احسن الله اليك يقول الله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون فرحين بما اتاهم الله من بفضله ويستبشرون ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وان الله لا يضيع اجر المؤمنين الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القرح. للذين احسنوا منهم واتقوا اجر عظيم. الذين قال لهم النبي ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله الله ذو فضل عظيم. انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه. فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين عنوان فضل الشهداء يخبر تعالى عن الشهداء بانهم وان قتلوا في هذه الدار فان ارواحهم حية مرزوقة في دار القرار روى مسلم في صحيحه عن مسروق قال سألنا عبد الله عن هذه الاية. ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عبد الله ابن مسعود مسروق من تلاميذه نعم عفا الله عنك فقال اما انا قد سألنا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ارواحهم في جوف طير من خضر لها قناديل معلقة بالعرش. تسرح من الجنة حيث شاءت. ثم تأوي الى تلك القناديل. فاطلع اليها ربهم الطلاعة فقال هل تشتهون شيئا؟ فقالوا اي شيء نشتهي؟ ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوا انهم لن يتركوا من ان يسألوا فلما رأوا انهم لن يتركوا من ان يسألوا قالوا يا رب نريد ان ترد ارواحنا في اجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة اخرى فلما رأى ان ليس لهم حاجة تركوا وقد روي نحوه عن انس وابي سعيد. وروى الامام احمد عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم صلي وسلم ما من نفس تموت لها عند الله خير يسرها ان ترجع الى الدنيا الا الشهيد فانه يسره ان يرجع الى الدنيا فيقتل مرة اخرى لما يرى من فضل الشهادة انفرد به مسلم. وروى الامام احمد عن ابن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. لما اصيب اخوانكم باحد جعل الله ارواحهم في اجواف طير خضر انهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي الى قناديل من ذهب في ظل العرش. فلما وجدوا طيب مشربهم ومأكلهم وحسن متطلبهم. قالوا يا ليت اخواننا يعلمون ما صنع الله لنا لما اصيب روى الامام احمد عن ابن عباس. نعم. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم. لما اصيب اخوانكم باحد جعل الله ارواحهم في باجواف طير خضر ترد انهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي الى قناديل من ذهب في ظل العرش. فلما وجدوا بمشربهم ومأكلهم وحسن متقلبهم. قالوا يا ليت اخواننا يعلمون ما صنع الله لنا. بان لا يزهدوا في الجهاد ولا كلوا عن الحرب فقال الله عز وجل انا ابلغهم عنكم فانزل الله هذه الايات وما بعدها هكذا رواه احمد وكذا قال القتادة والربيع والضحاك انها نزلت في قتلى احد. وروى ابو بكر ابن مردوية عن جابر ابن عبد الله قال نظر الي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال يا جابر ما لي اراك مهتما؟ قال قلت يا رسول الله استشهد ابي وترك دينا وعيالا قال الا اخبرك ما كلم الله احدا قط الا من وراء حجاب وانه كلم اباك كفاحا قال علي الكفاح المواجهة قال سلني اعطك قال اسألك ان ارد الى الدنيا فاقتل فيك ثانية فقال الرب انه قد سبق مني القول انه اليها لا يرجعون. فقال اي رب فابلغ من ورائي. فانزل الله الاية وروى الامام احمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهداء على بارق نهر بباب الجنة في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا. تفرد به احمد. وقد رواه ابن جرير وهو اسناد جيد وكأن الشهداء اقسام. منهم من تسرح ارواحهم في الجنة ومنهم من يكون على هذا النهر بباب الجنة. وقد يحتمل ان يكون منتهى سيرهم الى هذا النهر. فيجتمعونه هنالك ويغدى عليهم برزقهم هناك ويراح. والله اعلم. وقد روينا في مسند الامام احمد حديثا فيه البشارة قد روينا وقد روينا في مسند الامام احمد حديثا فيه البشارة لكل مؤمن بان روحه تكون في الجنة ايضا فيها وتأكل من ثمارها وترى ما فيها من النظرة والسرور. وتشاهد ما اعده الله لها من الكرم وقد روينا عن وقد روينا في مسند الامام احمد حديثا. نعم. فيه البشارة لكل مؤمن بان روحه تكون في الجنة تسرح ايضا فيها وتأكل من ثمارها وترى ما فيها من النضرة والسرور وتشاهد ما اعده الله لها من الكرامة وهو باسناد صحيح عزيز عظيم اجتمع فيه ثلاثة من الائمة الاربعة اصحاب المذاهب المتبعة. فان الامام احمد رواه عن محمد بن ادريس الشافعي رحمه الله عن ما لك بن انس الاصبحي رحمه الله عن الزهري عن عبد الرحمن ابن كعب ابن مالك عن ابيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الزهري عن الزهرية عن عبدالرحمن بن كعب بن مالك عن ابيه. نعم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة يعلق يعلق يعني يأكل يأكل يعلق نعم احسن الله اليك. يعلق في شجر الجنة حتى حتى يرجعه الله الى جسده يوم يبعثه وفي هذا الحديث ان ارواح ان روح المؤمن تكون على شكل طائر في الجنة واما ارواح الشهداء فكما تقدم في حواصل طير خضر فهي كالكواكب بالنسبة الى ارواح عموم المؤمنين. وهم ايش؟ واما الشهداء. واما ارواح الشهداء فكما تقدم. هم في حواصل طير خضر فهي كالكواكب بالنسبة الى ارواح عموم المؤمنين فانها تطير بانفسها. فنسأل الله الكريم المنان ان يثبتنا على الايمان. وهذي الاية الكريمة فيها فظل فضل الشهداء وان الشهداء الشهيد الذي يقتل المعركة شهيدا لاعلاء كلمة الله يعوض الله روحه الجنة بدلا اخر لما اتلفوا اجسادهم لله بذلوا اجسادهم لله فتلفت لله وقتلوا. عوض الله ارواحهم اجسادا تتنعم بوصله الجنة طاير الصبح حواصل طير تسرح بالجنة تجد انهار الجنة وتأكل من ثمارها وتؤوي الى قناديل معلقة بالعرش لما اتلفوا ابدانهم لله وقطعت اجسامهم لله انت قلت الروح الى اجساد اخرى والى في حواس الكسرة والجنة تجد نهرها وتأكل من ثمارها وتؤوي الى قناديل معلقة بالعرش واما المؤمن غير الشهيد فان روحه تتنعم وحدها تاخذ شكل طائر كما في هذا الحديث الذي رواه قال المؤلف باسناد صحيح عزيز رواه الامام احمد شوف الائمة الثلاثة عن الامام الشافعي عن الامام مالك عن عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب عن ابيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال نسبة مؤمن يعني روح المؤمن نسب طائر يعلق يأكل في سجون الجنة حتى اوجعه الله الى جسده يوم يبعثه المؤمن اذا مات نقلت روحه الى الجنة ولها صلة بالجسد تتنعم مفرده وتصرف الجسد والجسد يبلى والروح باقية في ذلك. والكافر والعياذ بالله والفاجر اذا مات نقلت روحه الى النار اعوذ بالله تعذب في النار. ولها صلة بالجسد تعذب مفردة ومتصلة بالجسد والجسد يبلى والروح باقية في عذاب فروح المؤمن غير الشهيد تاخذ بشكل طائف وتطير وحدها وتتنعم في الجنة واما الشهيد فان روحه تتنعم بواسطة حواصل الطين الفقر اكمل الشهيد تأتي نعمه اكمل يتنعم روحه بواسطة حطينا الخضر كالصوء كان بالنسبة ارواح المؤمنين ارواح المؤمنين وارواح الشهداء كالكوكب المنير فتايكون تلعبه اكمل تتلعب واما المؤمنين سائر المؤمنين تتنعم ارواحهم وحدها تاخذ شكل طائل نسبة طاعة يعلق في سجن الجنة حتى يرجعه الله الى جسده ويبعثه بس هو كان الله عليك. وقوله تعالى فرحين بما اتاهم الله الى اخر الاية اي الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله احياء عند الله وهم فرحون بما هم فيه من النعمة والغبطة. تستبشرون باخوانهم الذين يقتلون بعدهم في سبيل الله انهم يقدمون عليهم وانهم لا يخافون مما امامهم. ولا يحزنون على ما تركوه وراءهم. نسأل الله الجنة وقد ثبت في الصحيحين عن انس رضي الله عنه لقصة اصحاب بئر معونة السبعين من الانصار الذين قتلوا في غداة واحدة وقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الذين قتلوهم يدعوا عليهم ويلعنهم. قال انس ونزل فيهم قرآن قرأناه حتى رفع. ام بلغوا عنا قومنا انا ان ربنا فرضي عنا وارضانا. ثم قال تعالى يستبشرون بنعمة من الله وفضل وان الله لا يضيع اجر المؤمنين قال محمد بن اسحاق استبشروا وسروا لما عاينوا من وفاء الموعود وجزيل الثواب. وقال عبدالرحمن بن زيد بن اسلم هذه الاية جمع اتي المؤمنين كلهم سواء الشهداء وغيرهم وقل ما ذكر الله فضلا ذكر به الانبياء وثوابا اعطاهم الا ذكر ما اعطى الله المؤمنين من بعدهم لا وهذه الاية الكلمات هي بيان فضل الشهداء وانهم وانهم فرحون وانهم يتنعمون وفرحون واعينه قارة ولهذا ان الله سبحانه اطلع عليه اطلاعه. وقال ماذا تريدون؟ قالوا يا ربنا ماذا نريد؟ نحن الان نتقلب في النعمة ثم سأله الثالث والثالثة فلما رأى انه لا يتركه قالوا يا رب لا تردنا مرة ثانية الى اجسادنا حتى نقتل مرة اخرى والله تعالى كتب انه لا يرجى احد بعد الموت. ولذلك عبد الله ابن حرام رضي الله عنه والد جابر لما قتل شهيدا في معركة احد وكان ابنه جابر اذا اصابه هم الدين الذي على والده والاخوات بشر عام وبشره النبي وقال ان ان الله كلم اباك كفاحا يمدون واسفه وما كلم الله واحتلوا اسرة وقالوا تمنى قال ربي ان تردني الى الدنيا مرة اخرى فوقتها حتى يزداد الاجر والفضل فقال الله اني كتبت انه اليه لا يرجعون سبق من القول انه لا يرجع احد الى الدنيا ما احد يرجع الى الدنيا ابدا الا من احياه الله ليتركه اية من الايات القتيل ثم يرجع مرة اخرى ميتا من الطيور طيور ابراهيم مثل وزينب لا يحياه الله لا احياهم الله اية ثم يرجعون لكن ما ما يجلسون في الدنيا بعد يحيون ويجلسون كتب الله قال اني كتبت انه اليها لا يرجعون فقال ربي بلغ عني فبلغ الله انزل الله هذه الايات ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احيان عند ربهم يرزقون يرزقون يعني ارواحهم تتنعم تجد ان هرجنا وتأكل في مال فرحين وتسوي شيء بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لحقوا بهم من خلفهم يستبشرون بالذين يقدمون عليهم من الشهداء الذين يقتلون الا خوف عليهم ولا هم يحزنون. يستبشرون بنعمة من الله وفضل وان الله لا يضيع اجر المؤمنين هذا فضل فضل عظيم تنويه عظيم بالشهداء ومكانته وفوزه عند الله ولهذا الشهداء في الدرجة الثالثة درجات المؤمنين المؤمنون اربع درجات الدرجة الاولى الانبياء افضل الناس. الصديقون جمع صديق والصديق هو الذي قوى الايمان وتصديقه حتى ان ايمانه وتصديقه يحرق الشبهات والشهوات وفي قدرها الصديق الاكبر ابو بكر ثم الشهداء الذين قتلوا في المعركة لاعلاء كلمة الله بذلوا اعلى ما اغلى ما يملكون اغلى ما يملك الانسان نفسه التي بين جنبه فبذل وبحول الله حتى اسلف جسده والقسم الرابع الصالحون سائر العصا المؤمنين وقال تعالى ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين فنبينا صلى الله عليه وسلم وله مرتبة النبوة والرسالة وابو بكر لو درجة الصديقية وعمر وعثمان وعلي شهداء رضي الله عنه وارضاه. نعم السلام عليكم. ذكر غزوة حمراء الاسد وفضل من شهدها وقوله تعالى الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القرح هذا كان يوم حمراء الاسد وذلك ان المشركين لما اصابوا ما اصابوا من المسلمين كروا راجعين الى بلادهم فلما استمروا في سيرهم تندموا لم لا تمموا على اهل المدينة وجعلوها الفيصلة. فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. ندب المسلمين الى الذهاب ورائهم. ليرعبهم ان بهم قوة وجلدا ولم يأذن لاحد سوى من حضر الوقعة يوم احد سوى جابر بن عبدالله رضي الله عنه بما ما سنذكره فانتدب المسلمون على ما بهم من الجراح والادخان طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم روى ابن ابي حاتم عن عكرمة قال لما رجع المشركون عن احد قالوا لا محمدا قتلتم ولا الكواعب اردفتم بئس ما صنعتم. ارجعوا. فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك. فندب المسلمين فانتدب حتى بلغ حمراء الاسد او بئر ابي عيينة الشك من سفيان او بئر ابي عيينة. نعم. مكان مكان. الشك من سفيان. نعم. فقال المشرك نرجع من قابل. فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت تعد غزوة. فانزل الله الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القرح وروى البخاري عن عائشة قلت لعروة يا ابن اختي كان ابواك منهم الزبير وابو بكر لما اصاب النبي صلى الله عليه وسلم ما اصاب يوم احد وروى البخاري عن عائشة الذين استجابوا لله والرسول الاية قلت لعروة يا ابن اختي كان ابواك منهم يعني عائشة تقول لعروة عروة ابن الزبير نعم الزبير وابو بكر. كان ابواك منهم نعم ابو الزبير وابو بكر وجات في الام هنا احسن الله اليك. لما وجدت اب نعم. لما اصاب لما اصاب نبي الله صلى الله عليه وسلم ما اصاب يوم احد وانصرف فعله المشركون خاف ان يرجعوا فقال من يرجع من يرجع في اثرهم فانتدب منهم سبعون رجلا فيهم ابو بكر والزبير هكذا رواه البخاري منفردا بهذا السياق وقوله تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا. وهذه الاية فيها استجابة المؤمنين رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم على ما عصاه من الجراح والشدة لما انتدب هو عليه الصلاة والسلام حتى يرعبوا المشركين الذين هموا بالرجوع الى المسلمين وقالوا نريد ان نرجع ونقضي على البقية الباقية منهم فالنبي صلى الله عليه وسلم انتدبهم ولم يأذن لاحد الا من الا من حضر الغزو غزوة احد فانتدبوا على ما به من الجراح والاسخال والشدة والتعب ووصلوا الى حمراء الاسد المكان يسمى بهم مشركون فارعبوهم وعلموا ان فيهم قوة فانزل الله هذه الاية ثناء عليهم وتنويها بشأنهم وفضله الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القرح قرح الشدة والاتخان الذي استجابوا لله والرسل من بعد ما اصابهم الا الذين احسنوا منهم واتقوا اجر عظيم. فضل عظيم. نعم احسن الله اليك وقوله الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم اي الذين توعدهم الناس بالجموع وخوفوهم بكثرة الاعداء فما اكترة لذلك بل توكلوا على الله واستعانوا به. الذين اي الذين اي الذين توعدهم الناس بالجموع وخوفوهم بكثرة الاعداء فما اكترسوا لذلك بل توكلوا على الله واستعانوا به وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. روى البخاري عن ابن عباس حسبنا الله ونعم الوكيل قالها ابراهيم حين القي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل وروى ابو بكر ابن مردوية عن انس ابن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم. نعم. انه قيل له يوم احد ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فانزل الله هذه الاية ولهذا قال فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء. لما توكلوا على الله كفاهم ما اهمهم ورد عنهم بأس من اراد كيدهم فرجعوا الى بلدهم بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء لم يمسسهم سوء مما اضمر لهم عدوهم. واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم وروى البيهقي عن ابن عباس في قول الله فانقلبوا بنعمة من الله وفضل. قال النعمة النعمة انهم سلموا والفضل ان عيرا مرت وكان في ايام الموسم فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم فربح فيها ما فقسمه بين اصحابه بهذه الاية احسن على المؤمنين ونبيه صلى الله عليه وسلم معهم في توكله مع الله واعتمادهم عليه وذلك ان قريشا قالوا فيما بينهم وارسلوا ايضا من يخبر ارسلوا رسولا الى النبي صلى الله عليه وسلم قالوا قولوا لهم اننا سنرجع اليهم وسنقضي على البقية الباقية منهم فلما بلغ الخبر النبي قال حسبنا الله ونعم الوكيل الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم ومن قريش اعدوا لكم وتهيأوا لقتالكم اوصل رسولا قال هذا الرسول تركت قريشا خلف ظهره وهم اتونا اليكم يقاتلونكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا في صحيح البخاري رضي الله عنه قال حسبنا الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال حسبنا الله ونعم الوكيل قالها الخليلان قالها ابراهيم حين القي في النار فكفاه الله وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قال لهم قيل له ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوه قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل قال الله فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء توكل على الله واعتمادهم عليه وتفويضهم الامر اليه وفعلهم الاسباب انقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء مما توعدهم به عدوه والله ذو الفضل العظيم ابراهيم الخليل لما جمعوا له قطب واظلموها نارا والقوه فيها قال حسبنا الله ونعم الوكيل جاء في في بعض الروايات انه عرض له جبريل وهو في الهواء القي هو في الهواء سيقف على النار. يسقط في النار فقال له جبريل الك حاجة جبريل معروف ستمائة نجاح كل جناح يملأ ما بين السماء والارض. اقتلع مدائن لوط بطرف لو اراد اخذه وابعده عن النار هل لك حاجة؟ فقال اما اليك فلا واما الى الله فبلى فجاء الفرج اسرع من هذا اسرع قال الله قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم لما سقط صارت النار برد وسلامة انصار الجو معتدل لو ان الله قال كلي بردا لمات ابراهيم من شدة البرد وان تركت على حالها لاحرقته النار فلما قال الله كوني فردا وسلاما صار الجو معتدل. جو النار لا حار ولا بارد. بردا وسلاما قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم. والله تعالى هو الذي بيده كل شيء ففي فضل هذه الكلمة. قال ابراهيم حسبنا الله ونعم الوكيل. يكفينا الله ما احتاج الى جبريل ولا غيره من المخلوقين حسبنا الله ونعم لم يمسسهم سوء والله ذو فضل في فضل هذه الكلمة العظيمة حسبنا الله ونعم الوكيل يكفيه الله احسن الله اليك ثم قال تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه ان يخوفكم اولياءه ويوهمكم انهم ذو بأس ودوو شدة. قال الله تعالى فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. اي اذا سول لكم وهمكم فتوكلوا علي والجأوا الي فاني كافيكم وناصركم عليهم. كما قال تعالى اليس الله بك كاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه الى قوله قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون. وقال تعالى قاتلوا اونياء الشيطان ان كيد الشيطان كان ضعيفا. وقال تعالى اولئك حزب الشيطان الا ان يظهر فيه وليه ويفضح فيه عدوه يعرف به المؤمن الصابر والمنافق الفاجر يعرف يعرف به مؤمن الصابر والمنافق الفاجر يعني بذلك يوم احد الذي امتحن الله به المؤمنين فظهر به ايمانهم الشيطان هم الخاسرون. قال ولينصرن الله من ينصره وقال انا لننصر رسلنا والذين امنوا الاية. في هذه الاية الكريمة يقول تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه. فلا تخافوهم خوف ان كنتم مؤمنين المعنى ان الشيطان يخوف المؤمنين اولياءه ويعظمهم في صدورهم قال افلا تخافوه وخافوا ان كنتم مؤمنين. في دليل على ان من شرط الايمان ان لا يخاف الا الله والخوف اقسى الخوف وخوف العبادة خوف السر اذا خاف غير الله خوف العبادة فهو السر يكون مشركا بالله كان يخاف من الميت ان يصيبه بسره لا بسبب مظاهر اصيبه بان يسلط عليه عدوه او يدخله النار او يحرمه دخول الجنة بسره لا بسبب الظاهر هذا شرك هذا معناه خوف من الاعتقاد اعتقد ان الميت هذا يسمى خوف السر خوف السر اما الخوف الطبيعي هو اللي يخاف من شخص عدو امامه معه سلاح هذا هو طبيعي هو يخاف من سبع فيأخذ حذره خوف من الاحياء الحياة والعقارب هذا امر طبيعي لانه لانها معه سوء ظاهرة لكن اذا خاف من الميت خافوا بسره لا بسبب ظاهر. اخساء وهو خوف الميت كما يفعل عباد القبور ما يستطيع ان يتجاوز القبر يخاف من الميت والشر اللي تسلط عليه حتى يعرقل حركاته وقد يسقط فهو يخاف منه ان يصيبه بسر لا بسبب مظاهر هناك خوف ثالث وهو ان يخاف من المخلوق فيترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر او يترك يفعل المعصية خوفا من المخلوق وليس هناك مانع يمنعه ولكنه توهم يتوهم انه اذا فعل كذا حصل له كذا هذا لا يجوز له اما اذا كان هناك ظرر عليه في نفسه او في ماله او في او في بدنه فهذا عذر له لكن اذا كان توهم يتوهم انه يصل له كذا وكذا فيترك هذا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هنا يكون عاصي في هذه الحالة ومعصية والخوف على هذه الاحوال خوف السر هذا شرك اذا خافه غير الله والخوف الطبيعي كان يخاف من العدو ومن السبع يأخذ حدرة يخاف من الجوع فيأكل يخاف من الظمأ في شرب يخاف من البرد فيلبس ويستدفأ هذا خوف طبيعي يخاف الانسان من عدوه فيأخذ حذره ويستعد له هذا خوف طبيعي فمن خاف غير الله خوفا خوف السر هذا مشرك. قال وخافوا فلا تخافوا اخوا ان كنتم مؤمنين دل على ان من خاف الله خير الله خوف العبادة لا يكون مؤمنا. نعم احسن الله اليكم. يقول تعالى ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر انهم لن يضروا الله شيئا. يريد الله الا يجعل لهم حظا في الاخرة ولهم عذاب عظيم. ان الذين اشتروا الكفر بالايمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب اليم. ولا يحسبن الذين كفروا ان ما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين. ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم وعليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يشتبي من رسله من يشاء فامنوا بالله ورسله وان تؤمنوا اتقوا فلكم اجر عظيم ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم يطوقون ما بخلوا به يوم القيامة. ولله ميراث السماوات والارض والله بما تعملون خبير. عنوان تسمية للرسول الله عليه وسلم يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر وذلك من شدة حرصه على الناس كان يحزنه مبادرة الكفار الى المخالفة والعناد والشقاق. فقال تعالى لا يحزن كذلك انهم لن يضروك الله شيئا يريد الله ان لا يجعل لهم حظا في الاخرة. اي حكمته فيهم انه يريد بمشيئته وقدرته ان لا يجعل لهم نصيبا في الاخرة ولهم عذاب عظيم. ثم قال تعالى مخبرا عن ذلك اخبارا مقررا ان الذين اشتروا الكفر بالايمان اي استبدلوا هذا بهذا لن يضر الله شيئا اي ولكن يظرون انفسهم ولهم عذاب اليم ثم قال تعالى ولا يحسبن الذين كفروا ان ما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم يزدادوا اثما ولهم عذاب كقوله ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون. وكقوله فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. وكقوله ولا تعجبك اموالهم واولادهم انما يريد الله ان يعذبهم بها في الدنيا وتزهق انفسهم وهم كافرون ثم قال تعالى ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب. اي لابد ان يعقد سببا من المحنة قبرهم وجلدهم وثباتهم وطاعتهم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وهتك به ستر المنافقين فظهر مخالفتهم ونقولهم عن الجهاد وخيانتهم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم. ولهذا قال تعالى ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب. قال مجاهد ميز بينهم يوم احد قال قتادة ميز بينهم بالجهاد والهجرة ثم قال تعالى وما كان الله ليطلعكم على الغيب اي انتم لا تعلمون غيب الله في خلقه حتى يميز لكم المؤمن من المنافق لولا ما يعقده من الاسباب الكاشفة عن ذلك. ثم قال تعالى ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء. كقوله تعالى عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا. ثم قال تعالى امنوا بالله ورسله فامنوا بالله ورسله اي اطيعوا الله ورسوله واتبعوه فيما شرع لكم. وان تؤمنوا وتتقوا فلكم اجر عظيم. عنوان دم البخل والوعيد عليه. وقوله تعالى ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله وخير لهم بل هو شر لهم اي لا يحسبن البخيل الذي جمع المال لينفقه بل هو مضرة عليه في دينه وربما كان في دنياه الذي جمع المال اي لا يحسبن البخيل ان جمعه المال ينفعه ان جمعه المال ينفعه بل هو مضرة عليه في دينه وربما كان في دنياه. ثم اخبر بمآل امر ماله يوم القيامة فقال سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة. روى البخاري عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتاه الله ما لم فلم يؤد زكاته قيل له شجاعا اقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة فيأخذ بلهزمتيه يعني بشدقيه يقول انا مالك انا كنزك ثم تلا هذه الاية ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خير لهم بل هو شر لهم الى اخر الاية تفرد به البخاري دون مسلم من هذا الوجه وقد رواه ابن حبان في صحيحه وروى الامام احمد عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد لا يؤدي زكاة ما له الا جعل له شجاع اقرع يفر منه وهو يتبعه يقول انا كنزك. وقد قرأ عبد الله مصداقه من من كتاب الله سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة والشجاع ان يقرأ الذكر والحيات والاقرع الذي سقط شعر رأسه بكثرة السم. نسأل الله العافية. نعم وهكذا رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه ثم قال الترمذي حسن صحيح وقوله تعالى ولله ميراث السماوات والارض اي وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه. فان الامور كلها مرجعها الى الله عز وجل فقدموا لكم من اموالكم ما ينفعكم يوم معادكم. والله بما تعملون خبير اي بنياتكم وظمائركم في هذه الايات الكريمة تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم الذي يحزن عليه الصلاة والسلام حينما يتأخر بعض الناس على الايمان كما قال تعالى في الايات الاخرى فلعلك ما حول نفسك على اثارهم. ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفل. يعني لعلك مهلك نفسك بسبب عدم ايمانه قال سبحانه في هذا اليوم ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر لا تحزن عليهم انه لا يضر الله شيئا لا تحزن يا محمد الذين يساؤلون في الكفر انه لا يضر الله شيء انما يضرون انفسهم ولا يحزنك الذين انهم لن يضروا الله شيئا. يريد الله ان لا يجعل لهم حظا في الاخرة. ولهم عذاب عظيم يريد الله تعالى ان لا يجعل لهم نصيبا في الاخرة ولهم عذاب عظيم بسبب استمرارهم بقيامهم واقامتهم على الكفر ثم قال سبحانه ان الذين اشتروا كفر بالايمان لن يضروا الله شيئا. ولهم عذاب العلي. الذي يسره الكفر يعني اعتاضوا. اعتاضوا عن الايمان بالكفر. يعني اعتاضوا. اعتاضوا عن هذا بهذا وتواضع عن الايمان بالكفر واختاروا الكفر عن الايمان لن يضروا الله شيئا. انما يضرون انفسهم ان الذين يستوفون بالايمان لا يظرون شيئا ولهم عذاب اليم بين سبحانه وتعالى ان ما عليه الكفار من المال والولد انما انما هو امداد لهم ليزداد عذابهم ولا يحسبن الذين كفروا ان منهم خير لانفسهم انما نريدهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين لا يحسب الكافر انما يريده الله من المال والولد والولد انه خير له بل هو استدراج يستردده الله ثم يأخذه بعد ذلك توفروا له العذاب في الاخرة انما نريدهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب اليم. كلما ازداد ازدادت حياته زاد اثم نعوذ بالله ولهذا في الحديث خيركم ما طال عمره وحسن عمله. وشركم ما طال عمره وساء عمله قال سبحانه فلا تجبك اموالهم واولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا قال صلى الله عليه وسلم سنستدرجه من حيث لا يعلمون واملي لهم من الكيد متين ثم قال ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يمسه خبيث ابن الطيب هذا في غزوة احد ان الله سبحانه وتعالى لم يتركوا المؤمنين بل ابتلاهم بالمصيبة والهزيمة والجراحات حتى يتبين الصادق من الكاذب في ايمانه تبين الصابر من الجازع تبين المؤمن من المنافق ما كان الله ليذر المؤمنين على من حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله يطيعكم من الغيب يعني انتم لا تعلمون لا تعلمون الغيب ولا تعلمون الصدق والكذب لولا ما عقدوا الله من الاسباب تعرفون بها ذلك ولكن الله ليس بالرسل من يشاء فامنوا بالله ورسله فان الله تعالى يختار يختار سبحانه وتعالى من هو في علبة صالح للرسالة وللايمان والنبوة هو سبحانه وتعالى له الحكمة البالغة وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان له خيرة وان تؤمنوا وتتقوا فلكم اجر عظيم في هذا الايمان والتقوى. وان اهل الايمان والتقوى لهم الاجر العظيم ثم قال سبحانه ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خير لهم بل هو شر لهم في بيان ان الذين يبخلون بالاموال ويمنعون الزكاة والواجبات يظنون ان هذا خير لهم. وان فيه تكثير لمالهم وهو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة كما سمعنا في الحديث انه انه ما له يطوق يطوق في عنقه من منع الزكاة كان ما له شجاع الاقرع ياخذوا بالهزمتيه فيقول انا مالك ثم قال سبحانه ولله ما في السماوات والارض والله بما تعملون خبير. هو سبحانه يرث السماوات والارض وهو خبير باعمال عباده وسوف يجازيهم على اعمالهم ونياتهم واقوالهم