يسر مشروع كبار العلماء بالكويت وبالتعاون مع مؤسسة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله ان يقدموا لكم هذه المادة الاختيارات الفقهية. في مسائل العبادات والمعاملات. من فتاوى سماحة العلام الامام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله. جمعها ورتبها الشيخ خالد بن سعود بن عامر العجمي كتاب الصلاة. باب صلاة الكسوف قال الامام العلامة ابن باز رحمه الله صلاة الكسوف سنة مؤكدة. لا يشرع لاهل بلد لم يقع عندهم الكسوف ان يصلوا لان النبي صلى الله عليه وسلم علق الامر بالصلاة وما ذكر معها برؤية الكسوف لا بخبر من اهل الحساب بانه سيقع ولا بوقوعه في بلد اخر. وبذلك يعلم ان الذين صلوا صلاة اتى الكسوف اعتمادا على خبر الحسابين قد اخطأوا وخالفوا السنة. لا اعلم دليلا يدل على تخصيص الكسوف وقت معين والارجح انه يمكن كسوف الشمس والقمر في كل وقت وليس مع من خصص ذلك بوقت معين دليل فيما نعلم. ينبغي لوزارات الاعلام منع نشر اخبار اصحاب الحساب عن اوقات الكسوف حتى لا يغتر باخبارهم بعض الناس ولان نشر اخبارهم قد يخفف وقع امر الكسوف في قلوب الناس والله سبحانه انما قدره لتخويف الناس وتذكيرهم ليذكروه ويتقوه ويدعوه ويحسنوا الى عباده الاصح في صلاة الكسوف هو ما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما من كون النبي صلى الله عليه وسلم صلاها ركعتين حين كسفت الشمس يوم مات ابنه ابراهيم. في كل ركعة رأتان وركوعان وسجدتان. هذا هو الاصح عند المحققين من اهل العلم وما زاد على ذلك فهو وهم من بعض الرواة او شاذ لان المحفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم انه انما صلى الكسوف مرة واحدة. اذا جاء المأموم والامام في الركوع الثاني في صلاة الكسوف فانه يكبر معهم ويصلي معهم. ولكن لا يحتسب الركعة. لان العمدة على الركوع الاول فعليه ان يقضيها يقضي الركعة الاولى بركوعيها وسجدتيها. قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه امر ان ينادى لصلاة الكسوف بقول الصلاة جامعة والسنة للمنادي ان يكرر ذلك حتى يظن انه اسمع الناس. وليس لذلك حد محدود فيما نعلم شرعية الصلاة للكسوف في اوقات النهي هو الصواب لعموم الاحاديث المذكورة ولان صلاة الكسوف من ذوات الاسباب. متى كسفت الشمس بعد العصر فانه يشرع للمسلمين ان يبادروا بصلاة الكسوف مع الذكر والدعاء والتكبير والاستغفار والصدقة. لو كسف القمر في اخر الليل ولم يعلم الا بعد طلوع الفجر فانه يشرع البدء بصلاة الكسوف ثم يصلي الفجر بعد ذلك مع مراعاة تخفيف صلاة الكسوف حتى يصلي الفجر في وقتها. الصلاة لا تكرر ولكن يشرع للمسلمين الاكثار من الاستغفار والذكر والتكبير. والصدقة والعتق. تسن الخطبة بعد صلاة كسوف لا اعلم دليلا يعتمد عليه في شرعية الصلاة للزلازل ونحوها وانما جاءت السنة الصحيحة بالصلاة والذكر والدعاء والصدقة عند الكسوف وذهب بعض اهل العلم الى شرعية صلاة الكسوف للزلزلة ولا اعلم نصا عن الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك وانما ذلك مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وقد علم بالادلة الشرعية ان العبادات توقيفية لا يشرع منها الا ما دل عليه الكتاب والسنة الصحيحة. ليس الكسوف من علم الغيب لان له اسبابا معلومة يصبرها الحسابون بتنقل الشمس والقمر ويعرفون منازل الشمس والقمر ويعرفون المنزلة التي فيها الخسوف والكسوف. قول الفلكيين ان كسوف الشمس لا يكون الا في اخر الشهر في ليالي استسرار القمر ليس عليه دليل يعتمد عليه وقد صرح جمع من اهل العلم بان كسوف الشمس يمكن وقوعه في غير اخر الشهر والله سبحانه على كل شيء قدير وكون العادة الغالبة وقوعه في اخر الشهر لا يمنع وقوعه في غيره وقد اخبر صلى الله عليه وسلم ان كسوف الشمس وخسوف القمر ايتان من ايات الله يخوف الله بهما عباده والعباد في اشد الحاجة الى التخويف والانذار من اسباب العذاب في كل وقت وهذا المعنى نفسه من الادلة على صحة قول من قال من العلماء بجواز وقوع الخسوف والكسوف في جميع الاوقات الاختيارات الفقهية