بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال المصنف وفقه الله تعالى في كتابه فقه الاسماء الحسنى اقتضاء اسماء الله لاثارها من الخلق والتكوين ان من اجل المقامات وانفع الامور التي توجب للعبد الرفعة وتعينه على حسن المعرفة بالله وتحقيق محبته ولزوم الثناء عليه النظر والتأمل في اقتضاء الاسماء الحسنى والصفات العليا لاثارها من الخلق والتكوين وان العالم كله بما فيه من سماوات وارض وشمس وقمر وليل ونهار وجبال وبحار وسكنات كل ذلك من بعض اثارها ومقتضياتها فهي كلها تشير الى الاسماء الحسنى وحقائقها تنادي عليها وتدل عليها وتخبر بها بلسان النطق والحال ما قيل تأمل سطور الكائنات فانها من من الملك الاعلى اليك رسائل وقد خط فيها لو تأملت خطها وقد خط وقد خط فيها لو تأملت خطها الا كل شيء ما خلى الله باطل تشير باثبات الصفات لربها فصامت فصامتها فصامتها يهدي ومن هو قائل. يعني بلسان الحال ولسان المقال صامتها مثل الجبال ومثل الاشجار نعم ومن هو قائل يعني ومن هو ناطق كلها تدل على الخالق سبحانه وتعالى. نعم فلست ترى شيئا ادل على شيء من دلالة المخلوقات على صفات خالقها ونعوت كماله وحقائق اسمائه وهذا من اجل المعارف واشرفها وكل اسم من اسماء الله سبحانه له صفة خاصة وان اسمائه اوصاف مدح وكمال وكل صفة لها مقتض وفعل اما لازم واما متعد ولذلك الفعل تعلق بمفعول هو من لوازمه وهذا في خلقه وامره وثوابه وعقابه. وكل ذلك اثار وكل ذلك اثار الاسماء الحسنى وموجبات وموجباتها ويستحيل تعطيل مفعوله عن افعاله وافعاله عن صفاته وصفاته عن اسمائه واسماؤه واسمائه وصفاته عن ذاته ولهذا جاء في القرآن الكريم الانكار على من عطله عن امره ونهيه وثوابه وعقابه وان قائل ذلك نسب الله الى ما الى ما لا يليق به والى ما يتنزه عنه وان ذلك حكم سيء ممن حكم به عليه وان من نسبه الى ذلك فما قدره حق قدره فما قدره فما قدره حق قدره ولا عظمه حق تعظيمه. كما قال تعالى في حق منكري النبوة وارسال الرسل وانزال الكتب وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء وقال تعالى في حق منكري المعادي والثواب والعقاب وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه وقال في حق من جوز عليه التسوية بين المختلفين او المختلفين كالابرار والفجار والمؤمنين والكفار ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون فاخبر ان هذا حكم سيء لا يليق به تأباه اسماؤه وصفاته وقال سبحانه افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون. فتعالى الله الملك الحق لا اله الا هو رب العرش الكريم اي عن هذا الظن والحسبان الذي تأباه اسماؤه وصفاته ونظاهر هذا في القرآن كثيرة ينفي فيها عن نفسه خلاف موجب اسمائه وصفاته اذ ذاك مستلزم تعطيلها عن كمالها ومقتضياتها وعليه فان من انفع ما يكون للعبد في هذا الباب مطالعة مقتضيات الاسماء والحسنى والتأمل في موجباتها وحسن دلالتها على كمال مبدعها وعظمة خالقها وانه سبحانه اتقنها واحكمها غاية الاتقان والاحكام ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت وكل اسم من اسماء الله الحسنى يقتضي اثاره من الخلق والتكوين فاسمه الحميد المجيد يمنع ترك الانسان سدا مهملا معطلا لا يؤمر ولا ينهى ولا يثاب ولا ولا تابوا ولا يعاقب وكذلك اسمه الحكيم يأبى ذلك. وكذلك اسمه الملك واسمه الحي يمنع ان يكون معطلا من الفعل. بل حقيقة الحياة الفعل. فكل حي فعال. وكونه سبحانه انا خالقا قيوما من موجبات حياته ومقتضياتها واسم وكونه سبحانه خالقا قيوما من موجبات حياته ومقتضياتها واسمه السميع البصير يوجب مسموعا ومرئيا واسمه الخالق يقتضي مخلوقا وكذلك الرزاق واسمه الملك يقتضي ملكه يقتضي مملكة وتصرفا وتدبيرا واعطاء ومنعا واحسانا وعدلا وثوابا وعقابا واسم البر المحسن المعطي المنان ونحوها تقتضي اثارها ووجباتها تقتضي اثار وموجباتها واسم الغفار التواب العفو يقتضي وجود جناية من الامم تغفر وتوبة تقبل وجرائم يعفى عنها وهكذا الشأن في جميع اسمائه الحسنى ومن تأمل في سريان اثار الاسماء والصفات في الامر والعالم هداه الى الايمان بكمال الرب سبحانه في اسمائه الحسنى وصفاته العليا وافعاله الحميدة وانه سبحانه له في كل ما قضاه وقدره. الحكمة البالغة والايات الباهرة والتعرفات الى عباده اسمائه وصفاته واستدعاء محبتهم له وذكرهم له وشكرهم له وتعبدهم له باسمائه الحسنى فكل اسم له تعبد مختص به علما ومعرفة وحالا ولا يتحقق شيء من هذا الا بمثل هذا النظر والتدبر النافع في كل اسم وما يقتضيه واكمل الناس عبودية المتعبد بجميع الاسماء والصفات التي يطلع عليها البشر فلا تحجبه عبودية اسم عن عبودية اسم اخر كما يحجبه التعبد باسم القدير عن التعبد باسمه الحليم الرحيم او يحجبه عبودية اسمه المعطي عن عبودية اسمه المانع او التعبد باسماء التودد والبر واللطف والاحسان عن اسماء العدل والجبروت والعظمة والكبرياء نحو ذلك وهذه طريقة الكمل من السائرين الى الله وهي طريقة مشتقة من القرآن الكريم. قال الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها والدعاء بها يتناول دعاء المسألة ودعاء الثناء ودعاء التعبد وهو سبحانه يدعو عباده الى ان يعرفوه باسمائه وصفاته ويثنوا عليه بها ويأخذوا بحظهم من عبوديتها وهو جل وعلا يحب اسماءه وصفاته ويحب ظهور اثارها في خلقه. فان ذلك من لوازم كماله وفتح سبحانه لعباده ابواب معرفته والتبصر باسمائه وصفاته فدعا عباده في القرآن الى معرفته من طريقين احدهما النظر في مفعولاته فانها اجل شيء على اسمائه وصفاته والثاني التفكر في اياته وتدبرها الاول تفكر في في اياته المشهودة والثاني تدبر تدبر لاياته المتلوة وكل منهما باب واسع في معرفة الرب المجيد والاله الحميد فسبحان من تعرف الى خلقه بجميع انواع التعرفات ودلهم عليه بانواع الدلالات وفتح لهم اليه جميع الطرقات ثم نصب اليه الصراط المستقيم وعرفهم به ودلهم عليه. ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وان الله لسميع عليم. نعم يكفي نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين وان يوفقنا لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع قريب سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا