يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم لكم قراءة كتاب رسالة في الحث على اجتماع كلمة المسلمين وذم التفرق والاختلاف فصل في بعض مفاسد الاختلاف والتنازع والتباغض والتهاجر ومضارها لا يستريب عاقل ان الله تبارك وتعالى لم ينهنا عن امر من الامور الا وفيه من المفاسد العامة والخاصة ما اوجبته حكمته ورحمته فاول مظار التشاحن والتباغض والاختلاف اضاعة هذا الاصل العظيم ومعصيته الله ورسوله الموجب للعقاب وحرمان الثواب ونقصان الايمان وحصول الحسرة والخسران واهمال ما دلت عليه الايات القرآنية والاحاديث النبوية ومنها ما يترتب عليها من الاقتتال والاختصام والموالاة والمعاداة التي تجعل المسلمين فراقا كل فريق يريد نصرة قوله بحق او باطل فيحصل بذلك من ارتكاب الخطأ والضلال والهوى من المفاسد العامة والخاصة ما لا يعلمه الا الله ويترتب على ذلك ترك الحق الذي مع المنازع نصرة للهوى وبغضا للشخص الذي جاء به فيوجب له بغض ما معه من الحق. ويحصل بسبب ذلك من الغيبة والنميمة والسعاية ما هو من اكبر المعاصي ويتحير مريد الهدى حسن القصد اذا كان قليل البصيرة فلا يهتدي لسبيله ولا يدري اي الطائفتين يتبعه في قيله ويجد سيء القصد المتبع لهواه مجالا يجول فيه باعراض العلماء والصالحين وولاة امور المسلمين وينتسب بقوله لطائفة ويتلبس بلباسها على قلب منافق مكار مخادع فيتوصل بذلك الى مقاصده الخبيثة ويبذر في قلوب من انتسب اليهم ما يقدر عليه من البذور التي تنتج الخزي والفظيحة وليس الاسف على هلاك من هذا شأنه وهذا غاية قصده فانه بسبيل من هلك وانما الاسف كل الاسف لمن يلقي اليه سمعه ويمكنه من قلبه ولبه ويصغي اليه ظانا نصحه وهو في الحقيقة اكبر عدو غاش هذا بعض ما انتجه الاختلاف ومنها انه يستدرج بالمفترقين الى المباعدة والمهاجرة حتى لا يتعلم بعضهم من بعض ولا ينصح بعضهم بعضا فيضيع من المصالح التي هم بصددها لو كانوا مجتمعين ما هو من اهم الواجبات واكبر القربات واجل الطاعات الى غير ذلك من طمع اعدائهم بهم لتفرق كلمتهم وتشتت امرهم