص نيته لله عز وجل كذلك الطهارة التي هي محل بحثنا الان اذا استعمل الانسان الماء على صورة الطهارة لكنه لم ينوي الطهارة ليس له الا ما نوى ان كان يريد التبرد فله التبرج يريد النظافة له النظافة. وليس له رفع الحدث في هذا اما اذا نوى رفع الحدث فانه يرتفع حدثه له ما نوى. نعم فضيلة الشيخ يقول السائل عندما اريد الطهارة تكون نيتي لاداء الصلاة فهل تكفي عن نية الوضوء؟ نعم اذا نوى رفع الحدث او نوى الصلاة اذا نوى الصلاة بالوضوء فانه يكفي يعني ينوي اما رفع الحدث واما ينوي استباحة الصلاة نعم فضيلة الشيخ يقول السائل هل الهجرة من هذه البلاد الى بلاد اسلامية اخرى تعتبر هجرة ام ينطبق عليها حكم مكة المكرمة. الهجرة كل ما وجد بلدا يظهر فيه الاسلام اكثر والبلد اهله مسلمون مئة بالمئة وتقام فيه شعائر الاسلام وليس فيه شعائر للكفر ولا للوثنية فلا شك ان هذا يتعين الهجرة اليه اذا امكن تعين الهجرة اليه اذا امكن ولا يترك الى بلد اخر فيه اعلام الشرك وفيه اعلام الوثنية وفيه عدم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر نعم فضيلة الشيخ يقول السائل هل يفهم من حديث عمر رضي الله عنه ان اعمال الدنيا من تجارة وزواج وغيرها ليس للمسلم فيه اجر. ام ان الامر في تفصيل؟ الكلام في الهجرة الكلام للهجرة الذي يهاجر يريد الدنيا او يريد ليس له اجر الهجرة ليس له اجر الهجرة وانما له ما نوى. اما اذا قصد بطلب الرزق الاستعانة على عبادة الله والاستغناء عن الناس فانه يؤجر كذلك اذا قصد بالزواج اعفاف نفسه وطلب الذرية والمتعة المباحة يؤجر على ذلك ايضا نعم فضيلة الشيخ يقول السائل هل يجوز ان ينوي المسلم نيتين بالصوم؟ مثل صيام يوم عاشوراء ويوما قبله وبعده. وينوي ايضا صيام ثلاثة ايام من كل شهر صيام عاشوراء مستقل قيام يوما قبله او بعده. هذا صيام مستقل. ثلاثة ايام من كل شهر هذي عبادة مستقلة فلا يدخل هذا في هذا يصوم ثلاثة ايام من الشهر ويصوم يوم عاشوراء ويوما قبله او يوم بعده نعم فضيلة الشيخ يقول السائل هل كل سفر يسمى هجرة تسمى هجرة لغة لا شرعا السفر وترك البلد يسمى هجرة من باب اللغة. هجر الشيب بمعنى تركه. اما الهجرة الشرعية فهي لينوي بالهجرة الفرار بدينه نعم فضيلة الشيخ يقول السائل حفظكم الله ما معنى كلامكم فهجرته الى الله حكما وشرعا معناه واضح يا اخي ما يحتاج الى ما يحتاج الى بيان يعني من من الصعب توضيح الواضح. نعم فضيلة الشيخ يقول السائل ذكرتم حفظكم الله الاحاديث الدالة على وجوب الهجرة من ديار الكفر الى ديار التوحيد فما حكم من يقوم بالهجرة من بلاد المسلمين الى ديار الكفر ويقيم فيها ويمنح الجنسية على ذلك هذا عكس الهجرة هذا عكس الهجرة الذي يخرج من بلاد المسلمين ويذهب الى بلاد الكفار هذا عكس الهجرة هذا منهي عنه قال سمعتم الاية من الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا الم تكن ارض الله واسعة؟ فتهاجروا فيها. في الحديث انا بريء من مسلم يقيم بين اظهر المشركين وفي حديث لا تتراءى ناراهما فاذا كان يقدر على الهجرة الى بلاد المسلمين او الى بلاد ولو كانت غير مسلمة لكن يتمكن من اظهار دينه فيها فيهاجر اليها كما هاجر الصحابة الى ارض الحبشة وهي ليست بلادا اسلامية في وقتها لكن هي اخف البلاد ظررا يهاجر الى المكان الذي