قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء تلت الاية على ان المشرك شركا اكبر ولا يغفر له وان ما دون الشرك الاكبر ها يا اخوان ماذا نفهم الاية تحت مشيئة الله تعالى ان شاء الله تعالى عذبه وبعدله وان شاء غفر له برحمته وفضله سبحانه وبحمده وهذا نص الاية كما تلاحظون اما الخوارج والمعتزلة فانهم يرون ان ما دون الشرك ومن الكبائر نعم موجب للخنود في النار كيف تجيبون على هذه الاية ويغفر ما دون ذلك وهذا في حق من تاب انظروا يا اخوان يعود الزائغون الى الاخذ بالمتشابه ويتركون النصوص المحكمة وهذه مسألة يقع فيها الزائغون من جميع الملل والنحل والطوائف يبحثون عن متشابه ويتركون الايات التي هي كالشمس في الدلالة على المقصود يقولون ويغفر ما دون ذلك ولمن يشاء يعني اذا تاب طيب والشرك الاكبر اذا تاب صاحبه يغفر له اذا ما يغفر هيغفر له يغفر له فما معنى ان يحمد قوله ويغفر ما دون ذلك سبحانه وتعالى عندما ذكر التائبين قال قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا ثم قال بعدها وانيبوا الى ربكم واسلموا له. يغفر الذنوب جميعا لمن نعم لمن اناب وتاب الى الله عز وجل هذا يشمل الصغائر والكبائر بل وحتى الشرك بالله عز وجل وقد عمم الله عز وجل في هذه الاية لكن في الاية التي عندنا ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء خصص وقيده ايضا بمشيئته سبحانه وبحمده على كل حال فالآية تدل على خطورة وانه الذنب الذي لا يغفر