وظاهر ان هذا كان كفاحا بغير وساطة الملك وفي حديث ابي ذر في عدد الانباء والرسل المتقدم ذكره انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ادم انابي مكلم هو؟ قال قال نعم نبي مكلم وقال ابن عطية وقد تأول بعض الناس ان تكليم ادم كان في الجنة فعلى هذا تبقى خاصية موسى. ان التكليف خاصية موسى على هذا آآ القول بسم الله الرحمن الرحيم. تسجيلات السلف الصالح للصوتيات والمرئيات والبرمجيات. تقدم قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن من اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. ما لك يوم الدين والعاقبة للمتقين. ولا عدوان الا على الظالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد. كما صليت على ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فلا زلنا آآ نتناول مسألة التفاضل بين آآ الانبياء عليهم وعلى نبينا والسلام. آآ ونتناولها آآ في هذا المساء من آآ بحث مباحث المفاضلة في العقيدة. الدكتور محمد توظيفي آآ حينما يفصل في قضية التفاضل بين الانبياء في ذكر اولا تفاضل بين الانبياء والرسل فيقول تقرر لدينا آآ ان بين النبي والرسول فرقا لدلالة النصوص على ذلك وهذه المسألة ثمرة لتلك فان التفاضل انما يكون في الفوارق بين المتفاضلين لا فيما تساووا فيه من كل وجه وفي التفاضل بين الانباء والرسل اتفاق على ان الرسول افضل من النبي. يقول ابن كثير رحمه الله تعالى لا خلاف ان الرسول افضل من بقية الانبياء. وقال السفاريني الرسول افضل من النبي اجماعا. لتميزه بالرسالة التي هي افضل من النبوة وقد بدأ الله بذكر الرسول قبل النبي في قوله وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي. الا اذا تمنى القى الشيطان في نيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان وقدم سبحانه الوصف بالرسالة على الوصف بالنبوة في قوله في كل من موسى واسماعيل عليهما السلام وكان رسولا نبيا فلعل في هذا دلالة على فضل الرسول على النبي اذ الترتيب كان قاضيا بتقديم النبي على الرسول. لان النبوة تكون ثم الرسالة ففي تقديمها على النبوة افادة معنى ودلل الماوردي على فضل الرسول فقال الرسول اعلى منزلة من النبي. ولذلك سميت الملائكة رسلا ولم يسموا انبياء ولكن هذا الاستدلال على القول بتفضيل الملائكة على الانبياء وهو مردوح ومن اوجه فضل الرسل على الانبياء ان الرسالة في اصلها قدر زائد على النبوة. فالرسالة نبوة فالرسل ساووا الانبياء في النبوة وفضلوا عليهم بالرسالة. صلوات الله وسلامه على الجميع. يقول القرطبي رحمه الله تعالى معلوم ان من ارسل افضل ممن لم يرسل. فان من ارسل فضل على غيره في الرسالة واستووا في نبوة قال الى ما يلقاه الرسل من تكذيب اممهم وقتلهم اياهم وهذا مما لا خفاء فيه. وفي قول القرطبي هذا وجه اخر من وجوه فضل الرسول على النبي. وهو ما يلقاه الرسل دون الانبياء من المنازعة مع اقوامهم اه لانه كما اه سبق ان بينا كما وضح شيخ الاسلام ابن تيمية ان الراجح في الفرق بين الرسول والنبي ان الرسول يرسل لان ان النبي يرسل الى قوم مؤمنين به آآ آآ اما النبي فانه رسل الى قوم كافرين. آآ طبعا يحصل للرسول منازعة مع يعني آآ قومه وربما اذوه اشد آآ الاذى. آآ ذكر ابن القيم طبقات المكلفين. فجعل الطبقة الاولى مرتبة اولي العزم من الرسل ثم الطبقة الثانية من عاداهم من الرسل. من يعرف في اي كتاب الامام ابن القيم تكلم على طبقات المكلفين طريق الهجرتين نعم. طريق هذا الكتاب من من اهم كتب ابن القيم من اروع الكتب وفائدتها عظيمة جدا. ومن الكتب السلوكية ولا في نفس الوقت طريق الهجرتين هو باب السعدين هذا كتب من الكتب الاساسية التي لا يليق آآ ان سلفيا لا يقرأها ولا يمر عليها فذكر الطبقة الاولى من المكلفين مرتبة اولي العزم من الرسل ثم الطبقة الثانية من عداهم من الرسل ثم قال الطبقة الثالثة الذين لم يرسلوا الى اممهم. وانما كانت لهم النبوة دون الرسالة. فاختصوا بايحاء الله اليهم وارساله اليهم. واختصت الرسل عنهم بارسالهم الى الامة بدعوتهم الى الله بشريعته وامره. واشتركوا في الوحي ونزول بالملائكة عليهم من وجوه فضل الرسول على النبي ان الرسالة تثمر هداية الكافرين وازالة الشرك اما النبوة فتسمر توجيه المؤمنين وصيانة احكام الله فيهم. وهذا مستفاد مما ذكر من الفرق بين النبي والرسول ان نبي يبعث في مؤمنين. والرسول في كافرين لا شك ان هداية الكافر على يد الرسل خير من تعليم المؤمن. على يد الايه؟ الانبياء وفي كل خير. قال صلى الله الله عليه وسلم لعلي رضي الله تعالى عنه لما امره بدعوة اي اهل خيبر الى الاسلام فوالله لان يهدي الله بك رجل واحدة خير لك من ان يكون لك عمر النعم. وهذا الحديث متفق عليه فهذا فيما يتعلق في المفاضلة بين الرسل والانبياء. الرسل افضل من الانبياء لهذه الوجوه التي ذكرها. الى ان يذكر المسألة الثانية وهي التفاضل بين الرسل. الرسل انفسهم ايضا يتفاضلون فيما بينهم. قال سبحانه وتعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات واتينا عيسى بن مريم البينات وايدناه بروح قدس. فهذا نص في التفاضل بين الرسل خاصة من جملة الانبياء. فقد ذكرهم الله عز وجل نصا فقال تلك الرسل ثم قال ثم ذكر سبحانه وتعالى رسلا مبينا اوجه فضلهم. وقال سبحانه ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض. والرسل فيه تفاضل اولي العزم ان حتى الخمسة فيما بينهم هم متفاضلون فيما اه بينهم يقول وقد ذكر الله عز وجل اولي العزم في ايتي الاحزاب والشورى المذكورتين. وقد بدأ سبحانه في الايتين بذكر الطرفين داخلون في هذا الاطلاق. وهو اطلاق يفهم منه تفاضل الرسل فيما بينهم. فانه غير مانع من ان يكون الرسل من الانبياء فاضلين فيما بينهم. وافضل الرسل اولوا العزم منهم. قال سبحانه وتعالى امرا نبيه محمدا صلى الله عليه واله وسلم وهو افضل الخلق. فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل. ولا تستعجل لهم فامتدحهم الله عز وجل بالعزم وخصهم بالذكر من بين رسله. اولي العزم من الرسل. وامر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وقد فضله على جميع خلقه ان يقتدي بهم يقول شيخ الاسلام في الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان. افضل اولياء الله هم انبياؤه. وافضل انبيائه هم يسألون منهم وافضل المرسلين اولو العزم. وقال الحافظ ابن كثير لا خلاف ان الرسل افضل من بقية الانبياء. وان اولي العزم منهم افضلهم اما العزم الذي امتدحهم الله وفضلهم به فمعناه الحزم والصبر. فان العزم في اصل اللغة دال على الصليبة والقطع واجتماع القلب على الشيء وفي كتاب الله ما يدل على تفسير العزم بالصبر. دلالة ظاهرة قال سبحانه وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الامور وقال سبحانه حاكيا قول لقمان لابنه واصبر على ما اصابك ان ذلك لمن عزم الامور وقال عز وجل ولمن صبر وغفر ان ذلك لمن عزم الامور. فهذا يدل آآ بدلالة صريحة على تفسير العزم بالصبر وايضا نفس الاية التي آآ ذكرها الفا هاء واصبر فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل. اشارة ايضا الى هذا الربط بين الصبر وبين العزم والمقصود بالصبر الصبر على اعباء الرسالة وامانة ادائها وتحمل مشاقها والصبر على اذى المرسل اليه مع الحزم في الدعوة واداء الرسالة ونحوه من المعاني اما تعيين اولي العزم من الرسل فاولوا العزم هم بعض الرسل لا كلهم كما نقل عن بعض السلف ممن حمل من في الاية على التجنيس لا التبعيض. آآ يعني آآ بعضهم حمل ان آآ رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. آآ كان اجود الناس وكان اجود ما ايكون في رمضان حين يلقاه جبريل. فهذا نص في تفاضل احواله صلى الله عليه واله وسلم حالة من هنا على انها مش تبعيضية وللعزم من الرسل لكن حملها على انها ايه؟ آآ للجنس يعني آآ اولي العزل الذين هم كل الرسل يعني. هم فان خروج بعض الرسل من ان يكونوا معنيين في الاية ثابت في كتاب الله تعالى. هناك ادلة تدل على ان غير اولي العزم اه غير داخلين في هذه الاية الكريمة. الله سبحانه وتعالى امر نبيه في هذه الاية بالاقتداء باولي العزم. حينما قال فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل. ونهاه في اية اخرى عن ان يكون كصاحب الحوت يونس عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. هنا وقال ولا تكن كصاحب الحوت. وآآ يونس رسول كما قال تعالى وان يونس لمن المرسلين وقال وارسلناه الى مائة الف او يزيدون. وقيل اولو العزم هم كل الانبياء عدا يونس عليه السلام. وهذا بامرين ورد الدليل بهما. الاول ان الاية نص في انهم من الرسل لا من الانبياء غير الرسل فهناك من قال ان اولي العزم هم كل الانبياء عدا يونس. والاية تنص على ايه؟ اصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل فهي نص في انه من الرسل وليسوا من الانبياء آآ غير الرسل. الدليل الثاني ان الله سبحانه وتعالى نفى العزم عن ادم عليه السلام وهو نبي ولم يستثنه اصحاب هذا القول وان وانما استثنوا فقط آآ يونس عليه السلام. الله سبحانه وتعالى يقول ولقد عهدنا الى ادم من قبل فنسي ولم نجد له عزما. وما من شك ان الله لم يرسل رسولا الا وهو ذو عزم وجد في طاعة الله فيما ائتمنه عليه. ولكن خص هؤلاء بالذكر والتفضيل لانهم اعظم واكمل عزما من غيرهم والله تعالى اعلم اختلفت الاقوال في تعيين اولي العزم من هم على قسمين. القسم الاول قول من جعل التعيين بالصفة لا بالتسمية كقول من قال ان الذين ان اولي العزم هم الذين امتحنوا في ذات الله في الدنيا بالمحن. فلم تزدهم المحن الا جدا في بامر الله هناك ايضا قول من قال ان اولي العزم هم الذين امروا بالقتال. فاظهروا المكاشفة وجاهدوا الكفرة وهو مروي عن الشعبي ومجاهد والسدي وغيرهم. وقول من قال انهم الذين لم تصبهم فتنة من الانبياء. وهو مروي عن الحسن وقال قول من قال انهم العرب من الانبياء قاله مجاهد والشعبي اه لم يؤيد شيء من هذه الاقوال بادلة اما التوجه الثاني او القسم الثاني فهو قول من جعل التعيين بالتسمية. يعني هناك فريق قال انه اولي العزم معروفون او يعني يعرفون بصفاتهم لا باسمائهم. سواء كانوا انهم كانوا ابتلوا في ذات الله او كذا او كذا مما ذكرنا انفا. القول الثاني او القسم الثاني قول من جعل التعيين بالتسمية. لكن مع ذلك ايضا اختلفوا. فقيل هم الثمانية عشر المذكورون في سورة الانعام. لان الله سبحانه وتعالى عقب ذكر اسمائهم قال اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتادهم وهم ابراهيم واسحاق ويعقوب ونوح وداوود وسليمان وايوب ويوسف وموسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى والياس واسماعيل واليسع ويونس ولوط هذا القول يضاعفه امران احدهما ان فيهم انبياء ليسوا برسل. وكلامنا في اولي العزم من الرسل. فزكريا يحيى من الانبياء من انبياء بني اسرائيل. اما اولو العزم فهم رسل اه ايضا الامر الثاني الذي يضاعف هذا القول اه ان هو انهم لم يخصوا تعيينا لامره سبحانه وتعالى نبيه بالاقتداء بهم لقد قال سبحانه بعد ان ذكرهم قبل الامر بالاقتداء بعد ما ذكر الاسماء قال ايه؟ قال ومن ابائهم وذرياتهم واخوانهم ولتبيناهم وهديناهم الى صراط مستقيم. اذا آآ الامر هنا فبهداه مقتدر آآ هو امر بالاقتداء بهدي الانبياء جملة. يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير قوله اولئك الذين هدى الله انتبهوا دعاه مقتده. اولئك يعني الانبياء المذكورين مع من اضيف اليهم من الاباء والذرية والاخوان وهم الاشباه اذا ليس هنا ليس في في هذه الاية تخصيص هؤلاء الرسل وانما ذكر معهم غيرهم كما اه هو واضح القول الثاني الاول هم الثمانية عشر القول الثاني انهم ستة. نوح وهود وصالح ولوط وشعيب وموسى عليه سلام وهم المذكورون على النسق في سورتي الاعراف والشعراء وقيل غير ذلك ولكن الاشهر المتداولة في كتب العلم انهم خمسة وهم محمد ونوح وابراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام وهم الخمسة المذكورون نصا في قول الله سبحانه وتعالى واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى اه ابن مريم واخذنا منهم ميثاقا غليظا. وفي قوله عز وجل شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم اليه فقد خصهم الله عز وجل بالذكر في هاتين الايتين من بين الانبياء. وهو تنبيه الى فضلهم بين سائر الانبياء. وقد آآ بالذكر في ذكره اعظم الامور وافضلها واغلظها. بقوله واخذنا منهم ميثاقا غليظا والوصايا التي شرعها لخلقه. وذلك ما اخذ على جميع النبيين وبعث به جميع النبيين. وهو العهد الذي بين الله وخلقه وهو اقامة دين الله وعدم التفرق فيه واسلام الوجه له سبحانه والدعوة الى ذلك والمجاهدة فيه. والموالاة فيه والبراءة فيه وهؤلاء الخمسة صلوات الله وسلامه عليهم اكمل واعظم من قام بهذا الميثاق. ولذا خصوا بالذكر وهم الذين تفزع الامم اليهم في الموقف يوم القيامة بعد ابيهم ادم. فيتراجعونها حتى تنتهي به الى محمد صلى الله عليه وسلم كما في حديث الشفاعة المتفق عليه والقول بانهم اي هؤلاء الخمسة هم اولو العزم مروي عن ابن عباس وغيره من السلف الصالح رضوان الله عليهم وعن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه انه قال خيار ولد ادم خمسة نوح وابراهيم وعيسى وموسى ومحمد عليهم الصلاة سلام وخيرهم محمد صلى الله وسلم عليهم اجمعين. قال ابو حاتم في اية الاحزاب واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم اجمل الانبياء. يعني ايه؟ اختصر كلام الانبياء. اجمله ولم يفسره. ثم قال واذ اخذنا من النبيين قالها مجملا. ثم فصل وقال قال ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم. فافردهم تفضيلا لهم على سائر الانبياء. يقول ابن القيم في بيان قاتل مكلفين الطبقة الاولى وهي العليا على الاطلاق. مرتبة الرسالة. فاكرم الخلق واخصهم لديه رسله. واعلاهم منزلة اولوا العزم منهم المذكورون في قوله تعالى شرع لكم من الدين ما وصى نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى. وهؤلاء هم الطبقة العليا من الخلائق. وعليهم تدور الشفاعة حتى يردوها الى خاتمهم وافضلهم صلى الله عليه واله وسلم ثم قال الطبقة الثانية من عاداهم من الرسل على مراتبه من تفضيلهم بعضهم على بعض اذا الان هذا هو القول الراجح ان اولي العزم من الرسل هم الايه؟ آآ الخمسة المذكورون. ثم بعد ذلك يناقش مطلب آآ في اول الرسل وخاتمهم وذكر بعدهما الثلاثة مبتدأ بابراهيم ثم موسى ثم عيسى. واذا اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ها ومنك نوح فذكر الطرفين ثم ذكر بعد ذلك ابراهيم وموسى وعيسى بحسب ترتيب وجودهم عليهم الصلاة والسلام وقد بدأ سبحانه في الاحزاب بذكر محمد صلى الله عليه وسلم. لشرفه وفضله عليهم. وذلك لان في الاية ذكرا للنبيين في الجملة تعميما. ثم خص سبحانه افضلهم بالذكر بعد دخولهم في العموم. فناسب لذلك ابتداء بذكر محمد صلى الله عليه وسلم لكونه افضل هؤلاء المفضلين. وفي الاية ذكر للميثاق المأخوذ على النبيين فهي متعلقة بالانبياء خاصة. ولذلك قدم او قدم محمدا صلى الله عليه وسلم في الذكر للوجه المذكور وقال عز وجل واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم. ثم قال ومنك لانه هو افضل آآ الانبياء عليهم السلام المرسلين ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم اما اية الشورى فمتعلقة بالشريعة التي بعثوا بها شرع لكم من الدين آآ ما وصى به نوحا. ولذلك بدأ سبحانه بنوح قبل محمد عليهما الصلاة والسلام. لان الاية في ذكر دين الاسلام. وما وصى الله به الرسل فناسب ذلك ان يبدأ بنوح لان رسالته اول الرسالات ففيه بيان بيان جلي ان اول رسالات الرسل اوصت بما شرع امة محمد صلى الله عليه وسلم. من الدين. فهو دين اصيل مستقيم لا عوج فيه ولا اضطراب. ثم ذكر من بين من توسطوا بين محمد ونوح اشهر اصحاب الشرائع وافضلهم شرع لكم من الدين ما وصى به نوح وما وصينا به آآ والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه. والراحل هنا ايضا رغم ان الجميع اوحي اليهم. حتى الوصايا اوحيت اليهم لكن تلاحظون هنا انه قال في شريعة آآ نوح انها كانت وصايا. قال عليكم من الدين ما وصى به نوح كذلك قال وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى. اما في حق آآ خاتمهم وافضلهم عليه الصلاة والسلام فقال والذي اوحينا طبعا تشريفا للقرآن الكريم على سائر الكتب فمحمد صلى الله عليه واله وسلم. هو افضل اولي العزم بلا خلاف. يقول ابن كثير لا خلاف ان محمدا صلى الله عليه وسلم افضلهم ثم بعده ابراهيم ثم موسى ثم عيسى عليهم السلام على المشهور يعني ابن كثير ان نوحا اخرهم في ترتيبهم في الفضل وقوله على المشهور كانه اشارة الى وجود خلاف ترتيبهم في الفضل بعد محمد صلى الله عليه وسلم. وقد بان ابراهيم بعده في الفضل في موضع اخر فقال في ابراهيم آآ اي الحافظ ابن كثير هو اشرف اولي العزم بعد محمد صلى الله عليه وسلم وقد نص السفاريني على اختلاف العلماء في من يلي النبي صلى الله عليه واله وسلم في الفضيلة منهم. وذكر ان المشهور انه ابراهيم عليه السلام قال قد اختلفت العلماء في من يلي النبي صلى الله عليه وسلم في الفضيلة منهم والمشكور واختاره ابن حجر فيفتح في شرح البخاري انه ابراهيم خليل الرحمن. لما ورد ان ابراهيم عليه السلام خير البرية خص منه محمد صلى الله عليه وسلم باجماع. فيكون افضل من موسى وعيسى ونوح عليهم السلام. والثلاثة بعد ابراهيم افضل من سائر الانبياء والمرسلين. قال الحافظ ابن حجر ولم اقف على نقل ايهم افضل. والذي ينقدح في النفس اللي هو الثلاثة بقى تفضيل موسى تعيسى فنوح عليهم الصلاة والسلام وذكر السيوطي ان الاجماع منقود على تقديم ابراهيم عليه السلام. فبعد ان ذكر ان النبي صلى الله عليه واله وسلم خلق الله على الاطلاق. قال فخليله ابراهيم يليه في التفضيل. فهو افضل الخلق بعدها. نقل بعضهم الاجماع على ذلك وفي الصحيح خير البرية ابراهيم. وهذا خص منه النبي صلى الله عليه وسلم فبقي على عمومه قال السيوطي فموسى وعيسى ونوح الثلاثة بعد ابراهيم افضل من سائر الانبياء ولم اقف ولم اقف على نقل ايهم افضل وتعقب المنوي السيوطي بكلامه هذا آآ وفاته ان الفقر الرزي حكى الاجماع على تقديم موسى وعيسى على نوح. فانه قال في اسرار التنزيل لا نزاع في ان افضل الانبياء والرسل هؤلاء الاربعة محمد وابراهيم وموسى وعيسى والحاصل ان النص دل آآ على تفضيل محمد صلى الله عليه وسلم. والاجماع منعقد عليه. وكذا يدل النص على ان ابراهيم يليه في التفضيل لحديث انس قال قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا خير البرية فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ذاك ابراهيم. وهذا اخرجه مسلم وقال السيوطي وابن حجر آآ انهما لم يقفا على نقل اي الثلاثة افضل بعد ابراهيم عليه السلام. ولكن النقل دال على موسى على عيسى عليهما السلام. ففي احاديث المعراج ان النبي صلى الله عليه واله وسلم مر بعيسى في السماء ومر بموسى في رواية في السادسة وفي اخرى في السابعة. يعني بمنزلة اعلى من منزلة عيسى عليهم والصلاة والسلام. فموسى افضل من عيسى. فبقي ترتيب نوح عليه السلام هل هو مقدم عليهما ام مؤخر عنهما ام هو بينهما ولا نقل يدل على شيء من ذلك. وليس الامر مورد اجتهاد. وغاية ما يستطيعه من اجتهد بتأخير نوح. الاستبداد بنصوص غاية ما فيها اثبات من قبل لكل واحد منهم من غير تخيير بين المناقب وتقديم احدهما عليه او تأخيره عنه صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين. بتفضيل منقبة على اخرى مما لا يقبل اجتهادا حتى يقوم عليه دليل لان ثبوت منقبة لا يستلزم التفضيل بها حتى يرد النص بالتفضيل. فالواجب اعتقاده فضل نوح عليه السلام بعد ابراهيم على الجملة. من غير تعيين ترتيبه مع موسى وعيسى عليهم السلام فيكون حاصل القول في تفاضل اولي العزم ان افضلهم محمد صلى الله عليه وسلم. ثم يليه ابراهيم ثم مع بعض نوح وموسى وعيسى وموسى افضل من عيسى عليهم الصلاة والسلام اجمعين فلا يفاضل بين نوح وكل من موسى وعيسى لعدم ورود نص في ذلك لكن المشهور بين اهل العلم على قول ابن كثير تقديم موسى بعد ابراهيم ثم يذكر بعض خصائص اولي العزم من الرسل اما ابراهيم عليه السلام فمن فضائله وخصائصه عليه السلام انه خليل الرحمن لم يشاركه في الخلة الا محمد صلى الله عليه وسلم. قال سبحانه ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن. واتبع ملة ابراهيم النبوة يكتفي بهذا القدر اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك ازا الله فضيلة الشيخ خير الجزاء. ونسأل الله جل وعلا ان يرفع مكانة الشيخ في المهديين. وان يجعله علما من خليفة واتخذ الله ابراهيم خليلا آآ هذه المنقبة يشاركه فيها ايضا آآ الرسول عليه الصلاة والسلام. فمن التقصير ان يوصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بانه حبيب الله بل يوصف ايضا بانه قليل الله وان الله اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا. ان لا شك ان الخلة هي اعلى مراتب الايه محبة على الاطلاق فمن التقصير ان يوصف بانه حبيب الله في حين انه ثبت له ما هو اعلى. وهو وصفه بانه خليل الله آآ عليه الصلاة والسلام وقد جعل الله ابراهيم اماما للناس يقتدون به ويهتدون بهديه فقال عز وجل واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات سمهن قال اني جاعلك للناس اماما. وقال سبحانه ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم من المشركين. وقال تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه. ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين وقد ازر الله على يديه بناء بيته الذي جعله قياما للناس ومثابة وامنا وعهد الله اليه ولابنه تبعا له تطهير البيت للطائفين والعاكفين والركع السجود. وامر سبحانه المؤمنين باتخاذ مقامه صلى فقال عز وجل واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل ان طهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود وقال تعالى واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم وقد حصل الله النبوة والكتاب من بعده في ذريته عليه السلام. ولذلك يلقب بابي الانبياء. لانه لم يبعث نبي بعده الا من نسله ومن صلبه. قال سبحانه ووهبنا له اسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب اتيناه اجره في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين فلم يأت نبي بعد ابراهيم الا من ذريته. وهو عليه السلام اول من يكسى يوم القيامة. كما في المتفق عليه من حديث ابن عباس قال قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال انكم محشرون حفاة عراة غلا كما بدأنا اول خلقنا نعيده وان اول الخلائق يكسى يوم القيامة ابراهيم وقد جمع الله له منزلتين عظيمتين فقال سبحانه واذكر في كتاب ابراهيم انه كان صديقا نبيا له بين الصديقية والنبوة. وفضائله اكثر من ان تحصر عليه السلام. وما ذكرناه غيظ من فيض مما جهلناه في اه حق ابراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام واما نوح عليه السلام فقد جاهد في الله حق جهاده وهو اول رسول رسول بعث في الناس بعد اختلافهم على دينهم واجتيازهم الشياطين واجتيال الشيطان لهم. وقد لبث في قومه الف سنة الا خمسين عاما باذلا وسعه في الدعوة الى الله ليلا ونهارا سرا وجهارا صابرا على اذى قومه لا تثنيه عن الدعوة الى ربه سفاهاتهم وتعدياتهم يقول تعالى ولقد ارسلنا نوحا الى قومه فلبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما. فاخذهم الطوفان وهم ظالمون فانجيت اصحاب السفينة وجعلناها اية للعالمين. وقال سبحانه ايضا في نوح قال ربياني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدني هم دعائي الا فرارا. واني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا اصابعهم في اذانهم. واستغشوا ثيابهم واستكبروا استكبارا. ثم اني دعوتهم جهارا. ثماني اعلنت لهم واسررت لهم اصرارا. فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا. وقال سبحانه عن قوم نوح قالوا يا نوح قد جادلتنا فاكثرت جدالنا. فاتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين قال انما يأتيكم به الله ان شاء وما انتم بمعجزين واما موسى عليه السلام فهو كليم الله. اشتهر من بين الانبياء بهذه الحلية. قال سبحانه وكلم الله موسى تكليما وقال ايضا عز وجل ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه. قال ربي ارني انظر اليك. قال لن تراني ولكن الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما افاق قال سبحانك تبت اليك وانا اول المؤمنين. قال يا موسى اني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي خذ ما اتيتك وكن من الشاكرين وقد ورد ذكر تكليم الله موسى في مواضع من كتاب الله. وهو عليه السلام المعني في قوله سبحانه تلك الرسل فضلنا بعض وهم على بعض منهم من كلم الله. في قول كافة المفسرين هو موسى عليه السلام وقد ثبت تكليم الله ادم عليه السلام في كتاب الله في نحو قوله سبحانه قال يا ادم انبئهم باسمائهم وقوله وقلنا يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة. آآ وقوله وقوله فقلنا يا ادم ان هذا عدو لك ولزوجك. وما بعدها ايضا بعض العلماء حمل قوله سبحانه فاوحى الى عبده ما اوحى في سورة النجم. على ان الله اوحى الى محمد ليلة المعراج بلا واسطة فيكون ايضا تكليما وحمله اخرون على ان الله اوحى الى محمد بواسطة جبريل. فلا يكون تكليما. قال ابن كثير وكلا المعنيين صحيح لانه يرى ان الامرين قد وقعا يعني اه كان حصل انه كان بوساطة جبريل وحصل ايضا تكليم مباشر اه لله سبحانه وتعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم ولذلك في قول الله عز وجل منهم من كلم الله قال آآ الحافظ ابن كثير يعني موسى ومحمدا صلوات الله صلى الله عليهما وسلم وكذلك ادم. يبقى منهم من كلم الله آآ موسى ومحمد وايضا يدخل فيها ادم عليه السلام وان صح تكليم الله محمدا صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج قد يتأول انه وقع في السماء. فتبقى موسى عليه السلام من حيث ان ايه؟ ان هذا كان في الدنيا. اما ادم فتكليمه كان في الجنة قبل ان يهبط منها. ومحمد عليه السلام كان في اه السماء ومر من فضائل موسى عليه السلام كونه في السماء السادسة. وقد اتاه الله عز وجل تسع ايات بينات. العصا اليد والسنين واه فلق البحر والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ايات مفصلة اتاوا هذه الايات التسع ايات البينات الى الى فرعون وقومه ظهرت بهن حجته وقامت بينته وايده الله به قال عز وجل ولقد اتينا موسى تسع ايات بينة. وقال ايضا وادخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير في تسع ايات الى فرعون وقومه انهم كانوا قوما فاسقين واما عيسى عليه السلام فاقتص من بين سائر الخلق بانه ولد لام من غير اب. وانما نفخ جبريل في درع جيبه لمريم فحملت بعيسى عليه السلام وتكلم في المهد واتاه الله من البينات ما فضله به في قوله تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات. واتينا عيسى بن مريم البينات وايدناه بروح القدس وقد حكى الله كلام عيسى في المهد فكان مما قاله وتظهر فيه من فضائله عليه السلام غرف. قال اني عبد الله مئات لي الكتاب وجعلني نبيا. وجعلني مباركا اينما كنت واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا. وبرا والدتي ولم يجعلني جبارا شقيا. والسلام علي يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعث حيا. وكذلك ايضا في سورة مريم اه وكذا في سورة المائدة وفيها ايات ومعجزات المسيح عليه السلام. وقد رفع الله عز وجل اليه فهو حي في السماء. وهو في ثانية كما في حديث الاسراء. يعني في السماء الثانية وقال سبحانه في تكذيب اليهود في دعواهم قتله عليه السلام وما قتلوه يقينا بل رفعه الله اليه. وهذا من خصائصه اذ ليس في الانبياء حي الا هو. ها ليس في الانبياء احد حي الا المسيح عليه آآ السلام ولذلك اعتبروا آآ المسيح عليه السلام هو اخر الصحابة موتا لانه لقي الرسول عليه الصلاة والسلام في ايه؟ في ليلة الاسراء او المعروف. آآ لقيه وكلمه النبي وهو كان حيا. ما زال حيا لانه لم يمت حتى المسيح فيعتبر انطبق عليه تعريف الايه؟ الصحابية فهو نبي او رسول من اولي العزم وهو ايضا اخر الصحابة موتا لانه لقي صلى الله عليه وسلم وطبعا لا شك انه مؤمن به وبرسالته وسينزل عليه السلام في اخر الزمان كما دل عليه الكتاب والسنة والاجماع. وهذا من خصائصه عليه السلام. قال سبحانه وان من اهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته. ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا. الهاء على احد القولين تعود الى المسيح. يعني قبل موت المسيح هذا في اخر الزمان. المسيح لم يمت وانما سيموت بعد ان ينزل آآ في اخر يعني الزمان وقد تواترت الاخبار عن النبي صلى الله عليه واله وسلم. بنزول عيسى عليه السلام قال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ليوشكن ان ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا. وقال صلى الله عليه وسلم كيف انتم اذا نزل ابن مريم فيكم وامامكم منكم. ها وامامكم منكم. وهو المهدي. اه حين يصلي فيعني يقبل قد اقيمت الصلاة فحينما يدعوه المهدي الى ان يصلي اماما يرفض المسيح عليه السلام. لماذا؟ لكي لا يتدنس بغبار الشبهة لانه اذا صلى اماما ربما آآ وقع في قلب بعض الناس انه ات بشريعة جديدة. لكن لما يعلن من البداية انه يصلي مأموما خلف رجل من آآ من هذه الامة وهو المهدي فهذا اعلان بانه تابع لهذه الشريعة وليس مستأنفا شريعة آآ مستقلة اذ شريعة محمد عليه السلام لا تنسخ. ولذلك هو يحكم بالقرآن وآآ يعني يقيم آآ العدل. لكن اه بعد ذلك الظاهر انه يصلي اماما لان مقام النبي اعلى من مقام المهدي. لكن في بداية نزوله اه يعني ياخذ المسيح هذا الموقف لايه كي لا يتدنس بغبار الشبهة التي قد تطرأ في قلوب بعض الناس حينما يرون ويصلي اماما لكن لما يصلي كما في هذا الحديث كيف انتم اذا نزل ابن مريم كما فيكم وامامكم منكم. فالامام من هذه الامة في اول نزوله عليه السلام واجمعت الامة على نزوله عليه السلام اخر الزمان ثم يذكر المسألة الثالثة وهي تفضيل نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم على جميع الخلائق. يقول محمد صلى الله عليه وسلم. وافضل الانبياء على الاطلاق. بل هو خير الخلائق اجمعين. صلوات الله وسلامه عليه. وقد جاءت في ذلك نصوص لا تحصى كثرة فيما اوحاه الله عز وجل في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وفيما كتب وروي من اقوال من ائمة المهديين من السلف الصالح رضي الله عنهم اجمعين قال سبحانه وتعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات. والمعني بقوله رفع بعضهم درجات هو محمد صلى الله عليه وسلم. قال الزمخشري اي ومنهم من رفعه على سائر الانبياء. فكان بعد تفاوتهم في الفضل افضل منهم بدرجات كثيرة قال والظاهر انه اراد محمدا صلى الله عليه وسلم. لانه هو المفضل عليهم حيث اوتي ما لم يؤتوا احد. الى ان قال وفي هذا الابهام اللي هي ورفع بعضهم درجة. في هذا الابهام من تفخيم فضله. واعلاء قدره ما لا يخفى لما فيه من الشهادة على انه العلم الذي لا يشتبه والمتميز الذي لا يلتبس الى غير ذلك من معجزاته عليه الصلاة والسلام. فهو اكثر الانبياء ايات. وقد ذكر ان اياته صلى الله عليه وسلم تبلغ الفا او اكثر وقد آآ نحى بعض اهل العلم الى المفاضلة بين معجزاته ومعجزات الانبياء مبينا في كل معجزة ويقال للرجل من فعل هذا؟ فيقول احدكم او بعضكم يريد به الذي تعورف واشتهر بنحوه من الافعال فيكون افخم من التصريح به وانوه بصاحبه وقد خص سبحانه في الاية بالذكر من وجوه التفضيل التفضيل بالايات. فقال منهم من كلم الله ثم قال واتينا عيسى ابن مريم البينات قال الزمخشري وهذا دليل مبين ان من زاد تفضيلا بالايات منهم فقد فضل على غيره ولما كان نبينا صلى الله عليه وسلم هو الذي اوتي منها ما لم يؤت احد في كثرتها وعظمتها. كان هو المشهود له باحراز قصبات الفضل غير مدافع صلى الله عليه واله وسلم وقال عز وجل ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض واتينا داوود زبورا ذكر المفسرون ان الاية في محاجة اليهود وان المعنى وانكم لم تنكروا تفضيل النبيين. فكيف تنكرون فضل النبي صلى الله عليه واله وسلم يقول الزمخشري قوله ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض اشارة الى تفضيل رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله واتينا داود زبورا دلالة على وجه تفضيله وهو انه خاتم النبيين. وان امته خير الامم. لان ذلك مكتوب في زبور داود. وقال الله تعالى ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر. ان الارض يرثها عبادي الصالحون وهم محمد وامته وقد احتج العلماء بقوله تعالى في الانعام فبهداه مقتاده لكون النبي صلى الله عليه وسلم افضل الانبياء لان ما تفرق في الانبياء من خصال الفضل اجتمعت فيه صلى الله عليه واله وسلم وقال صلى الله عليه واله وسلم اعطيت خمسة لم يعطهن احد من الانبياء قبلي نصرت بالرعب بمسيرة شهر وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا. فايما رجل من امتي ادركته الصلاة فليصل واحلت لي الغنائم كان النبي يبعث الى قومه خاصة وبعثت الى الناس كافة واعطيت الشفاعة وفي رواية من حديث ابي هريرة فضلت على الانبياء بست فذكر اربعا من الخمس المتقدمة الا الشفاعة وزاد خصلتين هما اعطيت جوامع وختم بها النبيون اتحصن من الروايتين سبع خصال ومن حديث حذيفة فضلنا على الناس بثلاث فمجموع الروايات يتحصل منها سبع عشرة آآ خصلة ويمكن ان يوجد اكثر من ذلك لمن امعن التتبع وهذا لا تعارض فيه لانه ربما يكون قد اطلع اولا على بعض ما اختص به ثم اطلع على الباقي. ومن لا يرى مفهوم العدد حجة يدفع هذا الاشكال من اصله ان مفهوم العدد لا حجة آآ له ايضا في احاديث الشفاعة بيان آآ فضله صلى الله عليه وسلم على الانبياء بصورة ظاهرة. آآ آآ وصف عليه الصلاة والسلام ذلك اليوم بانه يوم يرغب اليه فيه الخلق كلهم حتى ابراهيم عليه الصلاة والسلام وقال ايضا صلى الله عليه واله وسلم اتي باب الجنة يوم القيامة فاستفتح. فيقول الخازن من انت؟ فاقول محمد فيقول بك امرت لا افتح لاحد قبلك وقال صلى الله عليه وسلم انا اكثر الانبياء تبعا. وقال لم يصدق نبي من الانبياء ما صدقت. وان من الانبياء نبيا لا من امتي الا رجل واحد وقال صلى الله عليه وسلم انا سيد ولد ادم يوم القيامة. واول من ينشق عنه القبر واول شافع واول مشفع قال صلى الله عليه وسلم انا سيد ولد ادم يوم القيامة وفي الحديث ابي بكر الصديق رضي الله عنه في الشفاعة ان عيسى عليه السلام يقول للناس اذا اتوه يستشفعونه انطلقوا الى سيد ولدي ادم هذا يقوله عيسى فانطلقوا الى سيد ولد ادم. وفيه ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعاء شفاعة ربي خلقتني سيد ولد ادم ولا فخر وقال صلى الله عليه واله وسلم انا سيد ولد ادم ولا فخراء. وفي معنى قوله ولا فخرا. قال ابن الجوزي قال ابن الانباري لا اتبجح بهذه الاوصاف. وانما اقولها شكرا لربي. ومنبها امتي على انعامه علي وقال ابن عقيل انما نفى الفخر الذي هو الكبر الواقع في النفس المنهي عنه الذي قيل فيه ان الله لا كل مختال فخور ولم ولم ينف فخر التجمل بما ذكره من النعم التي بمثلها يفتخر. ومثله قوله ان الله قال يحب الفرحين يعني الاشرين ولم يرد الفرح بنعمة الله تعالى. وقد قال سبحانه قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. فهذا مأمور به ان يفرح الانسان بفضل الله عليه وظاهر من النصوص اوجه تفضيله صلى الله عليه وسلم على الانبياء فبعثه الى الناس كفة وشريعته اكمل الشرائع. وهو اعظم الناس امة وختم الله به النبوات اي ان نبينا اوتي خيرا منها ولقد اجمعت الامة على انه صلى الله عليه واله وسلم افضل الخلق وهو في كلام الائمة سلفا وخلفا كثير. فمن ذلك ما نقل من عقيدة الامام احمد امام اهل السنة. انه كان يعتقد ان محمدا صلى الله عليه وسلم. خير الرسل وخاتم الانبياء والشهيد على الجميع. وانه كان يقول ان بعض النبيين افضل من بعض ومحمد صلى الله عليه وسلم افضلهم. وعقد الامام النووي في شرح مسلم بابا قال باب تفضيل نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم على جميع الخلائق وعقد الادري بابا في كتاب الشريعة فقال باب ذكر ما فضل الله عز وجل به نبينا صلى الله عليه وسلم في الدنيا من الكرامات على جميع الانبياء وقال الحافظ عبدالغني المقدسي في عقيدته. فصل ونعتقد ان محمدا المصطفى خير الخلائق وافضلهم واكرمهم على الله عز وجل. واعلاهم درجة واقربهم الى الله وسيلة ثم ان النبي آآ الفرد قد تتفاضل احواله يعني نفس النبي تكون له احوال افضل من اه بعض الاحوال. فلا شك ان احوال النبي الفرد يعني كل نبي على حدة احواله تكون متفاضلة. فالنبي بعد النبوة خير منه قبل النبوة. هذا طبعا في الجملة. قال سبحانه وتعالى ووجدك ضالا فهدى اي انه كان لا يدري القرآن والشريعة ولا يعلم عن امر النبوة حتى هداه الله الى ذلك. فضلا يعني عن ايه؟ عن الوحي الذي اوحاه اليه كما قال تعالى الا وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا. ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان. وقال تعالى نحن نقص عليك احسن قصص بما اوحينا اليك هذا القرآن وان كنت من قبله لمن الغافلين ثم احوال النبي بعد النبوة متفاضلة ولا شك. ومن شواهد ذلك ان الله قد ذكر في كتابه ذنوبا وقعت من بعض للانبياء وذكر مع ذلك توبتهم صلوات الله وسلامه عليهم. كما قال سبحانه في ادم وعصى ادم ربه فروى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ونحو ذلك مما ورد عن نوح وداوود وغيره ولا شك ان حال التوبة والانابة افضل من الحال الاخرى كما ذكر ابن قول بعض السلف كان داود عليه السلام بعد التوبة خيرا منه قبل الخطيئة وما من شك ان حال تلقي الوحي اشرف من غيرها من الاحوال. ولذلك كان يعتريه صلى الله عليه وسلم فيها ما لا يعتريه في غيرها. حتى قالت عائشة رضي الله عنها لقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وان جبينه لا يتفسد عرقا. ولا شك ان حاله بعد تتابع الوحي واعتياده له افضل من حاله في اوائل البعثة وقد رجف فؤاده عليه السلام ورعب من جبريل يوم نبئ صلى الله عليه وسلم ويوم ارسل. وعن ابن عباس لام الهدى والدين ولا تنسونا وتنسوا الشيخ من دعوة صادقة بظهر الغيب. وتقبلوا تحيات اخوانكم في تسجيلات السلف الصالح بالاسكندرية. هاتف رقم صفر ثلاثة فاصل اربعة تسعة اربعة سبعة ستة خمسة اثنان وتليفون محمول صفر عشرة واحد ستة اربعة واحد تسعة ثمانية صفر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته