العابد البهتان. من مثل الله العظيم بخلقه. فهو او عطل الرحمن من اوصافه فهو الكفور وليس دائما. هذا النوع الثاني من نوعي السلب الذي ينزه الله عنه الذي هو اول اتيانها والذهول عنها. قال تعالى قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا وكذلك ينزه عن احتياجه الى الطعام والرزق. فانه تعالى هو الرازق لجميع الخلق. الغني عنهم وكلهم فقراء واليه قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما ااريد منهم من رزقي وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. وقال سبحانه وهو يطعم ولا يطعم المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله فصل في توحيد الانبياء والمرسلين ومخالفته لتوحيد الملاحدة والمعطلين. وهذا التوحيد هو التوحيد على الحقيقة الذي لا استحق هذا الاسم غيره وهو التوحيد الوحيد في ذاته وحقيقته وادلته وبراهينه واثاره الجميلة وثمراته الجزيلة وهو التوحيد كيد الذي بعث الله به جميع رسله وانزل لاجله كتبه وخلق المخلوقات وشرع الشرائع لاقامته واقام الادلة العقلية والنقلية والافاقية والنفسية على صحته وكماله ووجوبه وتعينه طريقا للنجاة من شرور الدنيا والاخرة. ووسيلة الى السعادة والفلاح وهو الذي لا يحصل للقلوب زكاة ولا سرور ولا طمأنينة ولا ايمان صحيح ويقين الا به. وهو الاصل والاساس لجميع الاعمال وهو التوحيد الذي عليه خيار الخلق واكملهم عقولا وازكاهم نفوسا واجمعهم للمحاسن وهم جميع الانبياء والمرسلين هذا وثاني نوعي السلب الذي هو اول الانواع في الاوزان تنزيه اوصاف الكمال له من التشبيه والتمثيل والنكران لسنا نشبه وصفه بصفاتنا. ان المشبه عابد الاوثان كلا ولا نخليه من اوصافه. ان المعط امة الهدى ومصابيح الدجى واصحابهم واتباعهم ونبذه وزهد فيه كل ملحد ومعطل ممن فسدت اديانهم ومرجت عقولهم هم واكتسبوا شر الاخلاق وممن خالفوا الانبياء في طريقهم وتوحيدهم في الدليل والمدلول. فتوحيد الانبياء مشتمل على الحق والصدق المزكي النفوس المطهر للاخلاق وادلته كل دليل عقلي صريح وكل دليل نقلي صحيح. وتوحيد الملاحدة والمعطلين مشتمل على ما ابطل الباطل مؤيد بالشبه التي هي على جهل اصحابها وفساد عقولهم وافهامهم من اكبر الادلة. ولهذا قال المصنف تسمع اذا توحيد رسل الله ثم اجعله داخل كفة الميزان. مع هذه الانواع انظر ايها او لا لدى الميزان بالرجحان. وذلك ان الشيء يعرف بضده والحق يتضح ويظهر نوره معرفته ومعرفة ما يضاده من الباطل. فانك اذا وزنت بميزان العقل الحقيقي والفطر السليمة التي لم تتغير والبراهين الدالة على الحقائق توحيد الانبياء والمرسلين وتوحيد المعطلين وجدت بينهما من الفروق ما لا يخفى على من له ادنى مسكت من عقل. وكيف فيوزن توحيد المعطلين الملحدين المشتمل على مسبة رب العالمين ووصفه بكل صفة ناقصة ونفي حقائق اوصافه الكاملة افتراء عليه وعلى كتبه ورسله. واجعل المخلوق الناقص من جميع الوجوه مساويا للخالق الكامل في اسمائه وصفاته من جميع الوجوه بتوحيد الانبياء والمرسلين المحتوي على تعظيم رب العالمين وتقديسه وتمجيده والثناء عليه باكمل الثناء. ووصفه بكل صفة كما مال وتنزيهه عن التشبيه والتمثيل وعن مشاركة المخلوقات في خصائص صفاته المقدسة وكماله العظيم. وكيف يوزن توحيد يرقي لاصحابه الى اعلى عليين بتوحيد النفاة التي ينزل باهله الى اسفل سافلين. ام كيف يوزن توحيد يجعل من اتصف به هاديا هديا وطاهرا مرضيا بتوحيد يكسب اهله الضلال والاضلال وارزل الخصال. ويفضي بهم الى الشقاء الابدي. توحيدهم اعاني قولي وفعلي كلا نوعيه ذو برهان. يعني ان توحيد الانبياء ينقسم الى قسمين احدهما التوحيد الفعلي وهو افراد الله بالمحبة والذل وسائر العبادات والتقربات. ويأتي اخر الفصول هو المسمى توحيد العباد وتوحيد الالهية وسمي توحيدا فعليا لانه متضمن لافعال القلوب والجوارح. فهو توحيد الله بافعال العبيد. وانه لا ايتخذ له شريك ولا نديد. والثاني التوحيد القولي الاعتقادي وهو المشتمل على اقوال القلوب. وهو اعترافها واعتقادها وعلى اقوال اللسان والثناء على الله بتوحيده وهذا النوع هو توحيد الاسماء والصفات الذي يدخل فيه توحيد الربوبية وكل واحد من النوعين له براهين وادلة عقلية ونقلية. فبدأ المصنف بالتوحيد القولي فقال فالاول القولي زور نوعين ايضا في كتاب الله موجودان. احداهما سلب وذا نوعان ايضا فيه حقا فيه مذكوران سلب النقائص والعيوب جميعها عنه هما نوعان مع اقولان يعني ان التوحيد القولي على نوعين موجودين في كتاب الله وكذلك في السنة. احدهما سلب اي نفي النقائص والعيوب عن لله تعالى والثاني اثبات صفات الكمال لله تعالى كما سيأتي ان شاء الله وبدأ بالسلب لانه وسيلة ومقصود لغيره فان المقصود الاعظم من التوحيد اثبات صفات المدح والحمد ونفي كل ما نفاه الله عن نفسه او نفاه عنه رسوله من النقائص فانه متضمن للمدح والثناء على الله بضد ذلك النقص من الاوصاف الحميدة والافعال الرشيدة. وهذا السلب على قسمين ذكرهما المصنف بقوله سلب لمتصل ومنفصل انهما نوعان معروفان اما الثاني. سلب الشريك مع الظهير مع الشفيع بدون اذن اني الخالق الديان وكذاك سلب الزوج والولد الذي نسبوا اليه عابد الباني وكذاك نفي الكفر ايضا والولي لنا سوى الرحمن ذي الغفران. يعني ان ما ينزه الله عنه من النقص نوعان سلب لمتصل وضابطه نفي ما يناقض ما وصف به نفسه او وصفه به رسوله من كل ما الصفات الكاملة وسلب لمنفصل وضابطه تنزيه رب العالمين عن ان يشاركه احد من الخلق في خصائصه التي لا تكون لغيره من التوحد والتفرد بالكمال وان يفرد بالعبودية وذلك كنفي الشريك له في ربوبيته والهيته فانه منفرد بالملك والقدرة والتدبير ليس له في ذلك شريك وليس له ايضا ظهير اي معين يعاونه على خلق شيء من المخلوقات او تدبيرها لكمال قدرته وسعة علمه مشيئته وعجز المخلوقين وعدم حولهم وقوتهم الا بالله. فالشريك والظهير منفيان عنه مطلقا. واما الشفيع فانه من عظمته كما لملكه ينزه عن ان يشفع عنده احد الا باذنه. واما الشفاعة عنده باذنه من الانبياء والاصفياء لاهل الجرائم. فانها ثابتة ما اثبتها في عدة مواضع من كتابه. وذلك لانها دالة على كمال رحمته وعموم احسانه. فانها من رحمته بالشافع والمشفوع له الشافعي ينال بها الاجر والثناء من الله ومن خلقه والمشفوع له يرحمه الله على يد من اذن له بالشفاعة فيه. ومع هذا فلا يأذن لاحد ان يشفع الا فيمن رضي قوله وعمله. وهو من كان مخلصا لله متابعا لرسول الله. قال تعالى نافيا مشاركة احد له في الامور الثلاثة في الملك والشركة فيه والمعاونة والشفاعة بغير اذنه. وربع الذين زعمتم من دون الله لا يملك كون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير. ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن قيل له فقطع بهذه الاية كل سبب يتوسل به المشركون لدعوة غيره. وبين ان من كان بهذا الوصف لا ملك له بوجه من الوجوه ولا شركة في الملك ولا معاونة ومظاهرة فيه وليس له شفاعة بدون اذن الله لا يستحق من العبادة مثقال ذرة كذلك ينزه الله عن اتخاذ الزوجة والولد الذي نسبه اليه عباد الصلبان. حيث قالوا ان المسيح ابن الله وكذلك عباد الاوثان اذ قالوا الملائكة بنات الله فكذب الله كل من زعم ان له زوجة او ولدا فقال قل هو الله احد. الله صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. وقال ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله. وقال بديع السماوات والارض انا يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم. الى غير ذلك من الايات النافية عن الله ان يتخذ صاحبة او ولدا او شريكا. لانه الواحد الاحد الفرد الصمد الغني الذي لا يحتاج الى احد من خلقه بوجه من الوجوه ولانه المالك لكل شيء وكل الخلق مملوكون له فقراء اليه. فمن كان كذلك فكيف يتخذ الصاحبة والولدة تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا. وقالوا اتخذ الرحمن ولدا. لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا. ان ان دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. وقول المصنف نسبوا الى عابد الصلبان. هذا على لغة من يلحق الفعل المسند الى الظاهر علامة التثنية والجمع. وهي لغة ضعيفة يحمل عليها الضرورة واللغة الفصحى ان يفرد الفعل المسند الى الظاهر مطلقا. فيقال نسب اليه عابد الصلباني قوله وكذلك في الكفو ايضا ان يجب ويتعين ان ينفى ان يكون احد مكافئا لله في كماله وحقوقه. قال تعالى كفوا احد. وقال هل تعلم له سميا؟ وقال سبحانه فلا تجعلوا لله اندادا. وقال قال ليس كمثله شيء. فليس احد مكافئا لله اي مساويا له في الاسماء والصفات ولا في الافعال. لانه الخالق من كل وجه وسواه مخلوق ناقص ان لم يكمله ربه بكمال المخلوق اللائق به. فليس لاحد صفات تقارب صفات الله لا افعال تشبه افعال الله بل ليس لاحد من الخلق استقلال بفعل شيء اصلا حتى يعينه الله على افعاله. ولهذا كانت افعال العباد تابعة لمشيئة الله مع وقوعها بارادتهم وقدرتهم فخالق القدرة والارادة خالق ما يكون بهما. قال تعالى في بيان الاصلين لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ومما ينفى عن الله وينزه عنه انه ليس لنا ولي سواه يجلب لنا المنافع ويدفع عنا المضار. فليس لنا ولي سواه فانه تولى خلقنا ورزقنا وتدبيرنا وتربيتنا النوعين الثبوتي والسلبي في الميزان اي في هذه القصيدة. فتقدم النوع الاول من قسمي السلب وهو السلب المتصل والمنفصل المتضمن تنزيهه عن النقائص والعيوب وعن مشاركة احد من الخلق له في صفاته الخاصة به. وعما يناقض كماله العامة والخاصة الولاية العامة ولاية الخلق والتدبير الشاملة للبر والفاجر. قال تعالى ولي وقال فما له من ولي من بعده. والولاية الخاصة ولايته للمؤمنين المتقين يخرجهم بها من ظلمات الجهل والكفر والمعاصي الى نور العلم والايمان والطاعة. قال تعالى الا ان اولياء آآ الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة. وقال تعالى الله ولي الذين امنوا ويخرجهن من الظلمات الى النور. وكذلك لم يتخذ من خلقه وليا من الذل لكمال اقتداره و غناه وعظمته وانما يتخذ منهم اولياء رحمة بهم واحسانا اليهم يحبهم ويحبونه. والحاصل انه ليس احد مساويا لله تعالى او مماثلا او معينا او وزيرا او محتاجا اليه بوجه من الوجوه. والاول تنزيه للرحمن عنه واصفي العيوب وكل ذي نقصاني كالموت والاعياء والتعب الذي ينفي اقتدار الخالق الديان والنوم والسنة التي هي اصله. وعزوب شيء عنه في الاكوان هذا القسم الاول من قسمي السلب المنفي عن الله وهو التنزيه لله عن ان يتصف بعيب او نقص مناف لكمال اوصافه فهو موصوف بكل صفة كمال منزه عن ضدها وعن نقصها. فهو موصوف بكمال الحياة وبكمال القدرة. منزه عما يضادها من الموت والاعياء والتعب واللغوب فانه لو كان موصوفا بشيء من هذا النقص لكان ناقص القدرة. قال تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت وقال من لغوب ومنزه ايضا عما يضاد الحياة والقيومية من النوم والنعاس وهو السنة. قال تعالى الله لا لا اله الا هو الحي القيوم. لا تأخذه سنة ولا نوم. وقال النبي صلى الله وهو عليه وسلم ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام. وكذلك هو موصوف بالعلم المحيط بكل شيء يعلم ما في السماوات والارض ويعلم ما يسر العباد وما يعلنون. منزه عما ينافي ذلك. فلا يعزب ولا يغيب عن علمه وبصره وسمعه شيء في السماوات والارض قال تعالى ان الله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء آآ وقال تعالى عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر. وكذلك العبث الذي تنفيه حكمته وحمد الله ذي الاتقان. وكذلك ترك الخلق اهمالا سدى. لا يبعثون الى اد ثاني كلا ولا امر ولا نهي عليهم من اله قادر ديان اي وكذلك يجب تنزيه الله عن العبث في الخلق والامر فلم يخلق شيئا عبثا ولا باطلا ولا شرع شيئا الا لحكمة عظيمة لان له حكيم حميد. فمن تمام حكمته وحمده اتقان المصنوعات واحكامها واحكام الشرائع على اكمل وجه واتمه. وهذا مشاهد في خلقه وشرعه ومن تمام حكمته انه لم يخلق خلقه سدى لا يؤمرون ولا ينهون ولا يثابون ولا يعاقبون على تلك الاوامر والنواهي. فالحكمة والحمد دالان على انه خلق المكلفين لينفذ فيهم احكامه الشرعية ويبتليهم بالاوامر والنواهي. ثم بعد ذلك يبعثهم بعد موتهم الى دار تجري فيها عليهم احكام الجزاء والثواب والعقاب. قال تعالى افحسبتم انما خلقناكم ثم عبثوا وانكم الينا لا ترجعون. فتعالى الله الملك الحق لا لا اله الا هو رب العرش الكريم. وقال تعالى ايحسب كانوا ان يترك سدى. الم يكن طفة ممن يمنى. ثم كان علقة فخلق فسوى. فجعل منه الزوجين الذكر والانثى اليس ذلك بقادر على ان يحيي الموتى. الذي نقله في هذه لا يليق به ان يتركه هملا مهملا لا يؤمر ولا ينهى ولا يثاب ولا يعاقب. وكذلك ظلم عباده وهو الغني فما له والظلم للانسان. اي وكذلك ينزه الباري عن الظلم للعباد بان يزيد في او ينقص في حسناتهم او يعاقبهم على ما لم يفعلوا. فان الظلم لا يفعله الا من هو محتاج اليه او من هو موصوف بالجور واما الله الغني عن خلقه من جميع الوجوه الحكم العدل الحميد فما له وظلم العباد. قال الله تعالى وما ربك بظلام وقال يضاعفها. وقال سبحانه ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما اول هضما. وقال على لسان نبيه يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا رواه مسلم. وكذاك غفلته تعالى وهو علام الغيوب فظاهر البطلان وكذلك النسيان جل الى هنا لا يعتريه قط من نسياني. وكذلك كحاجته الى طعم ورزق وهو رزاق بلا حسبان. اي كذلك ينزه عن الغفلة والنسيان بوجه من الوجوه لانه عالم الغيب والشهادة وعلمه محيط لا يعرض له ما يعرض لعلم المخلوق من خفاء بعض المعلومات او النوع يرجع الى حفظ كماله ونعوت جلاله عن تشبيهها بصفات الخلق. فلا يقال علم الله او قدرة الله كعلم الخلق او قدرة ولا رحمته كرحمة خلقه فان ذلك تشبيه لله بالخلق. ومن قال بهذا فانه يمثل بفكره صنما ووثنا يعبده وكما فعل النصارى بالمسيح ابن مريم جعلوه الههم ومعبودهم. فالمشبه نسيب اي مشابه للنصراني. واما رب العالمين هو فوق ما يظنون واعلى مما يتوهمون فانه كما ان ذاته لا تشبهها ذوات المخلوقين فصفاته لا تشبهها صفاتهم وينزه عن تعطيل صفاته ونفيها كما فعلته الجهمية ومن تبعهم من المتكلمين. فان ذلك رد لنصوص الكتاب والسنة الدالة جعل اتصافه بكمال الايمان فيتوهم المعطل ان ظاهر النصوص يدل على التشبيه فينفيها بوهمه الفاسد ويصير قلبه متعبدا للعدم المحض والنفي الصرف فانه كفر بايات الله وتكذيب للرسل. ورد لما جاءوا به. ولهذا قال المصنف فهو الكفور وليس ذا ايماني. وسيأتي ان شاء الله كلام المصنف في الكلام على الجهمية وغيرهم من اهل البدع. وبالجملة فالناس في هذا المقام ثلاثة اقسام مؤمن موحد ومشبه ومعطل. فالمؤمن الموحد يصف الله بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله من صفات الكمال على الوجه اللائق بجلال الله وعظمته من غير تمثيل ولا تشبيه. ومن غير تحريف ولا تعطيل لشيء من اوصاف الله اه والمشبه هو الذي يشبه صفات الخالق بصفات المخلوقين او يتعرض لمعرفة كنهها وحقيقتها التي لا يعلمها غير الله والمعطل هو من نفى شيئا من صفات الله وكل من المعطل والمشبه قد حرم الوصول الى معرفة الله على وجهها. وابتلي بالتكلف تحريفي لنصوص الوحي وكما انه مناقض للوحي فهو مناقد لما دلت عليه العقول والفطر التي لم يطرأ عليها التغير فلا معقول لدينا بهم ولا من قول وهدى الله اهل السنة والجماعة لاتباع الحق المنقول عن الله وعن رسله والمعقول لذوي الالباب وذلك يظهر بتدبر برم عليه هذه الطرائف في المسائل والدلائل وتحقيقها. ونسأل الله الهداية لاقوم الطرق